Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
فتاوي شرعية

هل يجوزُ إرسالُ سوَرٍ قرآنيةٍ لقراءتِها بِنيّةِ قضاءِ الحاجةِ؟

يجيبُ عن التساؤلاتِ الشيخ  “عبد الباري محمد خلّة”

أصبح منتشراً على مواقعِ التواصلِ الاجتماعي- وخاصةً الفيسبوك- توزيعُ وإرسالُ إحدى السوَرِ القرآنيةِ للأصدقاءِ لقضاءِ الحاجةِ، ونيّةِ الفرَجِ والشفاءِ.. فهل يجوزُ ذلك؟

مواقعُ التواصلِ الاجتماعي فيها من الخيرِ الكثيرُ، وفيها من الشرِّ الكثيرُ؛ فلْيَستخدِمْها المسلمُ فيما يُرضي اللهَ، والأصلُ في العباداتِ التقيّدُ بالشرعِ، وامتثالُ أمرِ اللهِ ورسولِه، قال اللهُ تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) } [الحشر: 7] ويجوزُ للمسلمِ أنْ يقرأَ القرآنَ بنيّةِ القَبولِ، وتفريجِ الكروبِ، والرزقِ، والنجاحِ، ولكُلِّ شيءٍ.. لكنْ لا يجوزُ أنْ يُعيّنَ سورةً أو آيةً لم يَرِدْ فيها تعيينٌ؛ ويجعلَها لقضاءِ حاجةٍ؛ وبالتالي لا يجوزُ للمجموعةِ أنْ تتفِقَ على إرسالِ الرسائلِ بهذا الشأنِ لمخالفةِ الهَدي.

وإذا تلقيتَ رسالةً من هذا القبيلِ؛ فلا يجبُ عليكَ التعاملُ معها بل أقولُ: لا يجوزُ التعاملُ معها؛ لاعتقادِ صحةِ الفعلِ، وهذا غيرُ صحيحٍ، فلم يَرِدْ ذلك عن المعصومِ صلّى اللهُ عليه وسلّم.

ولا يجوزُ تخصيصُ شيءٍ من القرآنِ إلا بمُخصّصٍ، وحيثُ لم يَرِدْ المُخصّصُ فلا يجوزُ.. نَعم لو قرأَ الإنسانُ أيَّ سورةٍ بِنِيّةٍ صالحةٍ أُجِرَ عليها؛ لكنْ لا ترسلْ لصديقِك اقرأ سورةَ كذا على نيّةِ كذا، وعلى المسلمِ أنْ يتعبّدَ اللهَ بما شَرعَ.

ولا يجوزُ التعاملُ مع هذا الأمرِ؛ لمخالفتِه لمقصدِ القرآنِ والسُّنة، ولا يأثَمُ من لا يتعاملُ مع هذا؛ بل لا يجوزُ لعَدمِ ورودِ ذلكَ عن النبيّ _صلى الله عليه وسلم_.

وأنصحُ الإخوةَ والأخواتِ الذين يشاركونَ في هذه المنتدياتِ أنْ يتّقوا اللهَ، وأنْ لا يُرسلوا أيَّ منشورٍ حتى يستوثِقوا منه بسؤالِ أهلِ العلمِ المتخصّصينَ؛ وإنْ كانت النيّةُ صالحةً؛ فإنها لا تُصلِحُ العملَ الفاسدَ، وغيرَ المشروعِ، وهناك الكثيرُ الكثير من الوسائلِ المشروعةِ للدعوةِ في سبيلِ اللهِ. واللهُ أعلَى وأعلَمُ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى