ما هو هدفُكَ في الحياةِ؟
شبابَنا: تحديدُ الأهدافِ بدايةُ النجاحِ والوصولِ لتحقيقِ الذاتِ

استطلاع: السعادة
كثيراً ما نسمعُ عبارةَ إذا أردتَ النجاحَ حدِّدْ هدفَك؛ واعرِف ماذا تريدُ؟ ابتعدْ عن العشوائيةِ ولا تستسلمْ للظروفِ، وهنا يستدعي منّا الحديثُ؛ عن أين نحن من تحديدِ أهدافِنا، هل تعرفُ هدفَك؟ هل قمتَ بكتابةِ هذا الهدفِ؟ هل هو نُصبَ عينيكَ؟ هل تنظرُ إليه دائماً؟ تُرى حين يسمعُ أحدُنا هذا السؤالَ؛ هل يحاولُ التفكيرَ في هدفِه؟ الآنَ اسألْ نفسَك: ما هدَفي؟. “السعادة” كان لها وقفتُها مع الشبابِ؛ حيثُ تعرّفتْ على أهدافِهم، وهل يسعونَ لتحقيقِها؟
محمود العمصي يقولُ :”من أساسياتِ نجاحِ الشخصِ في حياتِه؛ هو تحديدُ هدفِه في الحياةِ؛ وعليه التخطيطُ له كي يُحقِّقَه، يقولُ: “هدفي أنْ أحصلَ على “الدكتوراه” في مجالِ تخصُّصي؛ لأصبحَ دكتوراً في الجامعةِ؛ وكي أحقِّقَه عليّ أنْ أجتهدَ وأتعمّقَ في تخصُّصي؛ وأقرأَ فيه الكثيرَ”.
ويضيفُ: “منذُ أنْ كنتُ صغيرا؛ً وأنا أسعى لذلك الهدفِ، وفي كُلِّ مرحلةٍ من مراحلِ عمري؛ كان هدفي يزدادُ وضوحاً، وساعدَني والدي في هذا، وبدأتُ أضعُ هدفي مكتوباً أمامي، وماذا يتطلبُ مني الآنَ في الجامعةِ؟ والخطوةُ التاليةُ سأسجلُ “الماجستير”، وبعدَها “الدكتوراه”.
ويختلفُ عنه “تيسير عبد ربه”؛ فهو من الأشخاصِ الذين لا يضيّعونَ هدفاً في حياتِهم؛ ويعيشونَ بطريقةٍ تلقائيةٍ؛ مُرجِعاً ذلك لصعوبةِ الأوضاعِ المجتمعيةِ؛ فهي تمنعُ من تحديدِ الهدفِ، أو التفكيرِ في المستقبلِ بطريقةٍ إيجابيةٍ، يقولُ: “صعوبةُ الوضعِ تمنعُني من التفكيرِ في المستقبلِ، فالواقعُ مؤلمٌ؛ والمؤشراتُ ضبابيةٌ لا تُشجِّعُني على أنْ أُخطِّطَ وأُفكّرَ.. الأُفقُ مغلقٌ أمامي بشكلٍ كبيرٍ، وتمَ التحاقي في صفوفِ البطالةِ .
وعلى النقيضِ تماماً، “عبد الرحمن الربعي” الذي يَعدُ أنّ الإنسانَ هو مَن يقرّرُ ماذا يريدُ؛ وذلك من خلالِ تحديدِ الأهدافِ، وألّا نجعلَ من الواقعِ المريرِ شمّاعةً نعلّقُ عليها أخطاءَنا وتقصيرَنا فيقول:” لذلك أحرصُ على وضعِ خُطّةِ أسيرُ عليها، وأكتبُ ما هو هدفي في الحياة؟ كي أصلَ إلى ما أريدُ، والأهمُّ هو التنفيذُ؛ وليس مجردَ الكتابةِ والتحديدِ والقولِ؛ بل بالسعيِ للوصولِ إلى هذا الهدفِ، فأسعى أنْ أكونَ ناشطاً فعالاً على مواقعِ التواصلِ الإعلامي؛ من أجلِ خدمةِ قضيتي، والتعريفِ بها، ومحاولةِ التأثيرِ على الرأيِ العامِ، وحشدِ قاعدةٍ جماهيريةٍ تكونُ مؤمِنةً بعدالةِ القضيةِ الفلسطينيةِ.
أمّا الفتياتُ فكانت لهنّ أهدافهنَّ المختلفة؛ فهدفُ “زينة المناصرة” أنْ تصبحَ أُمّاً فاضلةً تربّي أبناءَها تربيةً صالحةً، تقولُ: “تزوجتُ وجعلتُ هدفي في الحياةِ ينصَبُّ في أنْ أكونَ زوجةً صالحةً تأخذُ بِيَدِ زوجِها إلى الأمامِ، وأُمَّاً لأبناءٍ قادةٍ صالحينَ في المجتمعِ، فهي رسالتي وأمنيّتي في الحياة”.
وتوضّح أنها تعلّمُ أبناءَها منذُ الصغرِ على مبادئِ الدّينِ، وتغرسُ فيهم حبَّ العلمِ والنجاحِ، وتُنشِئُهم على الأخلاقِ والأدبِ؛ فهُما عمادُ الإنسانِ.
وتعترفُ “ريم الأدغم” بأنّ أولَى خطواتِ نجاحِها انطلقتْ؛ حينَ حدّدتْ هدفَها، ووضعتْ قدمَها على أولِ سُلّمِ مشوارِها؛ فهي سعتْ واجتهدتْ ورسمتْ لنفسِها مكانةً في الحقلِ الإعلامي، وحملتْ رسالةَ شعبِها على عاتقِها؛ لتكونَ تلكَ الصحفيةَ التي تجسّدُ معاناةَ شعبِها المتواصلةِ، ووجدتْ نفسَها في مسيراتِ العودةِ؛ لتنقلَ بقلمِها صوَرَ الحياةِ المتنوعةِ، فكانت أولى خطواتِها لتحقيقِ هدفِها في أنْ تكونَ صحفيةً لها مكانتُها وتأثيرُها؛ وليس مُجردَ اسمٍ .
وأعربت “تسنيم جابر” طالبة _جامعية، تخصُّص صحافةٍ وإعلام_ عن استيائها من غيابِ أهميةِ تحديدِ الأهدافِ في حياةِ الشخصِ، وعدمِ تخصيصِ موادٍ دراسيةٍ ترسّخُ أهميةَ تحديدِ الأهدافِ، وتَناسُبِها مع الشخصيةِ، وكيفيةِ اختيارِ الهدفِ الملائمِ والواقعي القريبِ من الصفاتِ الشخصيةِ، يتلاءَمُ مع طبيعةِ المجتمعِ، وطرُقِ التدريسِ في كيفيةِ تنفيذِ الأهدافِ؛ لذلك يعيشُ معظمُ الشبابِ على البَركةِ، وحينما نُسألُ.. لا نجيبُ.. ونقولُ حالُ البلدِ واقفٌ؛ لا يساعدُنا على اختيارِ أهدافِنا!
تقولُ:” بدأتُ في مرحلةِ الثانويةِ العامةِ بتحديدِ الهدفِ، وماذا أريدُ؟ وكيف أكونُ مؤثّرة ومشاركة في صناعةِ القرارِ؟ ومن ثَم اخترتُ تخصُّصاً يساعدُني على تحقيقِ طموحي لأصلَ إلى ما أريدُ.
وحول كيف يُحدّدُ الشابُّ هدفَه؛ يقولُ مدرّبُ التنميةِ البشريةِ أحمد العمري لـ “السعادة: “لم نُخلقْ لنأكلَ ونشربَ ونتزوجَ ونموتَ، ليس هكذا هو الكائنُ البشريّ، فهو لا يَصلحُ أنْ يكونَ بلا هدفٍ واضحٍ! فأُحذّرُ أنْ تكونَ أنتَ هذا النموذجَ الذي تركَ نفسَه في الدنيا بلا هدفٍ، وتركَ الدنيا والظروفَ لتُحرّكَه أينما شاءت”.
يضيفُ:” لا يُعقلُ أنْ يبلغَ الشابُّ عُمرَ العشرينَ أو الثلاثينَ عاماً؛ ولا يوجدُ له هدفٌ يعيشُ من أجلِه؟ هل يصِحُّ أنْ نكونَ مسلمينَ.. ولكنْ بلا هدفٍ؟! فالعجزُ الحقيقُ هو أنْ تعيشَ حياتَك بلا تحديدِ هدفٍ ورؤيةٍ تسيرُ نحوَها..
ويَذكرُ من شروطِ تحديدِ الهدفِ؛ أنْ يكونَ الهدفُ واضحاً ومحدَّداً في ذهنِك، وأنْ يكونَ طموحاً، وألّا تهابَ هدفَك؛ بل تؤمنَ أنّ بإمكانِك تحقيقَه، وأنْ يتحوّلَ هدفُك إلى خطواتٍ طِبقاً لخُطةٍ عمليةٍ تقومُ وتسعى في تنفيذِها، وأنْ تَبذلَ كلَّ جهدِك لتحقيقِ هدفِك، والأملِ، والصبرِ على الهدفِ”.
يوضّح شروطَ الهدفِ بالتفصيلِ، قائلاً :”أنْ يكونَ مُحدَّداً، إنْ قرّرتَ أنْ تصبحَ عالماً؛ من فضلِكَ حدِّدْ في أيِّ مجالٍ الكيمياء، أمِ الذرةِ، أمْ في غيرِها من العلومِ؟، ويمكنُ قياسُ نجاحِه، مثلاً: هل عندما تقومُ باختراعٍ جديدٍ فيها؟ أَم عندما تصلُ إلى أصلِ تركيبِ الذرّة؟ إذنْ ضعْ لنفسِك مقياساً تقيسُ به نجاحَك في تحقيقِ هدفِك”.
ويتابعُ: “أنْ يكونَ الهدفُ قابلاً للتحقيقِ، فمثلاً: لا يمكنُ أنْ تصنعَ دواءً يعالجُ كلَّ الأمراضِ، وأنْ يكونَ له سببٌ، فلماذا وضعتَ لنفسِك هذا الهدفَ بالتحديدِ؟ ولماذا فضّلتَه على كلِّ الأهدافِ؟ لابدَّ أنْ يكونَ عندَك سببٌ وضعتَ من أجلِه هذا الهدفَ؛ حتى إذا ما فتَرَ الحماسُ رجعتَ إليه”.
ويضيفُ: “وأنْ يكونَ محدَّداً بزمنٍ، فلابدّ أنْ تضعَ لهدفِك وقتاً معيّناً؛ عندَ انتهائه تكونُ قد وصلتَ إلى هدفِك المنشودِ، وقُم بتجميعِ أكبرِ قَدْرٍ من المعلوماتِ عن هدفِك؛ الذي نويتَ أنْ تضعَه قِمّةً لحياتِك”.
وينصحُ الشبابَ قائلاً :”راعِ في هدفِك الواقعيةَ والوضوحَ والانسجامَ مع باقي أدوارِ حياتِك، والتوافُقَ مع شخصيتِك، وحاوِلْ واسْعَ واجتهدْ؛ بل حارِبْ من أجلِ تحقيقِه، افشَلْ مرةً واثنتَينِ وثلاثةً؛ ولكنْ إياكَ واليأسَ! وضعْ أمامَك أنكَ ستَصلُ إلى النجاحِ رغمَ الصعوباتِ”.