Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

“كوشان بلادي” حِفظٌ للمُلكياتِ والأرضِ؛ وإحياءٌ لقضيةِ اللاجئينَ

 

تقرير: السعادة

منذُ ثلاثةِ أشهرٍ؛ يجوبُ فريقُ مبادرةِ ” كوشان بلادي” أزِقَّةَ مخيماتِ اللاجئينَ في قطاعِ غزة، طارقينَ أبوابَ البيوتِ بحثًا عن وثائقَ مُلكيةِ اللاجئينَ المُهجَّرينَ إلى مُدنِ قطاعِ غزةَ لأراضيهم وبلداتِهم ومُدنِهم التي هُجِّروا منها عَنوةً في عامِ (1948) أو بعدَ ذلكَ؛ في محاولةٍ لاستنساخِ تلكَ الوثائقِ رقميًّا، وصناعةِ أرشيفٍ إلكتروني لحمايتِها من الضياعِ أِو الاندثارِ، جرّاءَ طولِ سنواتِ التهجيرِ.  وانطلقتْ المبادرةُ في الأيامِ الأخيرةِ من العدوانِ الإسرائيلي الأخيرِ على قطاعِ غزةَ في مايو المُنصَرِم؛ “لدَحضِ رواياتِ الإعلامِ الإسرائيلي؛ بأنّ ما يجري في مدينةِ القدسِ وأحيائها، ومُدنِ الضفةِ الغربيةِ أعمالٌ قضائيةٌ، وليست سياسيةً، وأنّ (إسرائيلَ) لدَيها جهازٌ قضائيٌّ تَصدُرُ عنه الأحكامُ، ويعملُ الجيشُ على تنفيذِها؛ اعتمادًا على عقودِ وكواشينَ زائفةٍ.

رسائلُ توعيةٍ

ولا تقتصرُ أنشطةُ مبادرةِ “كوشان بلدي” على جمعِ الأوراقِ الثبوتيةِ؛ لكنهم يَجمعونَ أيضاً أوراقاً تُثبتُ مُلكيةَ الأرضِ، والهويةَ الفلسطينيةَ، وشهاداتِ الميلادِ التي توَثقُ أسماءَ البلدانِ القديمةِ؛ وكذلكَ الأوراقَ والمستنداتِ القانونيةَ القديمةَ؛ إضافةً إلى انتهاجِهم رسائلَ التوعيةِ للاجئينَ والجمهورِ الفلسطيني؛ بضرورةِ الحفاظِ على تلكَ الوثائقِ والمُستنداتِ والأوراقِ الثبوتية، وأهميتِها في إثباتِ الحقِّ الفلسطيني قانونياً.

وينطلقُ الفريقُ الفلسطيني في أزِقّةِ المخيماتِ، وبينَ بيوتِ اللاجئينَ القديمةِ، حاملاً مبدأً ترسيخِ حقِّ العودةِ، وتثبيتِ الحقِّ الفلسطيني في الأرضِ والمُدنِ والقرى المُحتلةِ، إلى جانبِ دحضِ المقولةِ الإسرائيليةِ “بأنّ “الكبارَ يموتونَ، والصغارَ ينسون”؛ وذلكَ عبرَ الحفاظِ على تلكَ الوثائقِ، وتوريثِها للأجيالِ القادمةِ، والتي ستَستندُ إليها، في كلِّ المعاركِ القانونيةِ ضدَّ الاحتلالِ الإسرائيلي.

مُنَسّقُ المبادرةِ الناشطُ “أكرم جودة” يقولُ لـ “السعادة”:” إنّ هذه المبادرةَ خرجتْ بالجانبِ العملي للنورِ قبلَ شهرٍ؛ من نخبةِ رجالِ القانونِ، ومُحاضرينَ جامعيينَ، وناشطينَ في مجالِ حقوقِ الإنسانِ واللاجئينَ، مشيرًا إلى أنَّ المبادرةَ تعتمدُ على رُكنينِ أساسَينِ مَعنويّ وإجرائيّ قانوني “.

ويوضّحُ أنّ الركنَ الأولَ من المبادرةِ؛ يعتمدُ على التأكيدِ على الحقِّ الفلسطيني بالأرضِ، ورفضِ كلِّ الإجراءاتِ والتزويرِ غيرِ القانوني في أحياءِ القدسِ العاصمةِ، ودحضِ الروايةِ الصهيونيةِ بوَضعِ اليدِ، وابتداعِ قوانينَ لمصادرةِ أملاكِ اللاجئينَ الفلسطينيينَ في أشكالٍ مختلفةٍ من القرى الفلسطينيةِ المُهجّرةِ والمدمّرةِ أيضاً، وأراضي  ( 1948).

ويستطردُ: يأتي تحقيقُ الركنِ المَعنوي من مبادرةِ” كوشان بلدي “؛ من خلالِ ورشاتِ العملِ، والتشبيكِ مع كلِّ المؤسساتِ التي تُعنَى بقضيةِ اللاجئينَ؛ سواءً على المستوى الداخلي والخارجي، على قاعدةِ نحن أصحابُ الحقِّ الأصيلِ و(مقولةُ من جاء أخيراً فلْيرحَلْ أولا)”.

 

لا تَسقُطُ بالتقادمِ

وأكّدَ أنّ أهميةَ هذه المبادرةِ تَكمُنُ في أنَّ الحقوقَ لا تُسقطُ بالتقادمِ، وسنزرعُ فِكراً يرفضُ مَدعاةً يردِّدُها الاحتلالُ؛ أنّ الكبارَ يموتونَ، والصغارَ ينسَونَ؛ لذلكَ فإنّ توجيهاتِ عملِ هذا الفريقِ تُؤَسِّسُ لِزَرعِ هذه القيمةِ في عقولِ الأجيالِ الجديدةِ، والسيرِ على دربِ مَن سبَقونا في هذا الحقلِ، مع الحفاظِ على الأوراقِ والمستنداتِ والكواشينِ وكلِّ ما يتعلقُ بالأرضِ الفلسطينيةِ.

وتستندُ مبادرةُ “كوشان بلدي” إلى حقوقِ الشعبِ الفلسطينيّ، التي تَنُصُّ عليها الشرعيةُ الدوليةُ؛ وفي مقدّمتِها قراراتُ الأممِ المتحدةِ، ومجلسُ الأمنِ، والإعلانُ العالميّ لحقوقِ الإنسانِ، التي تُحرّمُ وتُجَرّمُ تهجيرَ الشعبِ الفلسطيني، وأيِّ شعبٍ آخَرَ من أرضِه، فيما يمنعُ “ميثاقُ روما” الاحتلالَ من الاستيلاءِ على أيِّ جزءٍ من الأراضي الفلسطينيةِ المحتلةِ.

وتسعَى المبادرةُ السياسيةُ والتي تندرجُ تحتَ مبدأِ النضالِ السلمي؛ لإثباتِ الحقِّ الفلسطينيّ، وتعميمِ الثقافةِ الوطنيةِ الخاصةِ بالمُدنِ الفلسطينيةِ المحتلةِ، وتوعيةِ الأجيالِ الجديدةِ؛ بأنهم ليسوا من مخيماتِ اللجوءِ التي وُلِدوا فيها؛ وإنما من الجِيَّةِ، وبئرِ السبعِ، والمجدلِ، ودِمرة، وبَلطيمة، وبربرة، والُّلد، والرملةِ، وصفد، وعكا، وحيفا، ويافا، ونِعليا، وغيرِها من المدِن الفلسطينيةِ المحتلةِ.

تُجمِّعُنا ولا تُفَرِّقُنا

وبدأتْ ترجمةُ فكرةِ المُبادرةِ على أرضِ الواقعِ؛ من خلالِ استفتاءٍ للقياداتِ والمجتمعِ المَحلي والعشائرِ، حولَ مدَى جدوَى مبادرةِ تدوينِ وتوثيقِ الكواشينِ والأوراقِ الثبوتيةِ؛ كَردٍّ مَنطقيّ على روايةِ الاحتلالِ، إلى جانبِ شرحِ المبادرةِ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، وقد حظيَتْ المبادرةُ بقَبولٍ وتشجيعٍ..؛ ما دفعَ القائمينَ عليها إلى البدءِ بتنفيذِ زياراتِهم الميدانيةِ، وتطبيقِ الفكرةِ على أرضِ الواقعِ، عبرَ طَرْقِ جدرانِ الخَزّانِ، والتواصلِ مع المؤسساتِ الرسميةِ الراعيةِ لملفِ اللاجئينَ، والعديدِ من اللاجئينَ، ممّنْ يمتلكونَ الكواشينَ والأوراقَ الثبوتيةَ.

من جهتِها، تقولُ الناطقُ الإعلامي باسمِ الفريقِ آسيا الكيلاني:” يحاولُ الفريقُ تحريضَ الرأيِّ العامِّ الجماهيريّ الضاغطِ، ومساعدةَ اللاجئينَ في رفعِ شكاوَى ضدَّ الاحتلالِ الإسرائيلي؛ استناداً إلى ما يحمِلونَه من كواشينَ وإثباتاتٍ في حقِّهم بأرضِهم التي سُرقتْ تحتَ قوةِ السلاحِ، مع التأكيدِ على أنّ “من ليس له كوشانٌ؛ لا يَعني أنه لا يملكُ حقاً في أرضِه التي تركَها تحتَ أزيزِ الرصاصِ؛ دونَ أنْ يتمكّنَ من حملِ كوشانِ البيتِ؛ لذلكَ شرَعْنا في التواصل ِمع دولةِ تركيا؛ لاستخراجِ كوشانٍ لأصحابِ الأرضِ الأساسيينَ”.

وتُتابعُ: الركنُ الثاني من المبادرةِ هو الإجراءُ القانونيُّ؛ وذلكَ خلالَ التشبيكِ والتواصلِ المستمرِّ مع نقابةِ المحامينَ، واتّحادِ المحامينَ العربِ، وأصدقاءِ الشعبِ الفلسطيني من رجالِ القانونِ في الخارجِ؛ لملاحقةِ المحتلِّ بالمَحاكمِ الدوليةِ، مؤكِّدةً أنّ هذا الفريقَ له بابٌ أولٌ وأساسٌ يُنسّقُ معه؛ وهم أهلُ هذا الملفِ المُتخصّصون بدائرةِ شؤونِ اللاجئينَ، ولجانِها الشعبيةِ، وأنّ البابَ مُشرَعٌ للجميعِ؛ حيثُ أنّ قضيةَ اللاجئينَ تُجَمِّعُنا ولا تُفرِّقُنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى