Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تحقيقات

“التطنيش” والتجاهلُ يقضي على المناكفاتِ الزوجيةِ

 

تحقيق :السعادة

حتى مع غيابِ الشياطينِ؛ لا تغيبُ الخلافاتُ الزوجيةُ والخصامُ بينَ الزوجينِ: وتستمرُّ المشاحناتُ المستمرّةُ؛ وأحيانًا تزدادُ الوتيرةُ في نهارِ رمضانَ؛ فهل سيكونُ رمضانُ هو الشمّاعةُ التي نُعلّقُ عليها تُهَمَ الخلافاتِ والمشاحناتِ بينَ الأزواجِ؟ لماذا تزيدُ المشاكلُ بينَهم ؟ وكيف نحاولُ التخفيفَ منها في نهارِ رمضانَ؟

“آمال” 35عامًا، تقول: “سامَحَ اللهُ زوجي! يُفقِدُنا لَذّةَ الشعورِ بالشهرِ الكريمِ، والاستمتاعِ به بالرغمِ منه أنه طيبٌ جدّاً؛ إلاّ أنّ عصبيتَه تزيدُ في شهرِ رمضانَ؛ ليحوِّلَ البيتَ إلى جحيمٍ لا يُطاقُ؛ فبمُجردِ عودتِه من عملِه؛ يمنعُ الحديثَ أو طلبَ  شيءٍ منه! وعلى أيِّ تصرُّفٍ يَصدُرُ من أبنائي؛ يَفقدُ أعصابَه! ويبدأُ بالصراخِ والاتهاماتِ المُوَجَّهةِ لي بأنني مُقصِّرةٌ؛ وغيرُ مُباليةٍ به؛ ولا أوَفّرُ له جوَّ الراحةِ” !

وبحسَبِ قولِها؛ كأنّه هو الوحيدُ الصائمُ في البيتِ؛ يتناسَى أنّ له أطفالاً صغارًا؛ لا يَصدُرُ منهم أيُّ اعتراضٍ أو تَذمُّرٍ؛ وكثيرًا ما نصحتُه بأنكَ قدوَتُهم؛ ويجبُ أنْ تُغيِّرَ من تصرُّفاتِك؛ ولكنْ دُونَ جَدوى! .

تدَخُلاتٌ لا تُطاقُ 

أم خالد (45) عامًا، أمٌّ لخمسةِ أبناءِ، للأسفِ تزيدُ المشكلاتُ بيني وبينَ زوجي؛ فيُصبِحُ الحديثُ معه مُحَرّمًا، وبحدودٍ، فتقولُ “للسعادة” شاكيةً :”تدَخُلات زوجي في نهارِ رمضانَ لا تُطاقُ؛ فهو يُعلّقُ على كلِّ كبيرةٍ وصغيرةٍ، وجودُه في البيتِ يُسبِّبُ الخوفَ والقلقَ لي ولأبنائي؛ حيثُ تَكثُرُ تدخُلاتُه، وتعليقاتُه، وانتقاداتُه، واعتراضاتُه التي لا تنتهي على أقلِّ شيءٍ، وفي حالِ طُلبَ منه شيءٌ؛ يمتعِضُ  وكأنني أجرمتُ في حقِّه؛  ولا أُقدِّرُ تَعبَه وما يمرُّ به “!

بينما تقومُ مريم (45) عامًا، بتحضيرِ كلِّ احتياجاتِها ومُستلزماتِها الرمضانيةِ قبلَ حلولِ رمضانَ؛ حتى لا تَطلُبَ منه شيئاً، فزوجُها يعملُ سائقًا، ويعودُ للبيتِ مُعَكَّرَ المزاجِ؛ فتَتجَنّبُ الحديثَ معه؛ إلّا إذا حدَّثَها ، فتقولُ :” وجدتُ أفضلَ طريقةٍ هي عدمُ التحدُّثِ معه خلالَ نهارِ رمضانَ؛ فلا أطلُبُ شيئًا منه؛ حتى لا أُسبِّبَ مشكلةً لي ولأبنائي، فمُجرَدُ دخولِه المنزلَ؛ يعني صمتًا تامًّا؛ وأبقَى أنا وأطفالي في الغرفةِ، وأترُكُه وَحدَه، وعندَ موعدِ الإفطارِ أحرِصُ على تجهيزِ المائدةِ قبلَ موعدِ الإفطارِ بشكلٍ كاملٍ”.

وتضيفُ :” في حالِ تأخَرْتُ في تحضيرِها لظرفٍ ما؛ يقومُ بشَتمِي والصراخِ عليِّ؛ واتهامي بالتقصيرِ وعدَمِ المُبالاة “!

أم صالح (37) عامًا؛ مُضطَّرةٌ لتَحمُّلِ زوجِها ومشاكلِه في رمضانَ؛ فهو لا يُطاقُ؛ ويقلبُ حياتَها إلى جحيمٍ؛ خاصةً في هذا الشهرِ، فهو بطبيعتِه حِشريٌّ ومُتقَلِّبُ المزاجِ؛ ولكنْ يزدادُ في  رمضانَ؛ بسببِ وَقفتِه على كلِّ تصرُّفٍ أي أنا وأبنائي.

 وتُصارحُ السعادة :”عندما يقتربُ الشهرُ المباركُ؛ أشعرُ بالقلقِ لتصرُّفاتِه الغريبةِ المُنفِّرةِ؛ ويُفقِدُنا  الإحساسَ به، فيبدأُ بتدَخُلاتِه المستمرةِ؛  بالإضافةِ إلى أنه يَمتنعُ عن قَبولِ عزائمِ الأهلِ والأقرباءِ؛  بحُجةِ تَعبِه ومزاجِه، وتكثُرُ إجازاتُه، ويبقى في البيتِ؛ ما يشلُّ حركتي وتصرُّفاتي، وعند قيامي بترتيبِ البيتِ، أو عملِ أكثرَ من صنفٍ على المائدةِ؛ يعترِضُ !

وتُتابعُ :” أحيانًا كثيرةً أتنازلُ من أجلِ عدمِ اختلاقِ المشاكلِ، وأحيانًا أفقِدُ أعصابي ولا أتحمّلُ؛ وتبدأ المشاكلُ بينَنا؛ ويمتنعُ عن الإفطارِ معَنا على مائدةٍ واحدةٍ “!

وتتجاهلُ “حنان”  _في منتصفِ الأربعيناتِ_ زوجَها بشكلٍ كُلِّيّ  في نهارِ رمضانَ، فلا تعطيهِ أيَّ اهتمامٍ، فاعتراضاتُه الكثيرةُ أوصلتْنا لطريقٍ مسدودٍ؛ حتى بناتُه يَتجنَبْنَ الحديثَ معه خلالَ النهارِ، فتقول :”بمُجردِ أنْ يعودَ زوجي من عملِه؛ يَدخلُ إلى المطبخِ؛ ويبدأُ في إلقاءِ الأوامرِ والتساؤلاتِ الغريبةِ التي لا يُهتمُّ بها في غيرِ رمضان، كتلكَ المُتعلّقةِ بالطبخِ وإعدادِه.

تبريراتٌ غيرُ مُقنعةٍ

كان “للسعادة” وقفتُها مع الأزواجِ؛ فالتقينا أحمد عيسى (50) عامًا، يبرِّرُ مشاكلَه مع زوجتِه بسببِ عصبيتِه؛ فهو أمرٌ خارجٌ عن نطاقِ سيطرتِه، فيقول:” الحياةُ مليئةٌ بالأعباءِ والضغوطاتِ؛ في نهارِ رمضانَ لا أتحمّلُ العطشَ والجوعَ؛ فأشعرُ بالصداعِ الشديدِ والإرهاقِ؛ فأفقدُ سيطرتي والتحكُّمَ  بنفسي؛ وعندَ سماعِ أيِّ شجارٍ بين أبنائي؛ أفقدُ أعصابي، وأحيانًا أقومُ بضربِهم “.

ويشعرُ بالندمِ الشديدِ بعدَ الإفطارِ؛ لعصبيتِه الشديدةِ؛ ويحاولُ أنْ يخفِّفَ منها؛ ولكنْ دونَ جَدوَى، فشعورُه بالتعبِ يُفقِدُه كلَّ شيءٍ “.

ويعترفُ الموظّفُ “عبد الخالق أبو كويك”  بأنه سببُ المشاكلِ في بيتِه! فيقول:” ربي يعين زوجتي وأولادي على عصبيتي؛ فأنا مُدخِنٌ لا أتحمّلُ شيئًا، أُلَبيَ متطلباتِ أسرتِي بعدَ الإفطارِ، لا أستطيعُ الذهابَ للتسوقِ في نهارِ رمضانَ، أُستَفزُّ من أسلوبِ زوجتِي! فكثيرًا ما أنوِّه لها أنْ تُسجّلَ كلَّ ما تحتاجُه على ورقةٍ؛ كي لا تنسَى شيئًا، لتفاجئني بطلباتِها بعدَ عودتِي من عملي، فأُفرِغُ عصبيتَي فيها، وأُعاقبُها بعدمِ تلبيتِي لِما طلبتْ!

“أبو وليد الحلو”، موظفٌ يقولُ :” أنتظرُ انتهاءَ الدوامِ بسرعةٍ؛ كي أعودَ للبيتِ وأنامَ؛ لأتفاجأَ  بشكاوَى زوجتي من الأبناءِ، وتصرُّفاتِهم، وشجاراتِهم، وعدمِ تحمُّلي المسؤوليةَ؛ فأدخُلَ معها في شجارٍ ومناكفاتٍ تُفقِدُني أعصابي؛ ولا أستطيعُ السيطرةَ على نفسي ، وكثيرًا ما أوضحتُ لها _مرارًا وتَكرارًا_ بأنْ لا تستقبلَني بشكاوَى البيتِ، ولكنْ لا أجدُ استجابةً منها “.

ويُرجِعُ “عبد الله عايش” المشاكلَ الزوجيةَ في رمضانَ؛ لطلباتِ زوجتِه التي لا تنتهي؛ و تأخُّرِها في تحضيرِ المائدةِ ؛ ويريدُ منها أنْ تَفهمَه بمُجردِ النظرِ إليه؛ وإلاّ سيَفقدُ سيطرتَه؛ ويَحصُلُ ما لم يتوقعْهُ أحدٌ، فيقولُ: “للأسفِ، صيامُ رمضانَ يُصيبُني بالتعبِ والإجهادِ وعدمِ التحمُّلِ لسماعِ أيَّ صوتٍ أو اعتراضٍ، وفي حالِ عدمِ تَفهُمِ زوجتي لي، ومحاولةِ توفيرِ الراحةِ والهدوءِ؛  يُصيبُني الغضبُ والعصبيةُ؛ ما يَدفعُني إلى رفعِ صوتي؛ والتفوُّهِ ببعضِ الألفاظِ والعباراتِ، وأجدُ أفضلَ وسيلةٍ هي النومُ، وترْكُها وَحدَها حتى موعدِ الإفطار “.

عاداتٌ إيجابيةٌ

 

شهرُ رمضانَ من أفضلِ شهورِ العامِ بَركةً وتدريبًا للنفسِ على عاداتٍ إيجابية؛ فهو فرصةٌ عظيمةٌ تستفيدُ منها الأسرةُ جميعًا، وخاصةً الزوجةَ؛ لِلَمِّ شملِ الأُسرةِ، وتجديدِ الحُبِّ، والارتقاءِ بالمشاعرِ الإنسانيةِ، ورعايةِ الأبناء، وإذابةِ الخلافاتِ، وشحنِ هِممِ الأبناءِ والزوجِ بتقوَى اللهِ، والمشاركةِ في الشعائرِ الدينيةِ، وتهيئةِ الجوِّ الأُسريِّ كلِّه في هذا الشهرِ الكريم؛ ولكنْ ما يهدّدُ التمتعَ بفضلِ الشهرِ؛هو عصبيةُ الزوجِ خلالَ نهارِ رمضانَ؛ فأحيانًا يُحوّلُ البيتَ إلى جحيمٍ! فكيف تتصرّفُ الزوجةُ في هذه الحالةِ؟

في لقاءٍ مع المستشارِ الأُسري والتربوي د. “منير رضوان”، يقولُ:”عليك تعبئة الحقول الاجباريةفي رمضانَ تزدادُ المشاكلُ الزوجيةُ على أتفَهِ الأمورِ؛ وقد تُحوِّلُ البيتَ إلى جحيمٍ؛ وهنا وعلى الزوجةِ أنْ تُحَفِزَ زوجَها بلُطفٍ وبذكاءٍ؛ لِيكونَ أكثرَ لُطفًا معها، وتشجيعِه ومكافأتِه معنويًّا وحِسيًّا على أيِّ تَقدُّمٍ يَفعلُه؛ مَهما كان بسيطًا، والابتعادِ عن التشنُّجاتِ والصراخِ ولغةِ الأوامرِ، والتقرُّبِ إلى اللهِ بالتوَدُّدِ إلى الزوجِ والتحبُّبِ إليه، وعليها أنْ تتجاهلَ أيَّ استجابةٍ (سخيفةٍ) من الزوجِ لعدمِ اعتيادِه ذلك”.

ويوضّحُ أنّ على الزوجةِ التعاملُ بذكاءٍ، وأنْ تنتهزَ فرصةَ رمضانَ للتودُّدِ إلى الزوجِ؛ بحُسنِ مراعاةِ أمورِه في نهارِ رمضانَ، والتغاضي عن هفواتِه وبعضِ الصغائرِ التي تَصدُر منه،وتتجاهلَ التعليقاتِ السلبيةَ منه، فلن تستفيدَ الزوجةُ دينيًّا ولا دُنيويًّا من الردِّ على العصبيةِ بصراخٍ أو بعصبيةٍ أشدَّ، فعليها ألاّ تَنظرَ في وجهِ زوجِها الثائرِ؛ حتى لا تَنتقلَ إليها عَدوَى العصبيةِ، وأنْ تَتركَه حتى لا يَتفاقمَ الموضوعُ.

اشتعالُ النيرانِ

 

بينما حذَّر الزوجاتِ من استخدامِ العباراتِ التي تَزيدُ من اشتعالِ غضبِ الزوجِ؛ “فلا تقولي له كلمةَ “اهدأ” أو “هذا خطرٌ عليك” أو “الأمرُ لا يحتاجُ إلى كلِّ هذه العصبيةِ”، “بالتأكيدِ إنه يَعلمُ كلَّ ذلك؛ ولكنّ هذه الكلماتِ تُشيطُه غضبًا؛ فاستَبدِليها بـ “أنتَ على حق”، “أنا غلطانة”،”سأكونُ حريصةً على عدمِ تَكرارِ ذلك في المستقبلِ، وعلى الزوجاتِ الابتعادُ التامُّ عن استخدامِ أسلوبِ العقابِ؛ وهو عدمُ التحدُّثِ إلى الزوجِ، وتَجنُّبُه في أمورٍ كثيرةٍ بعدَ انتهاءِ الموقفِ، فهذا الأسلوبُ لا يُجدي نفعًا إطلاقًا، بل سيَزيدُ من عنادِ الزوجِ وغضبِه، وإلى زيادةِ المشاكلِ لأيِّ أمرٍ كان”.

ويقولُ المستشار الأُسري والتربوي:”قد تَظهرُ بعضُ المشكلاتِ خلالَ هذا الشهرِ؛ وتُنغِّصُ على الأُسرةِ كلِّها، وتُفقِدُها الإحساسَ بلذّةِ الشهرِ؛ ويجبُ على الزوجةِ احتواؤها، فمثلاً إذا كان الزوجُ مُدَخِناً؛ ففي وقتِ الصومِ سيُؤثّرُ عليه قِلّةُ النيكوتين؛ وتزدادُ عصبيتُه؛ وسيَثورُ لأتفهِ الأسبابِ؛ ويُثيرُ المشكلاتِ التي قد تَبدو ليس لها أساسٌ؛ وهنا يَبرُزُ دَورُ الزوجةِ الواعيةِ المُتفَهمةِ باحتواءِ الزوجِ والتخفيفِ عنه، وعدمِ إثارةِ المشكلاتِ، وخَلقِ الجوِّ الهادئِ للمنزلِ، وعليها أنْ تُذكِّرَه بضرورةِ تأديةِ بعضِ العباداتِ: (كقراءةِ القرآنِ، والصلاةِ في المسجدِ، ومساعدةِ الآخَرين)؛ فذلكَ يخفّفُ عنه كثيرًا، وأيضًا المشاركةُ في بعضِ الأعمالِ المنزليةِ الخفيفةِ؛ سوف يساعدُ كلُّ هذا في قتلِ الوقتِ بطريقةٍ إيجابيةٍ.

مفتاحُ زوجِكِ

 بينما تحدّثتْ دكتور علم النفس د. “ختام أبو عودة”، قائلةً :”لكُلِّ زوجٍ مفتاحٌ لشخصيتِه، ومداخلُ كثيرةٌ؛ وهنا تقعُ على الزوجةِ مسئوليةُ كُبرى في تَفهُمِ طباعِ زوجِها، ومعرفةِ ما يحبُّ وما يَكرَهُ؛ وخصوصًا  في شهرِ رمضانَ،  فبأُسلوبِها الهادئِ تستطيعُ أنْ تُخفّفَ من هذه العصبيةِ، وأنْ تبتعدَ عن طلبِ بعضِ الأمورِ منه وهو صائمٌ، وعليها تَدوينُ كلِّ ما تحتاجُ من احتياجاتٍ ومتطلباتٍ، وتجهيزُ كلِّ شيءٍ قبلَ قدومِ رمضانَ؛ حتى لا تُرهِقَه في نهارِ رمضانَ بطلباتِها الكثيرةِ ، وكذلك على الزوجةِ أنْ لا تُخبرَه بشكاوَى أبنائها ومشجراتِهم، وتحاولَ أنْ تُهيّئَ له جوًّا من الراحةِ والهدوءِ في المنزلِ؛ حتى لا تُغضِبَه وتُحوِّلَه لعصبيٍّ، فهو على أقلِّ شيءٍ يُمكِنُ أنْ ينفجرَ فيها؛ فعليها اختصارُ الطريقِ منذُ أولِ أيامِ رمضانَ، وأنْ تتعوّدَ على أسلوبِ زوجِها .

 تواصلُ حديثَها:”المسألةُ لا تَتعلقُ بالكرامةِ أو بالكبرياءِ، ولا بالانتصارِ على الزوجِ؛ لأنّ الزواجَ ليس حَلْبةً للمصارعةٍ، وأنّ الطرَفَ الأذكَى لا يَدخلُ في معاركَ جانبيةٍ ليس لها أيُّ فائدة؛ بل تَجلبُ أكثرَ الضرَرِ، وأهمُّه الضرَرُ الدينيّ، وفقدانُ ثوابِ الصيامِ، وهي خسارةٌ فادحةٌ بالتأكيدِ، فضلاً عن زيادةِ مساحةِ المشاكلِ الزوجيةِ .

تُبيّنُ د. “أبو عودة” أنّ على الزوجِ ضبطَ عصبيتِه؛ كي لا يَفقدَ ثوابَ الشهرِ، والاستقرارَ الأُسريَّ، فتحوِّلُ هذا الشهرَ إلى عبءٍ على أُسرتِك، ويصبحَ لهم مناسبةٌ ثقيلةٌ غيرَ مُرَحَّبٍ بها، لا تَعُدَّ أنّ ما يُطلَبُ منك كثيرًا، ويحتاجُ إلى بطولةٍ؛ فقط تَعامَلْ مع زوجتِك كما تريدُها أنْ تُعامِلَك،وابتعدْ عن تدخُلاتِك في أمورٍ لا تَعنيكَ، واترُكْ لها عملَها واختصاصَها، لا تُكثِرْ من طلباتِك أثناءَ صيامِها؛ ولو كان ذلك في حدودِ واجباتِها المنزليةِ، فَرِفقُكَ بها؛ يوقِظُ فيها مَحبّتَها واحترامَها وتقديرَها لك، وقد يَدفعُها أيضًا لأنْ تُنفّذَ لكَ ما لم تَطلبْهُ منها، وعندَ حدوثِ شيءٍ يُزعجُك؛ غُضَّ البصرَ، وتمالَكْ أعصابَكَ، وكأنّ الأمرَ لم يَحدُثْ؛ بذلكَ توفّرُ على نفسِكَ الكثيرَ من المشاحَناتِ، وبعدَ الإفطارِ راجِعْ زوجتَكَ بالموقفِ وانزعاجِكَ؛ واطلُبْ منها عدمَ تَكرارِه، وإنْ كان في بالِكَ طعامٌ ما، أو طبقُ حَلوى مُعيَّن؛ لا تستخدمْ في ذلكَ أسلوبَ الأمرِ، كَونَكَ رجلَ البيتِ ؛ بل صارِحْها بما في بالِكَ، واترُكْ لها حريةَ التنفيذِ أو الرفضِ.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى