منصّاتُ الإعلامِ الاجتماعيِّ ساحةُ الشبابِ لتوصيلِ أفكارِهم

استطلاع: السعادة
تُعَدُّ منصّاتُ الإعلامِ الاجتماعي البوابةَ الوحيدةَ لصوتِ الشبابِ الغزي، لتوصيلِ رسائلِهم وأفكارِهم وأحلامِهم، والتعبيرِ عن آرائهم بكُلِّ حريةٍ، وردودِ أفعالِهم عمّا يدورُ حولَهم من أحداثٍ؛ تُنشرُ من خلالِ أخبارٍ وصوَرٍ وفيديوهاتٍ مختلفةٍ، عبرَ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي، فهي المتنفَسُ الوحيدُ لهم؛ كي يوصِلوا آراءَهم وفَضْفَضْتَهم إلى العالمِ .
ترَى “روان الكفارنة” صحافةٌ وإعلامٌ؛ أنّ الإعلامَ الاجتماعي حققَ نقلةً نوعيةً كبيرةً في نشرِ التوعيةِ والتنشئةِ الواسعةِ لدَى الشبابِ الفلسطينيّ؛ إذ يُعَدُّ المُتنفَّسَ الوحيدَ لهم في ظِلِّ الأوضاعِ الصعبةِ؛ التي يمُرُّون بها؛ من بطالةٍ وقلّةِ فُرصِ العملِ، ومن تضييقٍ وحصارٍ.
تقول:”الشبابُ حقّقوا من خلالِ المنبرِ الإعلاميِّ آمالَهم وطموحاتِهم، ومنهم من استطاعَ أنْ يوصِلَ رسالتَه، ويصلَ إلى هدفِه من خلالِ منصاتِ الإعلامِ الاجتماعيّ؛ التي باتت في الآوِنةِ الأخيرةِ ملجئاً للموهوبينَ والمبدعينَ والإعلاميينَ والكُتّابِ في تصديرِ ثقافاتِهم، وإيصالِ رسالتِهم، وتحقيقِ أهدافِهم؛ فصاحبُ الهدفِ والرسالةِ والطموحِ؛ يرى كلَّ الأماكنِ المتاحةِ هي مكانٌ له، ومتَّسَعٌ لتصديرِ رسالتِه، وتحقيقِ هدفِه.
تقولُ:” وجدتُ نفسي في أماكنَ متعدّدةٍ حقَّقتُ نقلةً نوعيةً كبيرةً على صعيدِ الدراسةِ والعلمِ والذاتِ عبرَ (الفيس بوك، و توتير) بشكلٍ خاص؛ حيثُ استطعتُ من خلالهِما ربطَ العلاقاتِ، والتشبيكَ مع جهاتٍ لها مكانةٌ وأصحابُ هدفٍ، واستطعتُ تحقيقَ بعضَ طموحاتي وأهدافي”.
من جهتِها تقول “تسنيم عليان” ناشطةٌ شبابيةٌ:” إنّ وسائلَ الإعلامِ نجحتْ في إيجادِ متنفَساً جيداً لكثيرٍ من الأجناسِ، والفئاتِ العمريةِ والجغرافيةِ المختلفةِ على السواءِ، واستطاعَ من خلالِها الكثيرُ من الشبابِ التعبيرَ عن آرائهِم ومعتقداتِهم وحقوقِهم بشكلٍ واضحٍ وملموسٍ؛ إلّا أنّ هناكَ تضيّيقٌ واضحٌ من قِبلِ الحكوماتِ، ومراقبةٌ أَمنيةٌ على الشبابِ؛ تَحولُ في كثيرٍ من الأحيانِ عن وصفِ هذا المتنفسَ بـ “المتنفَسِ الحقيقِ”!
وتقولُ :” الإعلامُ الاجتماعيّ، ومبادَلةُ الأفراحِ، ومشارَكةُ الأصدقاءِ بها، ومواساتُهم في أحزانِهم؛ لعلها أكثرُ الزوايا إنصافاً في النشرِ، على خلافِ النشرِ في أيِّ مواضيعَ أخرى: كالسياسةِ، والاقتصادِ، والعلومِ الاجتماعيةِ، وما شابَه.. لكني أؤمِنُ أنّ الحُرَّ لا يخشَى سَطوةَ وتَجبُّرَ الطغاةِ، ولا يُكبَّلُ في كتاباتِه ونشرِه”.
“إيهاب المغربي” خريج تكنولوجيا وإعلام، مهتمٌّ بالسوشيل ميديا، يقولُ:”أصبح للشبابِ دورٌ في مناقشةِ بعضِ الأمورِ والقضايا المجتمعيةِ؛ سواءٌ بطرُقٍ منظّمةٍ عن طريقِ حملاتِ الضغطِ والمناصرةِ؛ أو بطرُق فرديةٍ من خلالِ تسليطِ الضوءِ على قضايا واهتماماتٍ بطرُقٍ فرديةٍ؛ وكلُّ ذلك يساعدُ في تحقيقِ المسؤوليةِ المجتمعيةِ؛ إذا استُغلّتْ بالطرُقِ الصحيحةِ”.
يوضحُ:” إنّ الإعلامَ الاجتماعيَّ حققَ متنفَّساً حقيقاً؛ لكنّ هناك فئةً من بعضِ الشبابِ استَخدمتْ الإعلامَ الاجتماعيّ ومواقعَه بطرُقٍ غيرِ سليمةٍ، وبعيدةٍ عن المصداقيةِ، وعن التأكُّدِ من صحةِ وجَودةِ الخبرِ المنقولِ، أو جَودةِ وصحةِ الكلماتِ والمواضيعِ المقدَّمةِ؛ وبالتالي سبَّبَ الكثيرَ من المشاكلِ؛ من ضِمنِها الشائعاتُ والأخبارُ غيرُ الصحيحةِ والدقيقةِ، وتوجدُ فئةٌ أخرى من الشبابِ تَعدُّه وسيلةً للتسليةِ أكثرَ من كَونِها وسيلةً مُهمّةً، فأصبحتْ تُستخدمُ بدونِ وعيٍّ أو إدراكٍ.
يقول:”أصبح (الفيس بوك) مُتعِباً كثيراً، وأجِدُ عليه الكثيرَ من المشاكلِ والهُراءِ، وأصبح يُستخدَمُ بطرُقٍ ساذجةٍ بعيدةٍ عن الطرُقِ السليمةِ للاستخدامِ، ووجدتُ نفسي في زاويةِ (توتير) أتحدّثُ بمصداقيةٍ، وبمُحتوىً مُعَدٍّ مُسبقاً، ومدروسٍ.. على عكسِ (الفيس) الذي يُنشَرُ عليه كلُّ ما يلزمُ وما لا يَلزمُ؛ دونَ مراعاةِ الخصوصيةِ؛ وبالتالي نَقعُ في فخِّ النشرِ العشوائي؛ الذي ليس له أيُّ قيمةٍ أو فائدةٍ” .
يضيف :”إنّ الواقعَ يفرضُ على الشبابِ مواضيعَ خاصةً، فالحصارُ ومخلّفاتُه من المشاكلِ، وما يتعلّقُ به؛ هو الموضوعُ الأساسُ الذي ارتبطتْ به حياةُ الشبابِ؛ بالإضافةِ إلى القضايا الوطنيةِ كالقدسِ والأسرى”.
في حين يرى “عادل كباجة” ناشطٌ إعلامي:”إنّ منصّاتِ الإعلامِ الاجتماعيّ شكّلتْ متنفساً واسعاً للشبابِ الفلسطينيّ عموماً، وشبابِ قطاعِ غزةَ خاصةً، السوشيال ميديا تمنحُ الشبابَ مساحةً واسعةً من حريةِ الرأيِّ والتعبيرِ، الإعلامُ الاجتماعيّ كسَرَ حاجزَ الزمانِ والمكانِ؛ ومكَّنَ بعضَ الشبابِ من التواصلِ مع العالمِ الخارجي”.
يضيفُ :”يجبُ الالتزامُ بمعاييرِ النشرِ على منصّاتِ الإعلامِ الاجتماعي؛ حتى يستطيعَ توصيلَ رسالةٍ واضحةٍ مؤَثّرةٍ تتلاءمُ مع الوضعِ العام الذي يعيشُه المجتمعُ الفلسطيني.
يؤكّدُ “كباجة” على أنّ الإعلامَ الاجتماعي استطاعَ أنْ يُشكّلَ متنفَّساً أساساً للشبابِ الفلسطيني؛ في ظِلِّ انعدامِ مقوّماتِ الحياةِ الأساسيةِ، لافتاً إلى أنه شكَّلَ في البدايةِ هروباً من الواقعِ؛ ليتحوّلَ إلى موطناً للشبابِ بعدَ معرفةِ أدواتِهم وقدراتِهم على إيصالِ صوتِهم.
يوضّحُ أنّ نسبةً كبيرةً من الشبابِ الغزيّ استطاعوا اكتشافَ مَكامنِ ومزايا هذا العالمِ، وتسخيرَها لصالحِ ما يَملكونَه، سواءً كان رسالةً أو صوتاً أو موهبةً أو حتى عملاً، منوِّها إلى أنّ هذه الفئةَ تُعَدُّ قليلةً؛ مقارَنةً بالنسبةِ الكبيرةِ التي تَستخدمُ هذه المواقعَ بعشوائيةٍ، وبدونِ تخطيطٍ أو هدفٍ.