روحانياتُ صائمٍ صغيرٍ
ها قد هلَّ علينا شهرُ الخيراتِ والبركاتِ والرحماتِ , شهرُ الترابطِ والتراحمِ والمحبةِ والتسامحِ والوحدةِ , وتعزيزِ القِيَمِ الإسلاميةِ العظيمةِ للإنسانيةِ الحقيقيةِ , كثيرًا ما يشغلُ الأمهاتِ موضوعُ تدريبِ الأطفالِ على الصيامِ , و هذا جانبٌ مُهِمٌّ من إعدادِ الطفلِ لعبادةِ الصيامِ، والامتثالِ لها؛ لكنّ هناكَ روحانياتٍ و قِيَمًا حبّذا لو غرستْها الأمُ في نفسِ الطفلِ، جنبًا إلى جنبٍ مع عمليةِ التدريبِ نفسِها؛ لتكونَ ركائزَ وأساساتٍ يسيرُ عليها فيما بعدُ , و من هذه المعاني أنْ نشرحَ للطفلِ لماذا نصومُ ؟ وما هي العبرةُ من الصيامِ والصبرِ على الحرمانِ؟ وذلكَ بتبسيطِ الشرحِ عن الصيامِ , بأنَّ الصيامَ هو الركنُ الرابعُ لأركانِ الإسلامِ؛ و مُحتسَبٌ أجرُه من اللهِ , وأننا نصومُ لأنّ اللهَ أمرَنا بالصيامِ؛ أنْ نتقيَ اللهَ لأنه يرى كلَّ شيءٍ؛ وحتى لو لم يرَنا أحدٌ؛ فإنّ اللهَ يرانا؛ وهنا نُعزِّزُ قيمةَ عبادةِ الصيامِ، و تقوَى اللهِ في آنٍ واحدٍ , كذلكَ نُدرِّبُه على الصبرِ، الاحتمالِ، والجَلَدِ، و القوةِ النفسيةِ التي تترتبُ على الصيامِ؛ و كذلكَ الإحساسُ بالفقراءِ و المحتاجينَ، وتقديرُ النعمةِ التي وهبَنا اللهُ إيّاها؛ و التي نَنعَمُ بها و نَغفُلَ أنْ نشكُرَها؛ لأننا تَعوَّدْنا عليها , كذلكَ نُدرِّبُه على صيانةِ اللسانِ، و عدمِ الكذبِ والغيبةِ و النميمةِ، و عندَ مضايقتِه من أحدِ.. أنْ يُردِّدَ “اللهم إني صائمٌ ” ’ مشاركةِ الطفلِ لتجهيزاتِ رمضانَ من إعداداتِ الزينةِ و التجهيزاتِ؛ إضافةً إلى التحضيرِ لصلاةِ التراويحِ , وشراءِ سِجادةِ جديدةٍ ، وملابسَ للصلاةِ , مشاركةِ الأطفالِ لسماعِ القرآنِ و الدعاءِ، إعداداتُ إفطارِ صائمٍ؛ و ذلكَ لأنّ المشاركةَ تُشعرُهم بأهميتِهم و قيمَتِهِم و ثِقتِهم بأنفُسِهم , و لا نَغفُلُ عن دورِ القصصِ في تعزيزِ عبادةِ الصيامِ ؛ مِثلَ حثِّ الطفلِ لقراءةِ بعضِ القصصِ الدينيةِ في هذا الشهرِ، أو الكُتبِ البسيطةِ ومنها كتابُ “منهجُ المسلمِ الصغيرِ”؛ و ذلكَ لغَرسِ حُبِّ القراءةِ في نفوسِهم، و تسليةِ وقتِ الصيامِ بمهماّتٍ مفيدةٍ ذاتِ قيمةٍ، و مسليةٍ في أنٍ واحدٍ , والبعدِ كُلّ البعدِ عن المسلسلاتِ الرمضانيةِ، و الجلوسِ طويلاً على مواقعِ التواصلِ الاجتماعي؛ لِما لها من إهدارِ الوقتِ و فقدانِ الاستشعارِ بروحانياتِ شهرِ رمضانَ , كذلك تفعيلُ نشاطِ “لوحةِ الإنجازات” وهي لوحةٌ تُعَدُّ لإكسابِ الطفلِ عاداتٍ جيدةً في هذا الشهرِ؛ مِثلَ الالتزامِ بالصلاةِ , الصيامِ , النظامِ في البيتِ , التعاونِ والمشاركةِ ، و في حالةِ التزامِه تكونُ له هديةٌ قيّمةٌ , والثناءُ عليه و على إنجازاتِه أمامَ إخوتِه و الأسرةِ أوِ العائلةِ ؛ لأنّ الثناءَ له أثرٌ نفسيٌّ طيبٌ في مدَى الالتزامِ و الدوامِ على السلوكياتِ الحميدةِ.