Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

إمرأةٌ بينَ المبدأِ و الهدفِ

عندما تغيبُ المبادئُ يصغرُ الإنجازُ مَهما كبرَ، فما بالُكَ عندما لا يتحقّقُ الهدفُ، وتكونُ النتيجةُ صفريةً !

و كيف إذا كانت هذه المبادئُ مرتبطةً بالقضيةِ الأُولى للعربِ والمسلمين؟، ومَن غابت عنها المبادئُ؛ وهي المرأةُ المُناطُ بها الدورُ الأكبرُ في تربيةِ الأُسرةِ والمجتمعِ.

إنّ الساحةَ الرياضيةَ كانت وما تزالُ مسرَحاً؛ يحاولُ فيه كيانُ الاحتلالِ شَرعنةَ وجودِه، وبرغمِ نجاحاتِه المحدودةِ في اختراقِ بعضِ الفِرقِ و الأشخاصِ؛ إلّا أنها تبقَى تصرُّفاتٍ شاذةً مُنتقَدةً ومُستهجَنةً في ظِلِّ وجودِ عشراتِ الفِرقِ العربيةِ والإسلاميةِ الرافضةِ للتطبيعِ الرياضي، وكذلكَ وجودِ لاعبينَ من دولٍ أُخرى مناصرينَ للقضيةِ الفلسطينيةِ.

لذلكَ، فإنّ ما قامت به لاعبةُ المنتخبِ السعودي للجودو “تهاني القحطاني”؛ عندما وافقتْ على الوقوفِ أمامَ اللاعبةِ الإسرائيليةِ في أولمبياد طوكيو (2021)م؛  أعادَنا للتفكيرِ من جديدٍ حولَ مستقبلِ التطبيعِ الرياضي في ظِلِّ واقعٍ عربيٍّ رياضي ضعيفٍ ومُتَردٍّ.

لا يزالُ خبرُ رفضِ مواجهةِ اللاعبينَ الإسرائيليينَ يُسعِدُ الشعوبَ ، ويُشعِرُها بالراحةِ والطمأنينةِ بأنهم على الطريقِ الصحيحِ ، بينما يأتي خبرُ القبولِ كطعنةٍ في جسدِ كلِّ غيورٍ على مستقبلِ هذه الأُمةِ وقضيةِ فلسطين .

لذلكَ نجدُ أنّ “القحطاني” خسرتْ المواجهةَ قبلَ أنْ تبدأً؛ بتحَدِّيها الواضحِ لمشاعرِ ملايينِ المسلمينَ والعربِ والفلسطينيينَ؛ فخسرتْ تعاطُفَ الجمهورِ وتشجيعُهم قبلَ أنْ تخسرَ المباراةَ ، وقد بدَا ذلك واضحًا في ردّةِ فعلِ الشارعِ العربي عبرَ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي.

وفي الوقتِ ذاتِه استطاعتْ الكثيراتُ من الرياضياتِ العربياتِ الفوزَ بمحبةٍ جمّةٍ في قلوبِ الملايينِ، وتشجيعٍ كبيرٍ فقط لأنهنَّ نَصرْنَ قضايا أُمَّتِهِنَّ على حسابِ هدفِهنَّ الشخصي ، فرفضتْ الملاكِمةُ التونسية “ميساء العباسي” مواجهةَ منافسةٍ إسرائيليةٍ ضِمنَ دورةٍ دوليةٍ في روسيا عامَ (2019)م.

وانسحبتْ الجزائريةُ “أمينة بلقاضي” من البطولةِ الدوليةِ للجودو عامَ (2018)م ، بعدَ أنْ أوقعتْها القرعةُ مع لاعبةٍ إسرائيليةٍ ،  و رفضتْ “جود فهمي) بطلةُ السعوديةِ فى الجودو خوضَ مباراتِها الأولى في أولمبياد ريو دى جانيرو عام (2016)م  أمامَ لاعبةِ “موريشيوس”؛ حتى لا تضطّرَ إلى مواجهةِ اللاعبةِ الإسرائيليةِ “جيلي كوهين”.

وسبقَ للتونسيةِ “عزّة بسباس” أنْ رفضتْ مواجهةَ الإسرائيليةِ “ناعومي مليس” في بطولةِ العالمِ للمبارزةِ، التي أقيمتْ في كتانيا الإيطاليةِ عامَ (2011).

إنّ النماذجَ السابقةَ المشرّفةَ تؤكّدُ على أنّ التطبيعَ لا يزالُ مرفوضاً في ذاكرةِ الشعوبِ والمنافساتِ الرياضيةِ ، وأنّ الصورةَ الواضحةَ الجليّةَ هي التعاملُ مع الاحتلالِ الإسرائيلي كعدوٍّ لكُلِّ شعوبِ المنطقةِ؛ مَهما حاولت بعضُ الدولِ إعطاءَ الاحتلالِ الإسرائيلي صكوكَ غفرانٍ عن جرائمِه، وإجبارَ مواطنيها على التعاملِ مع الاحتلالِ من خلالِ توفيرِ غطاءٍ سياسيٍّ يُشرعنُ وجودَه في المنطقةِ كدولةٍ جارةٍ بينهم علاقاتٌ سياسيةٌ وتجاريةٌ واقتصاديةٌ ورياضيةٌ.. الخ.

كما أنّ المرأةَ الرياضيةَ العربيةَ أثبتتْ بأنها تمتلكُ الحسَّ الوطنيَ الواعيَ، الذي يؤهّلُها لاتخاذِ موقفٍ جريءٍ داعمٍ تُجاهَ القضايا الوطنيةِ المركزيةِ ، وكلُّ المجتمعِ خلفَها في هذه المواقفِ، أمّا من يخرجُ عن الإجماعِ الوطني؛ فيكونُ مادةً دسمةً للانتقادِ والهجومِ .

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى