Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

والدةُ الأسيرِ “مقداد القواسمي”: ابني انتزعَ انتصارَه بإرادتِه وكرامتِه

أثبتْ عجزَ الاحتلالِ أمامَ إرادةِ الأسرى

 

تقرير : السعادة

ما عهِدْنا على الأسيرِ الفلسطيني إلّا القوةَ والصمودَ والتحدي؛ فهو لا يسمحُ بالمساسِ بكرامتِه مَهما كلَّفَه ذلكَ من معاناةٍ؛ شامخٌ ثابتٌ في وجهِ المحتلِّ، فتاريخُ الأسرَى داخلَ سجونِ الاحتلالِ يُثبِتُ قوّتَهم وعدمَ استسلامِهم؛ وهذا ما أثبتَتْهُ معركةُ الأمعاءِ الخاويةِ؛ التي يخوضُها الأسرَى في وجهِ الاحتلالِ؛ ليُعلِنوا انتصارَهم في وَجهِه .

الأسيرُ الفلسطيني الحُرُّ “مقداد القواسمي”؛ انتزعَ انتصارَه بإنهاءِ إضرابِه عن الطعامِ؛ بعدَ (113) يوماً من معركةِ الأمعاءِ الخاويةِ ؛ وسيكونُ حُرّاً في شهرِ فبراير القادمِ. و”مقداد القواسمي” (24 عاماً) معتقلٌ منذُ يناير الماضي؛ وهو أسيرٌ سابقٌ تعرّضَ للاعتقالِ عدّةَ مراتٍ؛ وأمضى نحوَ (4) أعوامٍ في السجونِ الإسرائيليةِ بين أحكامٍ واعتقالٍ إداريّ.

وانتصرَ البطلُ :

جاءَ صوتُ “إيمان بدر”، والدةُ البطلِ “مقداد القواسمي” عبرَ الهاتفِ مختلفًا عن مرّاتٍ سابقةٍ؛ فهو أكثرُ قوّةً مُمتَزِجٌ بالسعادةِ والفرحِ فتقول :” الحمدُ للهِ، نالَ “المقداد” حرّيتَه، انتزعَها انتزاعًا من صحتِه وتعبِه؛ رفضَ الاستسلامَ لظُلمِ السجّانِ؛ أعلنَها إمّا شهادةً أو حرّيةً؛ وصبرَ وتحمّلَ ونالَ ما يريدُ؛ بعدَ ( 113) يومًا من الإضرابِ سيَرى النورَ.. اللهمَّ لكَ الحمدُ والشكرُ “.

تُتابعُ :” داخلي كنتُ أتمزّقُ على حالتِه ووضْعِه الصحيّ؛ لكنّي عندما أزورُه وأرَى عزيمتَه وقوّتَه وصمودَه؛ أشَجِّعُه وأبُثُّ فيه الأملَ والقوةَ؛ برغمِ كلِّ خوفي عليه كأُمٍّ كنتُ على يقينٍ بانّ اللهَ لا لن يُرِيَني فيهِ مكروهًا وكربًا، ولأننا أصحابُ حقٍّ وقوةٍ؛ ندافعُ عن أرضِنا، ونقاومُ ليلَ نهارَ من أجلِ التحريرِ، لن يخذلَنا اللهُ اليوم.. أنا أمُّ الأسيرِ البطلِ “مقداد القواسمي” الذي انتزعَ انتصارَه انتزاعاً من الاحتلالِ الغاشمِ، أفتخِرُ بأني أمٌّ  فلسطينيةٌ  ربّتْ أولادَها على الكرامةِ وحُبِّ الوطنِ والتضحيةِ من أجلِ مشروعِ التحريرِ والشهادةِ “.

ووَجّهتْ رسلَتَها للأسرى المُضربينَ عن الطعامِ؛ اصمُدوا وتحمّلوا لتنالوا حرّيتَكم.. الفرَجُ القريبُ لكم، وفرحتي منقوصةٌ بدونِ تحريرِكم، وبانتصارِ “المقداد” لا يَعني أنْ ننساكم؛ ستكونوا حاضرينَ في اعتصاماتِنا ووقفاتِنا ودعائنا .

معركةُ الإرادةِ :

في حديثٍ مع “ناهد الفاخوري”، مديرِ مكتبِ إعلامِ الأسرى، يقولُ :”إنّ انتصارَ الأسيرِ البطلِ “مقداد القواسمي” في معركةِ الإرادةِ والتحدّي ضدَّ الاعتقالِ الإداري بعدَ (113) يومًا من الإضرابِ المفتوحِ عن الطعامِ؛ يمثّلُ انتصارًا للإرادةِ والعزيمةِ القويةِ، التي يتمتعُ بها أصحابُ القضايا العادلةِ،انتصارُ أسيرِنا البطلِ يُضافُ إلى سلسلةِ الانتصاراتِ التي حقَّقَها الأسرى في معاركِ الإضرابِ عن الطعامِ، والتي أثبتَتْ نجاحَها في انتزاعِ الحقوقِ والحريةِ من بينِ أنيابِ الاحتلالِ.

يضيفُ :”إنّ الأسيرَ “مقداد القواسمي” يثبِتُ عجزَ الاحتلالِ عن مواجهةِ إرادةِ الأسرى، وإيقافِ مسيرةِ النضالِ لانتزاعِ الحقوقِ، نُحيِّي أسرانا الأبطالَ في كافةِ قِلاعِ الأسرِ؛ وخصوصًا المضربينَ عن الطعامِ منهم، ونَشُدُّ على أيديهِم ونقولُ لهم؛ إننا نتابعُ قضيّتَكم باهتمامٍ بالغٍ، ونحن واثقونَ بأنّ النصرَ حليفُكم، والحريةَ موعِدُكم”.

يوضّحُ مديرُ مكتبِ إعلامِ الأسرى: إنّ “المقدادَ” خاضَ معركةً طويلةً مع إدارةِ سجونِ الاحتلالِ ومخابراتِه؛ وانتصرَ وأنهَى إضرابَه المفتوحَ عن الطعامِ؛ بعد انتزاعِه نصرًا من إدارةِ مصلحةِ السجون”.

ويبيّن الفاخوري، أنّ “القواسمي” أنهَى إضرابَه بعدَ التوَصُّلِ إلى اتفاقٍ يقضي بإطلاقِ سراحِه في شهرِ فبراير المُقبِلِ؛ وذلكَ بعدَ جولاتِ حوارٍ شاقّةٍ وطويلةٍ خاضتْها الهيئةُ القياديةُ العليا لأسرَى حركةِ حماس.

في انتظارِ تحريرِ (5) أسرَى:

يقولُ:” مازال يواصِلُ (5) أسرَى إضرابَهم المفتوحَ عن الطعامِ في السجونِ الإسرائيليةِ؛ رفضًا لاعتقالِهم الإداري وهم: “كايد الفسفوس”، مُضربٌ منذُ (120) يومًا، “علاء الأعرج”، مُضرِبٌ منذُ (95) يومًا، “هشام أبو هواش”، مضربٌ منذُ (86) يومًا، “عيّاد الهريمي”، مضربٌ منذُ (50) يومًا، “لؤي الأشقر”، مضربٌ منذُ (33) يومًا.

والجديرُ ذِكرُه أنّ الاعتقالَ الإداري هو اعتقالٌ يتمُّ دونَ السماحِ للمعتقلِ أو لمحاميهِ بمُعاينةِ الموادِ الخاصةِ بالأدِلّةِ، ويُحاكَمُ من خلالِه الفلسطينيونَ في مَحاكمَ عسكريةٍ إسرائيليةٍ لا تُراعي أصولَ المحاكمةِ العادلةِ المَنصوصِ عليها قانونيًا ودوليًا، والتي تحفظُ لهم حقَّهم في المساواةِ أمامَ القانونِ.

وغالبًا ما يتعرّضُ المعتقلُ الإداري لتجديدِ مدّةِ الاعتقالِ أكثرَ من مرّةٍ لثلاثةِ أشهرٍ أو سِتةِ أو ثمانيةٍ، وقد تَصِلُ أحيانًا إلى سنةٍ كاملةٍ، ولَطالما دخلَ الأسرى الفلسطينيونَ في سلسلةٍ من معاركِ الأمعاءِ الخاويةِ من أجلِ دفعِ السلطاتِ الإسرائيليةِ لوَقفِ استخدامِ هذه السياسةِ الجائرةِ بحقِّهم.

ولفتَ “الفاخوري” إلى أنّ الخطرَ يزدادُ يومًا بعدَ يومٍ على صحةِ الأسرى، وهناكَ خشيةٌ من تَعرُّضِهم لانتكاسةٍ صحيةٍ مفاجِئةٍ، وحدوثِ أذَىً على دماغِهم أو جهازِهم العصَبيّ؛ نتيجةَ نقصِ كميةِ السوائلِ في الجسمِ، مُشيرًا إلى أنّ محكمةَ الاحتلالِ تتهرّبُ وتُماطِلُ في اتخاذِ أيِّ قرارٍ بِحقِّهم، أو النظرِ في أوامرِ الاعتقالِ الإداري للأسرَى السِّتةِ.

وبخصوصِ الأسيرِ “علاء الأعرج”، أوضحَ أنه يعاني من تَشنُّجاتٍ مستمرّةٍ، ومشاكلَ في الكلَى، وانخفاضٍ في نسبةِ السُّكرِ في جسمِه، ويتنقلُ بواسطةِ كُرسيٍّ متحرّكٍ، وفقدَ (20) كيلوغرامًا من وزنِه، وهو حاليًا داخلَ عيادةِ سجنِ الرملة.

والأسيرُ “أبو هواش” لا يقوَى على الحركةِ، ويرفضُ إجراءَ الفحوصاتِ، وتناولَ المحاليلِ والمُدَعِّماتِ، ويقبعُ في عيادةِ سجنِ الرملة.

إنّ باقي الأسرَى يعانونَ أوضاعًا صحيةً صعبةً، وأوجاعًا في كلِّ أنحاءِ الجسمِ، ونقصٍ في الوزنِ بشكلٍ كبيرٍ، وفي كميةِ الأملاحِ والسوائلِ في الجسمِ، وإعياءٍ وإنهاكٍ شديدَينِ.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى