Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

نَوايا

بقلم : الكاتبة رشا فرحات

قرأتُ منشوراً كتبَه أحدُهم عن موقفٍ مرَّ به هو وصديقُه، حينما تخرّجوا وبدأوا يبحثونَ عن عملٍ ويَدورونَ على الشركاتِ يوزّعونَ طلباتِ التشغيلِ وسيرتَهم الذاتيةَ، وتوَقّفوا أمامَ وظيفةٍ تريدُ شخصًا واحدًا لا أكثرَ،  وفي المقابلةِ مدحَ كلُّ واحدٍ منهم صديقَه في غيابِه وأمامَ المديرِ؛ وقال إنه الأجدرُ منه للحصولِ على الوظيفةِ، فوَظّفَ المديرُ الاثنينِ

لماذا وظّفَ المديرُ الاثنينِ؛ وهو يحتاجُ إلى واحدٍ!، لأنّ الأعمالَ بالنوايا.. وعلى النوايا تُجازَى، وكلّما كانت نيَّتُك صافيةً ليس فيها أيُّ ضغينةٍ؛ ستُذهِلُك عطايا اللهِ، التي ستكونُ أكبرَ في الغالبِ من كلِّ توَقُّعاتِك.

للأسفِ، انتشرتْ لدَينا عادةَ الطعنِ في الآخِرِ، وكراهيةِ حُبِّ الخيرِ للآخَرِ، و بمعنَى آخَرَ وَجبَ وجوباً _لأُحسّنَ صورتي أمامَ معارفي، أصدقائي، عملي، عائلتي جيراني_ أنْ أطعنَ في الآخَرِ وأُقلِّلَ من قدْرِه، وكأنّ هذا الطعنَ سيرفعُ من شأني.

يسيرُ الموظفُ باحثاً عن أدوارِ زملائه في المؤسسةِ التي يعملُ بها؛ يراقبُ هذا.. ويطعنُ في ظهرِ هذا، ويَسخرُ من هذا، ويقلّلُ من شأنِ هذا، وطبعاً لا تحتاجُ أنْ أُخبِرَك أنك لن تقابلَ أحداً قال جملة” زميلي أفضلُ منّي كثيرًا”.

ولِلعلمِ، التقليلُ من شأنِ غيرِك، والبحثُ عن ثغراتِه وهفواتِه، سيجعلُك صغيراً في عيونِ الناسِ، ولن يرفعَ من شأنِك، وكأنْ تتمثلَ دورَ الفصيحِ العرّيفِ الذي يلفُّ من الخلفِ ليُوقِعَ صاحبَه في حفرةٍ؛ فتلكَ أيضاً مكشوفةٌ مفضوحةٌ، وفي النهايةِ لن تستفيدَ شيئاً؛ لأنه من غيرِ المعقولِ أنْ يكافئكَ اللهُ على فعلِك بترقيةٍ جديدةٍ أو منصبٍ أرفعَ؛ وأنتَ لا تستحقُّ.

على الأغلبِ أصحابُ هذه الوجوهِ المتقلّبةِ مكشوفونَ أمامَ غيرِهم، وإنْ جالَسوهم واستمتعوا لثَرثَرتِهم عن الآخَرِ، ومبالغاتِهم في ذمِّ الآخَرِ، ولكنّ الآخَرينَ يخشونَهم، ولا يأتمِنُهم أحدٌ على أحدٍ؛ لأنّ مَن كشفَ سرَّ زميلِه، صديقِه، أخيهِ؛ سيَكشفُ سرَّ عابرِ الطريقِ بأسهلِ الطرُقِ.

ويكفي أنْ أقولَ لك : ( لا يؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيهِ ما يحبُّ لنفسِه)

يعني الموضوع مِش لعبة، الموضوع من الداخلِ، من إيمانِك ونواياكَ .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى