Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

فَـشّة غِـــل

كلُّ واحدٍ  فينا لَه حياتُه الخاصةُ، وأمورُه الشخصيةُ المرتبطةُ بعائلتِه، ومتعلّقاتِه الماديةِ، وصحتِه، وعقيدتِه الدينيةِ، وغير هيك شغلات كثيرة  من الأمورِ والحاجات إلّلي لازم نحتفظ فيها لَحالنا، وما بنفع تكون مَعروضة للرايح والجاي من الآخِر .

هذا كلامٌ مُتَّفَقٌ عليه بالعقلِ والقلبِ؛ وما قُدِّرَ من مواقفَ ؛ لكنْ هنا الموقفُ انعكسَ تمامًا؛ بعدَ ما صارَ كثيرٌ من الناسِ يتعمّدونَ فَرْضَ وعَرْضَ ونَشْرَ ومُشاركةَ وتمويلَ خصوصياتِهم  لكُلِّ الناس وخاوَة؛ كلُّ هذا حتى يَصِلوا لبَندِ الشهرةِ تحتَ أيِّ ثمنٍ، وبِدونِ أنْ يُميِّزوا هذا (غلَط ولّا صَح) ،المُهم الناس تشوفُهم.

وحتى نكونَ واضحينَ مع بعض، في فرْق كبير بين حدَا بيبحث عن أنه يرسّخ  صورة اجتماعية حلوة؛ وإلها قيمة؛ وبتأثّر في الناس إللي حواليه ، وحابِب يوصل للشهرة والأضواء؛ لكنْ بطريقة إيجابية؛ وهذا حقُّه؛ وبين واحد ثاني شغّال ليل نهار على (الانستجرام، والفيس بوك، والتيك توك) وغيرها ، بس حتى يصوّر بيته وغرفته ورحلاته وأكله وشُربه وفرحه وحياته ويوماتيه ولبسه  وهندامه؛ حتى لحظاته الأسرية الخاصة بالعيلة !

تعدّدتْ الأفكارُ، وتنوّعتْ وتطوّرتْ؛ لكنْ للأسفِ بشكلٍ سَلبي ،التقليدُ بدونِ إدراك، وبدون وَعي، ولا حتى تركيز  .

نشْر خصوصيات بالكبشات لِعَرضِها في سوقِ عالم افتراضي؛ ليس له أيُّ حدود، ولا ضامن لِقيَمِه وأخلاقِه سِوى ذاتك .

رأسُ مالِ كلِّ شخصٍ

السلبيةُ والسطحيةُ والطيشُ والتهورُ؛ رأسُ مالِ كلِّ شخصٍ فارغِ المضمونِ، يقدّمُ محتوى عديمَ القيمةِ، فرُبَما هو يشعرُ بالنقصِ؛ فيَلجأ لنشرِ خصوصيتِه من أجلِ إثارةِ الجدَلِ، ومِش مهم تكون خصوصيته ثمنًا لهذا الجدَل، أو حتى الانتقاد، ويمكن أنْ تصِلَ لانتهاكِ الخصوصيةِ وتداولِها في غيرِ مَحلِّها.

المُهم بدأنا نلاحظُ أنه ما في فَرق بين الحياةِ الشخصيةِ الخاصةِ؛ وبين الافتراضيةِ العامةِ المنشورةِ في العالمِ الأزرقِ والأحمرِ والبنفسجي. التداخلُ وصلَ إلى مُنحدَرٍ خطيرٍ، والتفريق بينهم صار يحتاج مِنا عقلًا وتدبيرًا ,والتمييز صار أمرًا  صعبًا جدًّا؛ لأنه في  سوء فَهم وغلط عندَ الكثيرِ؛ خاصةً الجيلَ الجديدَ ، بدونِ تفكير، وبدون تَوجيه بِنلاقيه طالع نازل بمُحتوى مَلوش لا طعم ولا لون ولا أي هدف

أحلا حاجة في هيك وضع؛ أنك تستمتع  بحياتك الخاصة؛ بينك وبين عيلتك وأسرتك، والناس يلّي بتحبك، ومِش مطلوب منك تنغلق على حالك ، ولا حتى  تبعد عن العالم الافتراضي، لا بالعكس تَواصلْ واتّصلْ وانشُرْ واكتبْ وعبّرْ؛ وخلّينا نشوف تهانيك الحلوة، وتعازيك، ووقفاتك بالأحزان، وصورَك الجديدة بشغلك وإنجازاتك ،وَثِّقْ ودَوّنْ وانتقِدْ بمنطقية؛ حتى نستفيد منك.

لأنه لاختصار  في فرق كبير بين الانعزال والخصوصية، وفي فرق كمان بين الحرية والإباحية، الفرق يمكن يكون بسيط؛ لكن تأثيره ومفعوله أكبر؛ وردّة فعله بالغالب بتكون سلبية.

إنك تقوم باستعراض حياتك وتشارك غيرك في تفاصيلها؛  وتوصل رسائل من خلالها هي أصلا إساءة إلك أكثر من إنها منفعة، وحتجلب المَضرة إلك ولمحيطك، وإنت بغنَى عن هذا الضرَر.

حتى نوضحلك الأمور أكثر؛ وما نكون معقّدين، المطلوب منك إنك تحاول  تفرّق بين مشاركتك لأصدقائك، ومعارفك، وأصحابك، لأفراحِك، ومسّراتِك وأتراحِك وأحزانِك بطِيب خاطر، وبنفس طيبة؛ وبين إنك بتنشر  خصوصيتك بس؛ حتى تفرض عليهم مجاملك ولو بمشاعر الكترونية عالواقع بتساوي صفر.

بالعامية أكثر وحتى نختصر الموضوع ..

صدقوني أحسن حاجة انكم تخلّوا حياتكم مكتومة؛ ميعرفش ولا حد عنها أي حاجة، إذا كنتم فرحانين متحكوش لحد؛ ولا تبينوا لحد فرحتكم؛ لأنه في ناس بتحبّش تشوف حتى أسنانكم مبينة، وإذا كنتوا مش مبسوطين ومكروبين؛ برضه تخلوش حدا يشمت فيكم؛ ويعرف نقطة ضعفكم ..

وآخِر شغلة بحب أحكيها؛ خلّوا ثقتكم بحالكم كبيرة؛ بدون ما تستعرِضوا حياتكم الخاصة؛ وتبين انك مميّز بستوريات مفلترة ,استشعروا قيمتكم ؛ وما تستني حدا يمدحك،  وضلّك واثق بقدراتك، وانك بتقدر تواجه التحديات، وتتحمل أصعب الظروف، لأن الإنسان الواثق بنفسه؛ بيكون زي الجبل الشامخ؛ ما بيهزّه الريح ؛ قد ما عصفت الريح؛ وتراكم الثلج؛ واشتدت الأمطار؛ حيضل الجبل راسخ ومَتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى