شبابُنا .. مواجهة الظروف المجتمعية تحتاج إلى قوة وعزيمة

استطلاع : السعادة
منحنيات ومنعطفات يمر بها مجتمعُنا الغزيّ أصابتْ مجالاتِ الحياةِ ؛ فأثّرتْ بالسلبِ على نفسياتِ الشبابِ، فهُم أساسُ الحياةِ حاضرِها ومستقبلِها، ولكنْ كثيراً ما يواجِهُهم _وهم يشقُّونَ طريقَهم_ واقعٌ مريرٌ وصعوباتٌ تؤثّرُ على بعضِهم؛ فمنهم من يتحدّى.. ويُصمّمُ على النجاحِ وسطَ ما يحيطُ بهم من مؤثّراتٍ، يطرُقونَ كلَّ الأبوابِ من أجلِ إيجادِ فُرصٍ للعملِ والتخطيطِ لمستقبلِهم، فيما تجدُ البعضَ يتراجعُ ؛ ويصابُ باليأسِ والإحباطِ؛ فيتراجعُ إلى الوراءِ.
“ميسون عيد” طالبة إعلام؛ تقولُ :”الواقعُ الذي نحياهُ نحن الشبابَ صعبٌ للغايةِ_ وخاصةً الظروفَ التي عِشناها من حصارٍ وحربٍ_ قلّل من طموحِنا ، لكنه وضعَ فينا القوةَ والعزيمةَ، والاستمرار، والتحدّي، و الاندماجَ لمواجهةِ الحياةِ حتى نستطيعَ العيشَ “.
وتتابعُ :”علينا أنْ نكونَ أقوياءً؛ نصنعُ المستحيل؛َ ونواجِهَ الحياةَ بعقلانيةِ ومنطقيةٍ؛ ونحاولَ أنْ نغيّرَ هذا الواقعَ الأليمَ بالعملِ والسعي لتحقيقِ النجاحِ والتفكيرِ في مستقبلٍ أفضلَ؛ رغمَ أيِّ شيءٍ يحيطُ بنا”.
رضى ورفض
ترى الخريجة وردة الدريملي، بأنّ الحياةَ أسمَى وأرقى من أنْ نعيشَها في يأسٍ وانكسارٍ؛ فالشبابُ هم أملُ المستقبلِ، وقادتُها ورجالُها، فتقولُ :”من عندِنا تبدأُ الحياةَ؛ فلا شيءَ يَكسِرُنا أو يضعِفُ من إرادتِنا، فكي نتغلّبَ على هذا الواقعِ؛ علينا أنْ ننظُرَ بتفاؤلٍ وايجابيةٍ للحياةِ، وأنْ نطرُقَ جميعَ أبوابِ المعرفةِ والثقافةِ؛ حتى لا نستسلمَ لأيِّ خضوعٍ وكسلٍ؛ فنحن نعيشُ في عصرِ التكنولوجيا، والتطوراتِ السريعةِ، فعلينا أنْ نستفيدَ منها في كلِّ مجالاتِ الحياةِ.
الطالبة آلاء العمودي، فتبدو عليها ملامحُ اليأسِ والانكسارِ من هذا الواقعِ الذي تعيشُه؛ بسببِ الوضعِ السياسي غيرِ المستقِرِّ، والمجهولِ، فتقولُ :”أشعرُ أحياناً بنوعٍ من اليأسِ، والوقوفِ مكتوفةَ الأيدي، فالوضعُ السياسيّ يحدُّ من تحقيقِ طموحاتِنا وأحلامِنا ورسْمِ خُططِ مستقبلِنا”.
رغم العواصف
تضيفُ :”حياتُنا عبارةٌ عن سفينةٍ لابدَّ أنْ تسيرَ رغمَ ما قد يواجِهُها من عواصفَ؛ وهكذا حياتي كلّما أصابني الملَلُ والخنوعُ؛ أُجدّدُ نظرتي للحياةِ بنوعٍ من التفاؤلِ والأملِ من خلالِ مواصلةِ دراستي، والتدريبِ في المؤسساتِ في مجالِ تخصُّصي”.
وكان “للسعادة” وقفةٌ مع الشبابِ؛ فالتقينا أحمد الحجار يقولُ :”طبيعةُ مجتمعِنا وحياتِنا تحتاجُ إلى المزيدِ من الإصرارِ والتحدي والمواجهةِ والعملِ؛ لنستطيعَ أنْ نشُقَّ طريقَنا حتى نصِلَ لدرجةٍ من الاستقرارِ النفسيّ والاجتماعيّ ؛ فنشعُرَ برِضًى ذاتيٍّ، ويضيفُ:”من خلالِ عملي أُثبِتُ ذاتي، وأفتحُ لي آفاقاً كثيرةً من النجاحاتِ والفُرصِ الجيدةِ، كذلك أسعى كي أبنيَ نفسي وأطوِّرَها بالقراءةِ والثقافةِ.
شهادات بلا فائدة
الشابُّ ” محمد مهنا ” مُستاءٌ جداً من الوضعِ الذي يعيشُه فيقولُ:”نحنُ بحاجةٍ إلى مؤسساتٍ تتبّنى أفكارَنا وأعمالَنا وشهاداتِنا الجامعيةَ، فالبطالةُ تسيرُ في سُلّمِ الارتفاعِ، فأبحثُ عن عملٍ منذُ أنْ تخرّجتُ من الجامعةِ؛ ولكنْ لم أجدْ حتى في مجالاتٍ مختلفةٍ عن تخصُّصي، ولكنْ للأسفِ الكُلُّ يريدُ متدرّبينَ للاستفادةِ منهم؛ لذلك نظرتي للواقعِ يشوبُها نوعٌ من اليأسِ والانكسارِ “.
ويتابعُ حديثَه بابتسامةٍ قائلاً :”أنا لا أطلبُ المعجزاتِ؛ بل أسعى جاهداً لأتقبّلَ هذا الواقعَ؛ وأعيشَ كأيِّ شابٍّ، فمَطالبي ليست بالمستحيلةِ.. إنها مَطالبُ عادلةٌ لكُل شابٍّ في مُقتبلِ العمرِ، وفي بدايةِ الحياةِ :من توفيرِ فُرصِ العملِ، وتيسيرِ سُبلِ المعيشةِ الكريمةِ، وفتحِ المجالاتِ أمامَنا لخوضِ مُعتركِ الحياةِ حتى لا نعيشَ متخاذلينَ “.
“إسماعيل عابد “، ينظرُ للحياةِ بلَونٍ وَرديٍّ دائماً؛ فمَهما واجهتْهُ صعوباتٌ ومشكلاتٌ يتغلّبْ عليها فيقولُ:”لا أنكرُ إننا نعيشُ حياةً قاسيةً، وواقعاً مريراً، محرومينَ من أبسطِ حقوقِنا على أرضِنا، فالحصارُ، والحربُ، وإغلاقُ المعابرِ يحدُّ من آمالِنا، فنُصابُ أحياناً بالألمِ “.
ويضيفُ:”ولكنْ علينا أنْ نؤَقلِمَ حياتَنا ونُجدوِلَها وِفقَ المتاحِ لنا من إمكاناتٍ، فالحياةُ في جميعِ الأحوالِ أجملُ من أنْ نَقضيها بإحباطٍ، ونَنظُرَ لها بمنظورٍ أسودَ؛ بل بتفاؤلٍ ولونٍ وَرديِّ؛ تَجدُها كما تريدُ، لذلك أستفيدُ من وقتي في القراءةِ والاطّلاعِ، وتَصفُحِ “الإنترنت” وأحاولُ أنْ أتغلّبَ على أيِّ شيءٍ يَمُرُّ “.