لحياةٍ زوجيةٍ ناجحةٍ
إنّ ما نراهُ اليومَ من انهيارِ البيوتِ بالطلاقِ؛ يَحدثُ بسببِ الإقدامِ على الزواجِ بغيرِ تقديرٍ صحيحٍ من الأزواجِ، وعدمِ معرفةِ كلٍّ منهما لمسئولياتِه، وكيفيةِ محافظةِ كِلَيهِما على الآخَرِ، وعدمِ اقتناعِ البعضِ منهم بأنّ العلاقةَ الزوجيةَ تُعَدُّ علاقةً أبدَيةً مشترَكةً؛ تحتاجُ لمزيدٍ من الرعايةِ والاهتمامِ المتبادَلِ؛ حتى يفصِلَ بينَهما الموتُ؛ لأنّ هذا هو المبدأٌ الذي وضعَه المَولَى _عزَّ وجلَّ_ لمفهومِ الزواج.
إنّ في فَهمِ طبيعةِ العلاقةِ بينَ الأزواجِ منذُ البدايةِ؛ ما يوَضِّحُ لنا الفرقَ الجوهريَ بينَ الزواجِ المُستقرِّ وغيرِ المُستقرِّ؛ حيثُ يُبنَى الأولُ على أساسِ مدَى تقارُبِ الأفكارِ الإيجابيةِ والممارساتِ المشترَكةِ بينَ الزوجينِ؛ والتي نُطلِقُ عليها “دائرةَ التوافُقِ المتبادَلِ”؛ والتي تُعَدُّ أهمَّ من الحبِّ بينَ الزوجينِ.
لذلكَ لو سعَى كلُّ زوجٍ لفهمِ أنّ زوجتِه هي أهلُه؛ ليستْ مُجرَدَ “بنتٍ وتزوَّجتها”، وعامَلَها كما يحبُّ أنْ تُعامَلَ أختُه من زوجِها! لَساهَم ذلكَ في تخفيفِ المشاكلِ، وحدوثِ الطلاقِ فيما بينَهما؛ لكنْ هناك الكثيرُ من الأزواجِ الذين يقومونَ ببعضِ الأفعالِ والتصرّفاتِ التي تدمّرُ الحبَّ بينَهما، وتضُرُّ حياتَهما الزوجيةَ، فإنِ افتقدا _مَثلاً_ لمبادئِ الاحترامِ في علاقتِهما؛ فسيَتبَعُ ذلك النفورُ العاطفي، وقتلُ الحبِّ؛ وهذا يَلحقُه الكثيرُ من المشكلاتِ، التي قد تؤدّي إلى البُعدِ والانفصالِ، ومن العواملِ التي تؤدّي إلى حدوثِ ذلكَ بينَ الأزواجِ ما يلي .
الاستهزاء:
إنّ الاستهزاءَ بالأزواجِ يُعَدُّ من أبشعِ الأفعالِ التي تؤدّي إلى قتلِ الحبِّ؛ لِذا من المُهمِّ ألاّ تسخرَ الزوجةُ من زوجِها أو العكسِ .
جرحُ وإهانةُ المشاعرِ:
هذا ما يُعدُّ من العواملِ الأساسيةِ التي تدَمّرُ الحبَّ، وسوءِ التفاهمِ بينَ الزوجينِ، فمَهما كان الشريكُ مُنفعِلاً وذا عصبيةٍ كبيرةٍ؛ يجبُ أنْ يسيطرَ على ردّةِ فعلِه، ولا يجرحَ ويهينَ مشاعرَ شريكِه؛ لأنّ هناك إجراءاتٍ وطرُقاً أخرى يُمكِنُ من خلالِها حلُّ الخلافاتِ .
الانشغالُ المستمرُّ:
من الأمورِ التي تدَمّرُ وتقضي على الحبِّ بين الزوجينِ؛ انشغالُ الشريكِ عن شريكِه، وعدمُ الاهتمامِ به؛ بسببِ اهتمامِه الزائدِ بعملِه وبالأسرةِ وبشؤونِ البيتِ؛ ومن هنا يجبُ ضرورةُ توازُنِ الشريكِ بين جميعِ مسؤولياتِه وواجباتِه.
الغيرةُ المميتة:
تُعدُّ الغَيرةُ من أكثرِ الأشياءِ التي تقضي على الحبِّ؛ عكسَ الثقةِ التي تقوّي من مدَى الحبِّ بين الزوجين.
تأثُّرُ الزوجةِ بما تَسمعُه من غيرِها :
من أبرزِ العواملِ التي تقضي على الحبِّ بينَ الزوجينِ؛ إنصاتُ الزوجةِ لغَيرِها من الزميلاتِ والمحيطِ بها؛ بكيفيةِ التعاملِ مع زوجِها؛ بمَعنى أنها تقتنعَ بالالتزامِ بالإرشاداتِ التي من المُمكِنِ أنْ تكونَ غيرَ صحيحةٍ نهائياً؛ فتؤدّي للقضاءِ على الحبِّ بسببِ الخلافات الزوجية؛ بدَلاً من مناقشتِها والبحثِ عن الحلول.
عـدمُ تقديرِ قيمةِ الزوجِ:
حينما يحتاجُ الزوجُ لتقديرِ ورفعِ المعنوياتِ، ودعمِ زوجتِه له؛ ولا تقومُ هي بذلكَ؛ فإنه سيَشعرُ بأنها لا تُكِنُّ له أيَّ مشاعرَ؛ وهذا سيقضي على الحبِّ تدريجاً؛ لذلك يجبُ أنْ تحاولَ مَدْحَه وشُكرَه بشكلٍ متواصِلٍ.
التسلّطُ والتحكّم:
إنّ الحياةَ الزوجيةَ حياةٌ تشارُكيةٌ؛ يوجدُ فيها روحُ المساعدةِ بينَ الزوجينِ، متساويَينِ في المسؤولياتِ؛ ومن هنا تكونُ السيطرةُ والتحكّمُ من أبشعِ الأشياءِ التي تؤدّي إلى النزاعاتِ الزوجيةِ، والقضاءِ على الحبِّ، ومَهما اختلفتْ الآراءُ والمبادئُ بينَ الزوجينِ؛ فإنه من المُهمِّ البحثَ عن الحلِّ الجيّدِ بعيداً عن السيطرةِ على الطرَفِ الآخِرِ.
الشكوَى المستمرّةُ والانتقاد:
كُلّما اشتكَى الشريكُ وتذَمّرَ من الطرَف الآخَرِ؛ فإنّ ذلك سيُشعِرُ الطرَفَ الآخَرَ بأنه غيرُ مقبولٍ، وغيرُ مرغوبٍ فيه، ويشكّلُ عبءً على الشريكِ؛ لذلكَ يجبُ أنْ تبتعدَ الزوجةُ بُعداً كاملاً عن هذا الطبعِ السيء من التذمُرِ بشكلٍ متواصلٍ، والانتقادِ على كلِّ شيءٍ؛ لكي لا تقضي على الحبِّ في حياتِها الزوجية.
قلّةُ الاهتمامِ والتقديرِ:
الزوجُ مَهما تكونُ درجةُ حبِّه وعشقِه، إذا لم تُبادِلْه زوجتُه نفسَ الاهتمامِ والحبِّ؛ فإنه سيَشعرُ بخيبةِ الأملِ والفشلِ؛ وبالتالي يجبُ على الزوجةِ لإنجاحِ العلاقةِ بينهُما؛ أنْ تهتمَّ بزوجِها وتُقدّرَ ما يفعلُه من أجلِها، وتبادِلَه نفسَ الحبِّ، وتخلقَ له حالةً خاصةً من العشقِ؛ بحِرصِها على تقديرِه والاهتمامِ به وإسعادِه.