Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

ارجوك ما تفتيش

 

كم ضحكنا ونحن نتابع برنامج “ارجوك ما تفتيش” الذي عرض لسنوات على أحد الفضائيات بغرض تعديل سلوك الشعب المصري الذي يبدى خبرته في كل شيء حتى في الأمور التي لا يفقه فيها مطلقا، وبالعادة كان الغزيون يشاهدون هذا البرنامج وهم في قمة الضحك لشعورهم بمدى “التخبيص والتهجيص ” الذي يمارسه ضيوف البرنامج بكل احترافية وثقة.

في عصر السوشيال ميديا بات شعار “ارجوك ما تفتيش” شعار لابد من تعميمه في ظل “التخبيص والتهجيص” الذي يمارسه العامة على غالبية الصفحات والمجموعات دون علم أو دارية وربما أكثر شعار لابد ان ترفعه المجموعات النسائية اليوم في ظل ما يمارس عليها من غلط ولغط في الأفكار والمعلومات. 

لست ضد التجمعات النسائية على مواقع السوشيال ميديا رغم ان من يقرأ مقالاتي يقول انى ضدها بالكامل، والحقيقة انى مع أي تواجد نسائي ودوما منحازة لكل النساء بيد ان رسالتنا تستدعى منا ان نشير الى الخطأ في محاولة للتصحيح، وفما يحدث على الجروبات والمجموعات النسائية غاية في الخطورة سأسرد لكم بعض المنشورات التي تضعنا في مهب الريح.

تضع واحدة من السيدات مشكلة تطلب فيها الحل حول وضع عائلي تطلب النصيحة والإرشاد، ولنكن أكثر توضيحا “تضع واحدة من السيدات ان لديها إحساس وشكوك بان زوجها مثلا يعرف أخرى عليها وتطلب النصيحة ماذا تفعل وكيف تتأكد “، وهنا تنهال عليها الردود الغريبة العجيبة من نساء لا علم لهن ولا دراية – سيدات ينصحنها بطلب الطلاق، اخريات يؤكدن لها بالباع والدراع ان زوجها خائن، عشرات يقلن لها طرق للتأكد من خيانته، مغموسات بالأفلام الهندية يشرحن لها سيناريو ماذا سيحدث بعد هذا الشك حتى تصل الى الخيانة الكاملة، قليلات جدا يطلبن منها التروي والدعاء بالبصيرة .

تضع سيدة أخرى منشورا اخر تقول فيه” تعاني ابنتي ذات العشر أعوام من رائحة عرق او فم سيئة انصحوني ماذا افعل”، فجأة تجد ان كل النساء نساء المجموعة عاملات في القطاع الطبي تشخيصات مختلفة، وتجارب لا حصر لها لقصص مشابهة، بينما تقول مئات منهم بصرف نوع الدواء الذي تحتاجه هذه الطفلة، وقليلات من يقلن لها راجعي طبيب هذ طفلة لا تعرضي حياتها للخطأ.

تضع ثالثة سؤالا حول طريقة طبخ الملوخية هل تضع عليها الحمص فجأة تجد الاف المتنمرات والساخرات من سؤالها، فيما تضع لها العشرات طرق لطبيخ الملوخية لا تكاد تتشابه طريقة مع الأخرى، فيما تتطوع العشرات منهن بعمل “منشن” للأخريات للضحك على التعليقات.

أمام هذه المنشورات والتعليقات علينا ان نقف ونراهن من خلال وعي النساء وثقافتهن لنقول لهن “ارجوكن ما تفتوش”، التعليق الذي تكتبنه بكل سهولة ممكن ان يكون معمول لهدم عائلة، ممن الممكن ان يكون سببا في إيذاء صحة طفل، ممن الممكن ان يكون سببا في تدمير نفسية انسانه، ومن المؤكد انه يضع عشرات النساء في أفكار وتخيلات متعبة في حياتهن من خلال المقارنة.

وعلينا أيضا ان نقول لكل النساء ان المجموعات النسائية ليست مستشفى للعلاج، ولا مصباح علاء الدين لحل مشاكلك، ولا مجمع طبي نفسي يقدم لك الحلول النفسية الكاملة، وان ما يكتب عليه هو “حديث نساء ” لا يتسند الى معلومة او حقيقة او قاعدة الا من رحم ربي، لذا حاولى البحث عن أصحاب الاختصاص لمعرفة الحلول والسوشيال ميديا تتيح لك ذلك ما عليك فقط هو ان تتصرفي بعقلانية لا أكثر.

لكل النساء كوني اقل تنمرا وسخرية، احتفظ بتجاربك الخاصة وغير المتزنة في ذاكرتك، تعاملي مع الأسئلة ببعض من التفكير الإيجابي، كوني على دارية اننا شعوب وقبائل نختلف في التربية والبيئة والظروف والتفكير والسلوك، لا تسقط تغول نفسك في كل شى، انت لست طبيبة لتعطى الدواء، ولست اخصائية نفسية لتقيمي كل حالة، لا تعترضي على ظروف أحد او سلوك أحد لان في الاعتراض الهلاك، لا تضعي نفسك في كل المواضع فتهنيها قبل ان تهيني الاخرين، اكتب تعليقا تقولي فيه خيرا او لتصمتي عن اذية نفسك والاخريات، ارجوك ما تفتيش.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى