Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اجتماعيةتحقيقات

المرابطاتُ جسرُ الأمانِ والبقاءِ للمسجدِ الأقصى

 

تحقيق : السعادة

برزَ دورُ المرأةِ المقدسيةِ بشكلٍ خاص من خلالِ عمليةِ الرباطِ في الأقصى، والتي بدأتْ من خلالِ مشروعِ مَصاطبِ العلمِ، الذي أطلقتْهُ الحركةُ الإسلاميةُ؛ حيثُ شكلتْ عائقاً كبيراً ومحاولةً جريئةً لصدِّ عملياتِ الاقتحاماتِ المتكرّرةِ من قِبلِ المستوطنينَ لساحاتِ المسجدِ الأقصى، فظهرتْ المرابطاتُ المَقدسياتُ ليُسطِرْنَ أجملَ صوَرِ الدفاعِ والصمودِ عن باحاتِ المسجدِ الأقصى؛ فلم يُبعِدْ واحدةً فيهنَّ قراراتُ الإبعادِ، والتحقيقاتُ الطويلةُ، والاعتداءاتُ المستمرةُ؛ فكلُّ هذه الإجراءاتِ زادتْ من تعلُّقِهِنَّ به، والبقاءِ بجانبِه لتلَقِّي وتعليمِ القرآنِ وعلومِه، والمحافظةِ على هُويتِه وقداستِه، فضربْنَ أجملَ وأروَعَ النماذجِ في الدفاعِ عنه.

تحدي وصمود

تعاني المرابطاتُ المَقدسياتُ من قراراتِ الإبعادِ التي تَمنعُهنَ من دخولِ ساحاتِ الأقصى المبارك؛ ومن بينِهنَ (هنادي حلواني، خديجة خويص)، اللتانِ اشتهرتا عبرَ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي بالتحدّي المعروفِ باسمِ تَحدّي “المقلوبة” الذي وُصفَ بأنه استفزازٌ لجيشِ الاحتلالِ.

“حالي كأُمٍّ حُرِمَتْ من طفلِها”؛ هذا هو حالي حينَ يتِمُ إبعادي عن مسجدي الأقصى؛ هذا ما وصفتْهُ المرابطةُ المقدسيةُ “زينة عمرو” عن نفسِها عندما قرّرتْ سلطاتُ الاحتلالِ الإسرائيلي إبعادَها عن المسجدِ الأقصى؛ فالمكانُ المباركُ لم يَعُدْ مُجردَ ساحةٍ للتعبُّدِ والصلاةِ في مواقيتَ محدَّدةٍ؛ بل بات لها ولغيرِها من مئاتِ المرابطاتِ المقدسياتِ جُزءاً من تفاصيلِ حياتِهنَّ اليوميةِ؛ فقرَّرنَ ألّا يترُكْنَه وحيداً؛ ورابَطنَ في أكنافِه وعلى أبوابِه لحمايتِه من تهديداتِ المستوطنينَ اليهودِ.

“زينة” كَغيرِها لم تَسلَمْ من التعرّضِ للضربِ والاعتقالِ على أيدي جنودِ الاحتلالِ، والإبعادِ عن الأقصى، لكنّ هذا لم يَفُتَّ في عَضُدِهِنَّ؛ وبقيتْ عيونُهنَّ وقلوبُهنَّ تَرنو إليه رغمَ إجراءاتِ الاحتلالِ بحَقِّهِنَّ، (آية أبو ناب، ومعالي عيد، والحاجة نفيسة خويص، ونور محاميد..) ؛هنَّ أُخرياتٌ طالَهُنَّ الإبعادُ عن الأقصى لفتراتٍ تتراوحُ بينَ ثلاثةِ وستةِ أشهر.

وتقول :”يتمُّ إبعادُنا كمرابطاتٍ بِتُهَمٍ واهيةٍ توَجَّهُ إلينا؛ كالتكبيرِ في ساحاتِ الأقصى، وتصويرِ اعتداءاتِ المستوطنينَ والشرطةِ داخلَ باحاتِ الأقصى وتوثيقِها، ما يُسَمِّيهِ الاحتلالُ: “الإخلالُ بالنظامِ العام”.

التواجد المستمر

“خديجة” وأُخرياتٌ من المقدسياتِ المرابطاتِ، لا تَمنعُهنَّ قيودٌ ولا حُراسٌ من الوجودِ في محيطِ الأقصى؛ تَحكي المرابطةُ المقدسيةُ أنّ قراراتِ الإبعادِ الإداريةَ التي تُصدرُها قواتُ الاحتلالِ تُجدَّدُ قبلَ انتهائها بيومٍ؛ إذْ يقومُ الجيشُ الإسرائيلي عادةً بتجديدِها تلقائياً، أو يسمحُ لهم بالدخولِ أسبوعاً أو شهراً؛ ثُم يَعتقِلُهُنَّ مرةً أخرى لتجديدِ القرارِ.

وتقولُ: “إنْ لم نَمتَثِلْ لقراراتِ الإبعادِ؛ تُلاحِقنا عقوبةُ السَّجنِ؛ ولذلكَ نتجنَّبُها تماماً؛ الأمرُ الذي منعَني من مشاهدةِ الانتهاكاتِ التي حدثتْ في المسجدِ الأقصى المباركِ خلالَ الأيامِ الماضيةِ؛ لكنني كنتُ على أعتابِ بواباتِه..؛ وكان ابني داخلَ ساحاتِ الأقصى؛ وقد شاهدتُ قمعَ جيشِ الاحتلالِ الذي منعَ سياراتِ الإسعافِ من نقلِ المصابينَ، إلى جانبِ التنكيلِ بالمصابينَ، ومنعِ المُسعفينَ من نقلِهم؛ ورأيتُ وابلاً من قنابلِ الصوتِ التي رشقَتْها قواتُ الاحتلالِ على المُصلّينَ والأبوابِ”.

تضيفُ:”يستخدمُ جيشُ الاحتلالِ القوةَ المُفرِطةَ ضدَّ المُصلّينَ، وإطلاقَ الرصاصِ المطاطي، وغازَ الفُلفلِ، وفي إحدى المرّاتِ الشرِسةِ للهجماتِ؛ كان من بينِ المصابينَ ابني.. الذي تعرّضَ للضربِ المُبرحِ بالهراواتِ بجوارِ بابِ الرحمةِ، ولم يكتفِ الاحتلالُ بإبعادِ “خديجة” عن المسجدِ الأقصى الذي ترابطُ فيهِ؛ بل تعرّضتْ للاعتقالِ عدّةَ مراتٍ، بالإضافةِ إلى منعِها من السفرِ.

اعتدءات متكررة

المرابطةُ “هنادي حلواني” المرابطةُ “؛ تعرّضتْ لأقسَى أنواعِ الاعتداءِ والضربِ والإهانِة من قِبلِ المحتلِّ الإسرائيلي؛ وبرغمِ ذلك يزيدُ حبُّها وتعلُّقُها بالمسجدِ الأقصى؛ فقد نذرتْ نفسَها لخدمتِه وتدريسِ العلمِ للطلابِ والسيداتِ في ساحاتِه، فدَبَّ الخوفُ والرعبُ في  العدوِّ؛ وازدادَ غيظاً؛ وقرّرَ أنْ يزيدَ من قراراتِ الإبعادِ عن مسجدِها؛ فرابطتْ على بواباتِه؛ وأقامتْ الصلاةَ على عتباتِه؛ فاستشاطَ العدوُّ غيظاً؛ مُصدِراً قراراً ثانياً بإبعادِها عن بواباتِه والأروِقةِ المؤدّيةِ إليه.

تقول:” إصراري على البقاءِ طوالَ اليومِ على بواباتِ المسجدِ الأقصى؛ دفعَهم إلى إصدارِ قراراتٍ متتاليةٍ بإبعادي عن البلدةِ القديمةِ، والأروِقةِ، والطرُقِ المؤدّيةِ للأقصى.

تضيفُ:” تلقّيتُ عدداً كبيراً من قراراتِ الإبعادِ عن المسجدِ الأقصى؛ ثلاثةَ قراراتٍ منها كانت في شهرِ رمضانَ المباركِ وحدَه؛ شملتْ إبعادي عن المسجدِ ومحيطِه والبلدةِ القديمةِ، وما إنْ ينتهي قرارُ إبعادي عن المسجدِ الأقصى؛ حتى يُعقِبَه الاحتلالُ بقرارٍ جديدٍ بعدَ عدّةِ أيامٍ، أو بعدَ بضعِ ساعاتٍ أحياناً.

تقولُ :”سأبقى أنا وأخواتي المُبعداتُ مرابطاتٍ على بواباتِ الأقصى وعتباتِه صيفاً وشتاءً، وفي كلِّ الظروفِ، ولن نتراجعَ، ولن نستسلمَ؛ فنحن أصحابُ الحقِّ والأرضِ، ولن نتركَ المسجدَ؛ ونجلسَ في بيوتِنا؛ بل سندافعَ عنه.. فأرواحُنا وأولادُنا فداءٌ له.

وتَصِفُ “حلواني” قراراتِ الاحتلالِ بإبعادِها عن الأقصى بالظالمةِ، والتي تَنتهِكُ أدنَى حقوقِ الإنسانِ التي كفِلتْها القوانينُ الدوليةُ؛ وهو الحقُّ في العبادةِ، موَجِّهةً رسالةً للعالَمَينِ العربيّ والإسلامي؛ تُذكِّرُهم بواجبِ النصرةِ والمساندةِ للمسجدِ الأقصى ومدينةِ القدسِ.

بالمرصاد

أمّا المرابطةُ المقدسيةُ “سناء الرجبي” والدةُ الأسيرِ “عمّار الرجبي” التي تعرّضتْ للاعتقالِ والاستدعاءِ من قِبلِ سلطاتِ الاحتلالِ (24) مرّةً! وأُبعدتْ عن المسجدِ الأقصى (12) مرةً! ووضَعها الاحتلالُ ضِمنَ القائمةِ الممنوعةِ من دخولِ المسجدِ الأقصى المباركِ؛ فذَكرتْ أنّ أصعبَ ما عانتْهُ هو إبعادُها عن المسجدِ الأقصى؛ لأنّ روحَها معلّقةٌ به.

فتقول:”بفضِل اللهِ نجحتْ المرابطاتُ المقدسياتُ في إفشالِ عددٍ كبيرٍ من محاولاتِ المستوطنينَ اقتحامَ الأقصى، ما جعلَ الاحتلالَ يلجأُ للتصعيد، فتقولُ:”إنّ جنوحَ الشرطةِ الإسرائيليةِ إلى قمعِ المرابطاتِ، ومنعِ وجودِهنَّ داخلَ باحاتِ المسجدَ؛ وفّرَ فرصةً لهنَّ حتى يوصِلنَ أصواتَهنَّ لوسائلِ الإعلامِ، والتعريفِ الأوسعِ بالقضيةِ.

تقولُ للسعادة:” المرابطاتُ الفلسطينياتُ وقفنَ بالمرصادِ لعملياتِ تدنيسِ المسجدِ الأقصى، وفي وجهِ حركاتِ المستوطنينَ المُستفِزَّةِ التي تصِلُ إلى حدِّ شتمِ الرسولِ محمد _صلى الله عليه وسلم_.

وبدموعٍ تَخنقُ صوتَها؛ عبّرتْ المرابطةُ عن اشتياقِها الشديدِ للأقصى؛ حين تمَّ إبعادُها، وعن ألمِها لسماعِ صوتِ أذانِه، والمرورِ أمامَ أبوابِه القريبةِ من بيتِها، دونَ القدرةِ على دخولِه، فالفتراتُ التي مُنعتْ فيها من دخولِ المسجدِ نتيجةَ نشاطِها تُعَدُّ بالسنواتِ، كما روتْ القصصَ المروِّعةَ لاقتحامِ بيتِها من قبلِ شرطةِ الاحتلالِ؛ واعتقالِها أمامَ أطفالِها.

“بيان الجعبة” فتحتْ عينَيها على باحاتِ المسجدِ الأقصى؛ فبَيتُها لا يَبعدُ سِوى أمتارٍ قليلةٍ عن المسجدِ الأقصى؛ فقد قضتْ طفولتَها داخلَ زوايا وثنايا المسجدِ؛ فهو المنزلُ والمدرسةُ وساحةُ اللعبِ المفضّلةُ، فحفظتْ زواياهُ وحجارتَه عن ظهْرِ قلبٍ.

بوابة السماء

تعرّضتْ “بيان” للاعتداءِ والتحقيقِ من قِبلِ المحتلِّ الإسرائيلي؛ أثناءَ تغطيتِها للأحداثِ البشعةِ التي يرتكبُها الجنودُ الإسرائيليونَ بحقِّ المَقدسيّينَ المرابطينَ والمُصلّينَ؛ فهي توَثّقُ الأحداثَ أوّلاً بأوّلٍ؛ وتنشرُها عبرَ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي .

خطبتْ “بيان”.. وكان القرارُ الأولُ لها ولخطيبِها؛ أنْ تبدأَ حياتُهما الجديدةُ وعقدُ قرانِهما من “بوابةِ السماءِ” المسجدِ الأقصى المبارك، تقولُ بيان: كان من أجملِ القراراتِ التي اتّْخذناها أنْ بدأنا حياتَنا محفوفةً بِبَركاتِ الأقصى؛ لأنّ بركاتِه ستبقَى تحيطُ بنا أينما كنا، لقد اخترْنا عقدَ قرانِنا في الأقصى؛ بِنيَّةِ الرباطِ والدفاعِ عنه ضدّ كلِّ محاولاتِ الاحتلالِ الهادفةِ للسيطرةِ عليه وتقسيمِه، فالأقصى بالنسبةِ لنا عقيدةٌ ودِينٌ وقضيةٌ؛ نعيشُ من أجلِها، ونحن مستعدّونَ أنْ نفديهِ بأغلَى ما نملكُ”.

ورُزقتْ “بيان” بطفلتِها الأُولى؛ فأرادتْ أنْ تَحُفَّها البرَكةُ من ذلكَ المكانِ المقدّسِ؛ فبعدَ خروجِها من المستشفى؛ جعلتْ زوجَها يأخذُ ابنتَها لزيارةِ المسجدِ الأقصى؛ ليكونَ أوّلَ مكانٍ زارتْهُ طفلتُها.

“تهاني الحسيني”؛ مَقدسيةٌ أصيلةٌ؛ مرابطةٌ صامدةٌ في وجهِ المحتلِّ؛ تلقّتْ الدروسَ والعلومَ في المراحلِ الابتدائيةِ والثانويةِ؛ تحتَ قبّةِ مدرسةِ الأشرفيةِ الواقعةِ في الجهةِ الغربيةِ للمسجدِ .

كبرتْ “تهاني”  وهي ترى الإهاناتِ التي يتعرّضُ لها كلُّ مَن تخطو قدَمُه نحوَ المسجدَ الأقصى؛ فقد نالت منها عِصيُّ جنودِ الاحتلالِ أثناءَ مرورِها من بواباتِه في طريقِها لمدرستِها، وكان الاحتلالُ يَحولُ بينَها وبينَ مقعدِها الدراسي في أحيانٍ كثيرةٍ؛ بعدما يُغلِقُ البواباتِ في وجهِها.

تعرّضتْ “تهاني” لسبعةِ اعتقالاتٍ؛ حيثُ تمَّ احتجازُها عندَ بابِ الرحمةِ، وتمَّ احتجازُها والتفتيشُ المهينُ لها، والتحقيقُ يستمرُّ لساعاتٍ طوالٍ؛ ورغمَ كلِّ ذلك لم تتوقّفْ معاناتُها؛ حيثُ صدرَ قرارٌ بحقِّها بالإبعادِ عن مدرستِها والمسجدِ الأقصى؛ ومُنعتْ من المرورِ من أبوابِ الأقصى ما عَدا بابَ السلسلةِ، وتمَّ حظرُ دخولِها الأقصى أكثرَ من ساعاتِ الدوامِ الدراسي؛ وإلّا فسيتِمُ تغريمُها مالياً.

لم تيأسْ “تهاني” يوماً في الدفاعِ عن المسجدِ؛ برغمِ ما يُمارَسُ عليها من عنفٍ واعتداءٍ وحظرٍ؛ فهي تقاومُ وتدافعُ من بُعدٍ، وتنشرُ عبرَ صفحاتِها عن أهميةِ الدفاعِ عن المسجدِ الأقصى، وتطهيرِه من دَنسِ المحتلِّ؛ فهي تشجّعُ الجميعَ على ضرورةِ الدفاعِ عن باحاتِ الأقصى؛ حتى يتمَّ تحريرُه من الأيادي النجسةِ التي تحاولُ طمْسَ هُويتِه وتاريخِه.

حي الصمود

نهلة صيام( )عاماً، من حيِّ “سلوان”، ترَعرَعتْ وسطَ عائلةٍ تعشقُ القدسَ، وزرعتْ في أولادِها التمسُّكَ بالقدسِ والدفاعَ عنها، كبرتْ وقلبُها متعلّقٌ بباحاتِ المسجد الأقصى؛ فكانت من المرابطاتِ اللواتي يدافِعنَ عنه .

تشهدُ شجرةُ الزيتونِ العتيقةُ على ترتيلِ القرآنِ بصوتِ “نهلة”؛ كان لكتابِ تفسيرِ القرآنِ الكريمِ، وأحكامِ تجويدِه  رونقُه الخاصُّ، والاستمتاعُ بعظمتِه ورحمتِه، فكانت هي وصديقاتُها تُوصِلُ رسالةَ صمودٍ وإصرارٍ على البقاءِ والتمسّكِ للمسجدِ الأقصى .

تعرّضتْ “نهلة” للتحقيقاتِ والاستدعاءاتِ الإسرائيليةِ، والإبعادِ عن المسجدِ الأقصى، فتقولُ :”تسلّمتُ قراراً عامَ (2014) بالإبعادِ عن الأقصى لمدّةِ (42) يوماً، وما إنْ انقضتْ المدّةُ؛ حتى تلقّيتُ تهديداً _عبرَ الهاتفِ_؛ يحذّرُني من التواجدِ في الأقصى؛ فلم أستجبْ؛ وتمّتْ مداهمةُ منزلي في الثانيةِ فجراً؛ وقلَبوا البيتَ رأساً على عَقبٍ.

وتتابعُ في سردِ معاناتِها من قِبلِ المحتلِّ: فلم يَتوانَ عن مداهمةِ منزلِها، والتربُّصِ لها، وتوقيفِها عندَ بواباتِ الأقصى مرّتينَ عامَ (2015)م، قبلَ أنْ يتمَّ اعتقالي في العامِ ذاتِه، ويُصدرُ قراراً جديداً بالإبعادِ عن الأقصى لمدّةِ (90) يوماً، وتمَّ دخولُ اسمي عبرَ القائمةِ السوداءِ التي تَحوي أسماءَ الذين يتمُّ منعُهم من دخولِ الأقصى.

لم تستسلمْ “نهلة”، ولم ترفعْ الرايةَ البيضاءَ؛ فرابطتْ على بواباتِ الأقصى؛ وسجدتْ على عتباتِها؛ فعادَ جنودُ الاحتلالِ ليداهموا بيتَها من جديدٍ؛ وعاثوا فيه خراباً؛ ثُم اقتادوها بالقوةِ وزَجّوا بها في سجنِ “هشارون”؛ بتُهمةِ التحريضِ على العنفِ؛ قبلَ أنْ يتمَّ تحويلُها إلى الحبسِ المنزلي، والإبعادِ عن الأقصى مجدَّداً لمدةِ (15) يوماً مع دفعِ كفالةٍ ماليةٍ.

وما زالت “نهلة” ضِمنَ قائمةِ الممنوعينَ من دخولِ المسجدِ الأقصى في الأوقاتِ التي يتعرّضُ فيها المسجدُ وباحاتُه لاقتحاماتِ المغتصِبينَ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى