Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أريد حلا

كيف أُصلِحُ نفسيةَ أبنائي؟

 

تجيبُ عن الاستشاراتِ الأسرية: الأخصائيةُ النفسيةُ “نغم أيوب” .

أنا سيدةٌ في بدايةِ الأربعين؛ منفصلةٌ عن زوجي؛ ولدَيَّ أربعةٌ من الأبناءِ؛ أعاني من اضطّراباتِ أبنائي بين الصراخِ الدائمِ والبكاءِ والحزنِ الشديدِ، وتصرُّفاتٍ غيرِ مُرضيةٍ؛ وهذا يظهرُ بشكلٍ واضحٍ عند ابني الأكبرِ الذي  يبلغُ عشرَ سنواتٍ ، وعندما يذهبُ لزيارةِ والدِه؛ يأتي أكثرَ سلبيةً وعناداً وتمرُّداً! كيف أحاولُ أنْ أُخفِّفَ من سلبياتِ انفصالي عن والدِه ؟

مشكلةُ الطلاقِ هي فترةٌ عصيبةٌ؛ يمرُّ فيها الزوجانِ والأطفالُ؛ وتتركُ آثاراً سلبيةً على حياتِهم ، فإنّ أصعبَ مرحلةٍ تواجِهُ الأطفالَ بعدَ الطلاقِ؛ هي فتراتُ السنواتِ الأولَى في حياةِ الطفلِ من( 6:3 ) سنواتٍ، والمراهقةُ.. ومع ذلك فإنّ فترةَ المراهقةِ _ وهى الفترةُ التي يمرُّ فيها ابنُكِ_هي الأكثرُ إيلاماً؛ لأنَّ في هذا السنِّ يكونُ الشبابُ في حاجةٍ ماسّةٍ إلى علاقاتٍ تتّسِمُ بالاستقرارِ .

– بعدَ الانفصالِ تظهرُ لدَى الأطفالِ ظواهرُ سلوكيةٌ ونفسيةٌ مختلفةٌ؛ تكونُ بسببِ عدمِ قَبولِ الطفلِ لوضعِ الانفصالِ، ومن هذه الظواهرُ : العدوانيةُ – الحزنُ – الشعورُ بالذنبِ -الانطوائيةُ- تضارُبُ الولاءِ- اللامبالاة -الخوفُ من هجرِ أحدِ الأبوينِ له ، وهذا ما يفسّرُ حالةَ ابنِك؛ لِما يعتريهِ من هذه الصفاتِ ، فتَجنَّبي توبيخَ ابنِك إذا لاحظتِ عليه بعضَ التصرفاتِ السلبيةِ؛  وحاولي بالمقابلِ مساعدتَه في التعاملِ مع مصدرِ قلَقِه وهو (الانفصال) من أجلِ التغلّبِ على هذه العاداتِ .

ومن أجلِ ذلك؛ إليكِ بعضَ النصائحِ لمساعدةِ طفلِك للتغلُّبِ على هذه المِحنةِ :

– يجبُ _قبلَ أيِّ شيءٍ_ شرْحُ مفهومِ الطلاقِ للطفلِ؛ وأنّ الطلاقَ سيكونُ بينَ الزوجينِ؛ ولكنّ دَورَهما كوالدَينِ مازال قائماً..

– عدمُ لجوءِ أيٍّ من الزوجينِ إلى تشويهِ صورةِ الطرَفِ الآخَرِ أمامَ الأطفالِ؛ لأنه يدمّرُ نفسيتَهم.. كلُّ ما نحتاجُه اللجوءَ إلى الحِكمةِ .

– عليكِ أنْ تُكرّري لطفلِكِ أنكما تُحبانِه، وأنّ  الانفصالَ لن يغيّرَ من مشاعرِك تُجاهَه، وشجِّعيهِ أنْ يشاطرَكِ مخاوفَه، وساعدِيهِ أنْ يفهمَ أنه لن يَتِمَّ التخلي عنه .

– عليكِ أنْ تُظهري حالةً من الاطمئنانِ، وأظهِري الأملَ في المستقبلِ .

– عدمُ إقحامِ الأطفالِ في مشاكلِ الكبارِ، واستمرارُ التعاونِ بينَ الوالدينِ في رعايةِ الأبناءِ؛ حتى يشعرَ الأطفالُ بالاستقرارِ النفسيّ؛ وهذا امتثالاً لقولِه تعالى : ” وأنْ تَعفوا أقربُ للتقوى ولا تنسَوا الفضلَ بينَكم إنّ اللهَ بما تعملونَ بصير ” (البقرة 237).

– شجّعي أطفالَكِ على ممارسةِ أنشطتِهم الإضافيةِ؛ وشاركيهِم في اللعبِ ،القراءةِ، وممارسةِ بعضِ الرياضةِ البسيطةِ التي تساعدُهم في الدفاعِ عن أنفسِهم، وفي نفسِ الوقتِ مسلّيةٌ؛ وبذلكَ يتخلّصون من حالةِ الحزنِ والانطواءِ .

-من الجيّدِ للأطفالِ أنْ تكوني على علاقةٍ جيدةٍ بوالدِهم، والحفاظِ على علاقاتٍ وُديّةٍ معه؛ وذلك سوفَ يساعدُكِ على استمرارِ التعاونِ والتنسيقِ مع والدِهم في رعايةِ كافةِ شئونِ الأطفالِ النفسيةِ ،السلوكيةِ ،الماديةِ ،التعليميةِ، والترفيهيةِ أيضاً .

– ما أرغبُ في التأكيدِ عليه؛ هو أهميةُ احتوائِك للأطفالِ نفسياً وعاطفياً وسلوكياً، وعدمُ استخدامِ أيٍّ من الأبوَينِ الأطفالَ كوسيلةٍ للانتقامِ من الطرَفِ الآخَرِ ، فالطفلُ من حقِّه أنْ يهنأَ بأبيهِ وأمِّهِ .

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى