Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

ابنُ أُمِّه

طائر “الكاسبواري”؛ هذا الطائرُ معروفٌ أنه ثاني أخطرِ طائرٍ في العالمِ -لا أعرفُ الطائرَ الأولَ- ولكنّ هذا “الكاسبوراي” يُمكِنُه بضربةٍ واحدةٍ من قدَمِه أنْ يَكسِرَ عظامَك؛ وبِنقرةٍ واحدةٍ من مِنقارِه أشبَهَ بطعنةِ خِنجرٍ!

الملفِتُ للنظرِ أنّ أُنثَى هذا الطيرِ؛ تضعُ بيضَها بجانبِ أيِّ ذَكرٍ تجِدُه؛ وتطيرُ إلى غيرِ رَجعةٍ؛ فيَعتني الذكَرُ الغريبُ بالبيضِ حتى يفقسَ؛ ثُم يُربِّي نفسَه بنفسِه!

مِثالٌ حقيقٌ على أنّ التربيةَ أُمٌّ !! تركتْهُ وهو مُجرَدُ بيضةٍ؛ فخرجَ فَرخًا قليلَ التربيةِ – نازل تقتيل في البشر !!-

ورغمَ أنّ المثالَ قد يبدو مثيرًا للضحكِ؛ لكني أراهُ مِرآةً للواقعِ، التربيةُ أمٌّ بكُلِّ معنَى الأمومةِ ، فالأمُّ هي التي تهتمُّ بالتفاصيلِ التي لا يراها الأبُ، والأبُ يمكنُ أنْ يساهمَ..، لكنه لم يكنْ يومًا أساسَ التربيةِ، وكلُّ ولدٍ أو بنتٍ نسخةٌ عن أمِّه في سلوكِه على الأغلبِ، وإنْ ورِثَ بعضًا من سلوكِ أبيهِ.

انتشرَ مقطعٌ لطفلٍ يبدو أنه لم يَتعدَّ الأربعَ سنواتٍ؛ وهو يعاونُ والدَه في مدَّ سُفرةِ الضيافةِ أمامَ أصدقائهِ، ثُم يسألُ الطفلُ بكُلِّ جرأةٍ وقوةٍ وجدّيةِ عن الضيفِ؛ وحينما يشيرونَ إليهِ؛ يرُدُّ بكُلِّ جرأةٍ وبراءَةٍ:” الله لا يحيّيك، أمي من أمس في المطبخ”! ثُم يضحكُ الجميعُ على الطفلِ – المسحوبِ من لسانِه-؛ الأصدقاءُ والأبُ وكُلُّ من اجتمعَ حولَ مائدةِ الطعامِ!! وأنا أثارَني المَشهدُ.

ما هذه التربيةُ؟! وما هذا البرودُ في كلمةٍ قالَها الولدُ إلّا انعكاسٌ لِما قالتْهُ أمُّه قبلَ ساعةٍ في المطبخِ، وعلى اعتياديةِ تَناقُلِ مِثلِ تلكَ العباراتِ داخلَ المنزلِ، المنزلُ الذي يجلسُ فيه الأبناءُ مع أمهاتِهم أغلبَ الوقتِ.

فلو رحّبتْ الأمُّ؛ سيُرحّبُ الطفلُ، ولو تأفّفتْ الأمُّ؛ سيتأفّفُ الطفلُ، ولو خجلتْ الأمُّ من التذَمُّرِ؛ سيَخجلُ الطفلُ، ولو شَتمتْ الأمُّ؛ سيَشتمُ الطفلُ، ولو صرختْ الأمُّ؛ سيَصرخ الطفلُ، ولو لم تحترمْ الأمُّ عائلةَ زوجِها أو أصدقاءَه؛ لم يحترِمْهم الأبناءُ… الطفلُ مِرآةُ أمِّهِ.

أوَلم يقولوا إنّ الأمَّ مدرسةٌ، الأمُّ تصنعُ الأُمّةَ، وعَينا الأُمِّ سِرُّ إلهامِ ولدِها، وابحثْ عن الأمِّ قبلَ البنتِ.

ثُم احذري عزيزتي الأم، أنّ ما يَدرُسُه ابنُكِ؛ وهو بينَ أحضانِكِ؛ لا يَمحوهُ شيءٌ، مَهما تحوّلتْ عليه الأزمانُ، وقلّبتْ في عقلِه التجارِبُ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى