Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

الغزيونَ يمارسونَ صِلةَ أرحامِهم بشغفٍ بعدَ انقطاعٍ لِعامَينِ

 

تقرير : السعادة

بِشغفٍ كبيرٍ ينتظرُ سكانُ قطاعِ غزةَ مرورَ الأيامِ الأُولى من شهرِ رمضانَ؛ وذلكَ للبدءِ في زياراتِهم الاجتماعيةِ وصِلةِ أرحامِهم؛ بعدَ أنْ منعَهم “فايروس كورونا” من طقوسِ وزياراتِ رمضانَ لعَامينِ متواصلينِ؛ بسببِ إجراءاتٍ وقائيةٍ تقتضي البقاءَ في البيوتِ، وعدمَ التزاورِ؛ والتي أَعاقت تبادُلَ الزياراتِ. تحتلُّ صلةُ وزيارةُ الأرحامِ أهميةً بالغةً في البناءِ المجتمعي؛ لِذا أَولاها الإسلامُ عنايةً كبيرةً؛ ترغيبًا فيها وحثًّا عليها؛ وتحذيرًا من عواقبِ تركِها وقطعِها؛ ومع أنها مُهمّةٌ في كلِّ وقتٍ؛ إلّا أنها في شهرِ رمضانَ تزدادُ أهميةً؛ حيثُ تَسودُ المَحبةُ بين العائلاتِ، وتَقوَى أواصرُ العلاقاتِ بين العائلاتِ الفلسطينيةِ؛ وتَصِلُ ذروتَها خلالَ الشهرِ الكريمِ عبرَ زياراتٍ عائليةٍ، وعزائمَ الإفطارِ المختلفةَ.

أبو جمال يقولُ لـ “السعادة”:” فرحةُ رمضانَ هذه المرّةَ مختلفةٌ أو متجدّدةٌ؛ إذْ أننا سنَعودُ إلى طقوسِ رمضانَ ما قبلَ “فايروس كورونا”، سنُحيِي المساجدَ بالصلواتِ، وسنقومُ بِصلةِ الأرحامِ، ومشاركةِ الأهلِ والأصدقاءِ بالموائدِ الرمضانيةِ المختلفةِ، فهو شهرُ الأجرِ والاجتماعِ على الخيرِ؛  لذلكَ الأجرُ في رمضانَ مُضاعَفٌ؛ لكثرةِ العزائمِ حِرصًا على  صلةِ الأرحامِ .

بهجةُ رمضانَ

يرَى أنّ العزائمَ في رمضانَ هي صِلةُ رحمٍ؛ ثوابُها عظيمٌ عندَ اللهِ؛ لأنها تُكسِبُ المَرءَ أجرَ إطعامِ صائمٍ، متمنيًا أنْ تبقَى هذه العادةُ مُستمرّةً ومتواصلةً؛ وألّا تَقتصِرَ على شهرِ رمضانَ؛ ليتقاربَ الناسُ فيما بينَهم.

من جانبِها، تقولُ أم سعيد أبو مهادي “50 عامًا”:” في العامَينِ الماضيينِ فقدْنا بهجةَ رمضانَ التي نشعرُ بها مع كلِّ دقةِ بابٍ، مع كلِّ زيارةِ رحِمٍ، مع كلِّ دعوةِ إفطارٍ؛ إذْ إنّ ما يميّزُ رمضانَ هي (لَمَّةُ رمضانَ) وطقوسُه الجميلةُ في التشاركِ والتعاضُدِ والتواصلِ.

وتضيفُ: أنتظرُ زيارةَ أهلي، وإخوتي، وجيراني، وأنسبائي على أحرِّ من الجمرِ، من اليومِ الأولِ لرمضانَ؛ جهزتُ قائمةً بالزياراتِ التي سنقومُ بها كعائلةٍ؛ والعزائمِ التي سندعو إليها، وماذا سأطبخُ في كلِّ واحدةٍ منهم؛ منوّهةً أنها من الأشخاصِ الذين يحبونَ مشاركةَ كلِّ شيءٍ جميلٍ مع الأهلِ والأصدقاءِ.

من جانبِها عَدّتْ المواطنةُ “أم سليمان”؛ أنّ شهرَ رمضانَ فرصةٌ ثمينةٌ لصلةِ الأرحامِ، وزيارةِ الأقرباءِ؛ كما أوصَى الدينُ الإسلاميّ؛ وخاصةً في ظِلِّ هذه الظروفِ الاجتماعيةِ الصعبةِ التي يعاني منها الشعبُ الفلسطينيُّ، والذي أصبحَ يفتقدُ للجلساتِ العائليةِ والعلاقاتِ الاجتماعيةِ الجيدةِ؛ بفعلِ ظروفِ الحياةِ الصعبةِ.

وتضيفُ: إنّ كثيرًا من العائلاتِ لا ترَى بعضَها إلا قليلاً؛ فيكونُ شهرُ رمضانَ فرصةً لهذه اللقاءاتِ؛ مُنتقِدةً البعضَ الذي يصِلُ رحمَه فقط في شهرِ رمضانَ، ويتناساهم في مُعترَكِ الأيامِ وهمومِ الحياةِ المتزايدةِ.

 ورفضتْ “أم سليمان” ربطَ زيارةِ صلةِ الأرحامِ_ خاصةً في شهرِ رمضانَ المبارَكِ_  بتقديم الهدايا قائلةً: “المقصودُ من صلةِ الرحمِ في الإسلامِ عدمُ القطيعةِ بينَ الأقاربِ، والحَثُّ على زيارتِهم سواءً كانت بتقديمِ الهدايا أو بدونِها”، لأنّ اللهَ تعالَى قالَ في القرآنِ الكريم:” (واتقوا اللهَ الذي تَساءَلونَ به والأرحام).

السعادةُ مع الجماعةِ

من جانبِه يقولُ الدكتور “ماهر السوسي”:” إنّ الإسلامَ اهتمَّ بِصِلةِ الرحمِ، وأمرَ بِبِرِّها، ووَصْلِها، وجعلَها كالأركانِ الإسلاميةِ الخمسةِ، كما أنّ اللهَ أثابَ عليها ثوابًا عظيمًا؛ لأنّ السعادةَ لا تتحقّقُ لإنسانٍ بِمُفردِه، وإنما تكونُ السعادةُ حينما يكونُ الفردُ بينَ الجماعةِ.

ويؤكَّدُ د.”السوسي” لقد أمرَنا اللهُ بصلةِ الأرحامِ، والبرِّ والإحسانِ إليهم؛ ونهانا اللهُ عن قطيعتِهم والإساءةِ إليهم؛ بل إنّ اللهَ _تعالى” حذّرَ تحذيرًا شديدًا من مقاطعتِهم، ووعدَ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ بأنّ مَن قطعَ الأرحامَ لا يَدخلُ الجنةَ مع أولِ الداخلينَ، وأحاديثُ النبيّ _صلى الله عليه وسلم_ كثيرةٌ عن صلةِ الرحمِ، وكان الترغيبُ في صِلةِ الأرحامِ دينيًا ودنيويًا، ولا شكَ أنّ المجتمعَ الذي يحرصُ أفرادُه على التواصلِ والتراحمِ؛ يكونُ حِصنًا مَنيعًا، وقلعـةً صامدةً؛ وينشأُ عن ذلكَ أُسَرٌ متماسكةٌ، وبناءٌ اجتماعيٌّ قويٌّ يعودُ على الأسرةِ بالنفعِ؛ بل وعلى المجتمعِ بأَسرِه.

ويضيفُ: المرادُ بالرحمِ هو الأقرباءُ للرجلِ أو المرأةِ من ناحيةِ الأبِ أو الأمِّ، وصلةُ الأرحامِ هي أن يُحسِنَ المرءُ لهم بالقولِ والفعلِ، ويداومُ على زيارتِهم وتَفقُدِ أحوالِهم والسؤالِ عنهم؛ بل ومساعدةِ المحتاجِ منهم، قال اللهُ تعالي: (فهل عسيتم إنْ توَلَيتم أنْ تُفسِـدوا في الأرضِ وتقطِّعوا أرحـامَكـم) وعن أبى هريرة رضي اللهُ عنه قال: قالَ رسولُ اللهِ _صلى الله عليه وسلم_: (من كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخـِرِ فلْيـُكرِمْ ضيفَه، ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلْيَصِلْ رحمَه، ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلْيَقُلْ خيرًا أو لِيَصمتْ) رواه البخاري.

بَركةٌ ورزقٌ

ويتابعُ: صلةُ الأرحامِ تُحقّقُ التعاونَ والمحبةَ بينَ المسلمينَ؛ وهي من علاماتِ الإيمانِ، وتكونُ سببًا للبَركةِ في الرزقِ والعمرِ، وكلُّ الناسِ يحبونَ أنْ يوَسِّعَ اللهُ لهم في أرزاقِهم، ويؤَخِّرَ لهم في آجالَهم؛ لأنّ حُبَّ التملُّكِ، وحُبَّ البقاءِ غريزتانِ من الغرائزِ الثابتةِ في نفسِ الإنسانِ، فمَن أرادَ ذلكَ فَعليهِ بصِلةِ أرحامِه، وقالَ صلى الله عليه وسلم: (مَن أحبَّ أنْ يُبسَطَ له في رزقِه، ويُنسَأَ له في أثَرِه، فلْيَصِلْ رَحِمَه). رواه البخاري.

ويستدركُ: بل إنَّ صِلةَ الرحمِ من صلةِ اللهِ تعالى وإكرامِه، وعن عائشةَ _رضيَ اللهُ عنها_ عن النبيِّ _صلى الله عليه وسلم_ أنه قالَ: (الرحِمُ مُتعلِّقةٌ بالعرشِ تقولُ: من وصَلَني وصَلَه اللهُ، ومن قطعَني قطعَه اللهُ) رواه مسلم. واستجابَ اللهُ للرَّحِم؛ فمَن وصَلَ رحمَه وصَلَه اللهُ بالخيرِ والإحسانِ، ومن قطعَ رحِمَه تعرّضَ إلى قطعِ اللهِ له؛ وهذا وعدٌ من ربِّ العبادِ؛ وهذا يؤكّدُ أنّ صلةَ الرحمِ سبَبٌ من أسبابِ دخولِ الجنةِ، والصلةُ الحقيقةُ أنْ يصِلَ الإنسانُ مَن قَطعَه، فإذا زارَ الإنسانُ قريبَه؛ ورَدَّ له هذه الزيارةَ؛ فهذا ليس بالواصلِ، لأنه يردُّ الزيارةَ، وعن عبدِ اللهِ بن عَمرو رضيَ اللهُ عنه؛ أنّ رسولَ اللهِ _صلى الله عليه وسلم_ قال: (ليس الواصلُ بالمُكافئِ؛ ولكنَّ الواصلَ الذي إذا قُطِعتْ رَحِمُه وَصَلَها) رواه البخاري.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى