Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اسريةتحقيقات

الزوجُ البخيلُ نارٌ تكوي الزوجةَ والأبناءَ

 

تحقيق: السعادة

المرأةُ بطبعِها وفطرتِها تكرهُ البخلَ والشُّحَ، وتحبُّ الرجلَ الكريمَ؛ الذي لا يبخلُ عليها بحُبِّه  وبرعايتِه وأموالِه.. وكثيرٌ من النساءِ يعانينَ من مرارةِ بخِل أزواجِهنّ.. فماذا تفعلُ المرأةُ إذا ما اكتشفتْ أنّ زوجَها بخيلٌ؟ وكيف تتعاملُ مع هذا البخلِ وتتعايشُ معه؟

تعاني “مُنى” _أمٌّ لخمسةٍ من الأبناءِ_ من بخلِ زوجِها الذي لا يطاقُ! فهي عندما تطلبُ منه مصاريفَ لأبنائها؛ يصابُ بحالةِ “هستريا” من الصراخِ والاتهاماتِ بأنها مُسرفةٌ وكثيرةُ الطلباتِ! فتقولُ :”أعيشُ معه بالقطّارةِ؛ فهو يعدُّ مصاريفَ الأكلِ هي الاساسُ؛ ولا يعترفُ بأيِّ مصاريفَ أخرى؛ فحياتي جحيمٌ لا يطاقُ.. وكثيراً ما وصلنا لطريقٍ مسدودٍ؛ فيتدخلُ الأهلُ لحلِّ المشاكلِ، فيُبرّرُ تصرفاتِه بقِلّةِ وجودِ المالِ؛ برغمِ أنّ راتبَه جيدٌ “!

فتقول:” أعيشُ معه من أجلِ ابنائي؛ فالحياةُ معه لا تطاقُ؛ فهو دائمُ الشكوَى من قِلّةِ الحالِ؛  ما خلقَ بينَنا فجوةً كبيرةً أثرتْ على حياتِنا بشكلٍ كبيرٍ “.

أمّا “أُم إبراهيم” تقولُ:” أحمَدُ اللهَ أنني موظفةٌ؛ وأتقاضَى نصفَ راتبٍ؛ فأقومُ بالإنفاقِ علي بيتي وأبنائي، فزوجي لا يتعرفُ علينا بشيءٍ! يتقاضى راتبَه ويدّعي أنّ عليه التزاماتٍ.. فلا ينفقُ علينا شيئاً، تقولُ:” من أيامِ الخطوبةِ لاحظتُ أنه بخيلٌ؛ ولكني أرجعتُ ذلكَ لِقلّةِ المالِ، وكثرةِ المصاريفِ في تلكَ الفترةِ؛ وبعدَ الزواجِ بدأتْ الأمورُ تنكشفُ.. فهو غيرُ مستعدٍّ  لأن يشتريَ شيئاً؛ إلّا عندما أطلبُ منه.. ويسألُ ألفَ سؤالٍ، ويتحجّجُ.. فأصبحتْ طلباتي مُقترِنةً بمشكلةٍ معه؛ لأنّ الطلبَ عندَه يحتاجُ إلى شرحٍ وتفصيلٍ! وهل هو ضروريٌّ! وهل يمكنُ الاستغناءُ عنه! والمصيبةُ عندما أشتري من راتبي احتياجاتِ البيتِ؛ يعترضُ ويتهِمني بالإسرافِ! وصلتُ لمرحلةِ أنني لا أطلبُ منه شيئا؛ً وأحاولُ أنْ أُدبِّرَ أموري مع ابنائي على قدْرِ استطاعتي.

وتُبيّنُ أنّ بخلَه أثّرَ على علاقتِه بأبنائه؛ فهُم لا يطلبونُ منه شيئاً؛ ولا يتحدثونَ معه! وكثيراً ما يتذمّرونَ منه؛ لأنه قتلَ روحَ الحياةِ داخلَ البيتِ!

في حين لم تتحملْ “سهام” _في منتصفِ العشريناتِ_ بُخلَ زوجِها؛ فهي لم ترَ شخصاً بخيلاً بهذه الدرجةِ! فلم تَبقَ معه إلّا عاماً ونصفاً؛ وطلبتْ الطلاقَ منه؛ برغمِ أنه قادرٌ على توفيرِ متطلباتِ البيتِ الأساسيةِ؛ لكنه شحيحٌ عليها بأقلِّ القليلِ! والحياةُ عندَه مقتولةٌ بمَعنى الكلمةِ! فتقولُ:” لو خرجنا لزيارةٍ.. يَحظُرعلينا أنْ نركبَ سيارةّ! ، فالمشيُ عندَه في كلِّ الأحوالِ والمسافاتِ صحةٌ! العلاقاتُ الاجتماعيةُ معدومةٌ، كان يحاسِبُني على الشيكلِ؛ أين سيُصرفُ؟ وماذا سأفعلُ به؟ حتى أنه كان بخيلاً في مشاعرِه وعواطفِه! فلم يُعطِني شيئاً.. حاولتُ معه كثيراً  أنْ يغيّرَ طبعَه؛ ولكنْ بلا جدوَى! فتحوّلتْ حياتي إلى جحيمٍ؛ فطلبتُ منه الطلاقَ؛ وتنازلتُ عن كلِّ حقوقي مقابلَ حريّتي.

وشاركَ الأبناءَ “السعادة” معاناتِهم؛ فيقولُ “محمود” _سنة رابعة جامعة_ :”أشعرُ بالخجلِ الشديدِ أمامَ أصدقائي؛ بسببِ بُخلِ والدي؛ فهو يؤثّرُ على شخصيتي.. فملابسي قديمةٌ؛ وهو غيرُ مُستعدٍّ أنْ يشتريَ لي ولإخوتي ملابسَ جديدةً؛ حتى لو كُنا في بدايةِ العامِ! فتضطّرُ والدتي أنْ تأخذَ ملابسَ من أبناءِ أخوالي وخالتي!  لم أَذكُرْ أنه أعطاني مصروفاً للجامعةِ! ولولا أنّ مكانَ الجامعةِ كان بعيداً عن البيتِ؛  لحرَمني من المواصلاتِ! لذلك اعتمدتُ على نفسي في فترةِ الإجازةِ؛ وحاولتُ أنْ إجِدَ أيَّ عملٍ؛ حتى لو لم يناسبني؛  لأجْلِ توفيرِ مصروفٍ لي ولشراءِ الكتبِ “.

وظهرتْ ملامحُ التذمُّرِ على “إيمان”؛ التي تتمنّى أنْ تتزوجَ قبلَ أنْ تنهيَ دراستَها الجامعيةَ؛ بسببِ بُخلِ والدِها وتعامُلِه السيئ! فهو يحاسبُ والدتَها على “الفِلس”! وعندما يذهبُ الى السوقِ يخبرُنا أنّ هذه الأغراضَ لطوالِ الشهرِ، ويحذّرُ والدتَها من الطلبِ! فتقولُ:” لا أعرفُ ماذا كُنا سنفعلُ؛ لولا جدّتي التي تعطي والدتي بدونِ علمِ والدي؛ وتصرفُ علينا وتكسونا في المناسباتِ؛ ورغمَ ذلك يحاسبُ والدتي على الشراءِ؛ وهو لم يدفعْ شيئاً! فأصبحتْ والدتي تشتري وتقولُ له من خالاتي”.

تحدّثتْ دكتورة علمِ النفسِ التربوي في جامعة الأقصى “رائدة أبو عبيد” ؛ أنّ البخلَ صفةٌ مكتسَبةٌ غالباً؛ وهي نتاجُ خبراتٍ وتعاملاتٍ متراكمةٍ؛ قد يكتسبُها الزوجُ من أبوَيهِ، أو من أشخاصٍ ذوي تأثيرٍ في حياتِه، وقد تكونُ وليدةَ حرمانٍ أو ظروفٍ اجتماعيةٍ قاسيةٍ‏، تقولُ :”البخلُ من الصفاتِ التي تَعصِفُ بمستقبلِ الأسرةِ, ولا نقصدُ بذلك البخلَ الماديَّ فقط؛ بل البخلَ العاطفيَّ أيضاً.

تضيفُ :”البخلُ درجاتٌ.. فهناك البخيلُ الذي ينفقُ على نفسِه؛ بل ويُغدِقُ عليها! ولكنه بخيلٌ على الناسِ؛ فهو رجلٌ بخيلٌ, وهناك الشحيحُ؛ وهو أقبحُ أنواعِ البخلِ وأشدُّها على نفسِه وعلى أولادِه وجيرانِه وأقاربِه ومعارفِه! وهو سيئُ العِشرةِ.

وتَذكرُ د. علمِ النفسِ الآثارَ النفسيةَ و الاجتماعيةَ المترتبةَ على البخلِ الماديّ؛ منها معاناةُ الزوجةِ والأبناءِ من نقصِ الاحتياجاتِ الإنسانيةِ الأساسيةِ, وأيضاً فقدانِ الاحترامِ والثقةِ في الأبِ؛ نتيجةَ تهاوُنِه في الوفاءِ بمتطلباتِهم الماديةِ والمعيشيةِ! كما يعاني الأبناءُ من فقدانِ الثقةِ في أنفسِهم؛ إضافةً إلى معاناتِهم من التفاوتِ بينَهم وبينَ أقرانِهم في المدرسةِ والعائلةِ في إشباعِ احتياجاتِهم الأوليّةِ، وشعورِهم بالحرَجِ والدونيةِ أمامَ غيرِهم من أطفالِ الأقاربِ والجيرانِ؛ نتيجةَ المعاناةِ النفسيةِ المستمرةِ من ذلكَ التفاوتِ المعيشي؛ الذي قد يتطورُ إلي التفكُّكِ الأُسري.

تتطرّقُ بالحديثِ إلى نوعٍ آخَرَ من البخلِ؛ وهو البخلُ العاطفيُّ؛ وهو بخلُ الزوجِ تُجاهَ زوجتِه بالمشاعرِ المُرهَفةِ الرقيقةِ، والكلماتِ الحانيةِ، والمعاملةِ الإنسانيةِ الكريمةِ, وبحسبِ د. علمِ النفسِ؛ هناك العديدُ من المشكلاتِ الأسريةِ التي غالباً ما يكونُ سبَبُها الأولُ افتقارَ المودةِ والرحمةِ بينَ الزوجينِ، وبُخلَ أحدِ شريكَيِ الحياةِ العاطفيَّ والإنسانيَّ؛ وللأسفِ قد يكونُ هذا الرجلُ البخيلُ كريماً  بكلماتِ المجاملةِ ومشاعرِ الاهتمامِ مع أصدقائه؛ بينما تلقَى الزوجةُ منه إهمالاً شديداً !

للبخلِ العاطفيِّ آثارٌ اجتماعيةٌ سلبيةٌ وخطيرةٌ؛ فهو يهدّدُ كيانَ الأسرةِ بالتفكُّكِ والكراهيةِ؛ ويزيدُ من حِدّةِ المشكلاتِ الاجتماعيةِ والنفسيةِ بينَ الزوجينِ؛ لتصبحَ الحياةُ الزوجيةُ جافّةً قاسيةً، وخاليةً من المودّةِ والرحمةِ, رغمَ أنّ اللهَ _تعالى_ جعلَ المرأةِ سكَناً للرجلِ والعكس, فكيف نبدّلُ خَلقَ اللهِ؛ ونتساءلُ بعدَها عن أسبابِ المشكلاتِ الأُسرية! وعلى الرجلِ أنْ يَعلمَ أنه لا أحدَ يُطالبُه أنْ يكونَ بطلاً لأحدِ المسلسلاتِ التركيةِ؛ ولكنّ رجولتَه تَكمُنُ في إنسانيتِه ورحمتِه بزوجتِه.

وتُبيّنُ:” قد تفهمُ بعضُ النساءِ معنى البخلِ خطأً؛ فتكونُ الزوجةُ مسرِفةً ومبذّرةً؛ وزوجُها يحبُّ أنْ يصرفَ الأموالَ بعقلٍ وحكمةٍ؛ فتشعرُ الزوجةُ بأنَّ زوجَها بخيلٌ؛ ولا يقومُ بتأديةِ مهمتِه الزوجيَّةِ على أكملِ وجهٍ! ولا يغطّي نفقاتِها ومطالبَها! لكنّ هذا أمرٌ خاطئٌ؛ فالحكمةُ والعقلُ في كلِّ شيءٍ يكونُ جميلاً؛ ويجعلُ الحياةَ تسيرُ بشكلٍ صحيحٍ .

وتنصحُ د. “أبو عبيد” الزوجةَ أنه في حالِ كان وضعُ الزوجِ البخيلِ ميئوساً منه، ولا تستطيعُ التعاملَ معه؛ عليها أنْ تلجأً إلى تدخُلِ الأهلِ.. ويجبُ أنْ يتحدثَ معه أهلُه وأهلُها؛ حتى يكونَ حريصاً على إنفاقِ المصاريفِ الخاصةِ بالمنزلِ  دونَ الدخولِ في مشاكلَ متكرّرةٍ بينَها وبينَه، لكنْ كوني حريصةً على عدمِ إهانةِ زوجِك أمامَ الأهلِ، وكوني حريصةً على مكانتِه أمامَ العائلة والأقاربِ، ولا تشوِّهي صورتَه أمامَ الأهلِ، وتقلِّلي من شأنِه.

وعن كيفيةِ التعاملِ مع الزوجِ البخيلِ؛ تَذكرُ دكتورةُ علمِ النفسِ “رائدة أبو عبيد” عدّةَ نقاطٍ للزوجةِ قائلةً:”حاولي أنْ تتفهَّمي سببَ بُخلِه، وتتعاملي معه..، دَعيهِ يشعرُ بمدَى سعادتِك أنتِ وأبنائكِ؛ عندما يشتري لكم احتياجاتِكم، وتحدّثي بشكلٍ غيرِ مباشرٍ وفي أوقاتٍ مختلفةٍ عن مضارِّ البخلِ، وكيف أنَّه صفةٌ مكروهةٌ دينياً واجتماعياً، وبينَ الحينِ والآخَرِ امتدِحي كرمَ شخصٍ تعرفانِه ويحترمُه زوجُكِ، ومن نفسِ مستواه المادي، وسعادةَ زوجتِه وأولادِه بما يقدّمُه لهم، لكنْ انتبهي ألّا يكونَ ذلك في شكلِ مقارنةٍ بينَ زوجِك وبينَ هذا الرجلِ، وحدّدي مع زوجِك الأهدافَ المشتركةَ التي قد تتطلبُ مالاً؛ كالمصاريفِ المدرسيةِ والجامعيةِ، والكسوةِ والمتطلباتِ اليوميةِ، ‏وعندَ الذهابِ إلى السوقِ؛ اجعليهِ يذهبُ معكِ؛ لكي يرى الأسعارَ الخاصةَ بالمشترياتِ؛ ليُقدِّرَ بنفسِه أنَّها مرتفعةٌ، ولا تقومي بالابتعادِ عنه أو التذمُّرِ منه، لأنَّ البخلَ غالباً ما يكونُ عاملاً من عواملِ التربيةِ؛  لذلك ادخُلي إلى عقلِه؛ وتفاهمي معه؛ وحاولي أنْ تعالجيهِ من هذا الداءِ؛ مع توضيحِ أنّ الأموالَ هي وسيلةٌ للاستمتاعِ بمباهجِ الحياةِ؛ وليست في حدِّ ذاتِها لإمتاعِ الشخصِ إذا كان لا يُنفقُها.

ولا يوجدُ أسوأُ من زوجٍ بخيلٍ؛ تُبتلَى به الزوجةُ، فالزواجُ منه مصيبةٌ تقودُ غالباً إلى الطلاقِ، فكيف تتصرفُ الزوجةُ مع زوجِها الشحيحِ الذي يُخرجُ النقودَ من جيوبِه بصعوبةٍ وضيقٍ! ولا يعطيها ما يكفيها وأولادَها من مصاريفِ البيتِ ولوازمِ الحياةِ! وهل يجوزُ لها أنْ تأخذَ من مالِه دونَ علمِه؟ عن هذه التساؤلاتِ يجيبُنا  دكتورُ الشريعةِ والقانونِ عصام بدران، فيقولُ :”الحقوقُ الزوجيةُ متعدّدةٌ ؛ منها ما هو ماليٌّ كالنفقةِ والسكنِ؛ ومنها مَعنويٌّ، ومنها ما يلزمُ كِلا الزوجينِ، أو يلزمُ أحدَهما كالنفقةِ الواجبةِ على الزوجِ ، استدلالاً بقولِه تعالى (وعلى المولودِ له رزقُهُنَّ وكسوتُهن بالمعروفِ) (البقرة:233) ، ويعني وجوبَها على الأبِ؛ لأنّ النفقةَ مقابلَ قيامِهنّ بحقِّ الوالدِ والولدِ، فلابدَ وأنْ يعلمَ الزوجُ أنه إنْ قامَ بهذا الحقِّ؛ فليس له مِنّةٌ ولا فضلٌ، وإنما يقومُ بأداءِ واجبٍ عليه، وهنا نذكرُ حديثَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( كفَى بالمرءِ إثماً أنْ يُضيّعَ مَن يقوتُ ) وحديثٌ آخَرُ: (لا يجتمعُ الشحُّ والإيمانُ في قلبِ عبدٍ أبداً).

ويوضّح:” إنّ التقصيرَ في النفقةِ يعدُّ إثماً من أشدِّ الآثامِ ؛ وهو من الكبائرِ حالةَ القدرةِ عليها ، كما أنّ القيامَ بها  قُربةٌ من القُرباتِ التي يُتقرّبُ بها إلى اللهِ تعالى، ويثابُ عليها المسلمُ ، فإذا هو قصّرَ فلْيَعلمْ أنّ إيمانَه ما يزالُ ناقصاً مضطّرباً ؛ لأنّ الرازقَ هو اللهُ _تعالى- دونَ سِواهُ ، بل قال تعالى: (نحن نرزقُهم وإياكم) . (الإسراء 31) فإنما يُرزقُ المرءُ برزقِ مَن يَقوتُه ويَعولُه؛ إذْ قدّمَ _سبحانه و تعالى_ أولادَ الشخصِ وأهلَه عليه؛ فتكونُ النتيجةُ أنّ الرزقَ يكونُ لكم أيضاً بعدَهم ، فهُم سببُ رزقِكم ، فكيف بِبُخلِ الشخصِ وامتناعِه عن أداءِ حقِّ مَن يلوذُ به، ويركَنُ إليه!، بل ومَن لا حولَ ولا قوةَ له من أطفالٍ صغارٍ!  بل وإن البخيلَ لا يدخلُ الجنةَ دونَ أنْ يحاسبَ على بخلِه وشُحِّه ، يقولُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم: (لا يَدخلُ الجنةَ خبٌّ ولا منّانٌ ولا بخيلٌ) بل إنّ الشحيحَ يضيّعُ على نفسِه أجراً وثوابًا ، ويضيّعُ على نفسِه تكفيرَ ذنوبِه ومعاصيهِ وجرائمِه ؛ لأنّ السعيَ على الأبناءِ فيه أجرٌ عظيمٌ؛ لقولِه صلّى الله عليه وسلم: (ما أنفقَ الرجلُ على أهلِه فهو صدَقةٌ).

يقولُ :”يجوزُ أيضاً لزوجةِ البخيلِ أنْ تأخذَ من مالِ زوجِها البخيلِ ما يكفي للإنفاقِ عليها وعلى أولادِها بالمعروفِ؛ أي ما تَحصلُ به الكفايةُ من غيرِ تقتيرٍ ولا إسرافٍ.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى