
تحقيق : السعادة
إنْ أُعجبِتَ أو كرِهتَ شخصًا؛ ستُضخِّمهُ في عقلِك، التضخيمُ يعني أنكَ لا تستطيعُ رؤيةَ الأمورِ على حقيقتِها، وإنْ لم تستطعْ رؤيةَ الأمورِ على حقيقتِها؛ فلن تستطيعَ أبداً التعاملَ مع الحياةِ كما يجبُ، التضخيمُ عدوٌّ يغزو حياةَ الإنسانِ ويكبّلُها بالأوهامِ، ويظلُّ صاحبُه يطعمُه حتى يكبرَ ويطغَى ويسيطرَ على فكرِه ووَعيِه وإدراكِه للحقائقِ؛ فيعيشَ كالأعمى! هي حالةٌ لا شعوريةً تبدأُ بإعجابٍ ثم حُبٍّ ثُم تتعمقُ أكثرَ وأكثرَ؛ حتى تتمكّنَ منه، وتجعلَه أسيراً لأفكارِه الخاطئةِ، فيعيشَ السرابَ لا الواقعَ.
هذا ما يَحدثُ فعلياً مع روّادِ مواقعِ التواصلِ، والقضايا التي تثارُ عبرَها، والحقيقةُ أنها استطاعتْ تحريكَ وتوجيهَ بعضَ القضايا المجتمعيةِ سواءً في تغيِيرِ مسارِ بعضِها، أو في التأثيرِ على بعضِ المسؤولينَ في طرُقِ تعاطيهِم مع بعضِ الأحداثِ؛ ما كان له أثرٌ إيجابيٌّ كبيرٌ على الحراكِ المجتمعي، وهذا يُحسبُ لها.
إلاّ أنّ البعضَ وبرغمِ تلكَ الإيجابياتِ؛ يدركُ أنّ هناك تضخيماً لبعضِ القضايا التي يمكنُ أنْ يتمَّ تناولُها بحجمِها الطبيعي؛ دونَ نفخِها وتحويلِها إلى مشكلةٍ يُثارُ حولَها الجدلُ، لاسيّما بعضُ القضايا المتعلقةِ بالصراعِ التنظيمي والحكومي بينَ شِقَيِّ الانقسامِ ومناصري الطرَفينِ.
فهل النقاشُ والرأيُ حولَ أيِّ موضوعٍ عبرَ قنواتِ التواصلِ الاجتماعي؛ يعدُّ ضِمنَ التضخيمِ المُبالَغِ فيه؟، أمْ أنّ إثارةَ القضايا التي تتقاطعُ مع حياةِ الناسِ_ حتى وإنْ كانت لحالاتٍ فرديةٍ_ هي حالةٌ صحيةٌ تستدعي فوضى لخَلقِ شيءٍ من التأملِ ثم الوَعي؟
اندفاعٌ وإثارةٌ
الناشطُ عادل كباجة يقول لـ ” السعادة”: هناك اندفاعٌ من أفرادِ المجتمعِ عبرَ قنواتِ التواصلِ الاجتماعي؛ في إثارةِ كلِّ قضيةٍ وأيِّ موضوعٍ، وتضخيمِه بشكلٍ قد يُسيءُ للبعضِ، فالمشكلةُ ليستْ في إثارةِ القضايا، فتناولُ المواضيعِ والأحداثِ بشكلٍ موضوعي؛ يتوجَّهُ بها نحوَ المسارِ الصحيحِ في تفكيكِها وفهمِها؛ إلاّ أنّ المشكلةَ حينما يضافُ على ذلكَ الموضوعِ مونتاجٌ يضخّمُ من تفاصيلِها ويزيدُ من حدِّها.
فعلى سبيلِ المثالِ، يحدثُ حدَثٌ ما لأسرةٍ، ما أو شخصٍ ما، سواءٌ في محيطِ أسرتِه أو عملِه؛ فيتمُّ نشرُ الخبرِ بطريقةٍ مقتضَبةٍ؛ ثم نجدُ الكثيرَ من التضخيمِ لتفاصيلِ ذلكَ الحَدثِ بقنواتِ التواصلِ الاجتماعي، ورُبما ذكرتْ تفاصيلَ غيرَ حقيقيةٍ أو سلبيةٍ لصاحبِ القصةِ؛ لأن قنواتِ التواصلِ الاجتماعي -للأسف- تخلو من الضوابطِ التي تسمحُ للبعضِ بكتابةِ ما يزيدُ من حدّةِ تلك القضايا بغَرضِ الإثارةِ، في حين أنها غيرُ حقيقيةٍ.
مشدِّداً على ضرورةِ أنْ يعيَ الفردُ دورَه في التقنينِ من حِدّةِ الشائعاتِ والأكاذيبِ حولَ أيِّ قضيةٍ تُثارُ، كما يجبُ أنْ يضعَ الفردُ العقلَ أساساً في كلِّ ما يَطرحُه؛ ويعلّقُ عليه من قضايا في قنواتِ التواصلِ الاجتماعي، لاسيّما حينما يتعلقُ الموضوعُ بحياةِ الناسِ الخاصةِ، وبأُسرِهم أو بذِمَّتهِم الوظيفيةِ أو الماليةِ.
في حين يقولُ “علاء أبو شعبان”:” إنّ ما يحدثُ على السوشيال ميديا؛ هو امتدادٌ لحالةِ التعصّبِ الفكري والحزبي الذي يعيشُه الشبابُ في قطاعِ غزةَ، وللأسفِ هناكَ تضخيمٌ كبيرٌ للكثيرِ من المعلوماتِ؛ إضافةً إلى ترويجِ الكثيرِ من الشائعاتِ التي لا تهدفُ إلّا لضربِ المجتمعِ الغزيِّ بكلِّ فئاتِه.
ويضيفُ: عندَ أيِّ حادثةٍ أو معلومةٍ ضدّ حكومةِ غزةَ؛ فإن آلافَ المنشوراتِ تنتشرُ من حساباتِ موثّقةٍ ومعروفةٍ، وحساباتٍ وهميةٍ، وحساباتٍ عاديةٍ؛ هدفُها بالعادةِ إثارةُ الشارعِ العامِّ ضدَّ الحِكمةِ، وغالباً ما تحملُ هذه المنشوراتُ الكثيرَ من المغالطاتِ والشائعاتِ؛ بهدفِ ترويعِ الشارعِ العام، وللأسفِ تنجحُ هذه المغالطاتُ في الانتشارِ على الرغمِ من عدمِ صحتِها أو نفيِها من قبلِ الجهاتِ المختصّةِ.
في حين تقولُ “حنان عياد”، ناشطةٌ مجتمعيةٌ:” إنّ التضخيمَ الذي يَحدثُ على (السوشيال ميديا) جميعُنا ندركُ أنه غيرُ حقيقٍ، ومدفوعٌ من قِبلِ جهاتٍ معيّنةٍ بعَينِها؛ من أجلِ تأجيجِ الشارعِ العام، ونشرِ معلوماتٍ مغلوطةٍ؛ بهدفِ زيادةِ الفتنةِ.. وعلى الرغمِ من ذلكَ ينساقُ الكثيرونَ وراءَ هذه المعلوماتِ؛ لأنهم أُعِدّوا جيداً للانسياقِ دونَ أدنَى تفكيرٍ بالمعلوماتِ مع هذه الضجةِ الإعلاميةِ.
تغيرٌ إيجابيٌّ
أمّا “إيهاب المغربي”، ناشطُ على السوشيال ميديا فيقول:” لا يمكنُ لنا أنْ نسميَ تناوُلَ الناسِ للكثيرِ من القضايا المجتمعيةِ في قنواتِ التواصلِ الاجتماعي؛ بأنه تضخيمٌ..، فما يَحدثُ أنّ المجتمعَ يتحدثُ، ويتساءلُ، ويتناولُ كلَّ موضوعٍ يثارُ بأسلوبِ الجمعيةِ؛ بمعنَى أنّ العالمَ الافتراضي وضعَ جميعَ أفرادِ المجتمعاتِ في منصّةٍ واحدةٍ من النقاشِ؛ لذلكَ فإنّ اجتماعَ الكثيرِ من الأفرادِ عبرَ “جروبات” إلكترونيةٍ؛ جعلَ من الموضوعِ الواحدِ، والقضيةِ الواحدةِ ذاتَ انتشارٍ عالٍ، ومطروحةً على أعلَى مستوى.
ويضيفُ: إنّ مناشدةَ ـأو شكوى معيّنةً قد تصلُ إلى المسؤولِ المختصِّ في ثوانٍ بسيطةٍ؛ من خلالِ منشورٍ قصيرٍ يعرِضَ المشكلةَ؛ وذلك بسببِ ذلكَ التناولِ الجَمعي والشعبي الكبيرِ للناسِ، ففي الواقعِ لم ينتشرْ مثلُ ذلك المنشورِ من قبيلِ التضخيمِ؛ وإنما هو من قبيلِ التناولِ والانتشارِ من حدثٍ مع شخصٍ واحدٍ ينشرُه للملايينِ؛ فينتشرُ ويبدأُ الحديثُ عنها؛ كما يتمُّ الحديثُ عن أيِّ موضوعٍ آخَرَ قد يُطرحُ في وسائلِ التواصلِ الرصينةِ التي اعتدْنا عليها في الماضي، كالصُّحفِ والتلفزيون.
من جانبِه يقولُ “محمود عبد العزيز منصور”، اختصاصي علمِ الاجتماعِ: إنّ وسائلَ التواصلِ الاجتماعي أصبحتْ منصّةً مفتوحةً للجميعِ؛ فكلٌ يُدلي بدَلوِه، ولم تعدْ مقصورةً على فئةٍ محدّدةٍ؛ لذلك فإنّ الطرحَ فيها غالباً ما يَبعدُ عن الشكلِ الموضوعي؛ فقد يبالغُ في قضيةٍ معيّنةٍ؛ ويتمُ تبادلُ الآراءِ فيها من أطرافٍ متعددةٍ، إلاّ أنّ الملاحَظَ أنَ هذه الآراءَ ليست من ذَوي الاختصاصِ الذين لرأيِهم موقعُه ودِقتُه؛ لأنّ الطرحَ هنا يغلبُ عليه الجانبَ العاطفي، كما أنّ مَن يأتي بهذه المواضيع؛ غالباً ما يكونوا ممّن تستهويهِم قنواتُ التواصلِ الاجتماعي؛ لأنّ هناك من المختصّينَ والمتخصّصينَ مَن لا يعطي قنواتِ التواصلِ أهميةً، وإنْ كان مِثلُ هذا الموقفِ غيرَ مُستحَبٍّ من المختصين؛ لأنّ قنواتِ التواصلِ أصبحتْ واقعاً، ونظراً لهذا العزوفِ من البعضِ؛ أصبح الميدانُ للجميعِ.. وكلٌ يدلي بدَلوِه، وهنا نجدُ تضخيمَ بعضِ القضايا الاجتماعيةِ، وغيرِها بشكلٍ غيرِ مناسبٍ أو مقبولٍ.
قبولاً ورفضاً
وأوضحَ أنّ القضايا التي يتمُ عادةً تضخيمُها؛ هي تلكَ التي يكونُ فيها تَصادمٌ مع السائدِ، سواءُ مع المجتمعِ أو غيرِه، فهي تستثيرُ الناسَ، ويدورُ حولَها الحديثُ، ولكنْ حينما تطرحُ فإنها تحتاجُ إلى الرأي الرصين، مضيفاً أنّ كلَّ تغييرٍ في المجتمعِ بجميعِ شرائحِه؛ يتفاوتُ في تناولِه والنظرِ إليه قبولاً ورفضاً، فهذا الحراكُ وإثارةُ النقاشِ على سبيلِ المثالِ حولَ المرأةِ وقضاياها مقبولٌ؛ لأنّ مِثلَ هذه القضايا التي تتعلقُ بالمرأةِ جديدةٌ، وحينما تطرحُ بالنقاشِ يتمُ تفكيكُها، إلاّ أنه بعدَ فترةٍ ستأخذُ وضعَها الطبيعي؛ من حيثُ التفهُمِ والقبولِ، كما هو في الكثيرِ من القضايا التي تمسُّ حياةَ المجتمعاتِ.
ويوضّح أنّ هناك قضايا تستحقُّ طرحَها ونقاشَها عبرَ قنواتِ التواصلِ الاجتماعي؛ إلاّ أنّ المشكلةَ تكمُنُ في أنّ الطرحَ في وسائلِ التواصلِ الاجتماعي في الغالبِ لا يأخذُ الشكلَ الموضوعي، نظراً لعزوفِ المتخصِّصين، وهنا تكمنُ المشكلةُ، ويأتي التضخيمُ لهذه القضايا، فعامّةُ الناسِ من يطرحُ القضايا ويناقشُ، مؤكّداً على أنّ قنواتِ التواصلِ الاجتماعي فضاءٌ مفتوحٌ للجميعِ، ومن الصعبِ الحَجْرِ على آراءِ الناسِ حولَ قضيةٍ ما، ولكنّ ذلك الفضاءَ يظلُّ نافذةً من الممكنِ أنها تعطي مؤشراتٍ، ولكنها ليست قاعدةً ثابتةً أو دقيقةً يمكنُ من خلالِها الحُكمُ على القضايا.
من جانبِها تقولُ الإعلاميةُ “فداء المدهون”، مختصّةُ الإعلامِ الاجتماعي في فضائيةِ الأقصى:” تلعبُ وسائلُ التواصلِ الاجتماعي دوراً فاعلاً في صناعةِ الرأيِ العام وتشكيلِه، وتساهمُ في ترويجِ الأفكارِ التي تعتنقُها النخبةُ في المجتمعِ؛ لتصبحَ ذاتَ قيمةٍ اجتماعيةٍ معترَفٌ بها، وتحظَى بالانتشارِ بينَ الأشخاصِ العاديينَ، ومن ثَم التأثيرَ على سلوكِهم وفي تشكيلِ توجُّهاتِهم إزاءَ قضايا بعَينِها.
وتضيفُ: وهذا التأثيرُ يرجعُ بالأساسِ إلى ما تتميّزُ به وسائلُ التواصلِ الاجتماعي؛ من قدرةٍ على التأثيرِ الكَمّي من خلالِ التكرارِ، حيثُ تقومُ بتقديمِ رسائلَ إعلاميةٍ متشابِهةٍ ومتكرّرةٍ حولَ قضيةٍ ما، بحيثُ يؤدّي هذا العرضُ التراكمي إلى اقتناعِ أفرادِ المجتمعِ بها على المدَى البعيدِ؛ وهذه أحدُ أساليبِ التأثيرِ في الوَعي؛ حيثُ يمكنُ لنخبةٍ من المفكرينَ والمثقفينَ ترويجُ أفكارِهم من خلالِ شبكاتِ التواصلِ الاجتماعي، والعملُ على تشكيلِ وعيِّ المستخدمينَ عن طريقِ الحملاتِ الإعلاميةِ التي تستهدفُ تكثيفَ المعرفةِ.
ثمّة خلاف
وتتابعُ: باحثو علمِ الاجتماعِ السياسي يقولونَ: إنّ وسائلَ التواصلِ الاجتماعي أثّرتْ بدرجةٍ كبيرةٍ في التنشئةِ الاجتماعيةِ والسياسيةِ، وخاصةً على النشءِ والشبابِ الأكثرِ استخداماً لها، وإنْ كان ثَمّةُ خلافٍ بينَهم حولَ طبيعةِ هذا التأثيرِ، ففي الوقتِ الذي يصِفُ فيه البعضُ هذا التأثيرَ بالإيجابي؛ استناداً إلى أنه يمكنُ توظيفُ هذه الوسائلِ كأداةٍ لبَثِّ القيَمِ الإيجابيةِ؛ كالولاءِ والانتماءِ والمشاركةِ الفاعلةِ في بناءِ الأوطانِ وتنميَتِها؛ ويعارضُ آخَرونَ ذلك، من مُنطلَقِ أنها ساهمتْ في تراجعِ الدورِ الذي تقومُ به مؤسَّساتُ التنشئةِ الأصيلةِ؛ كالأسرةِ التي لم تعدْ مَخزناً للقيَمِ بعدَ أنْ استولتْ وسائلُ التواصلِ الاجتماعي على عقولِ النشءِ والشبابِ إلى درجةِ الإدمانِ، وبدأتْ تهدّدُ كثيراً من القيَمِ التي كانت تحرصُ عليها الأسرةُ، بعدَ أنْ أصبحَ الشبابُ خاضعينَ لِقيمِ العالمِ الافتراضي.
وتواصلُ: وتُعدُّ فئةُ الشبابِ الأكثرَ تأثُراً بهذا المحتوى؛ بحُكمِ ما يتمتعونَ به من سماتٍ تجعلُهم أكثرَ انفتاحاً على الثقافاتِ العالميةِ، والتجاربِ السياسيةِ، إذْ إنّ المشاركاتِ المتعدّدةَ للمحتوى الذي تنشرُه صفحاتُ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي من شأنِه أنْ ينمّي المعرفةَ السياسيةَ والمساهمةَ في التنشئةِ السياسيةِ للنشءِ والشبابِ، ولا يتوقفُ الأمرُ عندَ هذا الحدِّ؛ بل يدفعُهم إلى المشاركةِ في العملِ السياسي، خاصةً في ظِلِّ تنامي دورِ الشبابِ في السياسةِ العالميةِ.
أدوارٌ شائكةٌ
إلا أنها في المقابلِ، يُساءُ توظيفُها بصورةٍ تهدّدُ الأمنَ والسلمَ أحياناً، خاصةً أنها لا تخضعُ لأُطرٍ أو قوانينَ تضبطُ المحتوى الذي يتمُ نشرُه عليها؛ بل إنها تحوّلتْ في الآوِنةِ الأخيرةِ إلى أداةٍ في نشرِ الأفكارِ الهدّامةِ، والتحريضِ على العنفِ والكراهيةِ، وفي نشرِ الشائعاتِ وإثارةِ الفوضى والاضطرابِ، وهذا ما يمكنُ أنْ يُطلَقَ عليه الأدوارُ الشائكةُ والخطيرةُ لوسائلِ التواصلِ الاجتماعي.
وتتابعُ: نشرُ الشائعاتِ الهدّامةِ يمثّلُ واحدةً من المخاطرِ الناجمةِ عن سوءِ توظيفِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي، خاصةً مع تنامي ظاهرةِ الحساباتِ الوهميةِ، والتي لا يمكنُ السيطرةُ عليها بسهولةٍ، فضلاً عمّا تتميزُ به وسائلُ التواصلِ الاجتماعي من سهولةٍ وسرعةٍ في نشرِ وتداوُلِ المعلوماتِ والأخبارِ عليه؛ وذلكَ لعدمِ وجودِ رقيبٍ أو قواعدَ وأُسُسٍ للنشرِ فيها.
فضلاً عن توافُرِ أدواتِ تزييفِ الصورِ وفَبرَكةِ الفيديوهات، والتي تُضفي بدورِها حبكةً مُحكمةً على محتوى الشائعاتِ، وتساعدُ في انتشارِها؛ مشيرةً أنّ مصرَ تعرّضتْ إلى أكثرَ من (21) ألفَ إشاعةٍ خلالَ عامِ (2019).
داعيةً إلى ضرورةِ العملِ على تعظيمِ الاستفادةِ من الفرصِ التي تتيحِها وسائلُ التواصلِ الاجتماعي، باعتبارِها أهمَّ أدواتِ التنشئةِ السياسيةِ وتشكيلِ الوَعي لدَى النشءِ والشبابِ، وفي الوقتِ ذاتِه ضرورةُ ضبطِها وتنظيمِها بحيثُ لا تتحولُ إلى منصّاتٍ لنشرِ الفكرِ المتطرّفِ والعنيفِ، أو نشرِ الشائعاتِ التي تهدّدُ أمنَ المجتمعاتِ واستقرارَها.