ورَمُ الأجفانِ . . مؤشِّرُ أمراضٍ

دكتور عيون : أنور نعمة
العينُ نافذةٌ نطلُّ من خلالها على العالمِ المحيطِ بنا، فهي تؤمّنُ حاسةَ الإبصارِ التي تعدُّ من أهمِّ حواسِّ الجسمِ على الإطلاق، ويقومُ الجفنانِ مع الرموشِ بمُهِمةٍ عظيمةٍ؛ هي فرشُ الدموعِ على سـطحِ الـعينِ لحـمايتِها من الجفافِ، ومن دخولِ الأجسامِ الغريبةِ الصغيرةِ والأتربةِ والغبارِ والنورِ الساطع.
والجفونُ، كغيرِها من الأعضاء، قد تكونُ عُرضةً لعددٍ من المشاكل، من أبرزِها تَوَرُّمُ الأجفانِ، وهي تتألفُ من نسيجٍ رخوٍ يظهرُ عليه الورمُ بسرعةٍ و بشكلٍ جَليٍّ، وقد نراها في طرَفِ واحدٍ أو في الطرفينِ معاً.
من الأسبابِ التي تؤدي إلى ورمِ الأجفان:
– التهابُ الكُليةِ الحادِّ، ويحصلُ هذا الالتهابُ عادةً على أثرِ عدوى بالجراثيمِ العنقوديةِ تطولُ السبيلَ التنفسيَّ العلوي، إذ تفجِّرُ هذه الجراثيمُ الالتهابَ الكُلويّ من دونِ أنْ توجدَ في الكلية، فيعاني المريضُ، وبشكلٍ مفاجئ، من سلسلةٍ من العوارضِ والعلاماتِ؛ مِثلَ ارتفاعِ الحرارةِ، والصداعِ الشديد، والتقيؤ، والألمِ في الخاصرة، وصعوبةِ التبول، وأحياناً قد يظهرُ الدمُ في البول، وتورّمٍ في الجسمِ، ويصبحُ الوجهُ شديدَ التنفُخ، وتتورمُ الأجفانُ إلى درجةِ إغلاقِ العينين، ويكونُ ورمُ الأجفانِ مسيطراً في الصباح.
– الوذمةُ الوعائيةُ العصبية، وهذه قد تكونُ مكتسَبةً أو وراثيةً، وتتميزُ في كونِها صلبةً ومؤلمة، وفي بعض الأحيانِ قد تظهرُ صعوبةٌ في البلعِ مع علاماتِ الاختناق.
– نقصُ بروتيناتِ الدم، وينتجُ من أسبابٍ متنوعة، ويترافقُ مع ورمٍ في الأجفان، وفي متلازمةِ النفروز الكُلويةِ يكونُ ورمُ الأجفانِ شديداً.
– قصورُ وفرطُ نشاطِ الغدّة الدرقية، اللذَين يمكنُهما أنْ يسبِّبا الورمَ المزمنَ في الأجفان.
– التهابُ العضلاتِ والجلد، ويـعـطي هـذا الـمرضُ ورمـاً صـلباً يـكـونُ لـونُ الجلدِ فيه مائلاً إلى البنفسجي، وفي معظمِ الأحيانِ تشاهدُ توسّعاتٍ شعريةً دمويةً على سطحِ الجلد، ويلازمُ هذا المرضَ ضعفٌ في العضلاتِ واحمرارٌ حول العينين.
– نقصُ الفيتامين ب2، الذي يسببُ عوارضَ كثيرةً من بينها وذمةُ الأجفان، والتهابُ الحنجرةِ والفمِ والأغشيةِ المخاطية، واضطراباتٌ جلديةٌ وبصرية.
– التعبُ والسهرُ والبكاء، وتعطي هذه في البدايةِ وذمةً مؤقتةً طاغيةً في الأجفان السفلية، وفي حالِ استمرارِ العواملِ المذكورة، تتحولُ الوذمةُ المؤقتةُ إلى وذمةٍ دائمةٍ تنزلقُ فيها الأدهانُ من الخدودِ إلى الأجفانِ السفلية، وهذه الحالةُ تعالَجُ بالجراحةِ أو بأشعةِ الليزر.
يجدرُ التنويهُ إلى أنّ ورمَ الأجفانِ المترافقَ مع آفاتٍ جلديةٍ أو آفاتٍ عامةٍ؛ قد تساعدُ الطبيبَ في تشخيصِ المرضِ، وبالتالي وضعُ الخُطةِ العلاجيةِ النوعيةِ المناسِبة ، وقد يحدثُ الانتفاخُ خلال النومِ، وقد تحدثُ للأشخاصِ الطبيعييّنَ دونَ أنْ يكونَ لها أيُّ دِلالةٍ مرضية، والسببُ يرجعُ إلى زيادةِ تدفُقِ الدمِ إلى الوجه نتيجةَ وضعيةِ الاستلقاء، وعلى أيِّ حالٍ يجبُ أخذُ المشورةِ الطبيةِ في الحالاتِ الآتية:
- إذا ترافقَ الورمُ مع تدهورٍ في عمليةِ الرؤية.
- إذا ترافقَ مع الألم.
- إذا ترافقَ مع احمرارٍ في العينين.
- إذا ترافق الورمُ مع نزفٍ في العين.