Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
من الحياة

الَّلعبُ عبرَ “الفيسبوك” باسمٍ مستعارٍ نهايتُه الفضيحةُ والسَّجنُ

السعادة

كانت تظنُّ أنّ اللعبَ عبرَ موقعِ “فيسبوك”” هَينٌ؛ وطالما استخدمتْ اسماً مستعارًا؛ فإنّ أحداً لن يستطيعَ الوصولَ إليها؛ وهي المغموسةُ في قَعرِ المُخيّمِ؛ حيثُ تعيشُ وحيدةً في بيتِ عائلتِها مع طفلِها الوحيد؛ بعدَ زواجِ أشقائها ، ولم تَخرجْ منه منذُ أكثرَ من عامينِ تقريباً. منذُ طلاقِها الأخيرِ من زوجِها الثالثِ، فتحتْ حساباً شخصياً باسمٍ مستعارٍ يَحملُ “مطلّقة ولكن”؛ وبدأتْ بتغذيةِ هذه الصفحةِ بالصورِ والمنشوراتِ الصارخةِ لجَلبِ اللايكات والمتابِعات، وفعلاً خلالَ أيامٍ كان حسابُها يعُجُّ بعشراتِ طلباتِ الصداقةِ، والمتابعاتِ، والإعجاباتِ، والتعليقاتِ المختلفة.

وبدأتْ محادثاتُها على الخاص تأخذُ طابَعاً حميماً مع الكثيرِ من الرجالِ الذين كانوا يتهافتونَ للحديثِ معها أحاديثَ خاصةً؛ يُعبّرونَ فيها عن دناءةِ اخلاقِهم، وقذارةِ ألفاظِهم مع سيدةٍ رخّصتْ من نفسِها؛ مقابلَ أنْ يتركوا لها بعضَ الهدايا، أو النقودِ، أو أرصدةِ الجوالِ داخلَ أحدِ السوبرماركت المشهورةِ في منطقةِ سكناها.

بعدَ فترةٍ غيرِ قليلةٍ بدأتْ تنشرُ على “الجروبات” العامةِ _التي تَحوي كلَّ أصنافِ المجتمعِ_ مناشداتٍ تقولُ فيها: “أنا سيدةٌ مطلّقةٌ، ولدَيَّ ابنٌ يحتاجُ مائةَ شيكل.. أرجوكم ساعدوني! والتي كانت تشكّلُ لها طريقةً للحصولِ على زبائنَ جُدُد؛ تستقطبُهم إلى المحادثاتِ الخاصةِ رغبةً في الحصولِ على المالِ، أو أرصدةِ الجوالِ، أو بعضِ الهدايا، وبالفعلِ كانت هذه الطريقةُ تجذبُ لها الكثيرَ من المحادثاتِ الخاصةِ؛ التي تعرضُ فيها الكثيرَ من العروضِ؛ مقابلَ المالِ.. أغلبُها كان “علاقات جنسية” مقابلَ المالِ.

في إحدى المرّاتِ حادَثَها على الخاص رجلٌ يُدعَى “أبو الرائد”؛ أبلغَها أنه غنيٌّ جداً؛ وأنه مستعِدٌّ لتَحمُّلِ نفقاتِ حياتِها هي وابنِها، وأنه سيُعطيها شهرياً مبلغَ (1000) شيكل ؛ مقابلَ أنْ تُسلّيهِ وتقدّمُ له ما لا تقدِّمُه زوجتُه؛ واعِداً إياها بالزواجِ إذا وجدَ بينَه وبينَها تقارُباً وحُباً، في البدايةِ حاولتْ تطنيشَ عَرضِه؛ لكنْ أغراها المالُ حينما أرسلَ لها بعدَ يومينِ مبلغَ (500) شيكل، وبعضَ الشوكلاتاتِ والحاجياتِ لطفلِها كعَربونِ مَحبّةٍ.

فشعرتْ أنها أمام كنزٍ ماليٍّ؛ سيَحلُّ لها مشاكلَها، فعادت للتواصلِ معه؛ وأعلنتْ موافقتَها على عرضِه، قابلَها المرّةَ الأولى في أحدِ المنتجعاتِ السياحيةِ، في المرّةِ الثانيةِ قابلَها في أحدِ الشقَقِ السكنيةِ في برجٍ سكَنيٍّ جديدٍ خالٍ من السكانِ تقريباً ، واستمرتْ علاقاتُهم فترةَ شهرَينِ؛ حينَ أخبرَها أن لدَيهِ أصدقاءَ يريدونُ التعرّفَ عليها؛ ويقابلونَها في ذاتِ الشقةِ، وعندما رفضتْ التعرّفَ بأصدقائه؛ هدَّدَها بالفضيحةِ؛ وأنّ كلَّ لقاءاتهم مُصورةٌ، وأنه في لحظةٍ واحدةٍ مستعدٌّ لأنْ ينشرَ كلَّ هذه الفيديوهاتِ عبرَ شبكةِ “الإنترنت”.

بعدَ أيامٍ قليلةٍ خضعتْ له بالكاملِ؛ وبدأتْ تقابلُ أيَّ رجلٍ يجلبُه إلى الشقةِ؛ مقابلَ بعضِ الشواكلِ التي يتركُها لها هؤلاءِ الرجالُ؛ بينما يتلقّى “أبو الرائد” مبلغاً آخَرَ يتّفِقُ عليه مع الزبائنِ؛ وتَعُدُّ ذلكَ الأمرَ عملاً بحتاً، فحتى لو اضطّرتْ إلى مقابلةِ أكثرَ من ثلاثةِ رجالٍ في اليومِ الواحدِ؛ لم يكنْ لديها مشكلةٌ، واستمرّتْ على هذا الحالِ قرابةَ سنةٍ كاملةٍ؛ تأخذُ مواعيدَها عبرَ “المسنجر”؛ وتبلغُ الجيرانَ والمحيطينَ أنها حصلتْ على عملٍ في أحدِ المؤسساتِ لثلاثةٍ أيامٍ في الأسبوعِ؛ مقابلَ (500) شيكل لتُعيلَ نفسَها.

بعدَ عامٍ تقريباً صار البرجُ مأهولاً بالسكانِ؛ ولاحظَ بعضُ السكانِ أنّ هناك حركةً غريبةً على أحدِ الشققِ السكينةِ؛ خاصةً مع تردُّدِ وجوهٍ مختلفةٍ من الرجالِ ؛ فقاموا بإبلاغِ الجهاتِ المختصةِ، والتي تابعتْ بدَورِها التفاصيلَ  بالرصدِ والمراقبةِ لمدةٍ تزيدُ عن شهرٍ؛ ليكتشفوا أنهم أمام شبكةِ “دعارة”؛ تتكونُ من رجالٍ كثيرين وامرأةٍ واحدةٍ، تقضَي حالياً عقوبةَ السَّجنِ الطويلةَ  داخلَ أحدِ السجونِ؛ بينما أُهدرَ دمُها من قِبلِ عائلتِها.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى