Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

لَسنا وَحدَنا هذه المرّةَ

بقلم : الصحفية ديانا المغربي

يجوبُ اسمُ الغزيِّ  العالمَ على الرغمِ من صغرِ البؤرةِ التي يعيشُ فيها، والتي تُسمّى “غزة”، إننا مليونا نَسمةٍ؛ لا نُشكّلُ من سكانِ المدنِ الأخرى أعشاراً؛ إلّا أننا نتصدّرُ أخبارَ النشراتِ العالميةِ والقوميةِ والعربيةِ بكُلِّ اللغاتِ؛ إننا اليومَ نشكّلُ الاستثناءَ في كلِّ القواعدِ، وما نحن استثناءً؛ إلاّ أنّ قضيتَنا عادلةٌ، وأننا شعبٌ يؤمنُ أنّ بزوغَ الفجرِ بات قريباً.

فنحن الوحيدونَ الذين نصحو عمالقةً من بينِ الخرابِ؛ لِنَرُدَّ ونَكسِرَ شوكةَ “جيش الاحتلال ” الذي رسمَ على مدارَ أكثرَ من سبعينَ عاماً حولَه “هالة” أنه لا يُهزَمُ! إننا هزمناهُ  فقَصفْنا “تلَّ أبيبَ” ومُدنَنا المحتلةَ، قصفْنا كلَّ أغلِفةِ مستوطناتِه التي ابتلعتْ أراضينا، إننا نَرُدُّ الصاعَ صاعَينِ؛ وسطَ ذهولِ المحتلِّ وكلِّ دولِ العالمِ.

صواريخُنا التي صُنعتْ بأيدي فلسطينيةٍ، وبإمكاناتٍ وقدراتٍ؛ حوربتْ من القريبِ والبعيدِ؛ تطوفُ مُدُنَنا المحتلةَ؛ فيهتفُ سكانُ المعمورةِ أجمعَ “اللهم حيِّ المقاومةَ”؛ بينما تَصدحُ بيوتُ غزةَ بكاملِها بالتكبيراتِ؛ وهي التي لم يُغادِرْها القصفُ والدمارُ والقتلُ والانتهاكُ يوماً واحداً على مدارِ أثنَي عشرَ يوماً.

غزةُ التي في خاطري؛ تَجمعُ أبناءَها كأنها تُنقِّيهم من بستانِ وُرودٍ، فتُصدِّرُهم للجنةِ جنوداً لا يُشبِهونَ الجنودَ على الأرضِ؛ إنهم فقط يُشبهونَ جنودَ باطنِ الأرضِ التي في غزة، تَتَبّعْ سيرَهم لحظاتِهم أوقاتَهم الأخيرةَ؛ تَجعلُكَ تدركُ أنّ اللهَ انتقاهم وأحبَّهم فاختارهم لجانبِه، حتى نقولَ للعالمِ أجمعَ انظروا إلى نجومِنا؛ فنُشاهِدُهم فاغري الثغرَ صدمةً واندهاشاً بكُلِّ هؤلاءِ الرجالِ، وبكُلِّ هذا الصمودِ والقوةِ والعزيمةِ.

في كلِّ عدوانٍ كُنا نقولُ يا “وَحدَنا” ؛ لكنّ هذه المرّةَ لَسنا وحدَنا كما كلِّ مرّةٍ، إننا الآنَ نشتبكُ بروحِ التعاضدِ والتآزُرِ الذي نَلمِسُه من كلِّ دولِ العالمِ ، إننا  نتابعُ مسيراتِ “واشطن، وباريس، وروما” وكلِّ عواصمِ العالمِ؛ ونقولُ يا فَخرْنا.. لقد عُدنا إلى الواجهةِ بمُناصرينا؛ بِعَددِ سنواتٍ عِجافٍ كُنا نَحسبُها نجاحاً للتطبيعِ الذي وصلَ غالبيةَ العواصمِ العربيةِ ؛ لكنّ سيفَ القدسِ أسقطَ رداءَ العارِ عنهم؛ فباتت الشعوبُ العربيةُ والأجنبيةُ والقوميةُ  تَصدحُ بِحناجِرِنا، حتى جزءٌ من الحكوماتِ اصطفتْ بخَجلٍ وراءَ الشعوبِ؛ لأنها تدركُ أنّ هذه المرّةَ مُختلفةٌ، وأنّ سيفَ القدسِ استُلَّ ليُعيدَ ليس فقط للشيخِ جرّاح هيبتَه؛ وإنما ليُعيدَ للعروبةِ جزءاً من كرامتِها، فأعادَ.

هذه المَرّةُ مختلفةٌ.. فالعدوُّ عادَ من حيثُ انتهى المرةَّ الماضيةَ بسياسيةِ التدميرِ والخرابِ، ونحن أيضا عُدنا من حيثُ انتهينا.. لكنْ بالبناءِ والتطويرِ حيثُ حصدتْ حربُ (2014) شهداءَ “كالمَقادمة والعطّار” فعُدنا بحصادِها صواريخَ دكّتْ مُدنَ العدوِّ؛ ومنَعتْهم من التجوالِ، وحوّلتْ مدينةَ “تلَّ أبيبَ” التي لا تُطفَأُ أنوارُها إلى مدينةِ أشباحٍ يَحرُمُ السيرُ فيها إلا بقرارٍ من “الضيف”، وهناك فَرقٌ بين العَودتَينِ، وهناك فرقٌ بينَ “إنْ عُدتُم عُدنا”، باتت الحضانة الشعبيةُ بكُلِّ ألوانِ الطيفِ تُدرِكُه وتَحسبُ له حِساباً.

ولا خلافَ أنّ هناك جزءاً مِنا _للأسف_ يُنكِرُ نصرَنا ونجاحَنا كما يُنكِرُ أحقّيةَ غزةَ بالدفاعِ عن القدسِ؛ باعتبارِها أصلَ القضيةِ والصراعِ، ويصولُ ويجولُ  عبرَ “السوشيال ميديا” بعباراتِ الاستهزاءِ والخنوعِ؛ ليس كُرهاً في المقاومةِ؛ بل لأنه معجونٌ بحزبيةٍ مَقيتةٍ ترفضُ أنْ تشاهدَ الآخَرَ؛ مُتناسينَ أنّ المقاومةَ الفلسطينيةَ ملوّنةٌ ضمّتْ كلَّ الصفوفِ، بَيدَ أنّ المحتلَّ هو من يتعاملُ مع الأخضرِ منفرداً؛ لأنه يدركُ أنه الأقوى، وصاحبُ القيادةِ، بل ويتساءلونَ ما هو نصرُ المقاومةِ!! والحقيقةُ أنه يكفينا نصراً …  أنّ مفهومَ “التحريرِ” لم يَعدْ أسطورةً وضرباً من الخيالِ، إنها حقيقةٌ ستَحدُثُ قريباً..

لقد بات كيانُ الاحتلالِ هشّاً وضعيفاً أمامَنا، وهُدمتْ الأسوارُ العاليةُ التي بناها الاحتلالُ في عقولِنا ونفوسِنا بأنه باقٍ للأبدِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى