Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

الطموحُ هزيمةٌ خوف

بدايةُ طموحاتي أنْ تَغمُرَك السعادةُ في عامٍ قادمٍ؛ وتُحيطَ بكَ مَعاني الرِّضا والقَبولِ عن عامٍ فاتَ.. فالأيامُ تمضي بِنا مُدَوِّنةً بكُلِّ تفاصيلِها؛ تُسعِدُكَ تارةً؛ وتؤلِمُكَ أخرى، تَشعرُ أنكَ ذاكَ البطلُ المغوارُ، وفارسُ الأحلامِ، وسيّدُ الزمانِ، وتارةً تَشعرُ بثِقلِ السنينَ، وآهاتِ الأيامِ، ووَجعِ الزمانِ مع حركةِ بطيئةٍ وشَعرٍ أبيضَ، تراكُمُ أوجاعٍ جسديةٍ؛ تَتْبَعُها حُزماتٌ من وجعِ قلبٍ متتاليةٌ؛ لتُنهِكَ ما تَبقَّى من جسدٍ.

صراعٌ مع واقعٍ، وذكرياتٍ مؤلمةٍ؛ يتخَلّلُها لحظاتُ أملٍ بعامٍ أكثرَ إشراقًا وبهاءً، لتَجِدَ نفسَكَ مسافرًا عبرَ الزمنِ هناكَ؛ حيثُ تتمنّى وتَحلمُ.

فالطموحُ  هو الارتقاءُ والارتفاعُ والنظرُ دومًا لأعلَى ، الطموحُ أنْ تفتحَ نوافذَ قلبِكَ لتَدخُلَ خيوطُ الشمسِ، ولِيَعُمَّ الدِّفءُ أرجاءَه ، وهو ركوبُ قطارِ الأيامِ بِلا محطّاتِ خَيبةٍ أو يأسٍ، أو فقدانِ أملٍ ،  فالطموحُ خطواتٌ نحوَ الهدفِ ، بل الهدفُ ذاتُه ، الطموحُ قيادةُ الأيامِ والسنينَ، والرِضا بقَدَرِ اللهِ، وانشغالٌ لتَغيّيرِ الواقعِ ، فهو مكنونُ طاقةٍ كامنةٍ تَفصلُ بينَ الناجحينَ وغيرِهم ، لِتكتشِفَ لاحقًا أنّ الأيامَ والسنينَ صورةٌ مُفرَغةٌ بلا ألوانٍ، أو مضامينَ واضحةٍ ، وأمامَكَ أوراقٌ كثيرةٌ وألوانٌ ، وأنت يا صديقُ صاحبُ القرارِ؛ ومَن يمتلكُ الخيارَ ، أنت من يَقبلُ السوادَ، ويرسمُ العنوانَ، ويكتبُ التفاصيلَ كاملةً ، أنتَ مَن يجعلُها بألوانٍ زاهيةٍ ومُشرقةٍ، أنتَ مَن يرسمُ مَعالمَ الصورةِ، أو يسافرُ بها بعيدًا إلى مُربّعِ الأحلامِ؛ لِتُجسِّدَ واقعًا طالَما حلُمتَ به، وتَمنّيتَ تحقيقَه .

الطموحُ يا عزيزي أنْ تهزمَ خوفَكَ؛ وتُبدِّدَ ترَدُّدَكَ، وأنْ تتقدّمَ بلا وَجلٍ، وتعيشَ على أملٍ، وتَبذُلَ جهدًا بلا كَسلٍ، وتُتقِنَ بلا مَلَلٍ، وتُعطيَ بلا كَلَلٍ.

الطموحُ عيونٌ مُترَقِّبةٌ، وإلى السماءِ مُبصِرةٌ، للتجديدِ ساعيةٌ، للأوجاعِ مُبَدِّدةٌ، وللذكرياتِ الجميلةِ ناشرةٌ، وللروحِ داعمةٌ، وللنفسِ عن الذنوبِ ناهيةٌ، راغبةٌ أنْ يكونَ الغَدُ أجملَ بقُدرةِ ربِّ أعظمَ.

الطموحُ أنْ تنهضَ ثانيةً، فالطامحونَ لا يُحبّونَ الالتصاقَ بالأرضِ، أو القُربَ منها، فعيونُهم نحوَ شعاعِ الشمسِ، وضياءِ القمرِ بِواقِعيةٍ وثباتٍ، بتحديدِ هدفٍ واضحٍ غيرِ فَضفاضٍ، راسخٍ تَغمرُه الثقةُ والقناعةُ بالقدرةِ على التحقيقِ والاستمرارِ.

فابدأْ يا صديقي بما لم تُحقِّقْ العامَ الماضي؛ ليكونَ على رأسِ طموحاتِكَ وخُطّتِكَ لهذا العامِ، ليُمَثّلَ لكَ رفعةً ودَعمًا مَعنويًا؛ لأنّ تَراكُمَ الإخفاقاتِ، وعدمَ النجاحاتِ، مَحطاتُ تَراجُعٍ وإحباطٍ، بل ادْعَمْ ذاتَكَ، وثِقْ أنك قادرٌ على تحقيقِ ما لم تُحقِّقْ، وأنّ الأيامَ ما هي إلّا نقاطُ انطلاقٍ جديدةٌ، ولن تُثنيَكَ يومًا عن تحقيقِ ما تَقدِرُ وتَرغَبُ. فقط انطلِقْ، وثِقْ بمَهاراتِك، واكتَسِبْ مهارةً جديدةً مع شُروقِ عامٍ جديدٍ؛ لتَكونَ مُختلفاً متميّزاً في محطاتِ حياتِكَ القادمةِ.

كُنْ ما تتَمنَّى وترغبُ، كُنْ عُنوانًا لِذاتِكَ، مُحقِّقًا طموحاتِها، ناشرًا لِبذورِ الأملِ والسعادةِ في الأرجاءِ كُلِّها، بمَعيّةِ اللهِ ساعيًا، حُبّاً وعِرفانًا وإجلالاً، كُنْ سعيدًا راضيًا، وعامُكَ خيرٌ وسعادةٌ يا ربّ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى