اللعبُ مع طفلك يبني جسوراً من الثقةِ والمحبة

هل تريدُ أنْ تبني جسورَ الثقةِ بينَك وبين ابنِك، وتزيدَ أواصرُ المحبةِ بينكما؟ هل تريدُ أنْ يحبَّك ابنُك ويقتربَ منك أكثرَ؟ هل تريدُ أنْ تنمّي سلوكَ طفلِك وشخصيتَه؟ هل تريدُ أنْ ينشأ ابنُك واثقاً من نفسِه اجتماعياً في علاقاتِه؟ إذا كان جوابُك نعم، فإليك إحدى الطرُقِ التي ستُحقّقُ لكِ ذلك؛ ألا وهي اللعبُ.. فما هو اللعبُ؟ وكيف يمكنُ من خلالِه تحقيقُ كلِّ ذلك؟
اللعبُ للإنسانِ حاجةٌ نفسيةٌ لخفضِ حالةِ التوترِ والترويحِ عن النفسِ، وتخفيفِ الضغوطِ وإزالتِها، وللأطفالِ نشاطٌ طبيعي يميلونَ إليه بشكلٍ تلقائيّ، ويمارسونه من أجلِ التسليةِ والحصولِ على المتعةِ، وشغلِ أوقاتِ الفراغِ، وهو انطلاقةٌ لحياةٍ أفضلَ له، وبدايةٌ لاكتشافِ أشياءٍ كثيرةٍ في حياتِه.. اللعبُ للإنسانِ سبيلُ بناءِ شخصيةٍ متكاملةٍ، وللطفلِ أنفاسُه التي يَحيَى بها.
اعلمْ أنّ الخمسَ وقيلَ السبعَ سنواتٍ الأولى من عمرِ الطفلِ؛ تُعدُّ أهمَّ مرحلةٍ عمريةٍ؛ فمن خلالِ هذه المرحلةِ يتعلمُ ابنُك الكثيرَ من المهاراتِ الحياتيةِ المختلفةِ، خاصةً المهاراتِ الاجتماعيةَ، والمهاراتِ الوجدانيةَ؛ لأنّ اللعبَ يعني نشاطاً، حركةً، طاقةً، فهو بالتالي يقوّي العضلاتِ، وينشطُ الجسمَ، ويُكسبُ اللياقةَ البدنيةَ، إضافةً إلى صرفِ الطاقةِ الزائدةِ. يساعدُ اللعبُ الطفلَ على اكتشافِ العالمِ الخارجي، والحصولِ على المعلوماتِ بنفسِه، وهذا ينمّي حصيلتَه المعرفيةَ، ويساعدُه على إقامةِ علاقاتٍ جديدةٍ مع الآخَرينَ؛ فتزدادُ حصيلتُه المعرفيةُ واللغويةُ، كما يُعلّمُه احترامَ مصلحةِ الجماعةِ، فانخراطُه في علاقاتٍ اجتماعيةٍ مع زملاءِ اللعبِ يعلِّمُه أدوارَ الأخذِ والعطاءِ؛ وبالتالي يتعاونونَ على حلِّ المشكلاتِ، وتنمو لديهم روحُ الإبداعِ والابتكارِ.
لذلك شاركوا أبناءَكم اللعبَ، وتَصابوا معه كما لو كنتَ مِثلَه، بمَعنى اجعلْ نفسَك في مستوى طفلِك، فهي فرصةٌ لتُحدِّثَه بعباراتِ الحبِّ والودِّ والصداقةِ والمجاملةِ. شارِكْه المرحَ والضحكَ؛ فذلك سيكونُ ممتعاً له ولكَ أيضاً، فليس هناك أمٌّ أو أبٌ لا يَسعيانِ برؤيةِ ابنهِما فرِحاً مسروراً، والابتسامةَ مرسومةً على شفتيهِ.