تامر المسحال ” مسيرةُ ما خَفيَ أعظمُ؛ مستمرةٌ ومتصاعدةٌ ومتطوّرة”
عمر النايف .. غاز غزة المنهوب.. والبعدُ القَسري.. وقصصٌ أخرى

حوار : ديانا المفربي
عرفتُه في سنواتِ الدارسةِ شابّاً هادئاً متّزِناً؛ ثُم عبرَ شاشةِ “الجزيزة” في تغطيةِ أحداثِ الحصارِ الأولى؛ ثُم في تغطيةُ الحربِ الأولى على قطاعِ غزةَ عامَ (2009)؛ لامستُ حينَها ومتابعي الجزيرةِ اختلافَه عن بقيةِ المراسلينَ، وأدركت أنّ رسالتَه الأولى والأخيرةِ إنسانيةٌ بَحتةٌ؛ وأننا أمامَ صحفيٍّ فلسطينيٍّ مختلفٍ.
غطَّى الانتخاباتِ المصريةَ بطريقةٍ محترِفةً، تمتّعَ بالحصريةِ الصحفيةِ لكثيرٍ من الأحداثِ من داخلِ ليبيا وسوريا.، تواجدُه خارجَ غزةَ خسارةٌ على مستوى التغطيةِ الصحفيةِ وصول رسالتِنا؛ إلّا أنّ أولَ حلقةٍ من برنامجِ “ما خفي أعظم” جعلتْنا ندركُ أنه تركَ غزةَ ليقفَ بجانبِها أكثرَ؛ وليصنعَ مدرستَه الصحفيةَ الخاصةَ التي يجبُ أنْ تُدرَّسَ وتُعمَّمَ.
“تامر المسحال” وجهُ غزةَ الإنسانيُّ والمقاوِمُ الذي تشاهدُه على شاشةِ “الجزيرة”؛ فتَسعدَ كونَه غزيّاً صنعَ النجاحَ، “أبو كريم” ضيفُ “السعادة” في حوارٍ إنسانيّ معلوماتي عميقٍ وشيقٍ.
الاتصالُ مفقودٌ
وُلدَ عامَ (1983) في مخيمِ الشاطئ لأسرةٍ لاجئةٍ من قريةِ “الجورة”، تلقَّى تعليمَه الأساسي في مدارسِ اللاجئينَ الفلسطينيين، أنهي تعليمَه الثانوي من مدرسةِ الموهوبين النموذجيةِ، حصلَ على بكالوريوس الصحافةِ والإعلامِ من الجامعةِ الإسلاميةِ عامَ (2004) بدرجةِ امتيازٍ، حصلَ على درجةِ الماجستير في الإعلامِ الدولي من جامعة” وستمنستر” ببريطانيا عامَ (2007) بدرجةِ امتياز.
بدأ حياتَه الإعلاميةَ متدرّبًا في مكتبٍ لصحيفةِ القدسِ الفلسطينيةِ؛ ثم انتقلَ متدربًا إلى مكتبِ هيئةِ الإذاعةِ البريطانيةِ عام (2001)؛ قبلَ أنْ يصبحَ مُنتِجًا للأخبارِ، ومترجِمًا في القسمِ الدولي فيها، وعُينَ عامَ (2006) مراسلًا من غزةَ للقسمِ العربي في الهيئةِ.
انضمَّ للعملِ في قناةِ الجزيرةِ مراسلًا لها عامَ (2008)؛ و برزَ أثناءَ مشاركتِه في تغطيتِه للحروبِ الإسرائيليةِ على قطاعِ غزة في الأعوامِ (2008 و2012 و2014)، بالإضافةِ إلى تغطيةِ آثارِ الحصارِ الإسرائيلي على قطاعِ غزة؛ من خلالِ إنتاجِ قصصٍ وتغطياتٍ مباشِرةٍ متعددةٍ؛ علاوةً على تغطيتِه لمراحلَ عربيةٍ مُهِمةٍ؛ منها أحداثُ الحربِ الأهليةِ الليبيةِ عام (2011)، وأحداثُ الحربِ الأهليةِ السوريةِ عام (2013)، والانتخاباتُ الرئاسيةُ المصريةُ عام (2012).
أنتجَ عددًا من الأفلامِ الوثائقيةِ لصالحِ شبكةِ الجزيرة كان أبرزَها: “سرت.. مساراتُ الحَسم”؛ فيلمٌ وثائقي أنتجَه خلالَ تغطيتِه أحداثَ الثورةِ الليبيةِ، وفيلمُ “خزاعة.. الكارثةُ والبطولةُ”؛ تَناولَ المجزرةَ التي ارتكبتْها قواتُ الاحتلالِ الإسرائيلي أثناءَ اجتياحِها البلدةَ ضمنَ الحربِ البريّةِ على قطاعِ غزة في يوليو (2014)، ثم “رفح.. الاتصالُ مفقودٌ”؛ وهو فيلمٌ استقصائي لبرنامجِ الصندوقِ الأسودِ؛ تحدّثَ عن تفاصيلِ الاجتياحِ الإسرائيلي لرفح في أغسطس (2014)؛ واختفاءِ الجندي الإسرائيلي “هدار غولدن”.
حصلَ على جائزةِ المراسلِ العربي الميداني المتميزِ عامَ (٢٠١٥) من ملتقَى الإعلاميينَ العربِ الشبابِ، وحصلَ برنامَجُه (ما خَفيَ أعظمُ) الذي قدَّمه على أفضلِ سلسلةٍ تحقيقيةٍ وثائقيةٍ طويلةٍ من مهرجان (تيلي) الأمريكي المعروفِ عام (٢٠٢١).
قلبًا وقالبًا
يقولُ لـ “السعادة”:” غادرتُ غزة جسداً؛ لكنى موجودٌ معها قلبًا وقالبًا؛ فلغزةَ بعدَ اللهِ الفضلُ الأكبرُ في صناعةِ اسمِ “تامر المسحال” الصحفي؛ فمِن على أرضِها بدأتُ المسيرةَ الإعلاميةَ التي لم تتوقفْ في حدودِها؛ حيثُ شاركتُ في عدّةِ تغطياتٍ خارجيةٍ؛ وأنا على رأسِ عملي كمراسلٍ للجزيرة في غزة قبلَ السفرِ عام (٢٠١٦) سواءٌ في مصرَ وسوريا وليبيا.
ويضيفُ: في ظلِّ إطلاقِ الجزيرةِ مجموعةً جديدةً وكبيرةً من البرامجِ عامَ (٢٠١٦)؛ في إطارِ احتفالِها بذكراها العشرين؛ عرضتُ على إدارةِ الجزيرة تقديمَ أحدِ هذه البرامجِ الاستقصائيةِ.
كان العرضُ _حقيقةً_ يحملُ تقديراً لمسيرتي المِهنيةِ؛ وأيضاً ثِقةً من الجزيرةِ وإدارتِها بقدرتي على تقديمِ الجديدِ خاصةً في هذا المجالِ المُعقّدِ، والذي يحملُ تحدّياتٍ جمَّةً، لم يكنْ قرارُ الموافقةِ سهلاً؛ خاصةً أنّ تحدّياتِ الانتقالِ من العملِ الميداني للاستقصائي كبيرةً ومعقدةً وبيئةً مختلفةً؛ ولكنْ وجدتُها فرصةً للتطوير،ِ ومغامرةً تستحقُّ.. وشخصيًا أحبُّ المغامراتِ الصحفيةَ؛ وأرى أنّ تميُّزي في المجالِ الصحفي؛ كان أحدَ عواملِه الأساسيةِ حبُّ المغامرةِ الميدانيةِ.
ويتابعُ: وافقت وبدأتُ في العملِ على إطلاقِ برنامجٍ تحقيقيّ جديدٍ؛ حملَ عنوانَ “ما خفي أعظم”؛ حيث كان أولُ تحقيقاتِه في نوفمبر عام (٢٠١٦) في تحقيقِ عن اغتيالِ المناضلِ الفلسطيني “عمر النايف” في بلغاريا؛ حيثُ حملَ التحقيقُ عنوانَ “سقوطٌ في حرمِ السفارةِ”.
والحقيقةُ إنّ مسيرةَ البرنامجِ استمرتْ.. وقد تمَّ بثُّ حتى اللحظةِ (٢٥) تحقيقاً من دولٍ مختلفةٍ، ومواضيعَ متعددةً حقّقتْ ملايينَ المشاهداتِ؛ حيثُ يتربعُ “ما خفي أعظم” بحسبِ مشاهداتِ الجزيرةِ وإحصائياتِها على أعلى نسبةِ متابَعةٍ لبرنامجٍ غيرِ أسبوعي، من ضِمنِ برامجِ الجزيرةِ المختلفةِ، فضلاً عن أنَّ وَسمَ #ما_خفي_أعظم من أكثرِ الوسومِ المتفاعلةِ؛ وهذا بفضلِ اللهِ أولاً؛ ثُم بفضلِ جهودِ فريقِ البرنامجِ المتميّزِ .
وينوّهُ أنّ برنامجَ “ما خفي أعظم” بُني على إنجازاتٍ سابقةٍ للجزيرةِ؛ التي لها السَّبقُ في الصحافةِ الاستقصائيةِ التلفزيونيةِ في المنطقةِ العربيةِ؛ من بينِها برنامجُ “سِرِّي للغاية”، و”نقطة ساخنة” وغيرها من الانتاجاتِ الاستقصائيةِ التي كانت الجزيرةُ فيها سبّاقةً، واستفادَ “ما خفي أعظم” من الخبراتِ السابقةِ؛ وبنَى عليها، وبالتالي نحن نكملُ الطريقَ، ونفتخرُ بأننا ننتمي إلى هذه المؤسسةِ.
النفسُ الطويلُ
ويستطردُ: الصحافةُ الاستقصائيةُ تحتاجُ إلى سقفٍ (تحريري قوي وعالٍ ومِهني) ويفتحُ الأفقَ للدخولِ في المَلفاتِ الشائكةِ، ولولا هذا السقفُ التحريري المِهني المرتفعُ في الجزيرةِ؛ لَما تقدَّمَ “ما خفي أعظم”، ولَما أحرزَ هذه المتابعةَ الكبيرةَ جداً، ونحن ننظرُ للأرقامِ في تحليلاتِنا ومتابعتِنا؛ نفخرُ كفريقٍ أنّ البرنامجَ يحصدُ ملايينَ المشاهداتِ على المنصاتِ المختلفةِ؛ في كلِّ حلقةٍ يَحدثُ الكثيرُ من ردودِ الأفعالِ.
ودائما نبني عليه؛ لأنه يضعُ أمامَنا تحدّياً هو: ما هو القادمُ؟ وكيف نتعاملُ معه؟ حتى نكونَ عندَ حُسنِ ظنِّ الجمهورِ والمتابعينَ الذين ينتظرونَ حلقاتِنا، ولم يكنْ حقيقةً سهلاً الانتقالُ في الصورةِ الذهنيةِ للمتابعينَ لمسيرتي من “تامر” المراسلِ الميداني في غزةَ، الذي يلبسُ الخوذةَ والدرعَ، وينقلُ الأخبارَ الميدانيةَ العاجلةَ؛ إلى “تامر” المُحقِّقِ وما خفي أعظم .
وحولَ سؤالِه، هل تراجعتُ عن بعضِ التحقيقاتِ لعدمِ ثبوتِ فرضياتِها؟ ردَّ قائلاً:” لا أستطيعُ أنْ أقولَ تراجعتُ بقدْرِ أنه يتمُ استكمالُها، وحقيقيةً العملُ الاستقصائي هو العملُ ذو النفسِ الطويلِ، فبعضُ التحقيقاتِ أخذتْ معنا أشهراً طويلةً، وبعضُها تعدَّى أكثرَ من عامٍ! وبعضُها لم يُنجَزْ بعدُ، مِعيارُ البثِّ هو استكمالُ جوانبِ التحقيقِ، وأنْ يحملَ جديداً للمُشاهدِ؛ يكونُ بحقٍّ ما خفيَ أعظمُ.
لا أقارنُ الوطنَ
وحولَ الحياةِ خارجَ غزة _ما لها وما عليها_ يقول “المسحال “:”حقيقةً لا أحبُّ أنّ أضعَ أرضي، وترابَ وطني في مقارنةٍ مع أيِّ جغرافيا أخرى، الغيابُ المؤجَّلُ وإنْ صحَّ “القسري” عن الوطنِ؛ فاتورتُه كبيرةٌ يراكمُ الشوقَ والحنينَ، ونزيفُ الوقتِ في ذلكَ مؤلمٌ، ولولا ظروفُ الحصارِ القاهرةُ؛ لكنتُ أكثرَ من مرةٍ في غزةَ.
ويضيفُ: وما التحقيقاتُ التي انتجناها من داخلِ فلسطين؛ إلا للتأكيدِ على أنّ غيابَ الجسدِ “القسري” لن يكونَ حائلا ًأمامَ غيابِ الروحِ، والرسالة على هذه الأرضِ بدأنا ولها الفضلُ في المسيرةِ، وإليها العودةُ إنْ شاءَ اللهُ قريباً.
حولَ حصريةِ العلاقةِ بين “تامر” الاستقصائي والمقاومةِ الفلسطينيةِ التي تُوليهِ مكانةً خاصةً بالتغطيةِ والمعلوماتِ والحصرياتِ يقول:” المتابعُ لمسيرتي الصحفيةِ؛ يدركُ أنني عمدتُ للاجتهادِ في كل ميدانٍ، وما الانتقالُ من الصحافةِ الميدانيةِ في المراسلةِ إلى الصحافةِ الاستقصائيةِ إلّا في هذا الإطارِ، وحبُّ الخوضِ في تجاربَ جديدةٍ، فبدايةُ مسيرتي المراسلةَ التلفزيونيةَ مع حربِ عام (٢٠٠٨)؛ ارتبطتْ صورتي بمستشفى الشفاءِ والقصصِ الإنسانيةِ؛ وبقيَتْ حاضرةً لليومِ، فحقيقةً لا أحبُّ أنْ أقصرَ أيَّ اجتهادٍ أو تميّزٍ في مجالٍ أو سياقٍ واحدٍ؛ فكما كان هناك سبقاً في تحقيقاتٍ وتقاريرَ عن المقاومةِ الفلسطينيةِ؛ كان سبقاً وإنتاجاتٍ إنسانيةً تركتْ بصماتٍ متميزةً .
كثيراً ما يتعرضُ “تامر” للهجومِ عبر السوشيال ميديا، خاصةً عندَ نشرِ تغطياتٍ متعلقةٍ بالمقاومةِ وقدراتِها؛ لكنّ “تامر” لا يراها هجوماً؛ بل هو أمرٌ طبيعيّ، فأيُّ عملٍ يحقّقُ تفاعلاً وردودَ فعلٍ؛ هو مؤشّرٌ على نجاحِه وقوَتِه، ودوماً أقولُ: العملُ الصحفي وخاصةً التحقيقي؛ عندما يتناولُ ملفاتٍ معقّدةً وحساسةً فيه تحدّياتٌ كبيرةٌ ، يجبُ أنْ يكونَ الصحفي مستعدّاً فيه لردودٍ مختلفةٍ، و شخصياً أقولُ دوماً: بعدَ كلِّ عملٍ أرَحبُ بالمُنتَقدِ البناءِ قبلَ المُشيدِ بالثناءِ؛ لأنه حقيقةً استفدتُ كثيراً في مسيرتي من الانتقاداتِ أكثرَ من الإشاداتِ _على أهميةِ وقعِها النفسي_ أمّا أصحابُ النفوسِ المريضةِ من الذبابِ الإلكتروني، أصحابُ “السباب” المنتشرونَ في وسائلِ التواصلِ؛ فهؤلاء تجاهلُهم هو العلاجُ لجهلِهم.
حقائقُ مؤلِمةٌ
العملُ الاستقصائي عملٌ صعبٌ للغايةِ، وكالعادةِ يضعُنا أمامَ حقائقَ مؤلمةٍ، وحولَ أكثرِ الحقائقِ إيلاماً في تحقيقاتِه يقول:” قصةُ الشهيدِ “عمر النايف”؛ كان حقيقةً مؤلمةً جدًا، خاصةً أنني زرتُ مكانَ اغتيالِه داخلَ السفارةِ الفلسطينيةِ في العاصمةِ البلغاريةِ؛ واطَّلعتُ على الأدِلةِ المختلفةِ المرتبطةِ باغتيالِه، وللأسفِ رغمَ كلِّ ما كشفناها من حقائقَ وشهاداتٍ ووثائقَ؛ لكنّ مسارَ التحقيقِ ما زال متعثّراً دونَ أيِّ محاسبةٍ، والأمرُّ هو محاولةٌ لحرفِ التحقيقِ، ولليومِ الصورةُ العالقةُ في ذهني دموعُ ابنِه البكرِ، الذي كان آخَرَ من رآهُ والتقطَ صورةً معه.
أمّا التحقيقُ الآخِرُ فهو غازُ غزةَ المنهوبُ من الاحتلالِ؛ وتواطؤُ الفسادِ تاريخياً، وهي قضيةٌ للأسفِ يرادُ لها أنْ تبقى بعيداً عن الأنظارِ، وعن المسائلةِ، ولا يزالُ عالقاً في ذهني أحدُ الخبراءِ الدوليينَ الذي قال لي خلالَ تحقيقِ “غاز غزة” لو تمَّ استغلالُ جزءٍ يسيرٍ من هذا الحقِّ؛ لكان حالُكم كفلسطينيينَ غيرَ هذا الحالِ.
أمّا جديدُ “تامر” في قادمِ الأيامِ، فيصرّحُ لـ”السعادة”: مسيرةُ “ما خفيَ أعظم” مستمرةٌ ومتصاعدةٌ ومتطورةٌ، وهناك الكثيرُ من الملفاتِ التي نعملُ على إنجازِها، والبرنامجُ حافظَ على وتيرةٍ زمنيةٍ محدّدةٍ بالظهورِ، وهذا مبعثُ فخرٍ، وجهدٍ ليس سهلاً، خصوصًا في ظلِّ الظروفِ الصعبةِ، خاصةً خلالَ جائحةِ “كورونا”، و تحدّياتِ التنقلِ والسفرِ، ولكنْ تجاوزْنا ذلك فنيّاً؛ وحاولنا أنْ نَجدَ بدائلَ، ونعملُ على أنْ تبقَى مسيرةُ البرنامجِ مستمرةً.
وحقيقةً أرى نفسي اليومَ الصحفيَّ الفلسطينيَّ الذي قدِّمَ برنامجًا استقصائياً في قناةٍ مهمّةٍ بحجمِ “الجزيرة”؛ أركّزُ في ذلكَ، وأعطي لهذه التجربةِ حقَّها افتخاراً بها، واحتراماً، وأتطلّعُ إلى عودةٍ قريبةٍ إلى الوطنِ، وما خفيَ أعظمُ.