العنفُ بينَ الأزواجِ.. الأسبابُ والحلولُ.
همسةُ بيوتٍ منوّرةٍ للأزواجِ: “خلافاتُ العقلاءِ صغيرةٌ؛ وإنْ وُلدتْ كبيرةً، وخلافاتُ الجهلاءِ كبيرةٌ؛ وإنْ وُلدتْ صغيرةً”. تدَبّروا العبارةَ بإمعانٍ قبلَ فواتِ الأوانِ؛ فالحياةُ الزوجيةُ تحتاجُ إلى اهتمامٍ من أجلِ المحافظةِ عليها.
تتميزُ الأُسرُ المسلمةُ بالتماسكِ والترابطِ والمحبةِ، وينتهجُ العديدُ من الأزواجِ ما أوصَى به رسولُ اللهِ _صلَّى اللهُ عليه وسلّمَ_ على النساءِ؛ وهو الذي قال في خُطبةِ الوداعِ “أوصيكم بالنساءِ خيراً.”
وهذا يدلُّ على أهميةِ المرأةِ في بناءِ المجتمعِ والأسرةِ؛ لكنّ هناكَ العديدُ من الزوجاتِ اللواتي فاضَ بهنَّ الكيلُ من تصرّفاتِ أزواجِهنَّ؛ الذين يتعمّدونَ تجريحَهنَّ أمامَ الأبناءِ والأهلِ، وفي بعضِ الحالاتِ أمامَ الجيرانِ؛ دونَ سببٍ واضحٍ؛ أو يتطوّرُ الأمرُ بعدَما يدخلونَ في نقاشِ أمورِ حياتِهم لأسبابٍ تافهةٍ لا تستحقُّ كلَّ هذه العصبيةِ التي يُظهِرُها الزوجُ؛ فتَخرجُ بعضُ الألفاظِ الجارحةِ بينَ الزوجينِ اللذَينِ من المُفترَضِ أنْ تربطَ بينَهما مشاعرُ المودّةِ والرحمةِ والسكينة.
الغريبُ أنّ الزوجةَ غالبًا ما تعترفُ في مُعظمِ الحالاتِ؛ بأنّ هذا هو العيبُ الوحيدُ للزوجِ؛ فهو يتمتعُ بصفاتٍ حميدةٍ؛ “كالكرمِ والشهامةِ وطيبةِ القلبِ”؛ إلّا أنّ طوله اللسانِ، والألفاظَ البذيئةَ، والإهاناتِ الجارحةَ؛ تتطوّرُ دونَ مراعاةِ مشاعرِ المرأةِ؛ وهذا ما يسمَّى بالعنفِ اللفظي.
في كلِّ الحالاتِ تتعدَّى تصرُّفاتُ الزوجِ وألفاظُه أصولَ الأدبِ، والمشكلةُ أنّ منزِلةَ الأمِّ تَصغُرُ أمامَ أبنائها وبناتِها، وهي من المفترَضِ أنها المربيةُ والأمُّ والمدرسةُ التي تُعِدُّ جيلَ المستقبلِ.
لكنْ، ما هي الأسبابُ التي تؤدِّي إلى تطاوُلِ الزوجِ على الزوجةِ؟
والتي يمكنُ أنْ نذكُرَ منها ما يلي:
♦️انشغالُ المرأةِ في العملِ والمنزلِ والمذاكرةِ للأبناءِ، ونسيانُ واجباتِها نحوَ زوجِها.
♦️عدمُ وضعِ حدودٍ في التعاملِ بينَها وبينَ زوجِها منذُ فترةِ الخِطبةِ؛ بحيثُ تكونُ العلاقةُ بينَهما قائمةً على الاحترامِ المتبادَلِ.
♦️بعضُ الأزواجِ يعاني من عقدةِ النقصِ؛ لذلكَ فهو يتعمّدُ إهانةَ زوجتِه بسببٍ وبدونِ سبب!
♦️شعورُ الزوجِ بضعفِ شخصيتِه ، أو بضعفِ مركزِه الاجتماعي عن مستوى الزوجةِ.
♦️غيرةُ بعضِ الأزواجِ من عملِ الزوجةِ، أو نجاحِها، أو تألُّقِها، أو تفوُّقِها؛ فيستخدمُ أسلوبَ العنفِ في التعاملِ؛ اعتقادًا منه بأنه أفضلُ وسيلةٍ للحفاظِ علي مركزِه ووَقارِه كَرجلِ البيتِ.
مع الأسفِ معظمُ هذه التصرُّفاتِ غيرِ المسئولةِ تتسبّبُ في انهيارِ العلاقةِ الزوجيةِ، وهروبِ الزوجةِ المستمرِّ لبيتِ أهلِها؛ ما يدَمّرُ بيتَ الزوجيةِ ويُشتِّتُ الأبناءَ.
وحتى تحافظَ المرأةُ على أسرتهِا وبيتِها؛ يجبُ عليها أتّباعَ هذه الخطواتِ التي يمكنُ أنْ تساهمَ بالحلِّ:
♦️يجبُ على المرأةِ أنْ تضعَ خُطةً لِتغييرِ حياتِها؛ ترتكزُ على الحوارِ البنّاءِ والتحمُّلِ.
♦️مناقشةُ أسبابِ المشكلةِ مع الزوجِ في حالةِ الهدوءِ، ووضْع بعضِ الحلولِ المشترَكةِ فيما بينَهم.
♦️إشراكُ أفرادٍ من الأهلِ للمساعدةِ في حلِّ المشكلةِ؛ على أنْ يكونوا من ذَوي المشورةِ السديدةِ والوَعيِّ.
♦️الاستعانةُ بالأشخاصِ الذين يستمعُ إليهم الزوجُ؛ ويتقبلُ منهم النصيحةَ.
وأخيرًا، أيُّها الأزواجُ عليكم العلمَ بأنه من الأشياءِ الجميلةِ التعامُلَ مع المشكلاتِ بقاعدةِ “شَعرة معاوية”؛ إنْ شدَّ الزوجُ ترخي الزوجةُ، وإنْ شدّتْ الزوجةُ يرخي الزوجُ، مع ضرورةِ العملِ أيضًا بقولِ “أبو الدرداء” لزوجتِه: إذا رأيتني غاضبًا فرَضِّني، وإذا رأيتُكِ غضبتِ راضيتُكِ…وإلّا لم نصطحِبْ.
أي؛ مستحيلٌ أنْ تستمرَّ الحياةُ الزوجيةُ إذا لم يتنازلْ أحدُ الطرَفينِ.