Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

في يومِ الزيِّ الفلسطيني كرنفالاتُ الألوانِ والنقوشِ دلالاتُ البقاءِ والعودة

تقرير : السعادة

يُحيي الفلسطينيونَ في الخامسِ والعشرينَ من “تموز” من كلِّ عامٍ يومَ الزيِّ الفلسطيني؛ حفاظًا على تاريخِ الآباءِ والأجدادِ، وصَوناً له من السرقةِ والتهويدِ الذي يمارسُه “الاحتلالُ الإسرائيلي”.

حيثُ تنظَّمُ في هذا اليومِ فعالياتٌ غيرُ مركزيةٍ في كافةِ المُدنِ الفلسطينيةِ؛ تحتَ شعارِ (البِسْ زِيَّك مين زيَّك)، يرتدي فيها المشاركونَ رجالاً ونساءً، شباباً وأطفالاً، الزيَّ الفلسطيني، ويرفعونَ الأعلامَ الفلسطينيةَ واللافتاتِ الداعيةَ إلى صَونِ هذا الإرثِ التاريخي وحمايتِه من الاندثارِ، كما تنظَّمُ المعارضُ التراثيةُ والمهرجاناتُ التي تشاركُ فيها فِرقُ الفلكلورِ الشعبي.

جمعيةُ الزيِّ الفلسطينيّ مُمَثَّلةً بمديرتِها “لنا حجازي” تقولُ لـ “السعادة”: الزيُّ الفلسطيني هو أحدُ أهمِّ الركائزِ الأساسيةِ التي تشكّلُ الهويةَ الثقافيةَ الفلسطينيةَ، والشاهدَ على الوجودِ الفلسطيني الممتدّةِ جذورُه على هذه الأرضِ منذُ العهدِ الكنعاني، ووفقاً للمؤرّخينَ؛ فلقد وُجدتْ بعضُ الصوَرِ والرسوماتِ التي طرزتْ بها ملابسُ ملكاتِ الكنعانيينَ “ثوبُ المَلكـة” على نفسِ أشكالِ التطريزِ الموجودةِ حاليًّا.

الوجودُ والبقاءُ

وتضيفُ: مما يَلفتُ الانتباهَ في معظمِ أثوابِ النسـاءِ الفلسـطينياتِ؛ تلكَ النجمـةُ الثُمانيـةُ؛ وهي النجمـةُ الكنعانيـةُ التي تعودُ بجذورِها إلى (4500) سـنـةً قبلَ الميلادِ، وكانت هذه النجمـةُ تُمثّلُ “إلـهَ الخصوبـةِ” عندَ أجدادِنا الكنعانيين؛ ولعلَّ من أشـهرِ النجومِ ذاتِ الرؤوسِ الثمانيـةِ نجمـةَ “بيتَ لحم”، التي تعرفُها نسـاؤنا الآنَ باسـمِ “عِرقِ القمرِ”.

وتُتابعُ: وعلى الرغمِ من التقاربِ في الأزياءِ التراثيةِ الفلسطينيةِ من حيثُ مضمونِها؛ يبقَى لكُلِّ منطقةٍ بصمتُها الخاصةُ التي تمتازُ بها عن غيرِها من المناطقِ الأخرى، وقد تتباينُ هذه الأزياءُ من حيثُ أسعارِها بحسبِ نوعِ القماشِ، والخيطِ المستخدَمِ، وطريقةِ التصنيعِ؛ فالثوبُ المشغولُ يدويًا _وبالرغمِ من ارتفاعِ ثمنِه_ ما زالَ هو المُفضّلُ؛ ويُرضي رغباتِ النسوةِ لارتدائه في المناسباتِ الوطنيةِ والخاصةِ.

انطلقتْ المبادرةُ الشبابيةُ لفعالياتِ يومِ الزيِّ الفلسطيني منذُ عامِ (2015)، للحفاظِ على الموروثِ الوطني الفلسطيني من السرقةِ والتزويرِ؛ في محاولةٍ لتشجيعِ فكرةِ اقتناءِ وارتداءِ الزيِّ في إطارِ الإصرارِ على الوجودِ والبقاءِ، وتحقيقِ الذاتِ الفلسطينيةِ، وتكريسِ الهويةِ الفلسطينيةِ، والتغلّبِ على محاولاتِ الاحتلالِ من سرقتِه.

وجاءتْ المبادرةُ بعدَ أنْ ظهرتْ عارضاتُ أزياءٍ إسرائيلياتٌ خلالَ “أسبوعِ تلَّ أبيبَ للموضةِ”؛ وهنَّ يرتَدِينَ الكوفيةَ الفلسطينيةَ باللونينِ الأبيضِ والأحمرِ، وأخرى بالأسوَدِ والأبيضِ؛ بِحُجّةِ أنها “خطوةٌ نحوَ التعايشِ” بينَ الفلسطينيينَ والإسرائيليينَ، حسْبما جاءَ على لسانِ المُصمِّمِ القائمِ على العملِ في تشرين الأول (2015)؛ إلّا أنّ المعلوماتِ المتواردةَ أثبتتْ أنّ كيانَ الاحتلالِ يتمادَى بعملياتِ السرقةِ والتهويدِ التي يمارسُها؛ إلى حدِّ أنه سجّلَ أثواباً فلسطينيةً باسمِه في الموسوعاتِ العالميةِ؛ مِثلَ ثوبِ عروسِ بيتَ لحم المعروفِ باسمِ “ثوب المَلك”!

كياننا وأصلنا

وتُتابعُ: ظهرتْ المضيفاتُ الإسرائيلياتُ على طائرةِ “العال”؛ وهنَّ يرتدينَ الزيَّ الفلسطيني على أنه زيٌّ إسرائيليٌّ! إضافةً إلى سرقةِ هويةِ المأكولاتِ الشعبيةِ الفلسطينيةِ؛ مِثلَ “الفلافلِ، والحمُّص، والشكشوكةِ” التي قدّمتْ كوجبةٍ تاريخيةٍ من المطبخِ اليهودي للرئيسِ الأميركي السابقِ “باراك أوباما” خلالَ زيارتِه للمنطقةِ.

عربُ الطويل (52 عامًا) من البيرةِ، يضعُ الحطّةَ الفلسطينيةَ والعقالَ، يقولُ لـ “السعادة”:” إنّ هذا اليومَ يذكّرُنا بآبائنا وأجدادِنا، ولباسِهم، عاداتِهم وتقاليدِهم، هذا اللباسُ الأصيلُ الذي يُثبَّتُنا على هذه الأرضِ، ويُظهرُ كيانَنا وأصلَنا.

ويضيفُ:” نحن كبرْنا على شيءٍ بسيطٍ من عاداتِ أجدادِنا الأصيلةِ؛ وأتذكّرُ لباسَهم المميَّزَ بجلساتِهم أثناءَ مناقشةِ الأمورِ العامةِ وأمورِ البلدةِ، وفي أعراسِهم كانوا يُشعلونَ النارَ ويرقصونَ..، كانت جميعُ نساءِ البلدِ يتعاوُنَّ في العُرسِ الفلسطيني، وهنَّ يرتدِينَ الثوبَ الفلسطيني المُطرَّزَ، والرجالُ يرتدونَ الدمايةَ والقمبازَ”.

في حين تقولُ أم فتحي قديح “75 عاماً “، من جنوبِ محافظةِ خانيونس: “إنه للعامِ الثالثِ على التوالي؛ تشاركُ في فعالياتِ يومِ الزيِّ الفلسطينيّ؛ لِما له من دلالاتٍ وطنيةٍ كبيرةٍ، وتشعرُ في كلِّ مرّةٍ أنها في عُرسٍ وطنيٍّ جميلٍ زاهٍ بألوانِه ونقوشِه وجمالِ تفاصيلِه.

مسيرةٌ تراثيةٌ

وفي طول كَرم، ارتدَى عددٌ من الشبابِ والشاباتِ والأطفالِ وكبارِ السنِّ الزيَّ التراثي، وانطلقوا في مسيرةٍ تراثيةٍ من أمامِ مبنَى السرايا العثماني، وسطَ الأغاني والأناشيدِ الفلسطينيةِ الشعبيةِ؛ وصولاً إلى ميدانِ “جمالِ عبد الناصرِ” وسطَ المدينةِ، بمشاركةٍ وتفاعلٍ جماهيريٍّ كبيرٍ من أبناءِ المحافظةِ، وتَخلّلَ الفعاليةَ دبكاتٌ شعبيةٌ، وأناشيدُ، وقصائدُ تراثيةٌ.

وفي محافظةِ جِنين، تمَّ إحياءُ يومِ الزيِّ الفلسطيني، وافتتاحُ معرضِ المنتَجاتِ التراثيةِ؛ تخلَّلَها مهرجانٌ وفقراتٌ فنيةٌ وزَجلٌ، وعروضٌ فنيةٌ لفرقةِ “عين ماهل” من داخلِ أراضي الـ (48)، وعَرضٌ للزيِّ الفلسطيني من كافةِ محافظاتِ الوطنِ، ومن الداخلِ الفلسطيني، وزاويةٌ للمأكولاتِ الشعبيةِ، وأخرى للمُطرَّزاتِ.

أمّا في نابلس، انطلقَ المشاركونَ في مسيرةٍ تراثيةٍ بالقربِ من مدرسةِ الفاطميةِ وجامعِ الخَضرِ؛ مرورًا بأزِقّةِ البلدةِ القديمةِ، وسطَ الأغاني والأناشيدِ الفلسطينيةِ الشعبيةِ؛ وصولاً إلى ميدانِ الشهداءِ وسطَ المدينةِ، بمشاركةٍ وتفاعُلٍ جماهيري كبيرٍ من أبناءِ المحافظةِ، وتخلَّل الفعاليةَ دبكاتٌ شعبيةٌ، وأناشيدُ وقصائدُ تراثيةٌ.

في حين جابَ المئاتُ من الرجالِ والنساءِ والأطفالِ شوارعَ مدينةِ “البيرة”؛ وهم يرتدونَ الملابسَ والزيَّ التقليدي المُطرَّزَ والمُزركشَ بألوانٍ مختلفةٍ؛ للتأكيدِ على تمسُّكِهم بالتراثِ والهويةِ الفلسطينيةِ.

وانطلقتْ التظاهرةُ من أمامِ مبنَى بلديةِ “البيرة”؛ وصولاً إلى مركزِ البيرةِ الثقافي؛ حيثُ تحوّلتْ إلى حفلٍ تراثيٍّ رُفعتْ فيه الأعلامُ الفلسطينيةُ؛ وعَلتْ أصواتُ الأهازيجِ والأغاني الوطنيةِ الفلسطينيةِ، فيما قدّمَ مشاركونَ فقراتِ الدبكةِ الفلسطينيةِ.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى