Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

واجِهْ مَن تُحِبُّ

 أُواجِهُه أَم أتجَنَّبَه؟  الصمتُ رَدٌّ ! ، لا تعطِهِ قيمةً وتعاتبْهُ..  كلماتٌ كثيرةٌ تتردّدُ أو نُعلِنُها أمامَ الجميعِ بطريقةٍ صريحةٍ ومباشِرةٍ  للتعبيرِ عن حالةِ غضبٍ بداخلِنا ، دونَ أنْ نحسبَ حساباً، أو نتعرّفَ على مستقبلِ العلاقةِ، وإلى أين ستَؤولُ.

فاختيارُ أسلوبِ وطريقةِ التعاملِ مستقبَلاً هي الأهمُّ ، وهي مَن تُحدِّدُ “أُواجِهُ أو أتجَنَّبُ”، وكيف سأتعاملُ لاحقاً

صديقي، من حقِّكَ أنْ تنزعجَ من سلوكِ حبيبٍ أو قريبٍ ، زميلِ عملٍ أو شريكٍ ، لكنْ لا تَنسَ أنه يوماً ما سيَحدُثُ خلافٌ، أو سوءُ فَهمٍ، أو موقفٌ مُحرجٌ في مشوارِ حياةٍ طويلٍ؛ فيه الكثيرُ من الاحتكاكِ والتلاقي، وعدمِ التلاقي في محطاتٍ كثيرةٍ ، والسؤالُ.. نَصمتُ أَم نعاتبُ؟  نَنسحِبُ أَم نُواجِهُ ؟

صديقي، كلُّ ما سبَقَ صحيحٌ كأسلوبٍ؛ ولكنْ هل مُناسِبٌ ؟هذا ما عليكَ البحثُ بينَ طياتِه لاختيارِ الأنسبِ للتعاملِ مع الطرَفِ الآخَرِ ، وسؤالي دوماً هل أنتَ مَعنيٌّ باستمرارِ العلاقةِ؟  وهل تُجِلُّ  وتحترمُ ذلك الطرَفَ؟  وماذا يُمثّلُ في أيامِك القادمةِ؟  وماذا يُشكّلُ في مستقبلِكَ ؟ وما نصيبُه في قلبِك وذكرياتِك  ؟

فكيف لا تُعاتبُ حبيباً أو صديقاً تقاسَمتَ معه لقيماتِ خبزٍ!  وتشارَكتُم في تفاصيلِ حياةٍ بحلوِها ومُرِّها.. جميلِها ومؤلمِها!  كيف يمكنُ أنْ تنسَى أنفاساً  تقاسمتموها؛ ليُنعِشَ كلٌّ منكم قلبَ الآخَرِ!  بل عاتِبْ وعاتِبْ؛ لكنْ بحُبٍّ ووُدٍّ ، عاتِبْ لتعيدَ الأشياءَ في نصابِها ، وتعيدَ الماءَ إلى مجارِيها ، ولا تكونوا كمَن يَعبُدِ اللهَ على حرْفٍ ، أو كمَن ينتظرْ قشّةً ليَقصِمَ ظَهرَ البعيرِ ، وكيف لعلاقةٍ ومودّةٍ استمرّتْ لسِنينَ أنْ تنتهيَ بكلمةٍ_ ولو كانت قاسيةً_ أو موقفٍ وإنْ كان حرِجاً!  أين الرصيدُ من الحُبِّ والتواصلِ ، ألا يُغفَرُ للصديقِ هفواتُه وكَبواتُه!  هل ننتظرُ أنْ يخطئَ أو يُقصِّرَ!  أيُّ علاقةٍ هذه.. وعن أيِّ محبةٍ تتحدثونَ!

بل عليكَ أنْ تَعودَ وتُعاتبَ وبلُطفٍ؛ مُسترجِعاً صحبةَ السنين ورصيدَ،ها وشراكةَ الأيامِ ، ولا تنسَ أنّ المواجهةَ فنٌّ؛ ومن أجملِ فنونِها أنْ تُعاتبَ كي لا تخسرَ، وأنْ تعاتبَ وفقَ مَشاعرَ  وأحاسيسَ من تعاتبُ ، فلا تجرَحْ..! ولا تخدشْ حياءً! ولا يَعلُ لكَ صوتٌ! ولا تنسَ الفضلَ بينَكم!  ولا تنسَ أشياءَه الجميلةَ! بل بها فابدأ !

لا تنفعِلْ إلّا في سياقِ العجبِ من كلماتٍ خرجتْ، أو موقفٍ جرَحَ! ، عاتبْ بدموعِ المُحِبِّ، ونبرةِ الحريصِ على  علاقةِ  الحافظ للمودّةِ !

ولا تَصمتْ ، فالصمتُ عنوانٌ للوَجعِ، و مُجلِبٌ للألمِ ، تراكماتُه خطيرةٌ ،  ينفجرُ بلا وَعيٍّ أو بصيرةٍ.  اصمتْ فقط لتُعطيه فرصةً ليُعبّرَ عن ذاتِه، أو يبرّرَ سلوكَه ، اغفِرْ إنِ اعترفَ بخطأٍ أو لم يقصِدْ الوجعَ!

لكنْ تجنّبْ معاتبةَ عابرِ الطريقِ!  مَن لا يقاسِمُكَ وجَعاً أو حُبّاً ، تجنّبْ مَن يبتعدُ عن مشوارِ حياتِك، ولا يقاسِمُك مشوارَها ، فلا جدوَى من عِتابِه؛ فرُبما يزيدُ الفجوةَ ويعمّقُ الجراحَ .

لا تَنسَ يا صديقي أنّ المواجَهةَ فنونٌ تُزيلُ الوجعَ ، وتداوي الجراحَ، وتتخطّى الآلامَ  ، وأخيراُ واجِهُ بلطفٍ وموَدّةٍ  ، ودُمتَ سالماً ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى