محطّاتٌ آمِنةٌ
بقلم المستشارة التربوية :
سماح أبو زينة
كيف يمكن للوالدين مساعدةُ الأطفالِ لتجاوزِ الخبراتِ الصادمةِ؛ و تقديمِ الدعمِ النفسي والمساندةِ لهم ؟
الأطفالُ في الظروفِ الصعبةِ والضاغطةِ؛ يحتاجونَ إلى الحمايةِ والأمنِ والطمأنينةِ كذلك لأشخاصٍ يثِقونَ بهم، و يتفَهمونَ مشاعرَهم، و مدَّ يدِ المساعدةِ لهم لتَجاوُزِ مِحنتِهم؛ و هذه من أهمِّ العواملِ الحاسمةِ المساهمةِ في التعافي؛ أي محطاتِ إرساءِ الطفلِ في أجواءٍ مستقرّةٍ آمِنةٍ .
كُن صبورًا و حاول فتحَ حديثٍ وحوارٍ هادئ؛ يَسودُه جوٌّ من الألفةِ والأمانِ وتقبُّلِ المشاعرِ وعدمِ اللومِ , وامنحْهُ الثقةَ و التفهمَ والتقبّلَ , إشراكُ الطفلِ في أنشطةٍ بدَنيةٍ و حركيةٍ وألعابٍ حركيةٍ وأناشيدَ , من شأنِها تخفيفُ حدّةِ التوتُر والقلقِ؛ لأن يُنشّطَ تدفُقَ هرمون “الدوبامين” في الدماغِ؛ الذي يقلّلُ من التوتُرِ، و يُحَسّنُ الحالةَ النفسيةَ، و كذلك التركيزَ والانتباهَ .
شجِّعْ الطفلَ على التعبيرِ؛ إمّا بالحديثِ عن مشاعرِه , أو كتابةِ ما يشعرُ به , أو إتاحةِ الفرصةِ للَّعبِ بالدُّمَى، وإسقاطِ مشاعرِه على اللعبِ و الدّمَى , شجِّعْهُ على التعبيرِ عن طريقِ الرسمِ على أنْ يُخبرَك بقصةِ الرسمِ بعدَ الانتهاءِ , درّبْ طفلَك على تمارينِ التنفسِ العميقِ والتخيّلِ الإيجابي .
احرِصْ على عدمِ مشاهدةِ الطفلِ للأحداثِ الصادمةِ والعنيفةِ على المواقعِ الإعلاميةِ، أو السوشيال ميديا , وفي حالةِ عدمِ تعافي الطفلِ من الخبراتِ الصادمةِ باتّباعِ الأنشطةِ سابقةِ الذِّكرِ، و عدمِ التحسُّنِ أو تطوّرِ الحالةِ النفسيةِ للطفلِ؛ يُفَضَّلُ عرضُ الطفلِ لِمُتخصِّصِ إرشادٍ نفسي، أو صحةٍ نفسيةٍ للضرورةِ ومصلحةِ الطفلِ.
وأخيرًا، قد تَبدو الأفكارُ التي ذكرتُها بسيطةً؛ لخروجِها عن المساحةِ الجدّيةِ التي اعتدْنا عليها ؛ إلّا أنها في حقيقتِها مؤثِّرةً وفعالةً جداً في تفريغِ الطاقةِ السلبيةِ، و إكسابِ الطاقةِ الإيجابيةِ الشافيةِ، و محاولاتٍ جادةٍ لاستجلابِ قرارِ السعادةِ الذي نحتاجُه جميعاً؛ لنتَمكَّنَ من مواصلةِ المسيرِ و تَنفُسِ الحياةِ .