رئيسُ الحركةِ النسائيةِ في “حماس”
في الذكرى (34) للانطلاقةِ، المرأةُ الحمساويةُ تُعِدُّ جيشَ التحريرِ

حوار : السعادة
المرأةُ الفلسطينيةُ صاحبةُ مشوارٍ طويلٍ من النضالِ والصمودِ والنجاحِ؛ تأَلّقتْ في كلِّ مكانٍ وُجدتْ فيه؛ أثبتتْ جدارتَها بأنها قادرةٌ على صناعةِ القرارِ داخلَ وخارجَ منزلِها؛ حملتْ همَّ قضيتِها، وقدّمتْ لها الكثيرَ؛ تحدَّتْ الاحتلالَ الغاشمِ بصبرِها وصمودِها وتضحيتِها؛ تزرعُ في نفوسِ أبنائها حبَّ الوطنِ والمقاومةِ؛ وتُجهِّزُ جيلَ التحريرِ؛ إنها المرأةُ الفلسطينيةُ الحمساويةُ “فاطمة شُراب”؛ رئيسُ الحركةِ النسائيةِ في “حماس” في ضيافةِ “السعادة”؛ لنتعرّفَ على مشوارِها ومحطاتِ حياتِها؛ وكيف دعمتْ المرأةَ وهيأتِها لمرحلةِ التحريرِ .
بدايةُ المشوارِ
“فاطمة شُراب”؛ 58 عامًا من سكانِ مدينةِ خانيونس؛ زوجةُ طبيبِ الأسنانِ “سمير الأخرس”؛ أمٌّ لستةِ شبابٍ وفتاةٍ؛ وجدّةٌ لخمسةٍ من الأحفاد؛ عملتْ مُدرّسةً ومديرةَ مدرسةٍ ومسؤولةً في الحركةِ؛ والآنَ تترأَسُ الحركةَ النسائيةَ في “حماس” على مستوى القطاعِ، تقول:” درستُ أصولَ دِينٍ في الجامعةِ الإسلاميةِ؛ وقد دخلتُ الجامعةَ عامَ (1981)؛ وقتَها كان عددُ الطالباتِ قليلاً ممن لدَيهِنَّ توَجُّهًا دينيًا؛ لذلك طالبْنا بإنشاءِ كليةِ أصولِ الدينِ للطالباتِ؛ وكان عددُهُنّ (23) طالبةً؛ وبفضلِ اللهِ تخرّجتُ بتقديرِ “امتياز”؛ فكانت هذه الدفعةَ الأولى في العملِ الدَّعويّ؛ وبدايةَ الانطلاقةِ لنا من المساجدِ، ومن ثَمَّ تأسيسَ الكتلةِ الإسلاميةِ؛ وكنتُ من المؤسّسينَ لها وفي نفسِ الفترةِ أنشِئ الإطارُ الطلابي/ والمجمّعُ الإسلامي؛ وكانت لتلكَ الأُطرُ فعاليةً ودورًا وتأثيرًا على المجتمعِ بقيادةٍ نسائيةٍ دعمتْ وجودَ المرأةِ؛ وآمنتْ بدورِها ونجاحِها في خدمةِ مجتمعِها؛ من هنا كانت بدايةَ المشوارِ لشقِّ الطريقِ والعملِ .
عملتْ “شُراب” في مدارسِ خانيوس الإعداديةِ والثانويةِ؛ فتقول:” رفضتُ العمل خارجَ الوطنِ؛ وفضّلتُ العودةَ لخدمةِ وطني؛ وتعليمِ وغرسِ القيَمِ الدينيةِ والوطنيةِ لبناءِ شعبي؛ وشعرتُ بالحنينِ والشوقِ لوطني ومدينتي وأهلي؛ فقرّرتُ العودةَ.. فلن أجدَ أدفأَ وأحَنَّ من وطني.
تزوّجتْ عامَ (1989)؛ وكانت تعملُ في المجالِ الدعوي والاجتماعي والإغاثي؛ فهي الزوجةُ والأُمُّ والمرأةُ العاملةُ؛ فالأعباءُ كثيرةٌ؛ ولكنْ مع التنظيمِ والترتيبِ، ومشاركةِ الزوجِ ومساندَتِه، والتوكّلِ على اللهِ؛ جعلَها تديرُ أمورَ بيتِها ،وتربيةِ أبنائها، و تبني علاقاتٍ اجتماعيةً وأسريةً بأكملِ وجهٍ، ولكي تنجحَ المرأةُ؛ عليها أنْ تكونَ ناجحةً داخلَ بيتِها؛ تبني وتؤسّسَ أسرةً إسلاميةً مترابطةً قويةً .
بناءُ الإنسانِ
التربيةُ أهمُّ شيءٍ لبناءِ مجتمعٍ قويٍّ متماسِكٍ، وجيلٍ صاحبِ رسالةٍ وهدفٍ، فكيف ربّتْ “شُراب” أطفالَها برغمِ حجمِ المسؤولياتِ التي تقعُ عليها؟ تجيبُ:”التربيةُ الصحيحةُ أساسُ المجتمعاتِ المُنجِزةِ الناجحةِ القويةِ؛ فكنتُ على إيمانٍ قويٍّ أنّ بناءَ الإنسانِ هو المؤشِّرُ الأهمُّ لبناءِ المجتمعاتِ؛ وخصوصًا طبيعةَ مجتمعِنا المحتلِّ؛ يختلفُ عن باقي المجتمعاتِ؛ فنحن نريدُ أنْ نبنيَ جيلَ التحريرِ؛ جيلاً واعيًا بقضيتِه ووطنِه؛ وعلينا أنْ نرَبّيَهم منذُ نعومةِ أظفارِهم على حُبِّ الوطنِ والمقدّساتِ؛ ونزرعَ حبَّ المقاومةِ فيهم؛ ونشرحَ لهم أننا مجتمعٌ محتلٌّ؛ سُرقتْ أرضُه واحتُلتْ مقدّساتُه .
وتضيفُ:”وهنا يقعُ الجهدُ الأكبرُ على الأم في غرسِ القيَمِ الدينيةِ والتربويةِ والوطنيةِ في أبنائها منذُ الصغَرِ، ومخافةَ اللهِ في السرِّ والعلنِ، والتوَجُّهَ إلي بيوتِ اللهِ، وحلقاتِ تحفيظِ القرآنِ، والمخيّماتِ القرآنيةِ؛ وهذا كان منهجي التربوي مع أبنائي؛ فمنهم من حفَظةِ كتابِ اللهِ، وحمَلةِ شهاداتٍ ورسائلَ؛ يحملونَ همَّ قضيّتِهم؛ ويدافعونَ عن وطنِهم؛ ويوصِلونَ صوتَهم كلٌّ من مكانِ عملِه .
بقوةِ الصاروخِ
عملتْ في التسعينياتِ كمعلمةٍ في مدرسةٍ ثانويةٍ، فتقول:”من أجملِ فتراتِ عمري؛ حينَ كنتُ أتعاملُ مع الطالباتِ كبناتي؛ أنقلُ فكرتي وعلمي بأساليبَ جذابةٍ، وكانت تربِطُني معهم علاقةُ محبةٍ وصداقةٍ وأمومةٍ؛ فكنتُ معلمةً ومرشدةً وصديقةً لهم في نفسِ الوقتِ، وبفضلِ اللهِ أصبحتُ مديرةَ المدرسةِ؛ فكنتُ حريصةً على نثرِ بذورِ التعليمِ والدِّينِ والأخلاقِ.
في عامِ (2006) كانت مسؤولةً لمنطقةِ خانيونس، ونائبًا لمسؤولةِ القطاعِ في العملِ النسائي الحركي؛ وبعدَ ذلك مسؤولةَ القطاعِ في (2009 و20012)؛ وبعدَها عادتْ إلى منطقةِ خانيونس في دَورتينِ متتاليتينِ مع وجودِها نائبًا لمسؤولةِ الحركةِ النسائيةِ في القطاعِ، والآنَ هي رئيسُ الحركةِ النسائيةِ في “حماس”، عن دورةِ سيفِ القدسِ تقولُ :”دخلنا فيها بقوةِ الصاروخِ؛ نتيجةَ تطوّرِ الأحداثِ، فكانت بدايتُها سيفًا؛ ونهايتُها تحريرًا بإذنِ اللهِ .
محطاتٌ مشرقةٌ
تاريخُ المرأةِ الفلسطينيةِ حافلٌ بمحطاتٍ مشرقةٍ بالعملِ والمشاركاتِ والأنشطةِ، فتقولُ:”عامَ (1987) كانت الانتفاضةُ الأولى؛ فظهرَ دورُ المرأةِ الفلسطينيةِ واضحًا وأساسيًّا وفعّالاً في المجتمعِ؛ على الصعيدِ الإغاثي والخيري والاجتماعي والسياسي والتنموي؛ كما كان لها حضورٌ فعّالٌ في انتفاضةِ الأقصى، وشاركتْ في المسيراتِ الوطنيةِ، ومسيراتِ العودةِ، والفعالياتِ، والوقفاتِ الخاصةِ بالأسرى والقدسِ، المرأةُ الحمساويةُ كانت حاضرةً في المؤتمراتِ والفعالياتِ وورشاتِ العملِ، شاركتْ أهالي الشهداءِ والأسرى والجرحى أحزانَهم وأفراحَهم .
وتتابعُ :”في عامِ (2000) كانت الانتفاضةَ الثانيةَ؛ وبدأَ التضيّيقُ على حركةِ “حماس” وإطارِها النسائي، في تلكَ المرحلةِ كانت تحدِّيًا وإثباتًا للمرأةِ في دعمِ حركتِها ووطنِها والدفاعِ عنه؛ فأثبتتْ قدرتَها ومساندتَها المجاهدينَ والمقاومينَ والمرابطينَ، والالتصاقَ بالمجتمعِ؛ فكان من المُهمِّ جدًّا للحركةِ النسائيةِ التي تمثّلُ الكُلَّ الفلسطيني؛ فهي صاحبةُ رسالةٍ وهمة عاليةٍ، وإرادةٍ قويةٍ، ونَعُدُّ أنفسَنا المحِضنَ والبيتَ الكبيرَ للمرأةِ، فكُنا حريصينَ ومهتمينَ في الحركةِ النسائيةِ في “حماس” بتواجُدِنا داخلَ كلِّ بيتٍ فلسطيني؛ من جميعِ الأطيافِ والألوانِ؛ نشاركُ الجميعَ الأفراحَ والأحزانَ والمناسباتِ؛ فقربنا من الكُلِّ فكنا درعاً متيناً وحصناً منيعاً داخل البيت الفلسطيني وكانت خطوةً في الاتجاهِ الصحيحِ لنجاحِنا في الانتخاباتِ (2006)، كان الجهدُ المبذولُ من الأخواتِ فاقَ التصوّرَ؛ فدخلنا الآفَ من البيوتّ؛ لا نملكُ إلا الكلمةَ الطيبةَ، والدعوةَ إلي اللهِ، والحضورَ المجتمعي.
برامجُ وخُططٌ
وتواصلُ حديثَها قائلةً :”مع نجاحِ حركةِ المقاومةِ الإسلاميةِ في انتخاباتِ (2006)؛ دخلتْ المرأةُ الفلسطينيةُ الحمساوية المجلسَ التشريعيّ؛ وخاضتْ تجربةً ناجحةً؛ وأثبتتْ قدرتَها وكفاءتَها؛ فضربتْ أجملَ الأمثلةِ بخَوضِها تجربةَ التشريعي، وبدأتْ انطلاقةُ المرأةِ الحمساويةِ بالعملِ في كافةِ الوزاراتِ والمؤسساتِ الحكوميةِ والخاصةِ، والعملِ في كافةِ الأُطرِ المجتمعيةِ، وضربتْ أجملَ الأمثلةِ بالتألقِ والإبداعِ .
وعن صمودِ المرأةِ الفلسطينيةِ وثباتِها تقولُ:”ما رأيتُ أجملَ وأروَعَ من المرأةِ الفلسطينيةِ؛ فهي حقًّا تُرفعُ لها القُبّعةُ في المساندةِ والمشاركةِ والدعمِ لزوجِها؛ والوقوفِ بجانبِه في كلِّ المحطاتِ؛ وهذا ما أثبتَه الحصارُ الغاشمُ الذي فرضَه الاحتلالُ الإسرائيلي على شعبِنا؛ فكان حصارًا قاسيًا على المستوى البرّي والبحري والجوي؛ فلم تشكُ القِلّةَ.. ولم تطلبْ من زوجِها أكثرَ من طاقتِه؛ بل ساعدتْهُ في العملِ.. فالكثيرُ من النساءِ قُمنَ بإنشاءِ مشاريعَ صغيرةٍ داخلَ بيوتِهِنَّ؛ لتَستُرَ عائلتَها، وكان للحركةِ النسائيةِ دورًا في دعمِ المشاريعِ الصغيرةِ.
توضّحُ رئيسُ الحركةِ النسائيةِ في “حماس”: إنّ الحركةَ النسائيةَ تضعُ رؤيةً وبرامجَ وخُططًا إستراتيجيةً لدعمِ المرأةِ الفلسطينيةِ في كافةِ المجالاتِ المجتمعيةِ والسياسيةِ والإعلاميةِ والاجتماعيةِ والأسريةِ؛ فالآنَ نجدُ المرأةَ النائبةَ في التشريعيّ، والسياسيةِ، والإعلاميةِ الناطقةِ باللغةِ العربيةِ والأجنبيةِ توصلُ رسالةَ وطنِها، وتدافعُ عن قضيّتِها، اليومَ المرأةُ الإعلاميةُ في “حماس” وصّلتْ رسالتَها لكافةِ المجتمعاتِ العربيةِ والأوربيةِ؛ واستطاعتْ أنْ تحشدَ المؤيدينَ لقضيةِ وطنِها، وتفضحَ جرائمَ المحتلِّ؛ من معاناةٍ وضربٍ واعتداءاتٍ متتاليةٍ، وسرقةٍ للتراثِ الفلسطينيّ، ومحاولاتِ التزويرِ والتشويهِ لكُلِّ شيءٍ فلسطينيٍّ.
وتقولُ :”نحن نقومُ بتجهيزِ جيشٍ من الإعلامياتِ المتحدثاتِ عن قضايا وطنِهنَّ في كافةِ وسائلِ الإعلامِ المسموعةِ والمرئيةِ والمقروءةِ والإلكترونيةِ بأكثرَ من لغةٍ؛ نُجهِّزها لتتوَلَّى الخطابَ الإعلاميَّ الوطنيَّ المقاوِمَ .
أسطورةٌ لكُلِّ نساءِ العالمِ
وتتابعُ: في الحركةِ النسائيةِ الإسلاميةِ ندعمُ المرأةَ؛ حتى تكونَ قادرةً ومُجهزةً لمرحلةِ التحريرِ، وإعدادِ القادةِ والمسؤولينَ والقساميّينَ والمقاومين؛ ندعمُها بكافةِ البرامجِ المجتمعيةِ والتربويةِ والأسريةِ والإعلاميةِ، فنحن نُجَهزُها لأيِّ مرحلةٍ قادمةٍ؛ مع مراعاةِ الضوابطِ الشرعيةِ والدينيةِ .
تضيفُ : نحن بصدِقٍ وأمانةٍ خُدٌامُ للمرأةِ الفلسطينيةِ في كلِّ المجالاتِ، نقولُ لها؛إنّ الحركةَ النسائيةَ في “حماس” هي بيتُ العائلةِ الكبيرةِ، فالوطنُ يسَعُ الجميعَ، ونحنُ سنكونُ الأُمناءُ على المرأةِ من أجلِ وطنِها والأسرى والمَسرى، فأنتِ مَن علّمتِ العالمَ الصبرَ والفداءَ بتاريخِك وصمودِك، فأنتِ أسطورةٌ لكُلِّ نساءِ العالمِ .
وحولَ المرأةِ الحمساويةِ؛ وعلاقتِها بالمرأةِ في التنظيماتِ الأخرى، تجيبُ :”نحنُ شركاءُ في القضيةِ والوطنِ، فهدفُنا واحدٌ هو التحريرُ، فالوطنُ يتّسِعُ للجميعِ، والمرأةُ الحمساويةُ برسالتِها وهدفِها هي المحِضنُ للمرأةِ الفلسطينيةِ عامّةً في كافةِ التنظيماتِ الأخرى وهناكَ خطواتٌ إيجابيةٌ وملموسةٌ على أرضِ الواقعِ؛ من خلالِ الزياراتِ، والمشاركةِ في المسيراتِ والفعالياتِ والمؤتمراتِ، وخيرُ دليلٍ مسيراتُ العودةِ؛ كُنا نقفُ بجانبِ بعضٍ يدًا بيَدٍ في كلِّ القضايا، نحن لا نرفضُ أحدًا؛ بل نستقبلُ الجميعَ، ونفتحُ قلوبَنا قبلَ أبوابِنا.
ولا ننسَى المرأةَ المقاوِمةَ التي كانت حاضرةً في كلِّ المراحلِ، فتقول:”الوطنُ والمقاومةُ والقدسُ أولوياتٌ عندَ المرأةِ الفلسطينيةِ، وهناكَ الكثيرُ من النماذجِ؛ فالأمُّ الفلسطينيةُ ضربتْ أعظمَ الأمثلةِ؛ فكانت “أمُّ نضال فرحات” تجهزُ أبناءَها لعملياتٍ استشهاديةٍ؛ وتوَدِّعُهم بالدعاءِ والتثبيتِ، والاستشهاديةُ المُسِنّةُ “فاطمة النجار”، وأمُّ “أحمد العابد” التي قدّمتْ ثلاثةً من أبنائها فداءً للوطِن وأمّ الشهداءِ أمُّ “نافذ شهوان”؛ قدّمتْ أربعةً من أبنائها شهداءَ وكذلك أم أسامة الحية.. والقائمةُ تَطولُ من أمهاتِ الشهداءِ والأسرى والجرحى والأسيراتِ والجريحاتِ والمقاوِماتِ؛ فتاريخُ المرأةِ الفلسطينيةِ حافلٌ.
وكان للقدسِ النصيبُ الأكبرُ من تاريخِ المرأةِ، فتقول:” وما جعلَ المرأةَ تنتمي إلى حركةِ “حماس” إلا القدسُ؛ فهي لا تنساها حاضرةٌ في كلِّ مناسباتِها؛ تتواصلُ مع مرابطاتٍ ومقدسياتٍ وتدعمهنَّ.. وتزيدُ من صبرِهنّ، وتُوصيهِنَّ على مسجدِهِنّ، فملفُ القدسِ يحصلُ على الأولويةِ الأكبرِ من التعبئةِ والتثقيفِ، وتعريفِ الجيلِ بقُدسِه ومقدساتِه، فالقضيةُ المركزيةُ والمحوريةُ هي معركةُ الأقصى.
وأهمُّ ما يميّزُ المرأةَ الفلسطينيةَ عن غيرِها من النساءِ، تقولُ:”الجَلَدُ، الصبر،ُ العطاءُ، التضحيةُ والصمودُ، فلم نجِدْ كَصبرِ المرأةِ الفلسطينيةِ، وقوةِ تَحمُّلِها، وتمسُّكِها بحقِّها وقضيتِها، ومساندتِها لزوجِها، وتربيتِها لأبنائها؛ فهي لقّنتْ الاحتلالَ الإسرائيليَّ دروسًا في الصمودِ والتضحيةِ ..
وترى رئيسُ الحركةِ النسائيةِ أنّ المرأةَ في “حماس” في المرحلةِ القادمةِ تحصدُ الإنجازاتِ والنجاحاتِ والإبداعاتِ على كلِّ المستوياتِ، فتقولُ:”أراها مُحرِّرةً لأقصاها وأراضيها؛ تقفُ في صفوفِ المجاهدينَ؛ ترفعُ معهم راياتِ النصرِ .
الأم والجدة
وتجدُ مسؤولُ الحركةِ النسائيةِ بعدَ دوامٍ شاقٍّ ومُتعِبٍ؛ تجدُها تقفُ داخلَ مطبخِها؛ لتجَهزَ أشهَى المأكولاتِ الفلسطينيةِ الأصيلةِ، فتقولُ:” أجِدُ المتعةَ وأنا أطبخُ وأجهزُ الأصنافَ لعائلتي؛ وأحرِصُ على طبخِ أكلاتِ والدتي وحماتي رحِمهما اللهُ، الطبخاتِ الأصيلةِ كالمقلوبةِ التي أصبحنا نحاربُ بها المحتلَّ أمامَ المسجدِ الأقصى، والمفتولِ، والمسخّنِ، والسمقيةِ، والكعكِ والمعمولِ؛ أكلاتٌ عُرفتْ في كلِّ العالمِ بأنها أكلاتُ الشعبِ الفلسطيني، فصِدقًا أطبخُ بحبٍّ، وأُخبرُ أحفادي عن أصولِ الطبخةِ، وأنها أكلاتُ الجدّاتِ؛ التي يجبُ الحفاظُ عليها؛ فهي نوعٌ من أنواعِ المقاومةِ .
فاطمة الجدة تنزل إلى مستوى أحفادها تلعب معهم وتحكي لهم حكايات الوطن والأبطال وإنجازات القسام والمقاومة وتسرد لهم قصص كيف سرق المحتل أرضنا ووطننا وكيف عليهم أن يحرروه من المحتل السارق.
في الذكر 34 للانطلاقة تبرق رسالتها قائلة:”نحن نعيش في ظلال معركة سيف القدس المعركة التي لقنت العدو درسا لن ينساه فغزة وشعبها وابطالها ومقاومتها تلبي نداء كل من يستغيث بها فعندما نادت القدس يا غزة يلا من شان الله لبت نداء القدس ومآذنها فنحن نقترب من التحرير والنصر القريب وباذان الله وجهود مقاومتنا وقسامنا وقيادتنا نأمل ان تأتي الانطلاقة 35 ونحن نحتفل داخل باحات المسجد الاقصى داخلين مكبرين ومهللين منتصرين من باب السلسلة وباب العامود وباب المغاربة وجميع الأبواب يا رب العالمين نعمل من أجل اللحظة وذلك اليوم المشهود وما ذلك على الله بعزيز.