الحبُّ تفاصيلُ حياة
تَعلّمْنا منذُ نعومةِ أظفارِنا أنّ الحُبَّ حالةُ إعجابٍ، وعِشقٍ وهيامٍ، ونظراتٍ، زرعوا في عقولِنا أنه سَهرُ ليالٍ، وأرَقٌ، دموعٌ وعذابٌ؛ لتَكبُرَ مشاعرُنا، وتنصحَ عقولُنا؛ لنكتشفَ أنّ الحبَّ حياةٌ مضتْ، وأخرى قادمةُ . _الحبُّ عطاءٌ بلا انتظارٍ،لا تَحدُّه الكلماتُ ، ولا تصِفُه الحروفُ.
الحبُّ جُمَلٌ مُبَعثرةٌ ؛ تَخرجُ من قلبٍ لتَسكُنَ في آخَرَ، وتستقرَّ بين جدرانِه، وتُغلِقَ نوافذَ الخوفِ داخلَه.
كبرْنا وكبِرتْ أحلامُنا، ونَمتْ مشاعرُنا؛ لنَدرِكَ حقيقةَ الأشياءِ من حولِنا، وحقيقةَ كلِّ شيءٍ؛ لِنكتشفَ أنّ دفءَ الحبِّ والمَوَدّةِ مَصدرُ إلهامٍ وطاقةٍ؛ يضيءُ الطريقَ، ويُنيرُ القلبَ، ورصيدُ قوةٍ بلا حدودٍ، وإنْ كنتَ بأنفاسٍ لاهثةٍ، وصدرٍ مُلتهبٍ بفايروس لَعينٍ؛ تستعيدُ قواكَ، وتنهضُ من جديدٍ لتُخفِّفَ أوجاعَها بقطراتِ ماءٍ باردةٍ؛ تُنسيكَ أوجاعَكَ، حينما تلتقط أنفاسها لأجدَ نفسي واقفاً بينَ يدَي الرحمنِ؛ أتوَسّلُ إليه أنْ يُعيدَ أنفاسَها إلى قلبي، وأنْ يُشعِرَني بدِفءِ كلماتٍ محبوسةٍ بينَ شَفتينِ تسألُ اللهَ العفوَ و العافيةَ، لتَختلِطَ حروفُكِ مع حروفي، وتسافرَ إلى أقدارِ اللهِ. لحظاتُ صدقٍ عشتُها مع نفسِي حينَ اختلطتْ قطراتُ الماءِ، لتتَبخّرَ الآلامُ، وتستقرَّ مكانَها لحظاتُ دفءٍ، وهمساتُ صدقٍ نابعةٌ من حُبِّ سنينَ .
لا ،لم أتخيّلْ أيامي ومشواري يوماً؛ إلّا وأنتَ كَتفٌ إلى كتفٍ، جنباً إلى جنبٍ، بل خلفَك داعماً وسَنداً، فالعيشُ معك متعةٌ، والسهرُ لأجلِ عينيك نعمةٌ، والنظرُ إلى عيونِك سَفرٌ بعيدٌ إلى جنّةِ دُنيا ونَعيمِ آخِرة .
فكنتِ دوماً سَنداً لي لأعودَ إلى اللهِ أقوَى..، كنتِ رُمّانةَ ميزانِ حياتِنا، ومازلتِ لحظاتِ عطاءٍ بصمتٍ وهدوءٍ؛ لتَعودي مَصدرَ إلهامٍ للعيدِ اكتشاف مشاعري، ليَنضجَ الحبُّ بداخلي، لأُعيدَ تعريفَ الحبِّ من جديدٍ .
الحبُّ إعجابٌ راشدٌ، وسَهرُ داعٍ ،وقلَقُ قلبٍ على أبوابِ الانتظارِ، الحبُّ دموعُ راجٍ للهِ، وتَقابُلُ أرواحٍ في الوَعي واللاوَعي، في ليلٍ ونهارٍ، في كلِّ تفاصيلِ حياةٍ .
الحبُّ تَقاسُمُ أنفاسٍ، وعيشُ ما تَبقَّى من الآلامِ، الحبُّ استحضارُ قيمةٍ جميلةٍ تُظلِّلُ المكانَ، تَحُفُّها مَعيةُ الرحمنِ، الحبُّ شيءٌ يَجولُ في صدرِك؛ أتمنَّى أنْ يطَّلِعَ عليه الناسُ، الحبُّ موَدةٌ وأنفاسُ دِفءٍ منتظرةٌ، وساعاتُ أملٍ قادمةٌ، بعَبقِ طهارةٍ ورِقّةٍ.
الحبُّ حضورٌ لِمَعيةِ اللهِ؛ تُظَلِّلُ الأجواءَ وتَحفظُ الأحِبّةَ؛ لتَلقَى اللهَ في حالةِ رضا وقَبولٍ.