Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تحقيقات

“السعادة” في منازلِ المتفوّقينَ

بحثاً عن وصفاتِ وطرُقِ التفوّقِ والتميّزِ بالثانويةِ العامة

تحقيق : السعادة

لكُلِّ مجتهدٍ نصيبٌ؛ فلا نجاحَ دونَ تعبٍ؛ ولا وصولَ دونَ عناءٍ، في كُلِّ مرّةٍ يطلُّ علينا من طلبةِ الثانويةِ العامةِ فئةٌ متفوّقةٌ؛ تُميِّزُها ظروفُها الاجتماعيةُ والاقتصاديةُ الصعبةُ؛ لتُعطيَنا عِبرةً أنّ الإنسانَ هو مَن يصنعُ الظروفَ، وأنّ كلَّ العوائقِ التي تقفُ أمامَ الإنسانِ؛ يُمكِنُ تَجاوزُها في يُسرٍ وهدوءٍ.

ما ميّزَ عامَ (2021) في نتائجِ الثانويةِ العامةِ؛ تفوّقُ أبناءِ الأسرى، وأبناءِ الشهداءِ وطلبةٍ فقدوا بيوتَهم وأحِبّتَهم وأهليهِم؛ فضربوا أقوى النماذجِ في الصبرِ والصمودِ على كلِّ الظروفِ والعوائقِ والخسائرِ، وصنعوا مَجدَهم ونجاحَهم بتفوّقٍ عالٍ، جعلونا نَنتزِعُ فرحتَهم انتزاعاً؛ رغمَ كلِّ الحزنِ العميقِ في قلوبِهم.

فما هي وصفاتُ النجاحِ التي يتبّعُها طلبةُ الثانويةِ العامةِ؟ وما هي خُطَطُهم للتفوقِ؟ وكيف يغادرونَ ظروفَهم ويَغْدون طلبةً فقط؛ يعملونَ ليلَ نهارَ ليحصدوا نجاحَهم.

صفاء خلف”، الأُولى على مستوى فلسطين بالفرعِ الشرعي بمُعدل (99.9%)، تقولُ لـ “السعادة”: التعلّمُ عن بُعدٍ لم يقفْ عائقًا أمامَ تحقيقِ حُلمي وحصولي على المرتبةِ الأولى على مستوى فلسطين؛ منوّهةً أنّ أهمَّ ما ساعدَها على هذا التميّزِ الفائقِ؛ إيمانُها العميقُ بنوعيةِ التخصصِ أولاً؛ ثُم إقبالُها على حفظِ كتابِ اللهِ _عزَّ وجلَّ_ الذي يمثّلُ لحافظِه عالَماً كبيراً من المعارفِ والعلومِ والخبراتِ.

وعن العوائقِ التي واجهتْها، توضّحُ أنّ جائحةَ “كورونا” شكّلتْ إحدى المشكلاتِ لدَيها؛ حيثُ لم “نتمكّنْ من أخذِ حقِّنا بالتعلّمِ مِثلَ غيرِنا من طلبةِ التوجيهي في الأعوامِ السابقةِ؛ لكنْ بفضلِ اللهِ اعتمدتُ على ثقافتي الشرعيةِ وحفظي لكتابِ اللهِ.

 

ثلاثُ ساعاتٍ

وتضيفُ: “لم أتمكّنْ من الدراسةِ خلالِ أيامِ العدوانِ الإسرائيلي على قطاعِ غزةَ؛ حيثُ توقّفتُ تمامًا عن الدراسةِ؛ لكنْ بفضلِ دعمِ والدي؛ استأنفتُ المذاكرةَ بعدَ العدوانِ”، وتطمحُ “صفاء” لإكمالِ دراستِها الجامعيةِ بغزةَ؛ والالتحاقِ بكليةِ الدعوةِ والإعلامِ؛ مؤكِّدةً أنّ سِرَّ تفوُّقِها يرجعُ إلى دعاءِ والدِها الأسيرِ المحرّرِ دومًا لها بالتفوقِ والنجاحِ.

وحولَ وصفةِ النجاحِ والتميّزِ التي تقدّمُها لطلبةِ الثانويةِ العامةِ للعامِ الجديدِ، تقولُ صفاء: “عليكم بتنظيمِ أوقاتِكم الدراسيةَ؛ وألاّ تزيدَ ساعاتُ الدراسةِ عن (3) ساعاتٍ متمكّنةٍ؛ يكونُ فيها الذهنُ والجسدُ على قابليةِ للتعلّم ونهلِ المعلوماتِ؛ وهي علمياً أفضلُ من (12) ساعةَ دراسةٍ لا يكونُ فيها العقلُ قادراً على استيعابِ هذه الكميةِ من الوقتِ والمعلوماتِ والإرهاقِ الجسدي.

الطالبة المتفوقة شهد حافظ الأيوبي الحاصلة على معدل 98.4% في الثانوية العامة الفرع الأدبي، نسجت فصولها بالعزيمة والإرادة والعصامية، تسلحت بالتصميم على السير نحو بناء مستقبلها بنفسها لتكون نموذجًا للطالبة المتفوقة في الثانوية العامة. نشأت وسط عائلة كل اهتمامها تعليم أبناءها رغم كل التحديات الاجتماعية والاقتصادية، فرغم وفاة الوالد والوالدة قبل سنتين كم هو صعب أن يستطيع المرء العيش بدون والديه بل قد يستحيل، لكن جعلت الطالبة شهد من الصعب سهلا ومن المستحيل ممكناً فكانت طالبة ناضجة، وكيف لها أن تكون غير ذلك بعد أن صقلتها متاعب الدنيا وهمومها فقد عاشت صعوبة الحياة وحرمان الأبوين وفقدان حنانهما، لكنها جعلت من هذه العقبات حافز ودافع لتثبت وجودها فكانت علاماتها العالية المميزة دليلًا على أنها لم ولن تتأثر بظروفها الصعبة، وكانت بفضل الله ثم ذكائها محل إعجاب وتقدير جميع أفراد عائلتها ومدرساتها تقول شهد نظمت وقتي منذ بداية العامة ووضعت هدف أمامي واجتهدت كثيراً حتى احصل على معدل عالي، حتى أهدي تفوقي لروح والدتي ووالدي رحمها الله، وأرى نفسي في عالم التكنولوجيا لذلك ارغب دراسة تخصص تكنولوجيا المعلومات، وسوف اجتهدت وأواصل مسيرتي حتى ابني مستقبلي وأحقق حلمي .

“سارة الزبدة” والتي حصلتْ على معدّلِ (95.3) من الفرعِ العلمي بعدَ شهرٍ واحدٍ من فقدانِها لوالدِها وشقيقِها المهندسَين “جمال وأسامة الزبدة” والتي عدّتْ دولةُ الاحتلالِ اغتيالَهما صيداً ثميناً خلالَ العدوانِ الأخيرِ على غزةَ، وتقولُ “سارة”: “توقّعتُ أنْ أحصُلَ على هذه النتيجةِ؛ حيثُ وضعتُ حدًا لدرجتي ما بينَ (95-96%)، والحمدُ للهِ حصلتُ على ما توَقَّعتُ.

وتُرجِعُ “سارة” تفوّقَها بالتوجيهي إلى والدتِها وشقيقتِها اللتينِ ساندَتاها بعدَ استشهادِ والدِها؛ مؤكّدةً أنّ استشهادَ والدِها وشقيقِها مَثَّلا حافزًا لها للنجاحِ والتفوقِ والاستمرارِ على دربِ شقيقِها “أسامة”؛ حيثُ كان يساعدُها بالمذاكرةِ؛ وكان يُعِدُّ لها خُطةً دراسيةً؛ يتابعُ معها ما تُنجِزُه بشكلٍ شهريٍّ.

أمّا عن الوصفةِ السحريةِ للنجاحِ؛ فتقولُ “سارة” لكافةِ طلبةِ الثانويةِ العامةِ الجُددِ “إنَّ لكُلِّ مجتهدٍ نصيباً، وعلى طالبِ الثانويةِ العامةِ الدراسةُ أولاً بأولِّ دونَ أيِّ تأجيلٍ، “فلا أحدَ يَعلمُ ما سيَحدثُ له لاحقًا، خاصةً وأنّ الظروفَ في قطاعِ غزةَ متقلّبةٌ ومُتعِبةٌ؛ وفى لحظةٍ واحدةٍ من المُمكنِ أنْ تتغيرَ كلُّ حياتِك، في تجرِبتي الخاصةِ كانت المذاكرةُ يومياً هي سِرُّ نجاحي؛ لم أكنْ أؤجّلْ أيَّ عملٍ.. وبالفعلِ كان استشهادُ والدي وشقيقي في ذاتِ اللحظةِ فقداناً عظيماً أربَكَ كلَّ حساباتي؛ لكنّ خُطتي الدراسيةَ السابقةَ أنجدتْني وأعادتْني للطريقِ الصحيحِ.

لا وصفاتٍ للنجاحِ

في حين استطاعَ طالبُ الثانويةِ العامةِ بمحافظةِ خان يونس “يحيى السقا” النهوضَ والتفوقَ من بينِ أنقاضِ الحربِ والركامِ؛ بالحصولِ على معدّلِ (94.9%)، عُقبَ قصفِ مبنى مجاورٍ لمنزلِهم من قِبلِ الطائراتِ الحربيةِ الإسرائيليةِ في العدوانِ الأخيرِ في مايو الماضي؛ ما تسبّبَ بتدميرِ غرفتِه وغالبيةِ منزلِهم؛  فاضطّرَهم لمغادرةِ المنزلِ لأيامٍ طوالٍ؛ فقدَ فيها كلَّ كتبِه وملخّصاتِه وذكرياتِه وخُططِه الدراسيةَ التي عملَ لها طيلةَ العامِ.

ويوضّحُ أنه واصَلَ الليلَ بالنهارِ عقبَ انتهاءِ الحربِ للحصولِ على الأوراقِ والكتبِ التي يحتاجُها من زملائه، منوّهاً رغمَ كلِّ الظروفِ التي تركتْ أثراً في نفسِه وتشويشاً بأفكارِه لعِدّةِ أيامٍ؛ لكنه أصَرَّ على تحقيقِ حُلمِه ، وأنْ يستعيدَ قواهُ، ويسيطرَ على نفسِه وعلى حالةِ الخوفِ.

وبضحكةٍ صغيرةٍ يقولُ لـ “السعادة”:” لا وصفاتِ للنجاحِ؛ هي طرُقٌ وخُططٌ واهتمامٌ وساعاتٌ طويلةٌ من الجدِّ والمثابرةِ، احترامٌ للمدرسينَ الذين يبذلونَ وقتَهم وجهدَهم وعلمَهم معنا؛ سواءً بالتعليمِ الوجاهي أو التعليمِ الإلكتروني، منوّها أنه قضَى ساعاتٍ طويلةً في تحويلِ كتبِ الثانويةِ العامةِ إلى ملخّصاتٍ؛ حيثُ أنّ أصلَ الدراسةِ من الكتابِ الوزاري؛ وليس ملخّصاتِ مُدرّسي الخصوصي، وعلى الطلبةِ _بدايةً_ إنهاءُ الكتبِ ودراستُها جيداً؛ ثُم الاتجاهُ إلى الإضافاتِ والملَخّصاتِ التي لن تعوِّضَه عن الكتابِ الوزاري مَهما كثُرتْ  .

“آلاء حَمد” الأُولى على مستوى الوطنِ في الفرعِ العِلمي، فتقول:” كورونا نقلتْنا إلى نظامِ تعليمٍ لم نَعتَدْ عليه، النظامُ الإلكتروني الذي تطلَّبَ مِنا جهدًا مضاعفًا في التركيزِ، والمراجعةِ، وتدقيقِ المعلومةِ، لاسيّما في ظلِّ شبكةِ “إنترنت” ضعيفةٍ معظمَ الوقتِ”.

عن الوصفةِ السحريةِ للتفوقِ والتميّزِ في الثانويةِ العامةِ، تقولُ آلاء: “لم أكنْ أتبعْ أيَّ وصفاتٍ خاصةٍ، كنتُ أَدرسُ حينما أشعرُ بأنني قادرةٌ على ذلكَ، وفي الوقتِ الذي أتوقعُ ألّا أنجِزَ فيه؛ أحاولُ ممارسةَ أيِّ أنشطةٍ أخرى؛ تخفّفُ عني عبءَ الدراسةِ، فأعودُ وأكملُ بدافعيةٍ كاملةٍ، أمّا قاعدتي الأساسيةُ في الدراسةِ فكانت “الاعتمادُ بشكلٍ أساسٍ على دراسةِ الكتابِ الوزاري، والرزمِ التي تشملُ الاختباراتِ السابقة”.

حصيلةُ عامٍ

وتضيفُ: توَجّهتُ بسببِ “كورونا” لأخذِ دروسٍ خاصةٍ في مادتَي (الفيزياء والرياضيات)؛ إلّا أنها لا تُعدُّ أساساً لتحصيلِ التفوقِ، “والدليلُ أنّ كثيرينَ تميّزوا وكانوا من الأوائلِ؛ دونَ الاستعانةِ بمدرّسينَ خصوصيين” .وتستدركُ

عندَ هذه النقطةِ بالذاتِ، أنصحُ الطلبةَ المُقدِمينَ على الثانويةِ العامةِ بالمراجعةِ أولًا بأول، وعدمِ مراكمةِ الدروسِ “لأنّ توجيهي يختلفُ عن غيرِه من السنواتِ،  وامتحاناتِه هي حصيلةٌ عِلمِ عامٍ كاملٍ، وليستْ على أساسٍ فصلي”، مُشدِّدةً على عدمِ تشتيتِ التركيزِ في مَلازمَ كثيرةٍ، ومراجعَ خارجيةٍ بشكلٍ مُبالغٍ فيه.

وعندَ الحديثِ مع “آلاء” عن ظروفِ العدوانِ الأخيرِ، وكيف استطاعتْ تحدّي الظروفِ، تقول:” حاولتُ تجاهُلَ أصواتِ الصواريخِ المُرعِبةِ، واستمرارَ التركيزِ في الدراسةِ؛ لكنّ ساعاتِ وصْلِ الكهرباءِ وقفتْ لي بالمرصادِ، كُنا بالكادِ نراها (4) ساعاتٍ يوميًا؛ وهذا وحدَه كان مُحبِطًا كونَك تشعرُ بأنك لا تعيشُ كأيِّ إنسانٍ طبيعي على وجهِ الأرضِ، كنتُ أتركُ الدراسةَ لساعاتٍ؛ لكنْ بمُجردِ إعلانِ وقفِ إطلاقِ النارِ؛ نفضتُ مَخاوفي؛ وألقيتُ بالعالقِ منها جانبًا؛ وقرّرتُ الاستمرارَ قُدمًا”.

في حين تقولُ التوأمُ “مُنى ومَي”، ابنتا الشهيدِ همّام أبو العَمرين”، واللتانِ حصلتا على معدّلِ (94%)، وسطَ أجواءٍ من البهجةِ والفرحِ بتفوّقِهما:” إنّ كلَّ ظروفِ القهرِ والحزنِ يجبُ أنْ يستغلّها الإنسانُ لتصبحَ ظروفًا تُساعدُه على تخطِّي كلِّ مراحلِ الألم؛ وبالفعلِ هذا ما حدثَ معنا تحديداً؛ (استشهادُ والدِنا، تحوّلنا للتعليمِ الإلكتروني، العدوانُ الأخيرُ على غزةَ)؛ جميعُها ظروفٌ دفعتْنا إلى أنْ نتحدَّى الصعابَ من أجلِ تحقيقِ أهدافِنا بالنجاحِ والتفوقِ، لاسيّما وأننا كُنا نلمسُ عيونَ والدِنا تُراقبُنا باستمرارٍ.

وتتابعانِ حديثَهما مع “السعادة” حولَ طرُق الدراسةِ الصحيحةِ:” على الطالبِ أنْ يدركَ أنه أمامَ مرحلةٍ مفصليةٍ في حياتِه؛ ومنها سيَنطلقُ إلى حياتِه بشكلٍ واضحٍ ومُحدّدٍ؛ لذا عليه أنْ يبذلَ جهدَه ووقتَه في هذا المسارِ إذا كان مَعنياً بتحقيقِ نجاحٍ وتفوّقٍ.

مدرسةٌ في غُرفتي

وتنوِّهُ “مُنى” إلى أنهما كانتا تَدرُسانِ بشكلٍ منفصلٍ عن بعضِهما لساعاتٍ تصِلُ إلى عَشرِ ساعاتٍ يوميًا؛ معتمِداتٍ بشكلٍّ كاملٍ على الشرحِ المَدرسي؛ وما يحتويهِ الكتابُ الوزاري من معلوماتٍ، إضافةً إلى بعضِ المنصّاتِ الإلكترونيةِ التي ظهرتْ خلالَ العامِ بفعلِ جائحةِ “كورونا”، وتواصُلِهم المباشرِ مع المدرّسينَ عبرَ تطبيقِ “الواتس آب”،  وعندَ شعورِهم بالتعبِ من الدراسةِ كانتا تتبادلانِ المعلوماتِ والدروسَ كأيِّ حديثٍ بينَ صديقتينِ ، منوهتَينِ إلى أنّ أهمَّ قاعدةٍ كانت عدمَ تأجيلِ أيِّ دراسةٍ؛ ففي الأيام التي اضطّرتا للجلوسِ فيها في المنزلِ بسببِ الجائحةِ؛ كانتا تتبعانِ الدراسةَ عبرَ التطبيقاتِ والفيديوهاتِ، أو تتجِهانِ للدراسةِ وحدَهما.

حولَ لحظةِ إعلانِ النتائجِ تقولانِ: كانت من أصعبِ اللحظاتِ التي مرّتْ علينا؛ وقبلَ الإعلانِ بدقائقَ رأينا والدَنا حاضراً بينَنا؛ وقُلنا للموجودينَ “بابا هنا ينتظرُ سماعَ النتيجةِ معنا”؛ الأمرُ الذي أثارَ استغرابَ الموجودينَ؛ وجعلَ أمي تدخُلُ في نَوبةِ بكاءٍ!

أمّا الطالبةُ “سيل حسن الحلبي” فتقولُ لـ ” السعادة”:” منذُ اليومِ الأولِ لي في الثانويةِ العامةِ؛ وضعتُ أمامَ عينَيّ هدفاً ثابتاً؛ أنْ أكونَ من أوائلِ الثانويةِ العامةِ، فوضعتُ من اليومِ الأولِ لي خُطةَ دراسةٍ كاملةً؛ قَسمتُ عليها المنهاجُ؛ وحدّدتُ ساعاتِ الدراسةِ يومياً؛ بحيثُ أستطيعُ أنْ أجمعَ بينَ اجتهادي وبين راحتي في ذاتِ الوقتِ؛ بحيثُ لا يطغَى أمرٌ على آخَرَ.

وتضيفُ: لم أهتمّ بالإغلاقاتِ المتتاليةِ بسببِ جائحةِ “كورونا”؛ فيومي الدراسي يبدأُ داخلَ غرفتي منذُ ساعاتِ الصباحِ؛ وحتى انتهاءِ الدوامِ المدرسي؛ أتناوبُ فيه على كتبي ومَلازمي وملخصاتي؛ وكأنني داخلَ أسوارِ المدرسةِ، أبحثُ عبرَ “الإنترنت” عن أيِّ معلوماتٍ احتاجُها، أو شروحاتٍ لا أفهمُها، ولم أكنْ أتوانَى في التواصلِ مع المدرّسينَ والمدرساتِ من أجلِ الحصولِ على المعلومةِ الصحيحةِ، والطريقةِ المُثلَى للشرحِ، وكان كلُّ طاقمِ المدرسةِ موجوداً في خدمتِنا؛ وهذا ما جعلَ الأمورَ تسيرُ وفقَ ما نريدُ.

وتنصحُ طلبةَ الثانويةِ العامةِ الجُددَ؛ أنْ يَجِدَ كلُّ واحدٍ فيهم وصفتَه وطريقتَه التي تتماشَى مع إمكاناتِه بالنجاحِ، فليس هناك وصفةٌ معيّنةٌ ولا ساعاتٌ معيّنةٌ.. كلُّ واحدٍ فينا يَعرفُ نفسَه جيداً؛ مَواطنَ قوّتِه، ومَواطنَ ضعفِه، كم يحتاجُ من الوقتِ للدراسةِ، وأيُّ الموادِ تأخذُ منه وقتاً أكثرَ من الأُخرى، فهو مدرّس نفسِه كما يقولونَ.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى