Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ثقافةوفن

“البوهو شيك” طرازٌ يغزو بيوتَ المُثقفينَ والفنانينَ وعشاقِ السفرِ

 

تقرير :السعادة

ديكورُ المنزلِ هو صاحبُ الانطباعِ الأولِ؛ الذي يشكِّلُه الزائرُ للمنزلِ عن ذَوقِ أصحابِه واهتماماتِهم وثقافاتِهم ومستوى معيشتِهم؛ لِذا تهتمُّ غالبيةُ العوائلِ اليومَ باختيارِ ديكورٍ منزليٍّ يتناسبُ مع أفكارِهم، واحدٌ من الديكوراتِ المنتشرةِ والمبُهِجةِ اليومَ “الطراز البوهيمى”؛ فما هو الطرازُ البوهيمى؟ ومِن أين جاء؟ وعلى ماذا يعتمدُ؟ وتفاصيلُ أخرى نَصحَبُكم فيها في زاويةِ ثقافةِ وفي هذا العددِ.

يُعدُّ الديكورُ المنزلي من أهمِّ العناصرِ التي تعتني بترتيبِ وتنسيقِ البيتِ، وأصبح مُهِمًّا أكثرَ بعدَ ظهورِ العديدِ من الأنواعِ المختلفةِ للديكورِ، والتي تختلفُ باختلافِ الألوانِ والخاماتِ، والتي تُمكِّنُك من استغلالِ المساحاتِ والأرضياتِ والحوائطِ والأثاثِ؛ كي تَظهرَ بشكلٍ مختلفٍ وجديدٍ.

ثقافةٌ وذوقٌ

ويهتمُّ عِلمُ الديكورِ بدراسةِ ثقافةِ المجتمعِ وذَوقهِ، واستخدامِه كطابعٍ في إنتاجِ العديدِ من التصاميمِ المختلفةِ، وهو فنٌّ مُقتَبَسٌ منذُ القِدمِ، وأكبرُ دليلٍ على ذلكَ أنّ هناكَ ديكوراتٍ مُقتبَسةً من الزخارفِ الإسلاميةِ التي تمَّ فيها استخدامُ المواريثِ والتقاليدِ المختلفةِ للمجتمعِ الإسلامي، واستخدامُ الخطوطِ العربيةِ؛ وغيرِها الكثيرِ من العناصرِ الفنيةِ المختلفةِ.

يَجِدُ الباحثونَ عن الطابعِ الخاصِّ، والتفرُّدِ في ديكورِهم المنزليّ في ديكورِ ا”لبوهو” ذي اللمسةِ البوهيميةِ ضالّتَهم؛ ويرفضُ هذا النوعُ من الديكورِ الداخليّ الفاخرِ الالتزامَ بطابعٍ موَحّدٍ؛ فهو يَجمعُ بينَ القديمِ وآخِرِ صيحاتِ الزينةِ والأثاثِ من مختلفِ الثقافاتِ، ومن حِقَبٍ زمنيةٍ متعدّدةٍ، ويخضعُ فيه التصميمُ، واختيارُ الألوانِ، وقِطعُ الأثاثِ للجوانبِ الذاتيةِ لصاحبِ المنزلِ، ولحكاياتِه مع كلِّ قطعةٍ يوَظِّفُها في بيتِه؛ استجابةً لرؤيتِه الخاصةِ وذوقِه.

المهندسةُ المعماريةُ “ميّادة حبّوب” تقولُ لـ”السعادة” ” إنذَّ الطرازِ البوهيميَّ هو أحدُ طُرزِ الديكورِ الشهيرةِ، والذي نشأَ فترةَ السبعيناتِ في فرنسا؛ ثُم انتشرَ بشكلٍ كبيرٍ في البلدانِ الآسيويةِ والهنديةِ، وكلمةُ “البوهيمي” تَعني (الغَجري)؛ فحياةُ الغجرِ متحرّرةٌ خاليةٌ من القيودِ، ومن هنا فإنّ الطرازَ البوهيميَّ في التصميمِ طرازٌ حُرٌّ ليس له قواعدُ ولا قوانينُ، فهو مزدحِمٌ ومليءٌ بالعناصرِ والألوانِ والزخارفِ، ويتماشَى مع أذواقِ الناسِ، ويستطيعُ كلُّ شخصٍ أنْ يُضيفَ لمسَتَه الخاصةَ، وأنْ يختارَ ألوانَه المفضَّلةَ، وأنْ يضعَ مقتنياتِه التذكاريةَ التي جلبَها من هنا وهناكَ.

وتضيفُ: يتمتعُ الطراز البوهيميُّ ببعضِ الخصائصِ في تصميمِه، والتي تَزيدُه جمالاً على الرغمِ من قيامِه على أُسُسِ التفرُّدِ وعدمِ اتّباعِ أيِّ قواعدَ، فعلَى المُهتمّينَ بهذا النوعِ من الطرازِ استخدامُ موادٍ من الطبيعةِ، فالطرازُ البوهيميُّ يعتمدُ بشكلٍ كبيرٍ على الأخشابِ، والجلودِ، والخيزُرانِ، والنحاسِ في صناعةِ الأثاثِ، كما أنّ خُبراءَ التصميمِ ينصحونَ باختيارِ قطعةِ أثاثٍ واحدةٍ على الأقلِّ؛ تكونُ مُتفرِّدةً ومميَّزةً وغريبةً؛ سواءً في شكلِها أو لونِها أو نقوشِها.

الزّهريُّ والناريُّ

ثُم إنّ اختيارَ الألوانِ المُبهِجةِ، التي تبعثُ الأملَ والحيويةَ مُهِمٌّ، فلَوحةُ الألوانِ في التصميمِ الداخليّ البوهيميّ؛ هي مزيجٌ من الألوانِ الترابيةِ مع الألوانِ الزاهيةِ؛ مِثلَ (الفوشي، والأحمرِ، والفيروزي، والأصفرِ.. وغيرِها من الألوانِ المُشبَّعةِ)، واللعبُّ بالألوانِ من أهمِّ الأدواتِ التي يمكِنُ الاعتمادُ عليها؛ لتحويلِ منزلِك إلى الطرازِ البوهيمي، فيُمكِنُك الاعتمادُ على اللونينِ الزهريِّ والأحمرِ الناري؛ من خلالِ إدخالِهم في أقمشةِ الأرائكِ، ودمجِهم مع غيرِهم من الألوانِ، فهُما يُعدَّانِ من أساسياتِ هذا الطرازِ.

وتُتابعُ: يتميّزُ التصميمُ البوهيمي بالحريةِ وعدمِ الالتزامِ بقواعدَ.. ما يَسهُلُ تحقيقُه؛ وهذا يجعلُه مِثاليًا للشخصياتِ المعتادةِ على السفرِ، والتي تفضّلُ التحرُّرَ وعدمَ التقيّدِ بقواعدَ..، وفي حالِ لم تَكنْ من مُحِبّي الألوانِ الفاقعةِ والقويةِ؛ يُمكِنُ الاستغناءُ عنها؛ واستبدالُها بالأبيضِ وبالألوانِ الترابيةِ والحياديةِ؛ لتَحصُلَ على طرازٍ بوهيميٍّ حديثٍ، أو ما يُطلَقُ عليه اسمُ (البوهو شيك).

وتنوِّهُ  “حبوب”: بأنّ الطرازَ يعتمدُ على نظامِ الطبقاتِ في ترتيبِ الديكورِ؛ ثُم علي العشوائيةِ؛ فعلى سبيلِ المثالِ يتمُّ وضعُ عنصرٍ نباتيٍّ؛ ومن خَلفِه قاطعٌ من الخيزرانِ؛ ومن أمامِه كُرسيٌّ مميّزٌ ذو ألوانٍ زاهيةٍ؛ وبجانبِه طاولةٌ عتيقةٌ من النحاسِ؛ وعلى الحائطِ “مكرمية” يدويةٌ.. وهكذا يتمُّ ترتيبُ العناصرِ على طبقاتٍ أمامَ بعضِها البعضِ، و غالبًا ما يكونُ أثاثُ التصميمِ البوهيميّ عتيقًا، وقِطَعُ الأثاثِ فريدةً من نوعِها، وغالبًا ما يكونُ الأثاثُ من الخشبِ أو الخيزرانِ، كما أنك لستَ بحاجةٍ إلى مقاعدَ وكراسي فخمةٍ؛ فالديكوراتُ هنا تعتمدُ على الكراسي المنخفضةِ عن الأرضِ، والوسائدِ العريضةِ للجلوسِ عليها، ويمكنُ وضعُ بطانياتٍ أو قِطَعٍ من الفَروِ على الأرائكِ؛ لإضافةِ المزيدِ من الأجواءِ البوهيميةِ على المكانِ.

من جانبِه يقولُ المهندسُ حسين حماد:” عادةً ما يختارُ الفنانونَ والمثقفونَ والمهتمونَ بالسياحةِ والسفرِ تزيينَ منازلِهم على الطرازِ البوهيمي؛ حيثُ يَجمعونَ أثاثًا مختلفًا من جميعِ رحلاتِهم؛ ليُصمِّموا بذلكَ غرفةً توَحّدُ الطرازَ الحديثَ والعتيقَ.

فلا يُعدُّ الذهابُ إلى أقربِ متجرٍ؛ وشراءُ أيِّ نوعٍ من الأثاثِ؛ الحلَّ الأمثلَ إذا اخترتَ نمطَ “البوهو”؛ لأنّ الطرازَ بحدِّ ذاتِه يعتمدُ على ما تمَّ جَمعُه من مختلفِ أنحاءِ العالمِ، ومن فتراتٍ زمنيةٍ متعدّدةٍ؛ وهذا يعني هذا ضرورةَ إدماجِ العديدِ من الأنماطِ والعصورِ في غرفةٍ واحدةٍ؛ لهذا السببِ، يجبُ عليكَ أنْ تَتجوّلَ بينَ المتاجرِ العتيقةِ للبحثِ عن القِطعِ الفريدةِ.

تفاصيلُ ممتِعةٌ

ويضيفُ: يعتمدُ الطرازُ بشكلٍ كاملٍ على التفاصيلِ التي تستثمرُ فيها أموالَكَ المخصَّصةَ لتجديدِ ديكورِ المنزلِ باللمسةِ التي تُبرِزُ أسلوبَ “البوهو” المُتفرّدَ الذي اخترتَه، وتُعدُّ النباتاتُ الداخليةُ والوسائدُ والسجادُ من الإكسسواراتِ المثاليةِ في النمطِ البوهيمي، وكلَّما كانت أكثرَ جرأةً؛ كان التصميمُ أفضلَ، كما تلعبُ النباتاتُ الداخليةُ؛ كالنخيلِ، والصبّارِ، وأزهارِ الزنبقِ لمسةً طبيعيةً للمنزلِ؛ إذْ تَمنحُه نوعًا من الحركةِ والحيويةِ في اتصالٍ مع الأرضِ والطبيعةِ.

وينوّهُ: إنّ أهمَّ ما يميّزُ الطرازَ بشكلٍ مُخصَّصٍ الوسائدُ البوهيميةُ في غيرِ المتشابهةِ، ويجبُ أنْ تكونَ ذاتَ أشكالٍ وألوانٍ مختلفةٍ؛ لتعكسَ الأثاثَ الذي اخترتَه، وتَتبعُ الوسائدُ في ديكورِ “البوهو” أنماطًا مختلفةً في العادةِ؛ ولكنها تتلاءَمُ مع بعضِها البعضِ بسببِ مميزاتِها، ومن الأفضلِ أنْ يكونَ بعضُها مصنوعًا باليدِ؛ حتى يُقدّمَ الإضافةَ إلى الطابعِ البوهيمي. ابحثْ عن الألوانِ والوسائدِ ذاتِ الأشكالِ والألوانِ الجريئةِ.

وبحسبِ مدوّنةِ “أفوكادو”؛ فإنّ الطرازَ البوهيمي من أشهرِ أنواع ِالطرزِ على مرِّ العصورِ؛ له الكثيرُ من المميزاتِ التي لم نجِدْها في التصميماتِ العصريةِ، بالرغمِ من التطورِ الهائلِ الذي نعيشُ فيه؛ إلّا أنه حتى الآنَ لم يَظهرْ طرازٌ جديدٌ يُضاهي الطرازَ البوهيمي؛ فهو يناسبُ الأشخاصَ المُحِبّينَ للطابعِ الكلاسيكي الأنيقِ الذي يوحِي بالفخامةِ، ويناسبُ الأشخاصَ المُحبينَ للطابعِ العصري، الذي يوحي بالأناقةِ والبساطةِ.

يتخطّى الحواجزَ

ويتجاوزُ الطرازُ البوهيمي كلَّ الحدودِ؛ إذْ تَخطَّى جميعَ الحواجزِ؛ ليس على مستوى الشكلِ فقط؛ وإنما على مستوى اللونِ والخطوطِ؛ حيثُ جمعَ بينَ ثوابتِ الزخرفةِ ومرجعياتِها التاريخيةِ، والألوانِ والتصميماتِ العصريةِ، فهو يتعاملُ مع اللونِ الأزرقِ المَلكي اللافتِ في رصانتِه وفخامتِه؛ تمامًا كما يتعاملُ مع اللونِ الأزرقِ الفيروزي المسكونِ برومانسيةٍ بدائيةٍ جذّابةٍ للأنظارِ، ويمزجُ بينَ الألوانِ والأشكالِ، ليوَلّدَ أجواءً طرائفيةً مسكونةً بالغرابةِ والدهشةِ.

يتميزُ الطرازُ البوهيمي بتَراكمِ الأنماطِ والموادِ، التي يعزِّزُها بعناصرِ الزينةِ غيرِ المألوفةِ، والتي تجعلُ ديكورَ المكانِ ينبضُ بالإشراقِ والحيويةِ، كما أنّ الألوانَ الدافئةَ العميقةَ تزيدُ من أناقةِ المكانِ، وهذه الألوانُ تَستمدُّ بعضَ رموزِها وصياغتِها من عُمقِ التقاليدِ الأوروبيةِ الشرقيةِ، وبعضِ البلدانِ الآسيويةِ والهنديةِ.

باختصارٍ، إذا قرّرتَ اختيارَ الديكورِ البوهيمي لمنزلِك؛ فيجبُ أنْ يكونَ كلُّ عنصرٍ فريدًا بطريقتِه الخاصةِ، ويجبُ أنْ يَحملَ تاريخَه الخاصَّ، ويجبُ أنْ يروي منزلُكَ قصةً عن هويّتِك وعن محطاتِ حياتِك، وحاولْ أنْ يحملَ كلُّ عنصرٍ مَعنًى يجعلُكَ متعلّقًا به.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى