Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

“شوكولاتة الحُب” مُنتَجٌ فلسطينيٌّ؛ يضاهي وينافسُ الأنواعَ المستورَدةَ

 

عادَ التيارُ الكهربائي؛ فعادَ الحُبُّ إلى الخلّاطِ؛ حيثُ بدأتْ ماكينةُ خلطِ “الشوكولاتة” بالعملِ، وضعتْ “إسراء” الشوكولاتة داخلَ الماكينةِ المخصَّصةِ لها؛ حتى تكونَ لزجةً ويسهُلَ تشكيلُها بالشكلِ الذي تريدُه؛ جلبتْ القوالبَ؛ وشارَفتْ على سَكْبِ “الشوكولاتة” داخلَها؛ بينَما استعدَّ “فريد” لتجهيزِ أدواتِ الزينةِ النهائيةِ بسرعةٍ فائقةٍ؛ ليتَمكّنَ من وضعِها داخلَ الثلاجةِ؛ حتى تكونَ على درجةٍ عاليةٍ من الجمودِ؛ قبلَ انقطاعِ التيارِ الكهربائي مُجَدَّدًا؛ حتى يتَسنَّى له تغليفَها؛ ومن ثَمَّ تصويرَ ما صنَعاهُ لنَشرِه على صفحةٍ مخصَّصةٍ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعي؛ يستخدمانِها للترويجِ والبيعِ.

حقُّ البقاءِ

هذا جزءٌ من حياةِ الزوجَينِ فريد (٣٠عامًا)، وإسراء (٢٨عامًا) مشتهى اليوميةِ؛ من سُكانِ حيِّ الشجاعيةِ شرقَ قطاعِ غزةَ؛ حيثُ يتطلبُ مشروعُها _الذي يَحملُ اسمَ “كاندي لف” شكولاتة الحُبِّ_ توافُرَ الكهرباءِ بشكلٍ مستمرٍّ.

“إسراء” خرّيجةُ قسمِ التعليمِ الأساسي، تنقّلتْ في العملِ في رياضِ الأطفالِ المختلفةِ دونَ جَدوَى، حاولتْ الحصولَ على أيِّ فرصةِ عملٍ في تخصُّصِها؛ لكنها فشلتْ بالاستمرارِ نتيجةً لعَدمِ توَفُّرِ فُرصِ عملٍ بالشكلِ المناسبِ، في ظِلِّ مشاكلِ غزةَ المتلاحقةِ، بينَما “فريد” خرّيجُ إدارةِ الأعمالِ؛ حاولَ كزوجتِه البحثَ بكُلِّ الطرُقِ عن عملٍ يضمنُ استمرارَ الحياةِ لعائلتِه؛ لكنه لم يجِدْ فرصةً مناسِبةً وغيرَ مناسبةٍ حتى.

تقولُ لـ”السعادة” في إحدى المناسباتِ العائليةِ؛ صنعتُ بعضَ “الشوكولاتة” داخلَ المنزلِ؛ بأدواتٍ منزليةٍ بسيطةٍ؛ وقُمتُ بإهداءِ أصنافٍ منها إلى أقاربي وصديقاتي؛ لتنالَ هذه الأصنافُ إعجابَهم؛ وهنا لاحتْ لي فكرةُ صناعةِ “الشوكولاتة” بأشكالٍ وأصنافٍ جديدةٍ.

ومع تقبُّلِ الأصدقاءِ لمذاقِ “الشوكولاتة” التي أصنعُها؛ بدأوا الطلبَ بصناعتِها؛ فقرّرتُ أنْ أتوَسَّعَ بالمشروعِ برفقةِ زوجي، وبالفعلِ..، وكان علينا أنْ نفكّرَ خارجَ الصندوقِ، أو أنْ نمضيَ في طريقِ الهجرةِ كما الآلافِ من شبابِ غزةَ، لاسيَّما وأنّ البطالةَ باتت مشكلةً يَعظُمُ حلُّها على كافّةِ المستوياتِ؛ لِذا شكّلَ هذا الانطلاقُ في المشروعِ بصيصَ أملٍ؛ منَحَنا حقَّ البقاءِ داخلَ فلسطينَ؛ ومُجابَهةِ مشاكلَ غزة مرّةً أخرى؛ لكنْ هذه المرةَ دونَ أيِّ استسلامٍ.

بحثٌ مُوَسَّعٌ

ويتابعُ “فريد” قائلاً “: أنا من الأشخاصِ الذواقينَ جدًّا في تناولِ “الشوكولاتة”؛ وكثيرًا ما أحرصُ على تذوّقِ أطعمةِ “الشوكولاتة” من بلدانٍ مختلفةٍ؛ كنتُ أعتمدُ في ذلك على سفرِ الأصدقاءِ؛ وأطلبُ منهم أصنافًا محدّدةً منها؛ فشعرتُ أنّ لدَيَّ القدرةَ لصناعةِ “شوكولاتة” فلسطينيةٍ على غرارِ “الشوكولاتة” في دولِ العالمِ؛ تكونُ لها أشكالُها وطعمُها المختلفُ؛ تضاهي وتُنافسُ ما تَعرِضُه المتاجرُ الكبرى من أنواعٍ مستورَدةٍ، خاصةً أنَّ المطبخَ الفلسطيني يُصنَّفُ ضِمنَ أكثرِ مطابخِ العالمِ غناءً بالأطعمةِ.

ويستدرِكُ بدأَ فعليًا بعمليةِ بحثٍ موَسَّعةٍ، عن كيفيةِ البدءِ في المشروعِ، واحتياجاتِه، والتفاصيلِ التي يمكنُ أنْ تساهمَ بنجاحِه.

يقولُ: “من خلالِ خبرتي البسيطةِ؛ وما جمَعتُه من معلوماتٍ؛ بدأتُ بنموذجٍ بسيطٍ وتجريبيٍّ؛ وكانت النتيجةُ مُرضيةً؛ ما دفعَني بشكلٍ فعليٍ لإنشاءِ مصنعٍ _مُتناهي الصِّغرِ_، داخلَ منزلي، بعدَ أنْ اقترضتُ مبلغًا صغيرًا من المالِ لشراءِ الموادِ الخامِ، ومُستلزَماتِ العملِ.

يضيفُ: “عِدّةُ مباحثاتٍ أجريتُها مع تجارِ “الشوكولاتة”، ورحلةٌ من الإضافاتِ والتعديلاتِ المَبنيةِ على ملاحظاتِهم؛ أعلنتُ بعدَها عن شوكولاتة (candy love)؛ التي لاقتْ إعجابَ المُستهلِكين”؛ مُشيرًا إلى أنّ الإقبالَ على المُنتَجِ، دفعَه إلى الاستعانةِ بعمالٍ إضافيّينَ في أوقاتِ ضغطِ العملِ، لاسيّما وأنَّ مُنتَجَهُ قد اعتُمدَ من قِبَلِ وزارةِ الاقتصادِ الفلسطيني.

وتُتابعُ “إسراء” قائلةً: “هناكَ أصنافٌ مختلفةٌ من “الشوكولاتة”؛ نقومُ بصناعتِها بحَسبِ رغبةِ الزبونِ؛ كالتي تكونُ مُحشيةً مَثلاً بالفُستقِ، اللوزِ، عينِ الجَملِ، والكثيرِ من أصنافِ المكسّراتِ، ونعملُ أيضًا على إدخالِ التمرِ في “الشوكولاتة”؛ ونقومُ بعمليةِ تزيّينِه، وقُمنا بالتواصلِ مع مُختصّينَ بصناعةِ “الشوكولاتة” خارجَ غزة؛ وقاموا بتعليمِنا صناعةَ بعضِ الأصنافِ بطريقةٍ مميّزةٍ؛ مشيرةً إلى أنّ أسعارَ أصنافِ “الشوكولاتة” التي نصنعُها مناسِبةٌ للجميعِ.

مصنعٌ صغيرٌ

ويتابعُ “فريد”: بدأنا المشروعَ بعملِ عيناتٍ بسيطةٍ من “الشوكولاتة”، وشيئًا فشيئًا وصلْنا إلى إنتاجِ كمياتٍ كبيرةٍ داخلَ مطبخِ المنزلِ؛ وتوريدِها إلى المحالِّ التجاريةٍ، وتختلفُ أشكالُ “الشوكولاتة” وذلكَ وفقًا للقالبِ الذي يتِمُّ وضعُها فيه، وهناكَ أيضًا “الشوكولاتة” التي يوجدُ داخلَها (الفُستق، وعينُ الجَمل، واللوزُ) والتي تَحملُ طعمًا ولونًا مختلفًا عن “الشوكولاتة” العاديةِ.

ويضيفُ الزوجانِ:” هناكَ العديدُ من العوائقِ التي واجهتْنا في بدايةِ المشروعِ؛ كعَدمِ تَوَفُرِ القوالبِ، والأجهزةِ الخاصةِ بتَسيّيحِ “الشكولاتة”، وأيضًا عدمُ توَفُرِ بعضِ الموادِ الخامِ بالشكلِ المطلوبِ؛ لكنْ بالجهدِ المبذولِ عمَلْنا على تخَطّي تلكَ العوائقِ؛ وتحويلِها إلى نقطةِ قوّةٍ.

مُنوِّهَينَ؛ إنّ المشروعَ اليومَ يواجِهُ صعوباتٍ تتعلقُ بتوَفُرِ الموادِ الخامِ من “الشوكولاتة” المَحصورةِ عندَ عددٍ محدَّدٍ من التجارِ، والتي يُمكِنُ أنْ تنقطعَ بشكلٍ مفاجئ؛ ما قد يؤثّرُ على إنتاجيةِ المعملِ، وهذا قد يدفعُنا للتوقُفِ إلى حينِ توَفُرِها، خاصةً أنه لا يمكِنُني شراءُ كمياتٍ كبيرةٍ لتخزينِها إلى حينِ الحاجةِ.

ويطمحُ الزوجانِ إلى توسيعِ مشروعِهما بافتتاحِ مصنعٍ صغيرٍ يساعِدُهما على تقديمِ “الشوكولاتة” بصورةٍ أفضلَ وأجملَ، وتطويرِ العملِ، وتوسيعِ دائرتِه باستقدامِ عمالٍ جُددٍ؛ ليُشكّلَ فرصةً للعاملينَ في هذا المجالِ؛ إضافةً  توفيرَ مصدرِ رزقٍ خاصٍّ بنا كعائلةٍ فلسطينيةٍ؛ دفعتْها الظروفُ إلى العملِ في غيرِ مجالِها.

ويطالِبُ الزوجانِ المؤسساتِ الشبابيةَ والخيريةَ والأهليةَ؛ العملَ على دعمِ قطاعِ الشبابِ؛ خاصّةً المشاريعَ الرياديّةَ التي تُدلِّلُ على التفكيرِ خارجَ الصندوقِ من قِبَلِهم لمواجهةِ البطالةِ والحصارِ، وتحسينِ واقعِ الحياةِ الشبابيةِ في قطاعِ غزةَ.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى