Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

أشياؤكَ السلبيةُ لا تستحقُّ أنْ تصاحِبَكَ لِعامِكَ الجديدِ

 

ها نحن نطوي آخِرَ صفحةٍ من سنةٍ قد مضَى جُلُّها؛ آمِلينَ أنْ نستقبل عامًا جديدًا مليئًا بالبركاتِ والخيراتِ، يحذونا التفاؤلُ والأملُ بأنْ يكونَ عامًا يحملُ في طيّاتِه الأمنَ والأمانَ والسلامةَ والسلامَ، خالياً من الآلامِ والهمومِ والأحزانِ، عامَ بذْلٍ وعطاءٍ وإنجازاتٍ؛ نُحقّقُ فيه الأُمنياتِ بمشيئةِ اللهِ.

ففي طريقِ السعادةِ والركضِ إليها؛ إيّاكَ أنْ تصطحِبَ معك هاتيكَ الأشياءَ التي طالَما أرهَقتْكَ وأثقلتْ كاهِلَك، وكانت عقبةً كَؤودًا في مدارجِ الرقيِّ التي سعيتَ لأجلِها ومازلتَ..، اترُكْها خلفَكَ غيرَ آسِفٍ ولا محزونٍ عليها، فأصدقاءُ ومعارفُ وسهراتٌ في غيرِ طاعةِ اللهِ، وتصرُّفاتٌ توصَفُ بسفاسفِ الأمورِ؛ إيَّاك أنْ تفكّرَ بجَلبِها معكَ لقادمِ الأيامِ، بل عليكَ أنْ تتخلصَ من أصدقاءِ السوءِ الذين لا فائدةَ منهم سِوَى جلبِ البطءِ والتأخيرِ لنجاحِك، وكذا الأشخاصِ السلبيّينَ المثبِّطينَ، وفي محاولةٍ منكَ للتركيزِ على نفسِك، حدِّدْ كلَّ ما أرهقَكَ في الماضي؛ ولا يزالُ يؤثّرُ في مشاعرِك، حتى مشاعرِك السلبيةِ التي انتابتْكَ في لحظةٍ ما لأحدِهم كالحقدِ والضغينةِ؛ استبدِلْها بأفكارٍ وعاداتٍ ومشاعرَ إيجابيةٍ، واترُكْها خلفَكَ، اجعلْ التسامُحَ والغفرانَ رفيقَكَ في دخولِك لعامِكَ الجديدِ؛ لكي تتمكّنَ من استبدالِ روحِ الكراهيةِ بالحُبِّ، نَعم قُمْ بتغييرِ طريقةِ تفكيرِك، تخَلَّ عن أفكارِك وتصرُّفاتِك السلبيةِ، وتَحلَّ بأفكارٍ إيجابيةٍ، وانتهِجْ طُرُقًا علميةً في النظرِ للأمورِ المختلفةِ، حتى أنه يتوَجّبُ عليكَ التوقُفَ عن محاولةِ إرضاءِ نفسِك، فضلاً عن إرضاءِ الجميعِ، فالنفسُ أمّارةٌ بالسوءِ إنْ لم تُطوِّعْها، وإرضاءُ الناسِ غايةٌ لا تدركُ فاترُكْها، ولابدّ من إدراكِ أنّ جميعَ من يرتكبونَ أخطاءً يُمكِنُ أنْ تكونَ مختلفةً ومتفاوتةً، وقَطعًا قيامُ الإنسانِ بمسامحةِ نفسِه؛ يعدُّ العاملَ الأساسَ والأهمَّ للتصالحِ مع ماضيهِ، وفكِّ الأغلالِ والقيودِ الجاثيةِ على صدرِه، والمُضيِّ قدُمًا نحوَ الحاضر.

أمّا عن أولئكَ الأصدقاءِ الذين أظهَروا حبَّهم ودعمَهم لكَ في الماضي؛ الذين أثّروا في حياتِكَ تأثيرًا جيدًا؛ وساعدوكَ على تحقيقِ شيءٍ من أهدافِك؛ حافِظْ على تواصُلِك معهم؛ وغذِّ علاقتَك بهم؛ بل ونمِّيها.

واعلَمْ أنّ تحديدَك لأهدافِك الشخصيةِ والمستقبليةِ من أكثرِ الأشياءِ التي ستساعدُك على تجاوزِ الماضي، وما فيه من إخفاقاتٍ، كما تساهمُ في تحقيقِك للنجاحِ في قابلِ الأيامِ، عندها ستتأكّدُ من أنّ خطواتِكَ خطواتٌ صحيحةٌ؛ وأنكَ تسيرُ في الاتجاهِ الصحيحِ نحوَ تحقيقِ أهدافِك.

عندها قَيِّمْ خطواتِك، تساءلْ كيف أواصلُ المسيرَ! ما هو التقدّمُ الذي حققتُه وأنجزتُه؟ ليس ضروريًا أنْ تنجزَ كلَّ الأمورِ التي رتّبْتَ لها، المُهمُّ هو أنْ تستمرَّ في المحاولةِ، والتقدّمِ، وترْكِ عامٍ خلفَك.

خذْ احتياطاتِك لتجنُّبِ ارتكابِ الأخطاءِ السابقةِ؛ فتَحدُثْ نفسُ الإخفاقاتِ؛ لذا ضعْ نظامًا صارمًا لنفسِك؛ بحيثُ تتأكدُ أنكَ لن تعيدَ ارتكابَ هاتيكَ الأمورِ السلبيةِ التي قمتَ بفعلِها في الماضي، ضعْ خُططًا يُمكِنُكَ اتّباعُها عندما تلاحظُ ظهورَ مشاعَر؛ تَدفعُكَ للقيامِ بأمورٍ تندمُ على فعلِها لاحقًا ..

حتى لو بدَرَ منك ما لا تحبُّ؛ لا يمكِنُك ببساطةٍ أنْ تتوقّفَ عن التقدّمِ، وعليكَ أنْ تبدأَ بممارسةِ أنشطةٍ مختلفةٍ؛ حتى تستطيعَ التغلّبَ على عاداتِك القديمةِ، واكتسابَ غيرِها، فاكتسابُ العاداتِ الجديدةِ أصعبُ من أيِّ عملٍ بكثيرٍ، وهي من ستُكسِبُك الجَلَدَ للمداومةِ على تحقيقِ أهدافِك، مَهما كانت الصعوباتُ، وكثُرَ المُحبطونَ من حولِك؛ لذا وجبَ عليكَ أنْ تُصِرَّ على أهدافِكَ، وما ترنو له في حياتِك، فالإصرارُ والتفاؤلُ أولُ طرُقِ النجاحِ، والشعورُ بالتفاؤلِ يجعلُ الإنسانَ أكثرَ سعادةً وتطلُّعًا للمستقبلِ، ومداومةِ التفكيرِ فيه، والعملِ من أجلِه بجِدٍّ، واجتهادُك يقرّبُكَ للنجاحِ أكثرَ، ويجعلُكَ تتوقّفُ عن التفكيرِ في الماضي، كما أنّ الشخصَ المتفائلَ يكونُ أكثرَ ثقةً بنفسِه؛ بما يعودُ عليه بالنفعِ في جميعِ أمورِ حياتِه.  كُنْ متفائلاً ..

واصنعْ مجدَكَ بنفسِكَ ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى