Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

نِعَمُ اللهِ تُزهِرُ بماءِ الشكرِ

 تدورُ رَحَى الحياةِ  عبرَ مِنكبَيها العَريضَينِ، بينَ الشدّةِ والرخاءِ تقفزُ أزماتٌ؛ وتُحَلُّ شدائدُ؛  وتُقضَى حوائجُ؛ منها ما هو جَليٌ للغيرِ، ومنها في طيِّ الكتمانِ؛ ولكنّ اللهَ يَعلَمُه ، فيتوَسّلُ صاحبُها على عتباتِ اللهِ؛ فيُمطرُ غيثُ اللهِ خيرًا؛ فيكونُ فيه  بعضٌ ممّا  قد تمنّى، و تجدُ بعضَها فاقتْ أمنيّاتِه، فتفكيرُه محصورٌ بحساباتِه وقدراتِه البشريةِ؛ على خلافِ حساباتِ الخالقِ العالِمِ، فيُغدِقُ عليه بالنّعمِ .

والنِّعمُ كزرعٍ تحتاجُ لمَن يرعاها؛ لكي تزدادَ وتورِقَ وتزهِرَ؛ ولا يكونُ ذلكَ إلاّ بشُكرِ المُعطي،  وأنْ تُفردَ لكُلِّ نعمةٍ شكرًا بذاتِها، فليُسَمِّ كلَّ نعمةٍ باسمِها؛ فلْيقُلْ الحمدُ للهِ  على فلانٍ باسمِه ، سواءً كان أبًا أو أمًّا ، أو زوجًا، أو أخًا ، أو ابنًا،  أو صديقًا،  أو حتى جارًا ،أو الحمدُ على رزقٍ قد رزقَكَ اللهُ إياهُ ، تمنَّى  زوالَه كارهًا ، أو أغبطَكَ عليه حبيبٌ .

حينَها، اللهُ _سبحانه وتعالى_ سيقولُ لملائكتِه: “عبدي شكرَ فًزِيدوهُ”،اَلمْ يقُلْ وقولُه الحقُّ (إنْ شكرتُم لأزيدَنّكم)

فالشكرُ والحمدُ والامتنانُ؛ يكونُ لوَجهِ اللهِ المُعطي المانعِ بحكمةٍ من عندِهالحمدُ للهِ على البيتِ، تَسكنُ  فيه أرواحُنا؛ وتأمن قلوبُنا ، تتساقطٌ على درجاتِ سُلَّمِه متاعبُنا وهمُّنا ، نَدخلُه والشوقُ يغدو أوصالَنا لكُلِّ أركانِه .

الحمدُ للهِ على نعمةِ الأسرةِ، نرى في كلِّ وجهٍ فيها روحَنا، فنحن هم، وهم نحن .

الحمدُ للهِ على نعمةِ الأهلِ الذين يحسّونَ بمتاعبِنا؛ دونَ أنْ نفصحَ، يُلِحُّون في مكالماتِهم بالسؤالِ (عنجد أنتِ بخير)؟ وكيف لي أنْ لا أكونَ بخيرٍ؛ وقلوبُكم ودعواتُكم معي ؟

الحمدُ للهِ على مائدةِ طعامٍ مَهما كان رُزقُها، فأنْ نتذوّقَ طعمَ مأكلِنا؛ فهي من أشدِّ نِعَمِ اللهِ؛ لا مَرضَ نغَّصَ علينا طعمُه أو منعنَا عنه.

الحمدُ للهِ حينما نستيقظُ لصلاةِ الفجرِ بصحةٍ وهِمّة ،ونبدأ “مراثون”  اليومِ مع الساعةِ،

الحمدُ للهِ على نعمةِ رَّبِّ العملِ؛ “الكيِّس الهيِّن الليِّن الفَطِن” ، الذي يكونُ دافعًا داعمًا لا مُهيمنًا ومُعرقّلاً،

الحمدُ للهِ على شخوصٍ هيئتْهم الأيامُ؛  ليكونوا جزءًا من يومِنا او عملِنا؛  فيُرسلوا لنا عباراتِ الحبِّ  بعيونِهم قبلَ ألسنتِهم؛ فيَجعلوا يومَنا جميلاً بجمالِ طباعِهم .

الحمدُ للهِ على كلِّ تقدُّمٍ وإنجازٍ ونجاحٍ أصابَه أسهُمُ جهدِنا؛ فلولا معيةُ اللهِ ما بدا ،فعقلُ اللهِ فوقَ عقولِنا، وعينُ اللهِ فوقَ عيونِنا، ويدُ اللهِ فوقَ أيدينا ، فكُتبَ لنا ذاكَ الشرفُ ، ألمْ يستحقّ اللهُ أنْ نَحمدَه بأقوالِنا وأفعالِنا ؟

ولا يكونُ الحمدُ فقط في اليُسرِ والرخاءِ، فالشِّدةُ والوهنُ والضيقُ يستحقون الشكرَ للهِ؛ ففيهم يعلو رصيدُ أجرِ الصابرِ الشاكرِ ،وكما يكونُ الشكرُ عاملاً لجلاءِ الهَمِّ وكشفِ الغمِّ ، فحمدُ اللهِ وشكرُه يتجلّى فيهِما توحيدُ الربوبيةِ و الألوهيةِ  للهِ تعالى، ولْنتذكّرْ دائمًا ” إنْ شكرتُم لأزيدَنّكم”

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى