Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

مرآتي

لوحة “الراسب”

عام 1952رسم الفنان الروسي فيودور ريشيتنيكوف لوحة بعنوان Low Marks Again أي الرسوب مجدداً، رأيت اللوحة لأول مرة قبل سنوات، كان الرسم بليغاً، مؤثراً، لطفل عائد من المدرسة يقف بانكسار أمام أهله الذين ينظرون له نظرة رفض ولوم واستهزاء، فيما هرع كلبه إليه يحتضنه ويلاعبه ويقبله، رغم رسوبه، لأنه أحبه حباً غير مشروط.

اللوحة التي لاقت رواجاً كبيراً في الأوساط السوفييتية، واتخذت منهجاً تربوياً وجُعلت موضوعاً لمسابقات تأليف، لا تزال إلى اليوم تؤثر في كل من يشاهدها، ولا نزال إلى اليوم نحتاج تطبيق المبدأ الذي بُنِيت عليه.

أذكر يوم نتائجي في الثانوية العامة، تلقيت النتيجة، وبكيت، لم أكن في رضا عنها، لكنّ أمي احتضنتني مباشرة بفرح، وتلاها أبي، وكانت ابتساماتهم تتحدى دموعي، ولسا حالهم: الأرقام لا تهم، ما يهم هو أنك ابنتنا، وأننا نحبك في كل حال.

اليوم، في العصر الذي تصاعدت فيه مظاهر التباهي وتصاعد الاستراض، زاد مبدأ الحب غير المشروط اضمحلالاً، وأصبحت ردوجد أفعال الأهل تجاه أبنائهم مبنية على رأي الناس فيهم: “انجح عشان ترفع راسي قدام الناس”، “إيش بدهم يقولوا عنا الناس”، “سوّدت وجهي قدام الناس”!

صحيح أن نجاح الأبناء مفخرة لآبائهم، لكن تعثرهم مدعاة لمزيد من الحب والدعم لهم، ناهيك أصلاً عن اختلاف مفهوم “النجاح” وأشكاله وصوره التي لا تنحصر في درجات وشهادات.

أحبوا أبناءكم بملء كيانكم، دون مشارطة أو مقارنة، فهم لن يتذكروا فرحتكم بنجاحهم، بقدر ما سيتذكرون دعمكم في فشلهم.

  “لا تعتقد أفكارك”

قرأت هذه العبارة كنصيحة قصيرة عابرة، لكنني توقفت عندها كثيراً، وصارت لي منهجاً.

أفكارنا هي نتاج ظروفنا الشخصية، ومخزوننا الثقافي، وتأثرنا بما حولنا من بيئة وأحداث، والأهم أنها “أفكار”: خواطر وقناعات تحتمل الخطأ والتغيير والتبدل مع الوقت وتبدل الظروف التي أنتجتها، وطريقة نظرنا إليها، خطورة هذه الأفكار تكمن في تحولها إلى “معتقدات”، فتصبح مقدسات بديهية لا نقاش فيها ولا جدال معها ولا يمكن أن تقبل النقض أو التبديل! وهنا ينشأ التعصب والمغالاة وانعدام الحوار وصولاً للعداوة، تماماً كخطورة زحزحة المعتقدات وإحلالها محلّ الأفكار لتصبح محل تشكيك وجدل وتأويل وتحويل!

علينا أن نفرق في ما نفكر وما نعتقد، وأن نضع كل شيء فيما يستحقه من مكانة وما يلائمه من تصنيف، ففي آخر المطاف هي من ستحدد طريقنا في الحياة، ومصيرنا بعدها.   

انفصام “سي السيد”

يضع شروطاً في زوجته المستقبلية، أهمها أن تكون موظفة، لقناعته بأن الموظفة لها شخصية متفردة ودور ريادي، علاوة على إسهامها في دعم دخل الأسرة، فهو رجل منفتح متعلم يدعم طموح المرأة ونجاحها.بعد سنوات من الزواج، وحلب راتب زوجته إلى “آخر فلس”، يتنازل “سي السيد” عن نظرته المدنية، ويحنّ فجأة لمعيشة البساطة والفطرة، وينشد دور المرأة السامي في بقائها في البيت ورعاية الأبناء، والاهتمام الطاغي به، فيبحث عن زوجة ثانية غير موظفة، يتزوجها بمال زوجته الأولى الموظفة، لتبدأ هي بحلب ماله هو!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى