المبادَرةُ تفتحُ أُفقًا واسعةً لدَى الشبابِ

استطلاعُ: “السعادة”
كثيراً ما يتأفّفُ الشبابُ من الواقعِ؛ ويلعنونَ الظلامَ الذي وُجدوا فيه، وهم ينتظرونَ في طابورٍ طويلٍ؛ لا تبدو له نهايةٌ؛ للموافقةِ على توظيفِهم هنا أو هناكَ، ويتَّهِمونَ المسؤولينَ بالتقصيرِ في إيجادِ فُرصِ عملٍ لهم؛ دونَ أنْ يبادرَ كلُّ واحدٍ منهم لإشعالِ شمعةٍ تُنيرُ هذا الظلامَ.
فلماذا لا يبادرُ الشبابُ ببناءِ مستقبلِهم؟ ولماذا فقط يعتمدونَ على المؤسَّساتِ الحكوميةِ بانتظارِ دَورِهم في الوظائفِ؟ ولماذا لا يأخذونَ زمامَ المبادرةِ بأيديهِم، ويَشقُّونَ الطريقَ دونَ أنْ يلعنوا الظلامَ؟
“عبد الرحمن زقوت”، يعتقدُ أنّ المبادرةَ هي بإقحامِ الشبابِ نفسَه في أيِّ مكانٍ تتوَفّرُ فيه فرصةُ عملٍ، حيثُ يقولُ:”يوجدُ لدَينا نحن الشبابَ نوعٌ من المبادرةِ في كلِّ أمورِنا الحياتيةِ، فأجدُ نفسي أقتحمُ أيَّ مكانٍ من أجلِ توفيرِ فرصةِ عملٍ، فالمستقبلُ يحتاجُ مِنّا إلى المبادرةِ في كلِّ شيءٍ من أجلِ إثباتِ الذاتِ والقدراتِ”.
تفتحُ الأُفقَ :
ويضيفُ: “ما زلنا في مُقتبلِ العمرِ، ومشوارُ الحياةِ أمامَنا طويلٌ، وكي نشُقَّ طريقَنا لابدَّ من أنْ تكونَ روحُ المبادرةِ عندَنا قويةً، نقتحمُ كلَّ المجالاتِ، فالتطوّرُ التكنولوجيّ الذي نعيشًه يحتاجُ مِنّا أنْ نبادرَ لمعرفةِ كلِّ شيءٍ”.
ويَعُدُّ “عاصم شحادة” المبادرةَ خُطوةً أُولَى على طريقِ التغييرِ والتحديثِ؛ تطمحُ إلى تفعيلِ التواصلِ مع المجتمعِ والمؤسساتِ، فيقولُ:”على كلِّ شابٍّ أنْ يُنَمّي روحَ المبادرةِ في كلِّ شيءٍ؛ فهي تساهمُ في رفعِ درجةِ الوَعيِ لدَيهِم بمُختلفِ القضايا والتحدياتِ الوطنيةِ، وتفعيلِ دورِهم كشريكٍ حقيقٍ ومؤثّرٍ في الحياةِ السياسيةِ والاجتماعيةِ والاقتصاديةِ بكافةِ أشكالِ التنميةِ”.
ويُبيِّنُ “شحادة” أنّ إقدامَ الشبابِ على المبادرةِ للاشتراكِ في عملٍ، أو التطوُّعِ والتدريبِ في مؤسساتٍ متعدّدةٍ؛ يفتحُ أمامَه آفاقاً متعدّدةً لإيجادِ أماكنَ لهم في المجتمعِ؛ حيثُ يُصبحونَ أكثرَ تأثيراً في المجتمعِ.
فكرةٌ جديدةٌ
أمّا “أحمد عبد الله” أحدُ الشبابِ المبادرينَ لإنشاءِ مشروعٍ صغيرٍ؛ هو ومجموعةٌ من الشبابِ فيقولُ: “الأوضاعُ التي نعيشُها صعبةٌ جداً، وكان لابدَّ من إيجادِ عملٍ لنا؛ فقرَّرْنا أنْ نُخطِّطَ لفكرةِ مشروعٍ؛ ونُنَفِذَها على أرضِ الواقعِ؛ بما يتلاءَمُ مع الإمكاناتِ الموجودةِ، وبدأنا تنفيذَ مشروعِ مزرعةِ دواجنَ”.
ويضيفُ: “تمَّ إنشاءُ المشروعِ؛ وبدأنا نحن الشبابَ نُشرِفُ عليه، وكانت هذه مبادرةً شبابيةً قُمنا بها لإثباتِ أنفُسِنا، وأننا قادرونَ على الإنجازِ والنجاحِ، فكانت تجربةً أُولى لنا، والآنّ نحن نرَى نجاحَ مبادرتِنا أمامَ أعيُنِنا رغمَ الصعوباتِ التي واجهتْنا في البدايةِ”.
ويُشارِكُنا الحديثَ زميلُه في المشروعِ “محمود السوافيري” قائلاً: “أشعرُ بفخرٍ وأنا أقفُ أمامَ مشروعِنا الصغيرِ؛ فبَعدَ أنْ تخرّجتُ من الجامعةِ؛ قدّمتُ العديدَ من طلباتِ التوظيفِ؛ لكنْ لم يحالِفني الحظُّ لأيِّ وظيفةٍ؛ فكان لابدَّ من إيجادِ الحلولِ للخروجِ من هذه الأزمةِ”.
ويتابعُ: “عرَضَ عليَّ مجموعةٌ من الأصدقاءِ أنْ أُشاركَهم في مشروعِهم الصغيرِ، وبِدونِ تَرَدُّدٍ أبديتُ الموافقةَ حتى لو لم يكنْ هناك أيُّ عوائدَ ماديةٍ، ولكنها تُعَدُّ مبادرةً مِنا لِطَرْقِ أبوابِ العملِ والمشاركةِ فيه”.
تُعزِّزُ الثِّقةَ :
“منال الأغا”، طالبةٌ جامعيةٌ تقولُ: “المبادرةُ شيءٌ جميلٌ؛ يجبُ أنْ تتَعزَّزَ في نفوسِ الشبابِ؛ فهي تَقودُهم إلي الاتجاهِ الصحيحِ، فكثيراً ما أبادرُ للتسجيلِ في دوراتٍ متنوعةٍ لاكتسابِ الخبراتِ والمهاراتِ؛ وكذلكَ أسعَى للتدريبِ في مجالِ تخصُّصي؛ حتى أُتقِنَ عملي بعدَ تخرُّجي من الجامعةِ”.
بينما عبّرتْ “ميسرة حمد”، أنها جنتْ ثمارَ مبادرتِها وهي طالبةٌ، فتقولُ: “كنتُ أتطوّعُ وأبادرُ في المشاركةِ في كلِّ شيءٍ، في المؤتمراتِ والعملِ التطوُّعي والتدريبِ؛ ما أكسبَني قدراتٍ ومهاراتٍ؛ وزادَ من التعرُّفِ على الآخَرينَ، والاندماجِ في المجتمعِ، والتعرّفِ على شخصياتٍ مُهِمّةٍ لها ثِقلُها؛ فأدّى ذلك إلى إيجادي وظيفةً؛ وأنا طالبةٌ في الجامعةِ، وهذا كلُّه بفضلِ روحِ المبادرةِ عندي”.