Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

الفلسطينيةُ “نُهى” حلّس تحصدُ لقبَ المعلّمِ العالمي لعامِ (2021)

 

تقرير السعادة

البدايةُ كانت مبادرةً في حبِّ الكيمياءِ، ونهايةُ البداياتِ كانت حصولَها على جائزةِ المعلّمِ المتميّزِ للعامِ (2020) من مجلسِ الوزراءِ للمرةِ الثانيةِ؛ إذْ نالتْها عامَ (2016) للمرّةِ الأولى، والحصولَ على لقبِ سفيرةِ النوايا الحسنةِ للمُنتدى الصحي.

ثُم على لقبِ “امرأةِ فلسطينَ” في أبريل (2021)، ولقبِ سيدةِ الوطنِ العربي، الميداليةِ الذهبيةِ لجائزةِ المرأةِ العربيةِ المبدعةِ، ثُم لقبِ “المعلّم العالمي” للعامِ (2021)، من بينَ (26) ألفَ متقدّمةٍ ومتقدّمٍ على مستوى العالمِ، بينَهم/ن (773) من فلسطينَ.

 تقولُ لـ “السعادة”: “سجّلتُ عبرَ رابطِ المؤسسةِ، بعدَ ستةِ شهورٍ كاملةٍ من العملِ والاهتمامِ والتنقيحِ والنشرِ عبرَ صفحتي الشخصيةِ على الفيس بوك، وصفحةِ المدرسةِ، والموقعِ الإلكتروني الخاصِّ بالمبادراتِ التي أقمتُها في مجالِ الكيمياءِ، والمحاضراتِ التي ألقيتُها، والمُساهماتِ المختلفةِ التي قمتُ بها في مجالِ خدمةِ الطلبةِ في مجالِ الكيمياءِ على وجهِ التحديدِ، خاصةً وقتَ جائحةِ “كورونا” وإغلاقِ العالمِ.

 

حقلُ إبداعٍ

“نُهَى حلّس”، معلّمةُ مادةِ الكيمياءِ في مدرسةِ بشيرِ الرّيسِ الثانويةِ للبناتِ بمدينةِ غزة، استطاعتْ أنْ تضعَ فلسطينَ على سلّمِ العالميةِ، بفوزِها بلقبِ المعلمِ العالمي للعامِ (2021)، من مؤسسةِ AKS” “Education) Award) في الهندِ، والتي تقدِّمُها سنويًا لمعلم/ة قدّموا مساهمةً مهمةً في مهنتِهم.

“حلّس” أمٌّ لأربعةِ أبناءٍ، ورغمَ الكثيرِ من التزاماتِها العائليةِ والوظيفيةِ؛ إلا أنها استطاعت أنْ تصنعَ لاسمِها جَودةً مرتبطةً بحُبِّ العلمِ، وعدمِ إهدارِ الوقتِ، إذْ تجِدُ من بينِ كلِّ مشاغلِها الحياتيةِ وقتاً للبحثِ عن معلوماتٍ جديدةٍ يُمكِنُها أنْ تضيفَ لها مزيداً من الخبراتِ والاهتماماتِ، وتُعطي لِطرُقِها التدريسيةِ ومبادراتِها المختلفةِ رونقاً مختلفاً قائماً على حُبِّ الكيمياءِ بالحياةِ وارتباطِها الوثيقِ فيها.

وتضيفُ: سعادتي بهذا الفوزِ كبيرةٌ وعميقةٌ جدًا؛ جاءت لإنصافي وتقديراً لجهدي المتواصلِ على مدارِ (14) عامًا قضتْها في تحويلِ الكيمياءِ من مادةٍ علميةٍ جامدةٍ_ يفِرُّ منها الطلبةُ ويعدُّونها من معوّقاتِ التعلمِ والنجاحِ_ إلى حقلِ إبداعٍ تُظهِرُ فيه الطالباتُ مواهبَ مختلفةَ، واهتماماتٍ عديدةً، وتجاربَ وخبراتٍ واسعةً.

وتتابعُ: جاءتْ مبادراتي جميعُها من فكرةٍ واضحةٍ هي؛ أنّ الكيمياء سواءً انتبهْنا أَم لا؛ تدخلُ كلَّ تفاصيلِ حياتِنا، بدءًا من المأكلِ والمشربِ والملبسِ؛ وصولًا إلى الأدويةِ والمعدّاتِ، تتحرّكُ في محيطِنا، ونتحركُ في محيطِها، وهي ليستْ مُجردَ معادلاتٍ معقّدةً؛ بل تفاصيلَ حياتِنا التي نعيشُها.

وتستطردُ: كسرُ جمودِ المادةِ العلميةِ كان هدفي؛ وقد وحقّقتُه بلا هوادةٍ؛ فأنا لا أمارسُ التعليمَ بالطرقِ التقليديةِ، أحبُّ “الإبداعَ”، وكلَّ شيءٍ فيه ابتكارٌ وتغييرٌ وتطويرٌ، كما أحبُّ كسرَ الرتابةِ والخروجَ عن المألوفِ؛ لهذا طيلةَ مرحلةِ تدريسي تربطُني علاقةٌ قويةٌ بطالباتي، فهنَّ صديقاتي؛ نصنعُ معًا منتجاتٍ من عالمِ الكيمياءِ؛ نستخدمُها في بيوتِنا فنشعرُ بالسعادةِ والانتماءِ لِما نصنعُ، ونحاولُ فهمَ المعادلاتِ بطريقةٍ مبسّطةٍ واقعيةٍ وسهلةٍ.

وتُتابعُ: على الرغمِ من أنّ هدفي تسهيلُ علمِ الكيمياءِ من خلالِ التجاربِ اليوميةِ والخبراتِ المتراكمةِ؛ إلا أنني أرفعُ باستمرارٍ شعارَ “لا للنمطيةِ، نعمْ للابتكارِ”، في كلِّ المبادراتِ التي نفّذتُها، إضافةً إلى طرُقِ التدريسِ التي أّتبِعُها خلالَ فترتي التدريبيةِ؛ وهذا ما دفعني إلى تنفيذِ (15) مبادرةً تعليميةً متعلقةً بالكيمياءِ، أبرزُها التي لاقتْ نجاحاً كبيراً، وقبولاً لدَى الطلبةِ.

سِحْرُ الكيمياءِ

“سِحْرُ الكيمياءِ هو اسمُ المبادرةِ الأولى”، وكانت عبارةً عن مبادرةٍ عمليةٍ يتجلّى فيها دمجُ العناصرِ المختلفةِ لصناعةِ أشياءٍ نستخدمُها في حياتِنا اليوميةِ، خاصةً موادَ التجميلِ من كريماتِ، وبَلسمِ الشعرِ، والشامبو، ووسائلِ التنظيفِ المختلفةِ، واعتمدتُ على نظريةِ تفاعلِ موادٍ كيميائيةٍ نضعُها بنِسبٍ دقيقةٍ وواضحةٍ ومحدّدةٍ. هل هناك أرقَى من استخدامِ العناصرِ والمركباتِ الكيميائيةِ في الكتابةِ والرسمِ على “البورسلان” والأحجارِ الصمّاءِ التي تتحولُ إلى قِطعٍ نابضةٍ بالحبِّ والحياةِ وألوانِ الفرحِ، وهذه المبادرةُ لاقتْ نجاحاً لافتاً خلالَ المعرضِ الذي أقمناهُ لها، حيثُ استحسنَ الكثيرونَ ما صنعتْ الطالباتُ من منتَجاتٍ ، وقد شعرْنَ بفخرٍ شديدٍ لِما قمنا بصناعتِه ضِمنَ طرُقٍ تعليميةٍ جميلةٍ ومبدعةٍ .

كيمياءٌ بلا حدودٍ

أمّا مبادرةِ “كرنفال الكيمياء”؛ فقد كانت مبادرةً مشترَكةً مع ثلاثِ مدارسَ؛ واحدةٍ من محافظةٍ خانيونس، وأخرى من محافظةِ الشمالِ؛ إضافةً إلى مدرستي مدرسةِ “بشير الريّس”، والتي كانت راعياً أساساً في كلِّ المبادراتِ التي قمتُ بإنتاجِها، إضافةً إلى شراكةِ مُدرّستينِ متخصصتينِ بالكيمياءِ هما “سُها الجبور، ومُنى حمودة”، وكانت تقومُ المبادرةُ على دمجِ المُركّباتِ للحصولِ على موادٍ ومنتَجاتٍ جديدةٍ بطرُقٍ إبداعيةٍ؛ باستخدامِ المعادلاتِ الكيميائيةِ، وبشرحٍ غيرِ تقليدي؛ احتضنَه شاطئُ بحرِ غزةَ لثلاثِ ساعاتٍ؛ لم تشعرْ أيُّ طالبةٍ أو معلمةِ بالمَلَلِ.

في حين تَحدّتْ مبادرةُ “كيمياء بلا حدود”، جمودَ المادةِ العلميةِ؛ بل انتقلتْ لتتَحدَّى قيودَ الاحتلالِ الإسرائيلي، حيثُ كان من ضمنِ شركاءِ مَدرستِها هذه المرّةَ؛ هي مدرسةٌ في تنفيذِ المبادرةِ إحدى مدارسِ “دورا” جنوبَ مدينةِ الخليلِ المحتلةِ، بالتعاونِ مع المشرفينَ الأستاذ (ناصر مقبول، والدكتورة ابتسام عرجان)، حيثُ كان تطبيقُ “الزّوم” هو الطريقةُ الوحيدةُ لالتقاءِ الطالباتِ ولتنفيذِ المبادرةِ.

مدرسةٌ متخصّصةٌ

وتضيفُ: كان لهذه المبادرةِ طابعٌ مختلفٌ قليلاً؛ خاصةً في الجانبِ الإنساني؛ حيثُ تركّزَ اللقاءُ الأولُ على المشاعرِ العميقةِ والإنسانيةِ بينَ الطالباتِ، وكان واضحاً شعورُ الحنينِ لأجزاءِ الوطنِ المختلفةِ، وحبُّ التفاصيلِ التي تحيطُ بكُلِّ منطقةٍ بينَ المَدرستينِ، حتى أنّ المبادَرةَ أخذتْ بُعداً تعريفياً في البدايةِ، كالتعريفِ بمدينةِ الخليلِ، وتحديدًا “دُورا”، وبمدينةِ غزةَ، والمواقعِ الأثريةِ فيها، ثُم سرعانَ ما انطلقتْ الطالباتُ نحوَ نقاشِ مبادراتٍ لإنتاجِ موادٍ من تفاعلاتٍ كيمائيةٍ”.

وتَطمحُ المعلمةُ العالميةُ للعامِ (2021) نُهى حلّس؛ لأنْ تصبحَ ذاتَ يومٍ مديرةَ مدرسةٍ نموذجيةٍ متخصّصةٍ على مستوى فلسطينَ؛ تتوفّرُ فيها معاملُ ومختبراتٌ للطالباتِ؛ يُجرّبْنَ فيها كلَّ ما يدرُسْنَه من تجاربَ علميةٍ متعلقةٍ بالكيمياءِ والفيزياءِ، بطرُقٍ عمليةٍ بعيداً عن جمودِ العلمِ والمُرَكّباتِ، إضافةً إلى ملاعبَ ومراسمَ تُحسِّنُ من الصحةِ العامةِ، وتزيدُ الذوقَ الفنيَّ لدَى الطالباتِ؛ ليصبحَ العِلمَ الذي نراهُ صعبًا وجامدًا ومعقّدًا دَيدَنَ حياةٍ يخدِمُنا في كافةِ المجالاتِ.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى