Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

الإيجابيةُ عطاءٌ

الإيجابيةُ عطاءٌ بلا انتظارٍ ، وابتسامةٌ بلا انقطاعٍ ، وإقبالُ روحٍ على قطراتِ نَدَى مُنسَدِلةٍ على وَجنتَيكَ ،على جَفنيكَ؛ لتكتسبَ عبيرَها؛ وتحافظَ على رَونقِها ، الإيجابيةُ أنتَ ، الإيجابيةُ أسلوبُ حياةٍ.

الإيجابيةُ ليستْ شعارًا يُطلَقُ ، ولا كلماتٍ تُغنَّى ؛ بل هي قيمةٌ ومَعنى ، فهي تَبني الحضاراتِ وتُرَسِّخُها ، وتكتشفُ القدراتِ وتُعزِّزُها ، لِتفرضَ واقعًا جديدًا ، ومستقبلاً فريدًا ، مِدادُه من نورٍ ، وصفحاتُه صدورُ شبابٍ، قلبُه مضيءٌ بالعِزّةِ والرغبةِ في العطاءِ و الحياةِ؛ بل حيواتٍ عديدةً لنفسِكَ ولمَن حولَكَ .

وقديمًا قالوا :مَن يُرِدْ أنْ يعيشَ أكثرَ من حياةٍ؛ فلْيقرأْ كتابًا ، وأقولُ مَن يُرِدْ أنْ يعيشَ خالدًا؛ فلْيَعِشْ لِغَيرِه، ولْيَفتحْ أبوابَ الخيرِ للأحبابِ ، فالإيجابيةُ أنْ تعيشَ للآخَرينَ؛  بل أنْ تعيشَ في قلوبِهم وتفاصيلِ حياتِهم؛  لتضيءَ لهم سبيلاً يُخرِجُهم من الظلماتِ أولاً ، وتكونَ لهم زادًا في عناءِ الطريقِ؛ وصولًا لتحقيقِ طموحاتِهم وأمانيهم ، فتصبحَ جزءًا من إنجازِهم؛ وصانعًا له؛ بل أنتَ النجاحُ ذاتُه .

لكنّ السؤالَ الكبيرَ؛ كيف ذلكَ؟ وما السبيلُ ؟ مَعذِرةً صديقي، أنتَ العنوانُ والتفاصيلُ ، وبينَ ضلوعِكَ السرُّ كامِنٌ ، فلن تضيءَ طريقَ الآخَرينَ وعيونُك مُقفَلةٌ ، وقلبُكَ مُكَبَّلٌ مُغلَقٌ ، ويَضِيقُ صدرُكَ بالهمومِ والأعباء والأثقالِ ، فَفاقِدُ الشيءِ لا يُعطيهِ ، فابدأْ بنفسِكَ يا عزيزي ، وتعلّمْ كيف تُشرِقُ قَسماتُ وجهِكَ مع  شمسِ كلِّ صباحٍ ، وبُزوغِ قمرِكَ في سوادِ الليلِ ليُبَدِّدَ ظلمتَكَ ، وكُنْ شمسًا تُزيّنُ الأيامَ، وعنوانًا لها ؛ حينَها فقط تستطيعُ أنْ تكونَ لهم إمامًا ومؤثّرًا بمَن حولَكَ ومقنِعًا لهم ، ودرسًا عمليًا لهم ، بل أنموذجًا يُقتدَى به بإيجابيةٍ عاليةٍ .

الإيجابيةُ مهارةٌ مِثلَ المهاراتِ الأخرى؛ التي تُكتسَبُ بالتعلّمِ والتطورِ المستمرِّ، فالأمر كلُّه يندَرِجُ تحتَ عامِلَينِ أساسَينِ هما: طريقةُ التفكيرِ، وطريقةُ التصرّفِ؛ وكِلاهما قابلٌ للتغييرِ والتطويرِ، و الإيجابيةُ مزيجٌ من أسلوبِ تفكيرِ الشخصِ، وطريقةِ تصرّفاتِه التي يَسلُكُها ، و ينبغي أنْ يُدركَ الشخصُ أفكارَه وسلوكياتِه، ويتجنّبَ سلبياتِها عليه؛ بالعملِ على إحلالِها بأُخرى إيجابيةٍ؛ فَبدَلاً من أنْ يفكّرَ الشخصُ في الفقرِ؛ عليه بالتفكيرِ في الثروةِ .. وبدَلاً من أنْ يُردِّدَ كلمةَ التجاهلِ؛ عليه بِفَهمِ ما يحيطُ به، والعملِ على إدراكِه .. وبدَلاً من أنْ يَنتقِدَ القيودَ؛ عليهِ بالبحثِ عن الحريةِ، لابدَّ وأنْ يُردِّدَ دائمًا الكلماتِ الإيجابيةَ بينَه وبينَ نفسِه؛ «أنا أستطيعُ..» .. «أنا قادرٌ على..» .. «من المُمكِنِ أنْ.. « .. وهَكذا من التعبيراتِ التي تُوحي بالإيجابيةِ لصاحبِها، ولِغَيرِه من المحيطينَ به؛ حتى لا تتَسلَّلَ روحُ اليأسِ التي تنتابُه إليهم، فالعقلُ يَقبلُ ما بعدَ الأنا، ونحن نَخلقُ بداخِل عقولِنا نوعيةَ الحياةِ التي نرغبُ ؛ فإذا كان التفكيرُ إيجابيًّا؛ فسوفَ تتحوّلُ حياتُنا إلى الإيجابيةِ بشكلٍ تلقائي. ، صحيحٌ أنّ الشخصَ ليس بِوُسْعِه التحَكّمُ في الظروفِ والأحوالِ الخارجيةِ؛ لكنه بِوُسعِه التحكّمُ في نفسِه وفى عالَمِه الداخلي.

 فالإيجابيةُ عطاءٌ بلا حدودٍ، وتَوَكُّلٌ على المعبودِ ، فاعْقِدْ النيّةَ؛ وابحَثْ عن مكنونٍ وقدراتٍ دفينةٍ بينَ جَنبَيكَ، وأَعِدْ اكتشافَ نفسِكَ من جديدٍ ؛ وجَنِّدْ واحدةً فقط؛ ووَظِّفْها لِخدمةِ مَن حولَكَ ، أو ساهِمْ بفِكرةٍ هنا أو هناكَ ، وكُن عنوانًا حِينًا ، وجنديًّا مطيعًا حينًا آخَرَ ، وابتَغِ مَرضاةَ اللهِ؛ وانتَظِرْ الأجرَ والعطاءَ من ربِّكَ ؛ فَذانِكَ الإيجابيةُ بعَينِها .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى