Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ثقافةوفن

تزيينُ الأطباقِ والموائدِ .. فنٌّ تحرصُ المرأةُ على إتقانِه

عندما تتعانقُ الرائحةُ الزكيةُ مع المنظرِ الجميل..

 

تحقيق : السعادة

مائدةٌ ممتدة تحتوي على ما لذَّ وطابَ من الأصنافِ الرئيسةِ والجانبيةِ والمقبلاتِ، وعلى الحلوياتِ والمكسراتِ والعصائرِ؛ موزعةٌ بطريقةٍ مدروسةٍ، وموضوعٌ  فيها الطعامُ بطريقةٍ عنوانُها الذوقُ والفنُّ داخلَ أفخمِ وأجملِ الأطباق، بأشكالٍ وألوانٍ تُبهجُ العين “فالعينُ تأكلُ قبلَ الفمِ أحيانا”؛ لتنطقَ المائدةُ بما عليها من أنواعِ الأطعمةِ، فاتحةً يديها لاستقبالِ الزوارِ، ومُرحبةً بالضيوفِ؛ مُعبرةً عن كرمِ الضيافةِ التي تشتهرُ به المرأةُ العربيةُ؛ خصوصاً في شهر الخيرِ شهرِ رمضانَ، وتحاولُ “السعادة” أنْ تكشفَ أهمَّ القواعدِ والطرُقِ والأدواتِ لتزيينِ الأطباقِ والموائدِ مع المختصِّينَ في هذا المجالِ.

المرأةُ حالياً أكثرُ تلهُفاً لتزيينِ الأطباقِ والموائدِ، وتقديمِ الأطعمةِ بطريقةٍ أنيقةٍ لأسرتِها وضيوفِها، وأكثرُ حرصاً على إتباعِ قواعدِ “الإتيكيت” في التقديمِ واستقبالِ الضيوفِ. وتَعدُّ عُلا الحاج _ربّةُ منزلٍ، وصاحيةُ صفحةِ للمأكولاتِ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعي_  بأنّ تزيينَ الأطعمةِ بجميعِ أنواعِها؛ يُعطيها منظراً جميلاً؛ ويجعلُ النفسَ تُقبلُ عليها.. فيفتحُ الشهيةَ، ويُوهِمُ العقلَ أحياناً بأنّ طعمَه ألَذُ وأشهَى ممّا لو كان نفسُ الطعامِ منثوراً في الطبقِ بطريقةٍ عادية، كما أنّ التزيينَ والترتيبَ والتنسيقَ هو خَصلةٌ موجودةٌ في المرأةِ بشكلٍ عامٍ؛ حيثُ أنّ حُبَّ الجمالِ والأناقةِ شيءٌ بطبعِها، ولا تستطيعُ إلاّ أنْ تضيفَه إلى أطباقِها.

أهميةُ التزيينِ

إنّ أكثرَ ما يجذبُ الإنسانَ للأطعمةِ رائحتُها الزكيةُ، ومنظرُها الجميلُ، وترى “ولاء يوسف” _صاحبةُ مشروعِ ولاء للمأكولاتِ الشرقيةِ والغربيةِ_ أنّ إعدادَ مائدةِ الطعامِ، والاهتمامَ بمظهرِ الطعامِ داخلَ الأطباقِ؛ يعبّرُ عن الذوقِ الرفيعِ والنفسِ الطيبةِ في إعدادِ وطهيِ الطعامِ، كما أنّ رمضانَ هو شهرُ الخيرِ والعزائمِ، واستقبالِ الضيوفِ، فمِن المُهمِ أنْ تكونَ مائدةُ الإفطارِ مائدةً أنيقةً وجميلةً وشهيةً، ولا يكونُ هذا إلّا بتزيينِ الأطباقِ؛ حتى وإنْ كان التزيينُ بطريقةٍ بسيطةٍ؛ فإنها تعبِّرُ عن اهتمامِ ربةِ المنزلِ بتقديمِ الأفضلِ لأسرتِها وضيوفِها، كما أنّ شكلَ الطبقِ يتركُ انطباعاً قويّاً في النفسِ، وقد يوهِمُ متناوِلَه بأنّ الطعمَ ألذّ.. فالعينُ تأكلُ قبلَ الفمِ ، ويعبّرُ عن الترحيبِ بالضيوفِ في حالِ كانت المائدةُ مُعَدَّةً للعزائمِ، وبعضُ النساءِ يجِدنَ متعةً كبيرةً في التزيينِ، ويفِضلنَ قضاءَ وقتٍ لا بأسَ به في الطهيِ والتزيينِ والترتيبِ، ويساعدُ تزيينُ الأطعمةِ أحياناً في تشجيعِ الأطفالِ على تناولِ الأطباقِ المفيدةِ والصحيةِ التي لا يرغبونَ في تناولِها.

قواعدُ التزيينِ

إنّ من أهمِ أساساتِ تقديمِ الطعامِ بشكلٍ راقٍ؛ هو تصنيفُ الأطعمةِ، وتشرحُ الحاج قائلةً: “من غيرِ المُستساغِ أنْ توضعَ الأطعمةُ المالحةُ والحلوةُ بجوارِ بعضِها؛ دونَ أنْ يَتِمَ الفصلُ بينها، فمن المُهمِ وضعُ الأطباقِ المالحةِ على جانبِ، والحلوياتِ على جانبٍ آخَر، كما يتمُ استخدامُ الأطباقِ المناسبةِ لكُلِ شيءٍ؛ فللحساءِ أطباقُه الخاصةُ، وكذلك الأرزِ والسلطاتِ، ومن المُهمِ استخدامُ طقمٍ كاملٍ من الأطباقِ والملاعقِ والكؤوسِ؛ وكذلك إضافةُ بعضِ الإكسسواراتِ البسيطةِ لإضفاءِ لمسةٍ جماليةٍ.. كالورودِ والشموعِ، وكلُّ هذا يعطي إحساساً بالانسجامِ والتوافقِ، وراحةً للعينِ والنفسِ، وأيضاً ترتيبُ الأطباقِ على المائدةِ له أهميةٌ بالغةٌ؛ بحيثُ توضعُ الأطباقُ الرئيسةُ في المنتصفِ، وعلى جانبيهِ المُقبلاتُ الرئيسةُ، ثم الأطباقُ الجانبيةُ الأخرى، وأنْ يكونَ ترتيبُ الأطباقِ بشكلٍ منسجمٍ، وإذا كانت الأطباقُ ذاتَ زوايا؛ فيجبُ أنْ يتمَ ترتيبُها بحيثُ لا تكونُ خارجَ نطاقِ المائدةِ، أمّا بالنسبةِ لشكلِ الأطباقِ وما تحتويهِ من مأكولاتٍ؛ فيختلفُ تزيينُها حسبَ نوعِ الطعامِ، ويختلفُ في طريقةِ إعدادِها؛ فبعضُ الأطباقِ يكونُ تزيينُها وقتَ إعدادِها، والبعضُ وقتَ تقديمِها، ولكنْ من أهمِ القواعدِ للتزيينِ؛ عدمُ المبالغةِ في تزيينِ الأطباقِ التي تحتوي على عناصرَ كثيرةٍ متداخلةٍ. وعن أساليبِ تزيينِ الأطباقِ؛ توضّحُ “يوسف” أنّ التزيينَ ينقسمُ إلى قسمينِ رئيسينِ: الأولُ يكونُ فيه التزيينُ أثناءَ الطهيِ وإعدادِ الطعامِ، مِثلَ البيضِ المقلي؛ حيثُ يمكنُ استخدامُ قوالبَ لتشكيلِ البيضِ أثناءَ القليِ، وأيضاً المعجّناتِ كالفطائرِ التي يمكنُ تشكيلُها والتفنُنُ في تزيينِها أثناءَ الإعدادِ، أمّا القسمُ الثاني فهو التزيينُ بعدَ الطهيِ، وأثناءَ التقديمِ؛ وهو في الغالبِ يكونُ في أطباقِ السلطاتِ والخضارِ والفواكهِ والحلوياتِ والأرزِ، وما إلى ذلك.. وله طرُقٌ وأساليبُ متنوعةٌ وكثيرةٌ تعتمدُ على إبداعِ ربّةِ البيتِ.

وتختلفُ طرُقُ التزيينِ باختلافِ نوعِ الطبقِ، وذوقِ مُعدِّ الطبقِ، حيثُ تحدّثُنا الحاج عن هذه الطرقِ قائلةً: “من هذه الطرقِ طريقةٌ تُعرفُ بسلّةِ القشِّ؛ حيثُ يتمُ استخدامُ سلّةِ القشِّ كمُكمِلٍ للمائدةِ، فيوضَعُ بداخلِها الخُبزُ أو الخُضارُ والفواكِهُ؛ لإضفاءِ لمسةٍ جميلةٍ على مائدةِ الطَعام، واستخدامُ الأعشابِ الخَضراءِ لتزيينِ الطعامِ؛فاللونُ الأخضرُ يُضفي لمسةً خاصةً للطبقِ، وطريقةُ التزيينِ بالمكسراتِ والزبيبِ؛ ويتمُ ذلك بقليِ أحدِ أنواعِ المكسراتِ (كاللوز، والفستق، والصنوبر)، ونثرِها مع الزبيبِ على أطباقِ الطعامِ وخاصةً الأرز، وأيضاً يمكنُ استخدامُ السمسمِ وحبةِ البَركةِ في التزيينِ؛ وذلك بنثرِها على الطبقِ؛ فتُعطي شكلاً رائعاً وفائدةً صحيةً كبيرةً، كما وتستخدمُ لتزيينِ المعجناتِ والفطائرِ وبعضِ أنواعِ الخبزِ، وعندِ تقديمِ الدجاجِ أو أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ اللّحومِ، يمكنُ إضفاءُ بعضِ النكهةِ والألوانِ؛ باستخدامِ بعضِ أنواعِ الخُضارِ كالجزرِ والكرفسِ؛ ليبدو الطبقُ مليئاً بالحيويةِ والنكهاتِ، وكذلك عندَ تقديمِ اللحمِ؛ يفضّلُ استخدامُ (الكاتشب ، أو المايونيز، أو صلصة الخردل) على جوانبِ الصحنِ على شكلِ خطوطٍ طوليةٍ أو متعرّجةٍ؛ لإضفاءِ لمسةٍ من الفنِّ، كما أنّ للطماطمِ  في التزيينِ نصيباً كبيراً بلونِها الأحمرِ المُبهجِ؛ سواءً بتقطيعِها بشكلٍ مُتعرّجِ، أو بأيِّ طريقةٍ فنّيةٍ أُخرى؛ فتُضفي على الطبقِ رَونقاً خاصاً، وعندَ إعدادِ طبقٍ من السمكِ؛ يمكنُ استخدامُ قشرِ أو شرائحِ الليمونِ للتزيينِ، ولإضافةِ نكهةٍ لذيذةٍ. وفي الواقعِ كثيرةٌ هي الطرُقُ لفنِّ تقديمِ وتزيينِ الطعامِ، ولا ينقصُها سِوى الإبداعِ والقليلِ من الدقةِ.

تزيينُ الحلوياتِ

الحلوياتُ من أكثرِ الأطباقِ سهولةً في التزيينِ؛ وذلك بلمساتٍ بسيطةٍ يمكنُ أنْ يتغيرَ شكلُ قالبِ الحلوِ تماماً، وتوضحُ أبرار عبدو _صاحبةُ مشروع (Flavor Cake)، ومدربةٌ في مجالِ صناعةِ تزيينِ الحلوياتِ_ قائلةً: “يمكنُ تزيينُ الحلوياتِ بوسائلَ وطرقٍ عديدةٍ مرتبطةٍ بنوعِ طبقِ الحلوِ؛ فيتمُ تزيينُ الكيك باستخدامِ (الكريما، وجاناش الشوكولاتة، وعجينة السكر)، بينما حلوُّ “عيش السرايا” يزيَّنُ بالفستقِ الحلبي والمكسراتِ، كما أنّ بعضَ أنواعِ الحلوياتِ الباردةِ يمكنُ تزيينُها ببَشرِ الشوكولاتة، وصوص الكراميل، وخطوطٍ من الحليبِ المكثفِ المُحلّى والشوكولاتة السائلةِ، كما يمكنُ إضافةُ “البوظة” بجانِبِ قطعةِ الكيك، أو إضافةُ السُّكّر النّاعِمِ لبعضِ أنواعِ الحلويّات “كمعمول” العيدِ، وأيضاً يمكنُ استخدامُ أوراقِ النعناعِ الخضراءِ؛ لوضعِ لمسةٍ طبيعيةٍ على صحنِ الحلوى، وبالنسبةِ لتزيينِ العصائرِ؛ فبالإمكانِ دمجُ مُكوّنٍ من مكوناتِ العصيرِ، ووضْعُه على حافةِ الكأسِ( كالفراولة أو البُرتقال أو الليمون)، وحتّى ورقةِ نعناعٍ خضراءَ تفي بالغرضِ”.

أطباقُ الأطفالِ

تزيينُ الأطباقِ للأطفالِ يجذِبُهم، ويفتحُ قابليتَهم لتناولِ الطعام ِ، وتعطينا “يوسف” بعضَ الأفكارِ لذلك قائلةً: “يمكنُ استخدامُ الخضارِ في صنعِ وجهٍ مضحكٍ، إذا لم يكنْ الأطفالُ من مُحبِّي أكلِ الخضرواتِ؛ فيتمُ تزيينُ الطبقِ بطريقة ٍجميلةٍ، وفي نفسِ الوقتِ تشجيعُ الأطفالِ على تناولِ الخضرواتِ الطازجةِ، كما ويمكنُ استخدامُ الجزرِ والخيارِ بصُنعِ عينينِ للطبقِ، ووضعِ زيتونةٍ في وسطِ كلّ عينٍ، وصُنعِ ابتسامةٍ لهذا الوجهِ من الخيارِ أو الكاتشب، وبالنسبةِ للبيضِ الذي لا يستسيغُه الكثيرُ من الصغارِ؛ يمكنُ تزيينُه على شكلِ رجلِ الثلجِ، وإضافةُ بعضِ الخضارِ وحبةِ البركةِ لعملِ تفاصيلِ الوجهِ والأيدي، ومن الممكنِ تقليدُ الشخصياتِ الكرتونيةِ باستخدامِ الخضارِ والفواكهِ، أو البطاطا المهروسةِ والأرزِ والكفتة، فالتزيينُ يجعلُ من الأكلِ الصحيّ شيئاً لذيذ اً بالنسبة ِللأطفالِ، كما أنّ الوقتَ الذي يتمُ تزيينُ الطبقِ فيه مع طفلِك؛ يقوّي العلاقةَ بينَ الأم والطفلِ، ويُفرِغُ طاقةَ الصغارِ في شيءٍ يحبونه، ويشجِّعُهم على تناولِ ما شاركوا في إعدادِه”.

وتوضّح الحاج قائلةً: “من الممكنِ للمرأةِ الغزيةِ أنْ تزيِّنَ سفرتَها الرمضانيةَ بأبسطِ الأدواتِ والموادِ، فمن نفسِ مكوناتِ الطبقِ يمكنُ أنْ تضيفَ بعضَ اللمساتِ الأنيقةِ؛  كشرائحِ الليمونِ، أو بعضَ النعناعِ والبقدونس ، كما يمكنُ استخدامُ  قشرُ (البندورة والخيار والليمون) بعدَ استخدامِ الثمرةِ نفسِها، وتنسيقُ القشورِ على هيئةِ زهورٍ أو بتلاتٍ  توضعُ على أطرافِ الطبقِ، أو وسطَ طبقِ السلطةِ، فجمالُ السفرةِ وأناقتُها لا تتطلبُ مفارشَ وأطباقاً وكؤوساً باهظةَ الثمنِ؛ بل تتطلبُ القليلَ من الذوقِ والخبرةِ،  واستخدامَ الموجودِ في البيتِ دونَ زيادةٍ أو تكلّفٍ “.

وأخيراً، فإنّ تزيينَ الأكلاتِ ليس بالأمرِ الصعبِ؛ ولا يحتاجُ إلى قدراتٍ خارِقةٍ لتحقيقِه؛ فهو أمرٌ سهلٌ يحتاجُ فقط إلى مخيلةٍ خصبةٍ وغنيةٍ بالأفكارِ الغريبةِ والجديدةِ في مجالِ الطبخِ والتزيينِ، كما أنّ التزيينَ فرصةٌ لإدخالِ عناصرَ عديدةٍ تثري الأطباقَ، وتُغنيها من حيثُ القيمةِ الغذائيةِ والنكهةِ على حدٍّ سواء، وبموادٍ بسيطةٍ من المطبخِ، وغيرِ مُكلفةٍ؛ يمكنُ تزيينُ الأطباقِ ومائدةِ الطعامِ بصورةٍ أنيقةٍ وجميلةٍ ومبهجةٍ للعينِ والفمِ.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى