Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
حوار

“هِبة الهندي”في الثامنِ من آذار”أنا مُنحازةٌ للنساءِ”

 

حوار : ديانا المغربي

ضيفةُ حوارِ “السعادة” في مارسَ الجميلِ؛ ليستْ بحاجةٍ إلي مُقدّماتٍ؛ لأنها دومًا في المقدّمةِ، صاحبةُ باعٍ طويلٍ من العملِ الريادي والمجتمعي، عرفَتْها غزةُ عبرَ مخيّماتِ الفرحِ والمرحِ كواحدةٍ من المخيماتِ الصيفيةِ المميَّزةِ، ثُم لمعتْ في معارضِ التسويقِ المختلفةِ، في المبادراتِ الاجتماعيةِ والإنسانيةِ، حتى باتَ اسمُ “هِبة الهندي” يَلمعُ بكُلِّ المحافلِ والأحداثِ والأنشطةِ الاجتماعيةِ.

“هِبة نظمي الهندي”، من مواليد (1982) م، متزوجةٌ وأمٌّ لطفلةٍ واحدةٍ؛ تعملُ في مجالِ التدريسِ في وزارةِ التربيةِ والتعليمِ العالي؛ تَعكُفُ حاليًا على دراسةِ “الماجستير” في تَخصُّصِ ” الريادة والقيادة” من جامعةِ “ليدز” البريطانيةِ، أنهيتُ “البكالوريوس” من جامعةِ الأقصى بغزةَ من تَخصُّص التربيةِ الرياضيةِ.

طفولةٌ صعبةٌ

تقولُ لـ “السعادة”:” عشتُ طفولةً صعبةً إلى حدٍّ ما؛ حيثُ فقدتُ والدي في مرحلةٍ مبكّرةٍ من حياتي، والحقيقةُ أنّ أصعبَ شعورٍ يُمكِنُ أنْ يعيشَه الفردُ في حياتِه؛ أنْ يفقدَ أحدَ والدَيه في صغرِه، فرغمَ كُلِّ مبهِجاتِ الحياةِ وأفراحِها، واهتمامِ المحيطينَ؛ إلّا أنّ تلكَ المرحلةَ في حياةِ الشخصِ لا يُمكِنُ أنْ تَمُرَّ دونَ شعورٍ بالحرمانِ والعذابِ، رُبما هذا الشعورُ، وتلكَ الحياةُ؛ هي مَن صنَعتْني؛ ووضعتْ فيَّ روحَ التحدي، وعدمِ اليأسِ؛ لأَخرُجَ من ركامِ الحرمانِ سيدةً قويةً.

وتضيفُ: في المرحلةِ الثانويةِ كنتُ أعُدُّ نفسي في مرحلةٍ مفصليةٍ؛ وأنَّ عليَّ تَجاوُزَ كلِّ شيءٍ في الحياةِ؛ من أجلِ الانطلاقِ إلى عالمِ الحياةِ الواسعِ، وبذلتُ الكثيرَ من الجهدِ والوقتِ لتَغييرِ منظومةِ حياتي لدخولِ الجامعةِ، وتوفيرِ متطلباتِها؛ خاصةً وأنّ تخصُّصي الجامعي آنذاكَ كان مُستهجَنًا! فالغالبيةُ من الفتياتِ يتجِهنَ إلى التعليمِ الأساسي، وكُليات الآدابِ والتجارةِ؛ إلّا أنَّ شَغفي كان في دراسةِ تخصُّصِ التربيةِ الرياضيةِ؛ فقد كان يتقاطعُ بشكلٍ كبيرٍ مع مُيولي وهُوايتي.

ومنذُ التحاقي بالجامعةِ؛ بدأتُ أبحثُ عن نَمطٍ مُميّزٍ لبناءِ شخصيةِ “هِبة”؛ لأكونَ مختلفةً وصاحبةَ تجرِبةٍ تَتْبَعُها الأُخرياتُ.. بدأتُ بالتطوعِ في الكثيرِ من الأماكنِ؛ وكان لي تجربةٌ كبيرةٌ في التطوعِ بالمدارسِ عبرَ مُشرفي التخصُّصِ الذي أَدرُسُه؛ على الرغمِ من أنني في السنةِ الأولى.

وتُتابِعُ: بدأتْ الحياةُ في سنواتِ الجامعةِ الأخيرةِ؛ تأخذُ مَنَحىً آخَرَ؛ لم يكنْ وَرديًّا مُطلقًا؛ فأنتَ تَتطوّعُ وتعملُ في أكثرَ من مكانٍ، وأكثرَ من مؤسَّسةٍ؛ لكنْ لا تَجني شيكلاً واحدًا يُمكنُ الاعتمادُ عليه! خاصةً في ظِلِّ ظروفي الشخصيةِ القاسيةِ نوعًا ما، لكني كُنتُ أُعَزّي نفسي بأنني أبني شبكةَ علاقاتي؛ وفِعلاً هذا الإرثُ من العلاقاتِ والمعرفةِ والعملِ؛ صَقلَ شخصيتي بطريقةٍ لا يُمكِنُ تَخيُّلُها.

معلمةُ رياضةٍ

بعدَ سنواتٍ طويلةٍ؛ حصلتُ على فرصةِ عملٍ في وزارةِ التربيةِ والتعليمِ؛ ويمكنُ القولُ أنّ هذه المرحلةَ بدأتْ تُشكِّلُ الاستقرارَ النفسي والمالي؛ لأنطلقَ إلى عالمِ الريادةِ في الأعمالِ؛ وبدأتُ البحثَ عن أعمالٍ مفقودةٍ في قطاعِ غزةَ؛ فكانت فكرةُ المخيماتِ الصيفيةِ؛ والتي تُنفّذُ سنويًّا؛ وتَلقَى قَبولًا واسعًا في الأوساطِ المجتمعيةِ؛ نظرًا لاحتوائها على برامجَ مُميّزةٍ؛ تُعطى الأهل انطباعًا أنها تُكملُ معهم دَورَ التربيةِ والعنايةِ بأطفالِهم.

وتتابعُ: الحقيقةُ أنّ ريادةَ الأعمالِ المختلفةِ؛ كان عالَمًا من الإبداعِ الكبيرِ لسيدةٍ مِثلي؛ لدَيها شبكةٌ كبيرةٌ من العلاقاتِ والتجاربِ؛ تعامَلتْ مع قطاعاتٍ مختلفةٍ؛ وبالتالي تعرفُ احتياجاتِهم واهتماماتِهم وطرُقَ التعاملِ معهم؛ فجاءَ بعدَها الكثيرُ من المشاريعِ والمَعارضِ؛ كَمَعرضِ مَرايا فلسطينيةٌ، ومعارضَ الخيمةِ الرمضانيةِ، ومعارضَ أُكسجين الطبيّة، ومعرِضِ مملكةِ السياراتِ، ومهرجاناتِ التسوّقِ التي أقمتُها في مناسباتٍ مختلفةٍ.

مُنحازةٌ للنساءِ

وتنوّهُ “الهندي” أنها ومنذُ بدايةِ الانطلاقِ في عالمِ الريادةِ؛ كانت منحازةً للنساءِ وأنشطتِهنّ ومشاريعهِنّ، وأحاولُ في كلِّ مرحلةٍ من حياتي دعْمَ هذه المشاريعِ، وكنتُ صاحبةَ إلقاءِ الضوءِ على كثيرٍ من المشاريعِ النسائيةِ؛ واستطعتُ أنْ أفتحَ لهنّ أبوابَ التسويقِ؛ وتعريفِ المجتمعِ على إنتاجِهِنّ ومشاريعهِنّ، فأنا مؤمنةٌ أنّ المرأةَ مُبدِعةٌ سواءٌ داخلَ حدودِ منزلِها، أو إذا قرّرتْ أنْ تَخرُجَ خارجَ البيتِ للبحثِ عن فُرصِ حياتِها؛ وهذا ما مَكَّني من مَدِّ يدِ العونِ لأكثرَ من (2500) مشروعٍ نسائيّ للانطلاقِ في مجالِ الأعمالِ؛ حيثُ ساعدتُهُنّ على ترويجِ منتجاتِهنّ سواءٌ بالمعارضِ أو عبرَ وسائلِ التسويقِ الإلكتروني.

وبضحكةِ الراضيةِ تقولُ لـ ” السعادة”:” رؤيتي الواضحةُ والراسخةُ؛ وهي مَدُّ يدِ العونِ لكُلِّ امرأةٍ فلسطينيةٍ تريدُ أنْ تجدَ نفسَها في مكانٍ تحتَ الشمسِ؛ بهَدفِ الارتقاءِ بالمرأةِ الفلسطينيةِ؛ وتمثيلِها في المحافلِ الدوليةِ؛ ورُبما هذا السببُ الذي جعلَني هُنا اليومَ كشخصيةٍ مجتمعيةٍ ومؤثّرةٍ على (السوشيال ميديا)، وهذا أيضًا ما مهّدَ لي طريقَ الفوزِ بجائزةِ منظمةِ العالمِ الإسلامي لإنجازاتِ المرأةِ الفلسطينيةِ عامَ (2018)، والتي تسلّمتُها من رئيسِ (بوركينا فاسو)، والدكتور (يوسف العثيمين)، الأمينِ العام للمنظمةِ.

وعن تلكَ المرحلةِ تقولُ: كنتُ المُرشَّحةَ الوحيدةَ عن فلسطينَ؛ وفزتُ على مستوى الأفرادِ في العالمِ الإسلامي؛ وهو ما يُعَدُّ إنجازًا كبيرًا لشخصي ولفلسطينَ؛ وهو ثمرةُ جهودي الدؤوبةِ لإخراجِ المرأةِ من بوتقةِ البيتوتيّةِ لَعالمِ الإبداعِ؛ بهدفِ الرقيّ بالمستوى المعيشي والعملي والثقافي لهُنَّ.

مبادراتٌ خيريةٌ

وتُواصلُ “الهندي” التي تميلُ في كُتبِها  المفضّلةِ إلى كتبِ التنميةِ البشريةِ (لإبراهيم الفقى، وكريم الشاذلي) في جهودِها إلى جانبِ العملِ الريادي والأعمالِ الحرّة؛ إلاّ أنني كنتُ على درايةٍ تامةٍ  بوَيلاتِ الحصارِ والاحتلالِ ، التي ألقتْ بظلالِها السيئةِ على واقعِ الحياةِ الغزيةِ؛ وهذا دفعَني إلى إقامةِ الكثيرِ من المبادراتِ المجتمعيةِ والإنسانيةِ والإغاثيةِ والخيريةِ، وكان أبرزُ جهودي في هذا الميدانِ تشكيلَ فريقِ “بسمة فقير “، الذي يضمُّ 1800 متطوّع، على مدارِ (8) أعوامٍ، ومن بينِ مبادراتِه الناجحةِ “شتاء دافئ” المستمرةُ سنويًّا، وفريقُ سُفراءُ سنابلِ الخير” التطوعي.

ولم تقتصرْ أعمالُ “الهندي” على ذلكَ؛ فسرعانَ ما تبحثُ عن حلولٍ لكُلِّ مفقودٍ؛ وهذا ما دفعَها أثناءَ جائحةِ “كورونا” للبحثِ عن شيءٍ يساعدُ في الحدِّ من انتشارِ “الفايروس”؛ حيثُ بادرتْ بفكرةِ جهازِ التعقيمِ الذكيِّ مُتعدِّدِ الأنواعِ والأشكالِ، والذي يقومُ بعمليةِ تعقيمٍ للجسمِ واليدَينِ؛ بالإضافةِ لقياسِ درجةِ حرارتِه من خلالِ ثلاثِ مستشعراتٍ تعملُ في آنٍ واحدٍ”، ترسِلُ هذه المُستشعراتُ الأوامرَ (الإشاراتِ) من اللوحةِ الرئيسةِ المُصنّعةِ المربوطةِ بالبواباتِ والمصاعدِ الكهربائيةِ؛ فلا يُسمحُ بدخولِ الأشخاصِ إلاّ بعدَ اكتمالِ عمليةِ التعقيمِ، بالإضافةِ إلى تقنيةِ إنذارٍ عندَ درجةِ الحرارةِ المرتفعةِ، وعدمِ السماحِ للشخصِ بالدخولِ.

معركةٌ ليستْ سهلةً

 وتعملُ “الهندي” حاليًّا في أكثرَ من مكانٍ؛ فهي مديرةُ مركزِ الرياديينَ الفلسطينيّ الثقافيّ، ومديرةُ شركةِ (Strategy Mission.) الى جانبِ وظيفتِها الأساسيةِ كمُدرّسةٍ؛ والتي حصلتْ فيها على جائزةِ المُعلّمِ المتميزِ، وسفيرةِ ريادياتِ الأعمالِ من أكاديميةِ سُفراءِ التنميةِ العالميةِ المعتمَدةِ من (72) دولةً في العالمِ في العامِ ذاتِه.

وحولَ واقعِ المرأةِ الغزيةِ، تقولُ الهندي:”  للأسفِ، واقعُ النساءِ في قطاعِ غزة مَليءٌ بالتحدياتِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ، التي تزدادُ بشكلٍ يوميّ؛ ولا حلولَ تَلوحُ بالأفقِ؛ إلّا أنّ كثيرًا من النساءِ استطَعْنَ تحدِّي هذه الظروفِ، وشقَقْنَ طريقَ نجاحِهنَّ ، ورُبما هذه هي رسالتي الى جموعِ النساءِ؛ إنّ المعركةَ ليستْ سهلةً، وإنّ الصخرَ ليس هيِّنًا، وعلينا كَنساءٍ أنْ نبقَى قوياتٍ لمواجهةِ ظروفِ حياتِنا بشكلٍ كاملٍ، وعلينا أنْ نصنعَ من لا شيءَ شيئاً.. حتى نستطيعَ أنْ نظلَّ على قائمةِ المبدِعاتِ.

تقضي “الهندي” ساعاتِ فراغِها المعدودةَ عبرَ منصّةِ (يوتيوب)؛ لمشاهدةِ الاختراعاتِ والمشاريعِ الرياديةِ في الوطنِ العربي والعالمِ؛ في محاولةٍ منها لإحياءِ الأفكارِ التسويقيةِ والترويجيةِ بما يخدمُ أفكارَها، أو للمشاركةِ  في أنشطةٍ مجتمعيةٍ مع صديقتها المقرّبةِ ديمة الشوا (مؤثرة على السوشيال ميديا)؛ حيثُ تجدُ أنّ منصّاتِ التواصلِ الاجتماعي خُلقتْ لنُعطيَ للآخَرينَ أفكارًا وتجاربَ وطاقاتٍ إيجابيةً؛ تدفعُهم للاستمرارِ والنجاحِ.

وتطمحُ “الهندي” التي تتخذُ من والدتِها مَثلاً وقدوةً عُليا في الحياةِ؛ خاصةً في السيرِ بقانونِ “إنّ الابتسامةَ واجبٌ في أحلَكِ الظروفِ” إلى أنْ تصبحَ سفيرةً لفلسطينَ في المحافلِ الدوليةِ؛ أو وزيرةً لقطاعٍ خاصٍّ بالنساءِ كوزارةِ المرأةِ ؛حتى تستطيعَ تحقيقَ أحلامِ جميعِ الريادياتِ والنساءِ بشكلٍ عام، وتَمُدَّ يدَ العونِ لأنجحِ تجربةٍ نسائيةٍ على وجهِ الكُرةِ الأرضيةِ؛ وهي المرأةُ الفلسطينيةُ.

وفى نهايةِ الحوارِ سألتُ ضيفتَنا عن الجديدِ عندها؛ بضحكةِ الواثقةِ أخبرتني أنّ جديدي لا يتوقفُ.. أنا اليومَ أسيرُ باتّجاهٍ.. فتأتي الظروفُ لتضعَني باتّجاهٍ آخَرَ؛ فأقومُ بالسيرِ في هذا الاتجاهِ؛ لإيماني أنّ هذه رسالةُ ربِّ العالمينَ لي؛ أنّ هناك نجاحًا ينتظرُني؛  لكنْ فعليًّا جديدُ مشاريعي؛ هو معرِضٌ فريدٌ من نوعِه؛ ويُعدُّ الأولَ على مستوى القطاعِ من حيثُ النوعيةِ “زفافك “؛ حيثُ يخصِّصُ جميعَ مستلزماتِ ومتطلباتِ المُقبلينَ على الزواجِ تحتَ سقفٍ واحدٍ من (شركاتِ ديكور، بُدلِ زفاف، نجفٍ وأنتيكا، ستائرَ وسجادٍ، ملابسَ صبايا ورجالي، فنادقَ وصالاتِ أفراحٍ، محلاتِ أدواتٍ منزليةٍ، شركاتِ دهاناتٍ، شركاتِ بلاط ، محلاتِ تجهيزِ كوش أفراحٍ وورودٍ، كوافير، محلاتِ أحذيةٍ ، محلاتِ اكسسوارات ، محلاتِ شُنط) ، وهذا المعرضُ سيُحاكى المعارضَ الدوليةَ من حيثُ الشكلِ والديكوراتِ المستخدَمةِ؛   ويهدفُ المعرضُ إلى تخفيفِ التكاليفِ على العروسينِ، وستكونُ خصوماتٌ بمبالغَ كبيرةٍ من كبرى الشركاتِ؛ بهدفِ مساعدةِ هذه الفئةِ.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى