Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
استطلاع رأي

مبادراتٌ شبابيةٌ لدعمِ غزةَ نفسياً ومعنوياً بعدَ العدوانِ الأخيرِ

بعدَ الدمارِ والخرابِ الذي طالَ القطاعَ جرّاءَ العدوانِ الأخيرِ على غزةَ؛ لن يَقبلَ شبابُها أنْ يرَوا غزّتَهم فقدتْ الحياةَ؛ فكانت المبادراتُ الشبابيةُ الجماعيةُ والفرديةُ من أجلِ إعمارِ غزةَ، وعودةِ الحياةِ لها بأقربِ وقتٍ؛ فانطلقوا بالتنسيقِ والتنظيمِ لها، وإطلاقِها وتفعيلِها على (السوشيال ميديا)؛ حتى تَلقَى صدّى.. كانت “للسعادة” وقفتها مع الشبابِ لتسلّطَ الضوءَ على صمودِ الشبابِ.

تقولُ المهندسةُ ديما الشاعر من الضفةِ :”بعدَ مَشاهدِ الدمارِ التي رأيتُها على وسائلِ الإعلامِ والتواصلِ الاجتماعي؛ أصبحتْ الحاجةُ مُلِحّةً لتَكاتُفِ الجهودِ، والمساهمةِ في تخفيفِ العبءِ على الضحايا، وإعادةِ الحياةِ لقطاعِنا..

عودةُ الحياةِ

تضيفُ :” تألّمتُ كثيراً على ما حلَّ بغزةَ؛ فكان لابدّ أنْ نساعدَ أهلَ غزةَ حتى لو كُنا بعيداً.. فخَطرَ على بالي فكرةُ تقديمِ التصاميمِ المعماريةِ المجانيةِ لإعادةِ إعمارِ بيوتِ الضحايا، وبمُجردِ نشرِ مبادرتِها على صفحتِها على (الفيس بوك)؛ سرعانَ ما انضمَّ إليها الكثيرُ من أصدقائها.

وتَبيّنَ أنها شاركتْ على (الفيس بوك) فكرةَ المساهمةِ في تصاميمِ البيوتِ التي تحتاجُ إلى إعادةِ الإعمارِ، لتسهيلِ الوصولِ إلى المتضررينَ ومساعدتِهم، وفوجئتُ بانضمامِ العشراتِ من زميلاتِي وزملائي المهندسينَ من مختلفِ التخصصات.

وتذكرُ “ديما” أنّ المبادرةَ لم تبدأً رسميًا؛ لأنّ الإعمارَ لم ينطلقْ بعدُ؛ إلّا أنّ “ديما” وكلَّ المُنضمّينَ معها، لم يشعروا بوجودِ معوّقاتٍ جغرافيةٍ؛ بحُكمِ أنهم لا يعيشونَ في قطاعِ غزة؛ فهم اعتادوا العملَ عن بُعدٍ؛ وتسليمَ المخطّطاتِ والتصاميمِ إلكترونيًا؛ إلّا أنها لاحظتْ خلالَ متابعتِها أنّ مباني قطاعِ غزةَ تفتقرُ لوجودِ الملاجئ؛ لتحمي الناسَ من القصفِ الإسرائيلي؛ لذلك قرّرتْ التركيزَ في مبادرتِها على هذا الجانبِ من خلالِ محاكاةِ المباني في الداخلِ الفلسطينيّ المحتلِّ.

 

رسالةٌ ساميةٌ

الشاب “مهند صيام”، ضِمنَ فريقِ مجموعةٍ شبابيةٍ تحترفُ الرسمَ والفنَّ التشكيلي؛ قبلَ سنواتٍ انضمَّ إلى المركزِ الثقافي الفلسطيني بغزةَ؛ وشارَكَ في العديدِ من النشاطاتِ والفعالياتِ الفنيةِ المحليةِ.

يقولُ :”نحن في وقتٍ يحتّمِ على كلِّ واحدٍ فينا أنْ يخدمَ وطنَه؛ كلٌّ حسبَ ما يجيدُ؛ فاستخدمتُ موهبةَ الرسمِ لإيصالِ رسالةِ المنكوبينَ في غزةَ إلى العالمِ، فهم يُصِرّونَ على العيشِ مناضلينَ من أجلِ الوطنِ، فالرسمُ لغةٌ يَفهمُها الجميعُ، ويُوصلُ الرسالةَ بشكلٍ إنساني بعيدًا عن الخطاباتِ السياسيةِ”.

أبدعَ “صيام” ورفاقُه جداريةً فنيةً؛ تحكي قصةَ شعبٍ لا يُهزمُ مَهما تكالبَ عليه الخائنونَ المُغيّبونَ لقضيتِه، فهو ينهضُ من تحتِ الركامِ، ويُولدُ من رحمِ الوجعِ، فظهرَ الشعبُ الفلسطيني في اللوحةِ متدثرًا بمقاومتِه، وملتحِفًا بأبنائه، كلٌ بمهارتِه؛ لتُعطي معنى القوةِ والتحدّي أنّ هذا الشعبَ لا ينكسرُ ولا يُهزمُ.

يقول :”الرسمُ على الجدرانِ المتهالكةِ يُبرِزُ للعالمِ الإجرامَ الإسرائيلي؛ وكيف شرّدَ سكانَ المنازلِ؛ وقضى بنُزوحِهم اللجوءَ في المدارسِ التابعةِ لوكالةِ الأممِ المتحدةِ لغوثِ وتشغيلِ اللاجئينَ، كما أنها تُلامسُ قلوبَ المُتلقّينَ وتشرحُ ببساطةٍ المعاناةَ الفلسطينيةَ التي يُسبِّبها الاحتلالُ؛ ويُعمّقُ تأثيرَها في كلِّ عدوانٍ يشُنُّه على الفلسطينيينَ في قطاعِ غزة.

الرياضةُ للتفريغِ النفسي

يتّخِذُ الكابتن” أحمد أبو حصيرة” وفريقُه من رياضةِ “الباركور” مبادرةً رياضيةً للتفريغِ النفسي وسيلةً في توصيلِ رسالةِ التحدّي والإصرارِ على التمسّكِ بالحياة، رغمَ كلِّ مشاهدِ الموتِ والدمارِ الذي يحفُّ قطاعَ غزةَ بعدَ العدوانِ الإسرائيلي الأخيرِ، ويقدّمونَ انطباعًا مختلفًا للعالمِ الذي يَعزفُ عن مَشاهدِ القتلِ والدمِ والسلاح.

يوضّح أنّ ممارسةَ الرياضةِ أو الألعابِ التي تُثيرُ الفرحَ في نفوسِ الأطفالِ والأهالي في قطاعِ غزة، خاصةً بعدَ العدوانِ من شأنِها أنْ تلفتَ أنظارَ العالمِ إلى الممارساتِ العنجهيةِ للاحتلالِ؛ ومحاولتِه القضاءَ على أيِّ مظهرٍ للحياةِ في القطاع.

براء العاوور؛ هي شابةٌ فلسطينيةٌ؛ لم تملكْ الإمكانياتِ الكافيةَ للانضمامِ لأيِّ مبادرةٍ؛ لكنها تؤمنُ أنّ المبادراتِ الفرديةَ لها دورٌ.. ومؤثّرةٌ.

تابعتُ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعي مَشاهدَ طفلٍ تعرّضَ منزلُه للقصفِ؛ وفقدَ ألعابَه، كان مشهدًا محزنًا.. والطفلُ يتجوّلُ بينَ الركامِ مُحاولًا إنقاذَ ألعابِه المُهشمةِ؛ حتى عجزَ عن كتمِ دموعِه لتي تساقطتْ بغزارة.

مبادراتٌ فرديةٌ

تقولُ براء:”مبادرتي البسيطةُ كانت تقديمَ هدايا للطفلِ؛ كتعويضٍ عن ألعابِه التي فقدَها”، تواصلتْ “براء” في سبيلِ ذلك مع مجموعةٍ من الصحافيينَ حتى استدلّتْ على عنوانِ الطفلِ، وفاجأتْهُ بالهديةِ.

قدّمتْ “براء” للطفلِ “محمد” هاتفاً ذكياً، ودراجةً هوائيةً، وكتاباً بعنوان “أنا والوحش”؛ يتحدثُ عن شعورِ الفقدِ والحزنِ والوجعِ؛ ليتعلّمَ منه القوةَ، ويساعدَه على تخطّي الفترةِ الصعبةِ التي عايشَها، مضيفةً: أنّ مبادرتَها كانت بهدفِ إعادةِ إعمارِ روحِ “محمد” التي تمثّلُ بدايةَ الطريقِ لإعادةِ إعمارِ قطاعِ غزة بالكاملِ.

كما أقدمتْ “داليا الحاج” على التنسيقِ مع صديقتِها، وتكوينِ فريقٍ، وشراءِ مجموعةٍ من الهدايا للأطفالِ، وعملِ زيارةٍ على مستشفى الأطفالِ، وتقديمِ الهدايا، واصطحبوا معهم مُهرّجاً ورساماً لرسمِ البسمةِ على وجوهِهم، فتقول :” قمتُ بالإعلانِ عن مبادرتي بعدَ ذلكَ؛ ولقيتْ رواجاً؛ وانضمَّ إلينا الكثيرُ؛ ووجدتُ إقبالاً وتفاعلاً؛ ونسّقنا لعملِ زياراتٍ أخرى باصطحابِ مرشدينَ نفسيينَ وتربويينَ من أجلِ دعمِ الأطفالِ والحديثِ معهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى