Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

أفكارٌ سِمانٌ لاغتيالِ الإدمانِ

لا يزالُ رَحِمُ الحياةِ يَلِدُ لنا مُنتَجاتٍ كثيرةً لها ألفُ وَجهٍ ووجه، وترقصُ أمامَنا على خمسينَ حَبلاً ، فوقعَ بعضُنا من أولِ نظرةٍ، وبعضُنا سقطَ في مُنتصَفِ الطريقِ، وسعيدٌ مَن يبقىَ صامدًا حتى النهايةِ، ينالُ منها أكثرَ ممّا تنالُ منه؛ لأنه تعلّمَ فنَّ الغَوصِ في بحرِ التناقضاتِ؛ واستعدَّ جيدًا لكيفيةِ التعاملِ مع أمواجِه العاتيةِ.

عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة.

لابدَّ وأنْ نَتّفِقَ أنّ عدمَ براءةِ المُنتَجاتِ التقنيةِ الحديثةِ _رغمَ إيجابياتِها_ براءةً تامةً ممّا لحِقَ بالبشريةِ من أضرارٍ على كافةِ المستَوياتِ؛ بدءًا من علاقةِ الفردِ برَبِّهِ؛ ومرورًا بنفسِه والآخَرينَ.

ومن الأشياءِ المتهمةِ في المشارَكةِ بإحداثِ هزَّةٍ في شبكةِ العلاقاتِ النفسيةِ والاجتماعيةِ؛ هي  “التكنولوجيا”، والتي أنتجتْ” الإدمانَ الإلكتروني”، والذي قدّمَ له كثيرونَ مِنّا وقتَهم على طبقٍ من الرضا؛  فذبحَ صِحَتَهم وعلاقاتِهم الاجتماعيةَ، واهتماماتهم وأولوياتِهم وتحصيلَهم الدراسي، وإنتاجَهم العملي؛  وهم يَحسَبونَ أنهم يُحسِنونَ صُنعًا، ولا يَدرونَ  أنهم في الفِتنةِ سَقطوا

وبعيدًا عن الأضرارِ السلبيةِ للإدمانِ الإلكتروني المعروفةِ للجميعِ؛ أنصحُ نفسي وإياكم بهذه النصائحِ؛ لمَن أرادَ التحرُّرَ من سِجنِ الإدمانِ الإلكتروني، ويُخفِّفُ من قبضتِه عليه؛ بالاستعانةِ باللهِ على ذلكَ،القراءةِ عن قيمةِ الوقتِ؛ وأهميةِ وطرُقِ استثمارِه،  زيارةِ أطباءِ العيونِ والعظامِ، والصحةِ النفسيةِ، والأخصّائيينَ الاجتماعيينَ، وسؤالِهم عن آثارِ الإدمانِ الإلكتروني.

تحديدُ الغايةِ من استخدامِ التكنولوجيا؛ فليس كلُّ ما في التكنولوجيا يستحقُ المتابعةَ،تخفيفُ استخدامِها بشكلٍ تدريجي، فالإدمانُ الإلكترونيّ كما المُخدِّراتِ والسجائرِ؛ لا أنصحُ بِتَركِه بشكلٍ مفاجئٍ وكُلِّي؛ حتى تكونَ النتائجُ أفضلَ، مِثال على ذلك: نفترضُ أنَّ شخصًا ما؛ اعتادَ استخدامَ الإنترنت لمدةِ (10) ساعاتٍ يومياً، عليه إتّباعَ الفكرةِ الآتيةِ: أنْ يقضيَ الأسبوعَ الأولَ من الخُطةِ  فيما كان يقضيهِ قبلَ الخُطةِ _بقضاءِ (10) ساعاتٍ يوميًا، وفي الأسبوعِ الثاني يُنقِصُ ساعةً كلَّ يومٍ؛ ليُصبحَ عددُ ساعاتِ يومِه(9) ولمدّةِ (7) أيامٍ، وفي الأسبوعِ الثالثِ تصبح(8ُ)  كلَّ يومٍ، وهكَذا حتى يعتادَ على النقصِ بشكلٍ تدريجيّ؛ مع ضرورةِ وضْعِ خُطةٍ كما هو موَضَّحٌ في البَندِ اللاحقِ.

وضْعُ خُطّةٍ بديلةٍ لاستثمارِ الوقتِ المُحرَّر من سجنِ الإدمانِ؛ تشملُ قراءةَ القرآنِ وحِفظَه، القراءةَ المنوَّعةَ، ممارسةَ الرياضةِ، المشارَكةَ في المناسباتِ الاجتماعيةِ، الخروجَ لمدةِ ساعةٍ يوميًّا دونَ جوالٍ، تهذيبَ حديقةِ المنزلِ _إنْ وُجدتْ_، تنظيمَ حملاتٍ ومبادَراتٍ تطوُّعيةٍ في الحيِّ، تَعَلُّمَ لُغةٍ، حضورَ دروسٍ في المسجدِ، حضورَ دوراتٍ تدريبيةٍ، تَعلُّمَ مهاراتٍ جديدةً؛ مِثلَ تحسينِ الخطِ، الرسمِ، النقشِ، السباحةِ، الصيدِ، ركوبِ الخيلِ.

الخروجُ  مع الأصدقاءِ في رحلاتٍ لأماكنَ طبيعيةٍ كالبحرِ، والأراضي الخضراءِ؛ لأنها تُريحُ النفسَ والجسمَ، قد يقولُ قائلٌ : ألا تحتاجُ هذه الأماكنُ لالتقاطِ صُوَرٍ للذّكرى وللفيس؟ أجيبُ: نَعم، يا سيدي خُذْ كاميرا ولا تأخذْ جوّالَكَ؛ لأنّ جوّالَكَ سَيُساهمُ كثيرًا في إفسادِ الرحلةِ، ولمّا تَرجِعْ لبيتِك يا حَج؛ نزِّل صورَكَ وانطباعَك عن الرحلةِ على حساباتِك الاجتماعيةِ، وإنْ كان من ضرورةٍ للجوالَ؛ فلْيَكُنْ “جوالًا” من الطرازِ القديمِ فقطْ للاتّصالِ.

علينا أنْ نعيَ.. فالتوَسُّطُ في الحياةِ مطلوبٌ، وأنَّ تسليمَ قيادِنا للإدمانِ الإلكتروني؛ سيَذهبُ بنا إلى شَفا جُرُفٍ هارٍ؛ ويَهوي بنا في مَهاوي الرَّدَى؛ وحينَها لن ينفعَ الندمُ، فاعتَبِروا يا أولي الإدمانِ.

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى