كيف يحافظ المسلم على أعمال الخير في رمضان لتستمر روح رمضان لما بعده؟
يجيب عن السؤال دكتور الشريعة والقانون عصام بدران
الأصل أنْ يتذكّرَ كلٌّ مِنا أنّ اللهَ موجودٌ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، و ليس في وقتٍ محدَّدٍ، وما يأتي بخيرٍ أو بِشرٍّ و إلا ويراه الله- تعالى عزّ وجلّ-، فإذا تذكّر هذه المعاني؛ كان دائمَ الصلةِ بالله، ولابد من معرفةِ أنّ التغييرَ الحقيقَ في رمضان؛ هو أنْ يجلسَ المرءُ مع نفسِه، وأنْ يفكّرَ فيما يريدُ من نفسه في رمضان، ما هي الأعمالُ السيئةُ التي يأتيها؟ وكيف يتخلصُ منها؟ ما هي الطاعاتُ التي كان مقصّراً فيها فيحافظ عليها؟ وكيف يؤدي العباداتِ والطاعة؟ و أنْ يكونَ ذلك على الدوام؛ بمعنى أن نستفيد من رمضان نتعود على الطاعة بشكل دائم، وأن نترك المعصية في رمضان على الدوام، فيكون رمضان فرصة حقيقية للتغيير، وهذا لن يتأتّى إلا إذا غيّر الناسُ نفوسَهم وخُططَهم بالنسبةِ لهذا الشهر.
وإنْ كان الإنسانُ يُكثرُ من الأعمالِ الصالحة؛ ويترك الأعمالَ السيئةَ في رمضان، لكنْ ليكنْ له جدولٌ وأهدافٌ واضحةٌ؛ يريدُ أنْ يحقّقَها خلالَ شهرِ رمضان، فيكونُ الشهرُ فرصةً للإصلاحِ الدائمِ والتغييرِ الفعالِ، وِفقَ أدواتِ الإصلاحِ والتغييرِ التي يتفقُ عليها الجميعُ، فقد يرى الإنسانُ في نفسه -مَثلاً- أنه لا يستطيعُ الاستغناءَ عن الكذبِ، فيتعاهدُ بينه وبين الله- تعالى- أنْ يتركَ الكذبَ، ويُمهدَ لذلك بعِدّة طرُقٍ منها؛ القراءةُ في الحديثِ عن الكذبِ وأضرارِه وحُرمتِه وعاقبتِه، والنظرُ في عاقبةِ المُكذبين، كذلك البحثُ في الأسبابِ التي تجعلُه يأتي الكذبَ، والعزمُ على تركِه، وحسنُ النيةِ على تركِه، وأنْ يراقبَ قلبَه عقبَ ترْكِ كل كذبٍ، وأثر ذلك عليه، وأنْ يجاهدَ نفسَه وألا يطاوعَها حين يريدُ أنْ يكذبَ، وُيكثرَ من الدعاءِ أنْ يُيّسرَ اللهُ- تعالى- أمرَه، وأنْ يعالجَ من هذا الدعاءِ، ويستغفرَ اللهَ من كل كذبٍ، ويجدّدَ العهدَ مع الله.