أريد حلاً لمشكلةِ النسيان ..

تجيبُ عن التساؤلاتِ الأخصائية التربوية أحلام الفرّا
أنا امرأةٌ متزوجةٌ في بدايةِ الثلاثينياتِ؛ أعملُ موظفةً.. أُعاني من عدمِ التركيزِ، وكثرةِ النسيانِ؛ وأشعرُ أنّ الأمرَ يزدادُ سوءاً؛ ويضعُني في إحراجاتٍ كثيرةٍ، فأضعُ الأشياءَ ولا أتذكّرُ مكانَها! وأنسى مواعيدي؛ وبالتالي أثّرَ عليَّ ذلكَ بشكلٍ سلبيٍّ؛ حتى داخلَ أسرتي، كيف أعالجُ مشكلتي؟
ضعفُ التركيزِ، والنسيانُ في مِثلِ عمركِ، وحسبَ الحالةِ التي وصفتيها؛ هو في الحقيقةِ أعراضُ القلقِ النفسيّ، وهذا القلقُ رُبما تكونُ لديهِ أسبابٌ، ورُبما يكونُ جُزءاً من التكوينِ النفسي لشخصيتِك، فإذا كانت هنالك أيُّ أسبابٍ للقلقِ في محيطِ العملِ أو الأسرةِ؛ حاولي أنْ تعملي على إزالةِ هذه الأسبابِ، أو معالجتَها بصورةٍ معقولةٍ، أو التعايشَ معها على الأقلِّ، أمّا الجوانبُ الأخرى في علاجِ حالتِك؛ فهي تتمثّلُ في التفكيرِ الإيجابي؛ بحيثُ ألّا تكوني سلبيّةً في تفكيرِك، وكلُّ فكرةٍ سلبيةٌ تطرأُ عليكِ؛ يجبُ استبدالُها بفكرةٍ إيجابيةٍ، وهذا أمرٌ ضروريّ لإزالةِ القلقِ، ويجعلُ الإنسانَ أكثرَ ارتياحاً. ثانيًا: عليكِ ألّا تكتُمي الأمورَ التي لا ترضَينَ عنها؛ بمَعنى التفريغِ نفسيًا، والتقليلِ من أيِّ احتقاناتٍ داخليةٍ، والتعبيرِ عن نفسِكِ أولاً بأول؛ لأنّ تراكُمَ الأشياءِ البسيطةِ يؤدّي إلى احتقاناتٍ نفسيةٍ داخليةٍ؛ ما يَنتجُ عنها صراعٌ نفسيّ؛ وهذا يؤدّي إلى تَشتُتِ الأفكارِ، وعدمِ القدرةِ على التركيزِ. ثالثًا: عليكِ بممارسةِ الرياضةِ؛ فالرياضةُ فعّالةٌ جداً؛ خاصةً رياضةَ المَشيِ أو الجريِ ؛ فهي ترفعُ من درجةِ الصحةِ النفسيةِ، كما أنها تمتصُّ القلقَ، وحاوِلي تنظيمَ وقتِكِ، وأنْ تكونَ لديكِ القدرةُ على إدارةِ العملِ، وتجنّبي نومَ النهارَ، وابتعدي عن شربِ الشايِ والقهوةِ بعدَ الساعةِ السادسةِ مساءً، كما أنّ تمارينَ الاسترخاءِ؛ خاصةً تمارينَ التنفسِ العميقِ ببطءٍ؛ الذي يَعقُبُه مَسكُ الهواءِ لفترةٍ قليلةٍ في الصدرِ؛ يفيدُ جداً في إزالةِ القلقِ، ولا تنسَي الاستغفارَ الذي يشرحُ البالَ، و يزيلُ التوترَ.. والمداومةَ على الذكرِ “ألا بذِكرِ اللهِ تطمئنُ القلوبُ”، كذلكَ عليكِ بالصبرِ والسعيِ؛ مع الأخذِ بالأسبابِ والتوكُلِ على اللهِ، والرضا بقضاءِ اللهِ و قدَرِه.