Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
من الحياة

الثقافةُ القاتلةُ : “المَرَة لو وصلتْ للمريخ آخرِتها الطبيخ”!

 

بقلم/ديانا المغربي

على الرغمِ من تعليمِها الجامعيِّ؛ وحصولِها على شهادةِ الهندسةِ المعماريةِ من إحدى الجامعاتِ المرموقةِ؛ وضيافتِها بإحدى مؤسساتِ المجتمعِ المدَني؛ إلاّ أنها في نظرِ عائلتِها الممتدةِ “عانس”! وكلُّ ما تحتاجُه “جيزة” والسلام! فالمرأةُ حسبَ معتقدِهم وثقافتِهم الشعبيةِ ” لو وصلتْ للمريخ آخرِتها الطبيخ “؛ في إشارةٍ إلى الزواجِ حتى وانْ لم يكنْ شخصيةً مناسِبةً !.

تزوجتْ أريج “28 عاماً ” من ابنِ خالتِها  في ظروفٍ لم تكنْ تَرغبُها، ولم تكنْ تَقبلُها؛ فزوجُها يصغرُها بخمسِ سنواتٍ، في حين أنّ كلَّ العائلةِ تعرفُ أنه يريدُ الزواجَ من إحدى قريباتِه؛ التي ترفضُ الزواجَ منه بسببِ أوضاعِه الماليةِ..، وفي الأيامِ الأُولى للزواجِ اشترطَ عليها أنْ تقومَ بتسليمِ راتبِها بالكاملِ؛ لأنه هو الرجلُ ومسؤوليةُ على عاتقِه  .

وبالفعلِ بدأت تَسليمَه راتبَها بالكاملِ على الرغمِ من جهودِها المتواصلةِ للحصولِ على جزءٍ من الراتبِ؛ حتى تتمكنَ من الأنفاقِ على نفسِها؛ لاسيّما وأنه لا يقومُ بالأنفاقِ عليها، أو توفيرِ أدنَى متطلباتِ حياتِها!  وكانت تَعلمُ أنه يدَّخِرُ راتبَها أو يُخفيهِ في مكانٍ لا يَعرِفُه أحدٌ.

ورغمَ ذلك، صبرتْ وجاهدتْ في الحفاظِ على منزلِها؛ حتى لا تعودَ إلى بيتِ أشقائها الذين لم يتحمّلوا عبءَ وجودِها وقتَ أنْ كانت بمُفردِها؛ فكيف وهى الآن أمٌّ لطفلَينِ صغيرينِ ، “رضينا بالمُرِّ والمُرُّ مِش راضي فينا ” ! مَثلٌ ينطبقُ بكلِّ معانيهِ على قصةِ “أريج” التي بدأ يتردَّدُ على مسامعِها بعضُ الأخبارِ؛ أنَّ زوجَها ينوي تطليقَها وخِطبةِ “محبوبتِه” القديمةِ التي تضاهيها جمالاً وعُمراً .

في عصرِ أحدِ الأيامِ طرَقَ بابَ “أريج” والدةُ زوجِها وخالتُه؛ ليُخبرِاها بكلِّ حزنٍ وأسى وتَضامُنٍ معها؛ أنّ ابنَهم قام بتطليقِها؛ وخِطبةِ قريبتِه دونَ  عِلمٍ منهما ، فدارتْ الدنيا برأسِها، ولعنتْ ظروفَها و قطارَ الزواجِ الذي فاتَها؛ حتى تُجبَرَ على زواجٍ غيرِ متوافقٍ؛ فقط لأنها بنظرِ المحيطين ” عانس”  ويجبُ سترَها بأيِّ جيزةٍ و السلام”!.

حملتْ صغارَها وعادتْ إلى منزلِ أشقائها؛ وأخبرتهم ماذا فعلوا فيها على مدارِ ستِّ سنواتٍ ، وأنَّ عليهم أنْ يتحمّلوا خطيّةً صغيرَينِ لا يعرفانِ من الدنيا شيئاً؛ لأنهم زوَّجوها بهذه الطريقةِ المهينةِ لشابٍّ لا يدركُ من معاني الحياةِ والرجولةِ شيئاً .

وطالبتْهم بمساعدتِها والوقوفِ بجانبِها لتأخذَ حقوقَها بالكاملِ ، وبالفعلِ احتضنَها أشقاؤها، وكان أُولَ قضاياها طلَبُ حقوقِها الشرعيةِ كاملةً،  ثُم المطالبةُ بمَصاغِها الذهبيّ وكلِّ قرشٍ أخذَه منها زوجُها على مدارِ السنواتِ الستةِ؛ مستعينةً بكلِّ أوراقِ الإيداعِ التي كان يحتفظُ فيها داخلَ المنزلِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى