Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقاريررياديات

من غرفةٍ فوقَ السطحِ تصنعُ “أبو عطايا” بالإبرةِ والخيطِ قصصَها وأفكارَها المُبهِجةَ

 

قصةُ شَغفٍ حوّلتْ غرفةً مهجورةً؛ تَتوسَّطُها طاولةٌ صغيرةٌ فوقَ أسطُحِ أحدِ المنازلِ في قطاعِ غزةَ؛ إلى مُتحفٍ شخصيٍّ يفيضُ بألوانٍ زاهيةٍ، ودُمىً صغيرةٍ وكبيرةٍ؛ أُحيكتْ بكُلِّ مهارةٍ وإبداعٍ بطريقةٍ يدويةٍ بصنارةٍ واحدةٍ، فقد وجدتْ صاحبتُها الشغفَ بينَ كُراتِ الصوفِ الملوَّنةِ، والصناراتِ، وعشراتِ الأزرارِ ذاتِ الأشكالِ والأحجامِ المختلفةِ، وبرعتْ في صناعةِ بصمتِها الخاصةِ.

“السعادة” _التي تُولي لصاحباتِ الأفكارِ الرياديةِ مساحةً كبيرةً_حاوَرتْ الشابّةَ “صفاء أبو عطايا”، خريجةَ قسمِ التعليمِ الأساسي، التي لَطالَما انجذبتْ لِلدُّمَى المصنوعةِ من الصوفِ منذُ نعومةِ أظافرِها؛ ما دفعَها ذاتَ مرّةٍ للبحثِ عبرَ (الإنترنت) عن كيفيةِ صناعتِها، والبدءِ حِرفيًا في التجربةِ الأُولَى؛ حتى انتهى الأمرُ بها وقد صنعتْ أولَ “دُميةٍ” تُشبِهُ إلى حدٍّ كبيرٍ النموذجَ الذي كان دليلَها للتجربةِ الأولى، والشغفَ الأولَ بالاتجاهِ إلى عالمِ الصوفِ والدُّمَى الجميلةِ.

 

حَيزُ الغرفةِ

 

بدأتْ منتَجاتُ “صفاء” تَخرجُ من حَيزِ غرفتِها إلى أصدقائها ومعارفِها على سبيلِ الهدايا في المناسباتِ المختلفةِ، وكان احتفاءُ الناسِ الذين تَصِلُهم هذه الهدايا عميقًا وكبيرًا؛ ما دفعَها إلى تكرارِ التجربةِ مرّاتٍ عديدةً؛ ثُم تطوّرَ إلى “أداة” استخدَمتْها مرارًا كوسيلةٍ تعليميةٍ؛ ساعدَتْها في تسهيلِ وصولِ المعلوماتِ للأطفالِ الذين تُدَرّسُهم في إحدى الجمعيّاتِ الخاصةِ بذَوي الإعاقةِ البصريةِ.

تقولُ صفاء لـ ” السعادة”:” بدأتُ أُتقِنُ العملَ جيدًا، وأبحثُ عبرَ (الإنترنت) عن أشكالٍ مختلفةٍ لِلدُّمَى؛ حتى استطعتُ أنْ أُنتجَ _بعدَ سلسلةٍ من المحاولاتِ والتجاربِ_ دُمىً مميَّزةً، ومشغولاتٍ يدويةً غايةً في الإبداعِ والتميُّزِ؛ بشهادةِ كلِّ المحيطينَ بي”.

وتضيفُ: مع تقبُّلِ الأفكارِ التي أصنعُها؛ بدأتُ أتشَجّعُ لإنتاجِ الكثيرِ من الأفكارِ والألوانِ الخاصةِ؛ والتي بدأتْ تأخذُ رَواجًا في صناعتِها؛ وبدأتْ لمساتي الخاصةُ في صناعةِ هذه الدُّمَي تَظهرُ بشكلٍ واضحٍ مع تكرارِ العملِ، والتعرُّضِ لأكثرَ من طريقةٍ للصناعةِ؛ ما دفعَني إلى الاتجاهِ إلى إطلاقِ صفحةٍ خاصةٍ للترويجِ عن فكرةِ صناعةِ هذه الدُّمَى الجميلةِ؛ وأسمَيتُها “فِكرةً بإبرةٍ”.

 

فِكرةٌ بإبرةٍ

وعن سببِ الاسمِ تقولُ “صفاء”: على الرغمِ من صغرِ الإبرةِ و رِقّةِ الخيطِ؛ إلّا أنها استطاعتْ أنْ تُتَرجِمَ أفكاري الكثيرةَ والمُتخبِطةَ أحيانًا؛ وتحويلَها إلى مُجسَّماتٍ وأشكالٍ مختلفةٍ باستخدامِ الصوفِ والإبرةِ والخيوطِ؛ إضافةً إلى بعضِ الموادِ الخامِ الجاهزةِ؛ مُلفِتةً إلى أنها تُحاولُ إضافةَ الشَّعرِ الصناعي أحيانًا لِدُماها اللطيفةِ، وبعضِ الخَرَزِ المُلوّنِ؛  لأجلِ إبرازِ الملامحِ بعدَ حَشوِها بالقطنِ اللازمِ؛ ولإعطائها بعضَ الجمالياتِ البارزةِ.

 

ورغمَ أنّ الدُّمى تبدو في شكلِها النهائي غايةً في الروعةِ والجمالِ؛ إلَّا أنّ هذا رُبَما لن يساويَ ما تطمحُ إليهِ “صفاء”؛ فالوقتُ الذي تَقضيهِ في العملِ كبيرٌ جِدًّا، و يحتاجُ إلى تركيزٍ عالٍ ودِقّةٍ وفنٍّ في اختيارِ الألوانِ والموادِ الخامِ؛ حتى لا نَحصُلَ على دُمىً بأشكالٍ متكرّرةٍ مع الوقتِ تصبحُ مُمِلّةً؛ وهذا دفعني للانفرادِ في غرفتي التي اخترتُها؛ لتكونَ مشغلي الصغيرَ، وعالَمي الذي يجلِبُ الإلهامَ والإبداعَ”.

وتنوّهُ “صفاء”: إني أختارُ ألوانًا تجذبُ كلَّ فئةٍ عُمريةٍ على حِدَة في دُمَى الأطفالِ التي أصنعُها، وعادةً أختارُ الألوانَ التي تَجذبُ الأطفالَ، أو الأشكالَ التي يتابعونَها على (اليوتيوب)، أمّا الدُّمَى التي أصنعُها للبالغينَ؛ فإنني أختارُ ألوانًا وأشكالاً مُتجدِّدةً وبديعةً؛ تعتمدُ على عِلمِ الألوانِ تارةً؛ وألوانِ الموضةِ لكُلِّ عامٍ أو مناسَبةٍ، مؤكِّدةً أنّ الدُّمَى التي تصنعُها تتميّزُ بالجودةِ والمتانةِ العاليةِ، “وقد تتوارثُها الأجيالُ؛ علاوةً على أنها صحيةٌ وآمِنةٌ بالنسبةِ للأطفالِ، والرُّضَعِ”؛ ويُمكِنُ تنظيفُها دونَ أنْ يتغيّرَ شكلُها.

وتطرّقتْ إلى أنها تُعيدُ تدويرَ بقايا الخيوطِ؛ لتستفيدَ منها في عملٍ آخَرَ؛ مِثلَ وَضْعِها في زجاجةٍ مع إضاءةٍ، وغيرِها من الأفكارِ الإبداعيةِ؛ لتستفيدَ منها في تزيّينِ مكانِها الخاصِّ.

 

ليس سهلاً

وتُتابعُ:” إنّ صناعةَ الدُّمَى ليستْ أمرًا سهلاً؛ فهي إلى جانبِ أنها فنٌّ خالصٌ؛ إلَّا أنَّ لها محدّداتٍ ومرتكزاتٍ تُعرَفُ بفنِّ (الأميجرومي)؛ وهو فنٌّ له طابَعُه الخاصُّ الذي يُضفي عليهِ رَونقًا وجمالًا قد يتميّزُ به عن غيرِه؛ كَونَه يَعكِسُ شخصيةَ صاحبِه من خلالِ القِطعِ التي يصنعُها ويصدِّرُها لِمُتابعيهِ.

وتستدركُ: السوشيال ميديا سهّلتْ وصولي الى جمهوري بشكلٍ كبيرٍ؛ فأصبحَ لي جمهوري الخاصُّ من الزبائنِ والمعجَبينَ بما أُنتِجُه؛ خاصةً أنّ هذه الأعمالَ في مُتناوَلَ اليدِ من حيثُ السّعرِ والجودةِ والوصولِ؛ وهذا يَدفَعُني إلى تطويرِ ذاتي باستمرارٍ؛ لأُصبحَ أكثرَ احترافيةً وإرضاءً للجمهورِ؛ الذي يحتاجُ بشكلٍ دائمٍ فنًّا جديدًا وأداءً جديدًا.

وتَطمحُ “صفاء” لأنْ يتحوّلَ مَشغلُها الصغيرُ إلى متجرٍ تَصنعُ فيه الدُّمَى والمشغولاتِ اليدويةَ، وتَعرِضَها للزبائنِ من ذوّاقي هذا النوعِ من الفنونِ، ومُحِبّي الذكرياتِ في آنٍ واحدٍ، علاوةً لِما سَيُحَقِّقُه هذا المَتجرُ الصغيرُ من طموحٍ حقيقٍ لِشَغفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى