Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

صاحبُ رسالةٍ

 

“مَن عاشَ لنفسِه؛ عاشَ صغيرًا؛ ومات صغيرًا؛ ومن عاشَ لغَيرِه ولأُمَّتِه؛ ماتَ كريمًا مرفوعَ الرأسِ كبيرًا”

وفي رسولِ اللهِ _عليه الصلاةُ والسلامُ_ المَثَلُ الأعلَى، فلم يكُنْ يومًا يهدفُ إلى منصبٍ أو مالٍ، ففي روايةِ الهجرةِ ذكرَ بعضُ المفسِّرينَ أنّ “أبا بكرٍ” كان يسيرُ خلفُ رسولِ اللهِ؛ وحينَما سألَه رسولُ اللهِ؛ لماذا لا يَسيرُ إلى جانبِه!  كان تَعليلُه أنَّ موتَه موتُ عابرٍ؛ لكنّ موتَ رسولِ اللهِ موتٌ لرسالةِ الأُمّةِ، وهكذا لم يكنْ يبحثُ أيٌّ منهما عن منصبٍ، كان صاحبَ رسالةٍ، وصاحبُ الرسالةِ قويٌّ بما يكفي لتحقيقِها …

” أوبِرا ” لم تكنْ يومًا تسعَى للنجاحِ؛ لأنها تريدُ الشهرةَ، كانت صاحبةَ رسالةٍ وكفَى؛ تسعَى لإيصالِها بكُلِّ ما أُوتيَتْ من قوةٍ ، قالت:” ما جعلَني ناجحةً مالياً؛ هو أنّ تركيزي لم يكنْ أبداً لدقيقةٍ واحدةٍ حولَ المالِ”، كان سعيِّي لأجلِ النساءِ السوداواتِ؛ حتى حقَّقتُ الكثيرَ من النجاحِ بمشاريعَ إعلاميةٍ وإنسانيةٍ فاقت ميزانيَّتُها ملياراتِ الدولاراتِ، وكانت سببًا في سَنِّ قانونٍ لحمايةِ الأطفالِ من الاغتصابِ، ومؤسِّسةً لكثيرٍ من المشاريعِ التعليميةِ والإنسانيةِ والصحيةِ، حتى أطلق عليها لقب” أعظم فاعل خير في التاريخ الأمريكي”.

وحتى لا نقولَ إنّ مجتمعَ “أوبرا” يختلفُ عن مجتمعِنا؛ فقد وُلدتْ وترَبَّتْ في بيئةٍ فقيرةٍ تُعاني التميِّيزَ العُنصريَّ، مع أمٍّ مطلَّقةٍ غيرِ مسؤولةٍ؛ وأدمَنتْ المُخدِّراتِ وهي مراهِقةٌ، وتعرّضتْ للاغتصابِ وهي في سنِّ الثامنةِ؛ حتى انتَشلَها والدُها من كلِّ هذا الأَسَى.

تذكّرتُ الكثيرَ من المؤسَّساتِ التي تَقودُها نساءٌ، والتي يَصِلُها مشاريعُ كبيرةٌ لخدمةِ قضايا النساءِ؛ حتى أننا وَحْدَنا دونًا عن هذا العالمِ الكبيرِ مَن نمتلكُ وزارةً لشؤونِ المرأةِ! في المقابلِ لم أجِدْ مكتبةً أو ناديًا أو مَدرسةً لِمَحوِ الأُميّةِ، أو مستشفًى أو برنامجاً دائماً لخدمةِ المرأةِ، كلُّها مشاريعُ تَنتَهِ بانتهاءِ التمويلِ؛ ثُم تَتبَخَّرُ صاحبةُ الفكرةِ؛ وكأنَّ الفكرةَ لم تَكنْ يومًا..!

ثُم نسألُ أنفُسَنا في النهايةِ؛ لماذا لم نُحقِّقْ نجاحًا باهرًا؟ لماذا!! لأننا نَركُضُ وراءَ المالِ والمَنصبِ، ولا نَركُضُ وراءَ تحقيقِ رسالةٍ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى