Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

#حَنعَمِّرْها .. بلديةُ غزة تعيدُ الحياةَ لغزةَ الجميلةِ

 

تقرير : السعادة

مع بدايةِ العدوانِ على غزة؛ ظنَّ الاحتلالُ أنه سيعملُ على كسرِها بقصفِه للبنيةِ التحتيةِ، والشوارعِ، ومحطاتِ المياهِ والكهرباءِ؛ ما تَسبَّبَ بأزمةٍ كبيرةٍ على خطوطِ المياهِ والكهرباءِ؛  حيثُ تعمّدَ الاحتلالُ منذُ اليومِ الأولِ للعدوانِ استهدافَ المنشآتِ المدنيةَ ومصادرَ الحياةِ؛ بما فيها خطوطِ المياهِ الرئيسةِ؛ ما أدَّى إلى حدوثِ نقصٍ حادٍّ في وصولِ المياهِ المنزليةِ في مناطقَ واسعةٍ من المدينة .

امتدّتْ هذه الأعمالُ إلى استهدافِ وتدميرِ شبكاتِ المياهِ والصرفِ الصحي، وشبكاتِ الكهرباءِ، والبنيةِ التحتيةِ للمدينةِ، والمباني السكنيةِ، ومرافقِ البلديةِ الأخرى؛ فاتّخذتْ بلديةُ غزة الإجراءاتِ المناسَبةَ من أجلِ معالجةِ التدميرِ على غزةَ؛ لتَجنُّبِ المزيدِ من الآثارِ الكارثيةِ وأيِّ أحداثٍ في أعقابِ هذا العدوانِ .

فلم يكنْ من المتوَقَعِ بهذه السرعةِ؛ أنّ أبناءَ غزةَ وبلديتَها ستعملُ على تعميرِها بأقربِ وقتٍ ممكِنٍ! وهذا ما شاهدْنا أثناءَ الحربِ؛ حينَ تمَّ قصفُ الشوارعِ بالصواريخِ؛ وإحداثُ أضرارٍ كبيرةٍ كانت بلديةُ غزةَ تقومُ مباشرةً بتسهيلاتِ لرفعِ الدمارِ، ومحاولةِ إصلاحِ الشوارعِ بقدرِ ما تستطيعُ؛ لتسهيلِ حركةِ المَركباتِ والناسِ.

بناءُ غزةً

ولأنهم شبابُ غزةَ قادرونَ على التغييرِ وتعميرِ مدينتِهم؛ جاءت الفكرةُ من عددٍ من الفِرقِ الشبابيةِ والمتطوّعينَ للقيامِ بحملاتِ تنظيفٍ للمدينةِ؛ من ضِمنِها حملةُ “حَنعمِّرها”؛ فتَبنّتْ بلديةُ غزة الفكرةَ؛ ‏بتنسيقِ جميعِ الجهودِ  لتسخيرِ إمكاناتِ الجميعِ، والتعاونِ في تنظيفِ  شوارعِ المدينةِ من آثارِ العدوانِ، وتمَّ عقدُ اجتماعٍ تنسيقيٍّ مع الفِرقِ، و المتطوّعينَ، ومجموعاتٍ شبابيةٍ، والمؤسساتِ المختلفةِ؛ وحدّدتْ انطلاقَ الحملةِ وطبيعةَ العملِ  .

 

أكثرُ ما ميّزَ هذه الحملةَ؛ أنها جاءت بمبادرةٍ من أبناءِ المدينةِ، وبمشاركةٍ من كلِّ فئاتِ المجتمعِ؛  ففيها العمالُ، والطلبةُ، والأكاديميينَ، والنقابيينَ،  ومن مختلفِ التوجُّهاتِ الحزبيةِ،  وقد شاركَ فيها النساءُ والرجالُ والأطفالُ من مختلفِ الأعمارِ (الصغيرُ والكبيرُ)، وكانت حالةٌ من التنافسِ غيرَ مسبوقةٍ؛ فالكُلُّ يريدُ أنْ يكونَ في المقدمةِ  لإعادةِ تنظيفِ وبناءِ مدينتِه>

الحملةُ تستمرُّ أسبوعاً كاملاً؛ لتُغطّي جميعَ شوارعِ مدينةِ غزة، والتي كانت في دائرةِ الاستهدافِ في العدوانِ الأخيرِ، هذا الزخمُ لهذه المبادرةِ؛ كشفَ وجهَ غزةَ الجميلَ، وأظهرَ الإرادةَ القويةَ في الحياةِ، والتعميرِ، والتعاضُدِ، والتكاتُفِ  بين المواطنينَ، في إعادةِ المظهرِ الجميلِ للمدينةِ، فالمشارِكُ في  الحملةِ يزيدُ أملُه بأهلِ غزةَ وشبابِها؛  بأنهم قادرونَ على إعادةِ بناءِ المدينةِ بسواعدِهم .

هذه الحَملةُ والتفاعلُ معها؛ يؤكّدُ أهميةَ تكامُلِ الأدوارِ المبنيةِ على العِقدِ الاجتماعي الناظمِ لعملِ البلديةِ، وتطبيقاً لسياسةِ إشراكِ المواطنينَ في البناءِ، والمحافظةِ على المدينةِ.

شاركَ أكثرُ من ألفِ شابٍّ وفتاةٍ في غزة، بمُبادرةٍ تطوعيةٍ شعبيةٍ؛ تنظِّمُها البلديةُ؛ تهدفُ لتنظيفِ شوارعِ القطاعِ من آثارِ الحربِ التي استمرّتْ (11) يوماً؛ وتسبَّبتْ بأضرارٍ كبيرةٍ في الأرواحِ والبنيةِ التحتيةِ.

وتحتَ عنوانِ “ح نْعمِّرها”؛ انتشرَ الشبانُ والفتياتُ في المناطقِ التي دمّرتْها الطائراتُ الإسرائيليةُ، حاملينَ المكانسَ، ونظّفوا الأرضياتِ من الغبارِ وبقايا الركام.

تكاتُفُ الجهودِ

وفي حديثٍ مع د. “يحيى السراج” رئيسِ بلديةِ غزةَ:” هذه أكبرُ حملةٍ تطوّعيةٍ لتنظيفِ المدينةِ من آثارِ الحربِ؛ أطلقتْها البلديةُ بالشراكةِ مع مؤسساتٍ، وهيئاتٍ محليةٍ ودوليةٍ، وشركاتٍ خاصةٍ، ورجالِ أعمالٍ، وعائلاتٍ، ومواطنينَ”، مشيراً إلى أنّ انطلاقَ الحملةِ هو نقطةُ بدايةٍ لإزالةِ آثارِ ما خلّفتْهُ الحربُ، والبدءِ في إعادةِ الحياةِ للمدينةِ ومَرافقِها الحيويةِ بمشاركةٍ جميعِ فئاتِ المجتمع.

وأضافَ:” إنّ عمليةَ حصرِ الأضرارِ من قِبلِ الحكومةِ الفلسطينيةِ والجهاتِ المانحةِ؛ بدأتْ من خلالِ إعدادِ النماذجِ المختلفةِ للمساكنِ والمصانعِ، والبينةِ التحتيةِ؛ لتتكافلَ الجهودُ الشعبيةُ والرسميةُ في فضِّ غبارِ الحربِ عن القطاع”.

بدَورِها قالت “زينة الحداد”، وهي متطوعةٌ في المبادرةِ:” إنّ الحملةَ تهدفُ إلى تسليطِ الضوءِ على الدمارِ الناجمِ عن الحربِ، وتنظيفِ المدينةِ، وتعزيزِ المشاركةِ المجتمعيةِ من خلالِ مشاركةِ مئاتِ المواطنينَ في المناطقِ التي تعرّضتْ للقصفِ، خاصةً الأبراجَ وسطَ مدينةِ غزة”.

وأوضحتْ عضوُ المجلسِ البلدي “فداء المدهون” أنّ الهدفَ من هذه الحملةِ تعزيزُ مشاركةِ المجتمعِ، وتسخيرُ الإمكاناتِ المتبادلةِ لإعادةِ الحيويةِ لشوارعِ غزة؛ وذلكَ من خلالِ  تنظيفِ  شوارعِ المدينةِ، وإزالةِ آثارِ العدوانِ عن شوارعِ وطرُقاتِ المدينةِ  لتسهيلِ الحركةِ؛ خاصةً أنّ حجمَ الدمارِ كان كبيراً، وكان الاستهدافُ مباشراً للشوارعِ؛ ما ضاعفَ الجهدَ في الحاجةِ  لمِثلِ هذه المُبادَرةِ.

وتقولُ:”إنّ الحملةَ ستستمرُّ فعالياتُها بمشاركةٍ جماهيريةٍ خلالَ الأيامِ القادمةِ؛ ضِمنَ جدولٍ وضعتْهُ اللجنةُ التنسيقيةُ التي تضمُّ منظماتٍ ومؤسساتٍ محليةً فاعلةً في المجتمعِ، وفِرقاً شبابيةً وتطوعيةً للتأكيدِ على وحدةِ الشعبِ الفلسطينيّ، ومؤسَّساتِه وهيئاتِه في إعادةِ تعميرِ قطاعِ غزة.

وتضيفُ المدهون:” أثناءَ العدوانِ الإسرائيلي الغاشمِ على غزةَ؛ قامت بلديةُ غزةَ بإعادةِ تعميرِ الشوارعِ التي تمَّ استهدافُها بصواريخَ حربيةٍ؛ أحدثتْ خراباً ودماراً كاملاً؛ منعَ حركةَ سيرِ الإسعافاتِ، وقطعَ الطرُّقَ، ومحاولةِ فصلِ المناطقِ عن بعضِها؛ فقامت البلديةُ بتعميرِها؛ لتُمَكّنَ سياراتِ الإسعافِ والدفاعِ المَدني وعمالَها من الوصولِ إلى الأماكنِ بكُلِّ سهولةٍ .

إنجازاتٌ وإصلاحاتٌ

وتضيفُ عضوُ المجلسِ البلدي :”تواصلُ طواقمُ البلديةِ العملَ بشكلٍ دَؤوبٍ  لإنجازِ أعمالِ الوصلِ للخطِّ البالغِ قطرُه (10) إنش؛ وما زال العملُ متواصلاً، كما أجرتْ بلديةُ غزة أعمالَ صيانةٍ مؤقتةٍ لرصيفِ شارعِ الرشيدِ من الجهةِ الجنوبيةِ، بعدَ تقاطُعِ شارعِ    ( 10) والذي تعرّضَ لأضرارٍ بفِعلِ قصفِ الاحتلالِ المباشرِ للأرصفةِ والطرُقِ في المدينةِ؛  حيث بلغتْ مساحةُ الطرُقِ والأرصفةِ التي تضرّرتْ خلالَ العدوانِ نحوَ (127) ألفَ مترٍ مربّعٍ، وأجرتْ البلديةُ أعمالَ فتحٍ أوَّليّ للشوارعِ والطرُقِ المتضرّرةِ لحينِ توَفّرِ مشاريعَ لإصلاحِها بشكلٍ كاملٍ عام(2021) ،وإعادةِ فتحِ شارع ” الجرو ” بشكلٍ مؤقتٍ وأوَّلي، وإزالةِ الركامِ لتسهيلِ الحركةِ المروريةِ؛ ليصِلَ عددُ الطرُقِ التي تمَّ فتحُها بشكلٍ أوَّلي نحوَ (73) شارعاً.

وتُبيّنُ “المدهون” أنه تمَّ إعادةُ وصلِ  (260) متراً طولياً من خطوطِ المياهِ بشكلٍ مؤقتٍ وأوّلي، لحينِ توَفُرِ مشاريعَ لإصلاحِها؛ ليصلَ طولُ خطوطِ المياهِ التي تمّ إعادةُ وصلِها نحوَ (90%) من الخطوطِ المتضررة ،وإعادةُ وصلِ (80) متراً طولياً بشكلٍ مؤقتٍ وأوّلي من خطوطِ الصرفِ الصحي؛ ليصلَ طولُ خطوطِ  الصرفِ الصحي التي تمَّ إعادةُ وصلِها نحوَ (50 %) من الخطوطِ المتضررةِ؛ بالإضافةِ إلى  جمعِ نحوِ (450) طناً من النفاياتِ، وتشغيلُ (38) آليةً لجمعِ النفايات، وترحيلُ (550) طناً من النفاياتِ لمكبِّ جُحرِ الديكِ شرقَ المدينةِ، وتشغيلُ (420) موظفاً وعاملاً في الميدانِ؛ لمعالجةِ آثارِ العدوانِ بشكلٍ أوَّلي، و(110) عمالٍ مع عربةٍ لجمعِ النفاياتِ، وتشغيلُ (72) بئراً للمياهِ، وضخُ نحوِ (82) ألفَ كوبٍ من المياهِ للمواطنينَ، وتزويدُ آبارِ المياهِ بـ (780) لتراً من مادةِ الكلورِ؛ بهدفِ تعقيمِ المياهِ المنتجةِ، وتشغيلُ( 6) محطاتِ صرفٍ صحيّ، ومعالجةُ نحوِ (65) ألفَ كوبٍ من المياهِ العادمةِ في محطةِ المعالجةِ المركزيةِ.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى